الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العلمانويّون !!

عمّار المطّلبي

2013 / 8 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


لستُ في معرض تقييم حركة الإخوان المسلمين، و حكمها القصير المليء بالخطايا و الأخطاء.
و كم يبدو لي مضحكاً ذلك التهليل و التّصفيق من الكتّاب العلمانويّين، و هم يُعلنون جذلين فشل تجربة الإسلام السياسيّ، و موت الإسلاميّين، أو الاسلامويّين كما يحلو لهم القول !
وجه المسخرة أنّ الذي أنهى حكم الإخوان هم العسكر في مصر، لا الحشود الشعبيّة التي كان يُفترَض أن يكون التّغيير على يدَيها ، و أنّ الذي سارع إلى دعم الانقلاب هي الدّول الرّجعيّة في المنطقة كالسعوديّة و البحرين !!
و ليس هذا هو ما يعنيني، فالإخوان المسلمون قد أنهوا أنفسهم بأنفسهم يوم ألقوا بكلّ ثقلهم في حضن قطر، و تنازلوا حتّى أفرغوا حركتهم من كلّ مضمون، و اصطفّوا في معسكر الطّائفيّة البغيض، فبات همّهم الشّيعة الروافض، و مكافحة المدّ الشّيعي، و عقد مؤتمرات التحريض على الشيعة، و مهرجانات دعم الإرهابيّين في سوريا، بدل أن يكون همّهم مصر و شعبها الذي يعاني الفقر و المرض و الحرمان!!
لا أعرف كيف يوفّق العلمانويّون بين قيم العلمانيّة التي صدّعوا رؤوسنا بها، و بين مئات القتلى و آلاف الجرحى من المتظاهرين و المعتصمين في السّاحات ؟!!!
و لا أدري كيف تُمرِّر ضمائر العلمانويّين مشاهد الجثث التي ملأت ردهات المستشفيات و الشّوارع و السّاحات، بحجّة أنّ أولئكَ النّاس إرهابيّون، و يحملون السّلاح !!!!
يُظهر إعلام العسكر في قنوات التّلفاز الحكوميّة مشاهد لواحد أو اثنَين من المعتصمين الذين يُطلقون النّار، و يغضّ النّظر عن مئات المدرّعات، و حشود الجيش و الشرطة التي تقتل بلا رحمةٍ أو وازعٍ من ضمير !
تنقل وكالة رويترز للأنباء أنّ 38 سجيناً من المعتصمين قد ماتوا (اختناقاً !!!!!!!!)، جرّاء حشر أعداد كبيرة من النّاس في سيّارات الشّرطة التي كانت تنقلهم إلى سجن ( أبو زعبل ) السّيء الصّيت، فيردّ إعلام العسكر بأنّهم لم يقضوا اختناقاً، بل لاستنشاقهم الغاز المُسيل للدموع !!!
ثمّ يُفبرك قصّةً متهافتة عن محاولة السجناء الفرار من تلك السيّارات التي تُشبهُ أقفاص حدائق الحيوان !!
تُرى ما سيقول العلمانويّون عن ظهور مرشد الإخوان بالملابس الداخليّة( الفانيلا باللهجة العراقيّة)، و قد شدّها شرطيّ، و كأنّه لصّ أو تاجر مخدّرات، لا رئيس حركة سياسيّة كبيرة، كانت تحكم قبل أيّام، بغضّ النّظر عن موقفنا منه ؟!!
لا تنسَوا أنّ الرجل قد فقد ابنه الذي يبلغ من العمر 38 عاماً، حين قُتل في المظاهرات، تاركاً وراءهُ زوجةً و طفلَين !!!
ما الفرق بين هذه المشاهد و مشاهد التنكيل و التّحقير التي كان يقودها طغاة بني أميّة و بني العبّاس بحقّ المعارضين ؟!!
ألم يشاهد أحدٌ من الكتّاب العلمانويّين قناةً أميركيّةً، أو بريطانيّةً، أو فرنسيّةً؟! أما شاهدوا كيف يُعامَل المجرم السفّاح في المحاكم هناك؟!
أما شاهدوا كيف يظهر بكامل أناقته، جالساً بين محاميه، متمتّعاً بحقوقٍ معيّنةٍ، حتّى يصدر الحكم ..
يتمادى الحكم العسكريّ الذي يُطبِّل لهُ العلمانويّون في غيّه، فنقرأ أخباراً عن توجيه تهمة عجيبة للبرادعي، عنوانها: تهمة خيانة الأمانة الوطنيّة !!!
فالبرادعي بات خائناً، لأنّه قدّم استقالتهُ من الحكومة، و لم يرتض لنفسه أنْ يكون غطاءً للقتل!!!
لا يظنّن أحدٌ أنّ الإخوان براء من القتل و العنف، كيف و أنّ حركتهم قائمة على العنف، و مصادرة الحريّات، فهم كانوا ربّما وراء قتل الجنود في سيناء، و هم كانوا على نحوٍ ما، وراء سحل الشيخ حسن شحاتة و رفاقه ، و حرق كنائس الأقباط و حرق بيت الصحفيّ محمّد حسنين هيكل، و نهب و تحطيم متحفٍ للآثار، و تجيير الدستور لصالحهم، فليس في الأمر مقارنة. الحقّ أنّنا أمام وجهي عملةٍ واحدة ، لكنّي أردتُ الوصول بالقارئ إلى حقيقةٍ مرّةٍ، مفادها أنّ لا يُصدِّق دعاوى كثير من العلمانويّين في منطقتنا، فهم في نهاية الأمر علمانويّو عسكر، و علمانويّو عشائر، و علمانويّو علمانيّةٍ شرقيّة، لا يرفّ لها جفن أمام العذاب الإنسانيّ المروّع و مشهد آلاف الجثث من الجانبَين!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استمرار التظاهرات الطلابية بالجامعات الأميركية ضد حرب غزّة|


.. نجم كونغ فو تركي مهدد بمستقبله بسبب رفع علم فلسطين بعد عقوبا




.. أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني يبحث تطورات الأوضاع


.. هدنة غزة على ميزان -الجنائية الدولية-




.. تعيينات مرتقبة في القيادة العسكرية الإسرائيلية