الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة إلى الشعب المصري! الابتعاد عن (الحكمة المفقودة)

رغد نصيف جاسم السراجي

2013 / 8 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


رسالة إلى الشعب المصري!
الابتعاد عن (الحكمة المفقودة)
د. رغد نصيف جاسم

أسس أفلاطون أكاديمية في آثينا لتدريب الساسة في العام 388 ق, ونحن ألان في القرن الواحد والعشرون, حيث تدار البلاد ويحكم العباد كيف ما اتفق بعيدين كل البعد عن الحكمة في إدارة شئون العباد, (وكيف يفلح العباد إذ, جهالتهم سادوا ).
وقد حكمت الدول العربية لعقود من الزمن على وفق مبدأ(الحكمة المفقودة ), وكانت النتيجة: دول متخلفة وشعوب لا تمتلك قوت يومها, وألان بعد التغير نرجو أن تدار البلاد العربية بـ(الحكمة الموجودة).
ويرفض راشد الغنوشي الان رئيس حزب النهضة التونسي تشكيل حكومة تكنوقراط كما يريد حمادي جبالي رئيس الوزراء الأسبق في حكومة الترويكا, بل يريد حكومة حزبية. ولكن من المفرح هنا: انه اتجه للحوار مع الباجي قائد السبسي, وهذا يعني: الاستفادة من الآخرين حتى وان كانوا في النظام السابق ويعني كذلك: تغليب لغة العقل والمنطق.
أما الشعب المصري فقد ثار ضد القهر والاضطهاد و ضد الجوع, وما اقسي الجوع إلى درجة إن رب العزة والجلالة قدم (الأمان من الجوع )على (الأمان من الخوف) كما في قوله تعالى من سورة قريش: (الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف).
لكن ما الذي حدث بعد ثورة يناير التي كان غطاؤها من رصاص المستبد (الطرف الخارجي )؟ إن من امسك زمام الأمور لم يكن يمتلك الحكمة, ولم يع بصورة أكاديمية حرفية، ومعنى ذلك إن تثور الشعوب بعد النوم المكره لعقود من الزمن.
وكعادتنا نحن العرب لا نقرأ ونحب الركون للراحة, ونعشق الوصفات الجاهزة، فظلا عن إننا نطبق ما نراه أو ما نعثر عليه من نظريات الغرب عن الأحزاب والانتخابات والنسب المعتمدة بالتصويت وقوائم الانتخابات والفوز بالأغلبية البسيطة... وغيرها، وكلها نابعة من واقع الغرب وليس من واقعنا.

ومن استلم زمام الأمور بعد ثورة يناير أجري الانتخابات على وفق أصول ونظريات لا تتماشى مع الواقع . ولكن ما حدث ؟

لقد كان عدد الناخبين المصريين أكثر من (50) مليون ناخب, وكانت النتيجة للجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية المصرية هي: فوز (محمد مرسي عيسى العياط ) والذي يمثل(حزب الحرية والعدالة) بنسبة (51,73), وحصل (احمد شفيق) ( المستقل) على نسبة (48,27), وكانت نسبة الناخبين المشاركين( 51,85). إما نسبة الناخبين المتغيبين، فهي ( 48,15 )، أي :( 26420763) ناخب شارك فقط.
وكانت هذه نتيجة لثورة أغلب الشعب المصري( ثورة ثانية). ولكن ثورة بصمت, فأمتنع عن الإدلاء بأصواته، لأنه رفض رفضا قاطعا كل المرشحين لفقدان الثقة فيهم . ولكن كانت نتيجة الانتخابات على وفق النظريات الغربية لمصلحة الإخوان وقد تقترب من الخمس, وذلك لان من يحق له التصويت هوا كثر بقليل من خمسين مليون ناخب, والذي ذهب للانتخابات ستة وعشرين مليون ناخب موزعين بنسب تتفاوت بمقدار قليل بين محمد مرسي واحمد شفيق.
وكان يجب على من يمسك بالسلطة إن يجري استطلاع للرأي بوقت مبكر وقبل الانتخابات, ويعرف هذه النسب (نسبة المتغيبين عن الانتخابات) حتى يعرف ماذا يجري في المجتمع, ولا يأخذ نتيجة الانتخابات على علاتها، ويسلم السلطة للإخوان الذين حصلوا على نسبة تكاد تكون الخمس من أصوات الناخبين .
وقد كانت ردة الفعل للشعب معروفة, فالشعب بثورته الأولى هو من جاء بالانتخابات النزيهة، ومن ثم لن يتنازل عن حقه في قناعته باختيار من يحكم, وان الذي حدث مع( محمد مرسي عيسى العياط )كان ممكن إن يحصل مع (احمد شفيق) لو كان هو الفائز. ولكن هذا لا يعفي الإخوان من المسئولية عن أن سنوات تنظيمهم تتجاوز نصف قرن. ولكن لا يمتلكون الكاريزمية المهيأة لاستلام السلطة, فظلا عن إن شخصية ( محمد مرسي عيسى العياط) ينفع إن يكون رجل دين يلقي خطبة في جامع لا يزيد عدد الحاضرين فيه عن عدة مئات ،وليس قائد لشعب يقارب تعداده على التسعين مليون نسمة, وأيضا الإخوان لا يمتلكون برنامج عمل يستطيعون إن يطبقونه على ارض الواقع, و بمعنى أخر: يفتقدون للكوادر، وغير قادرين على تطبيق النظرية على ارض الواقع حتى ولو بنسبة معينة ,ولو كانوا يمتلكون الحنكة السياسية لكان الأفضل لهم عدم المواجهة, ودخلوا الانتخابات مرة أخرى هذا من ناحية, و من ناحية أخرى: ان اغلب المعتصمين لا أعتقد لديهم عمل ثابت, وإلا كيف يتركون عملهم, ويعتصمون، إلا يخشون على رزقهم ،أو إن رزقهم هو: الاعتصام, وهنا تكمن المعادلة الصعبة، فلم يبق حل قبالتهم إلاّ: الجوع أو فقدان الأمان، والنزول إلى الشارع, ورب العزة قدم الأمان من الجوع على الأمان من الخوف.
الموقف الحالي لمصر في غاية الحساسية, ويتطلب الحكمة من ذوي الاختصاص, وهنا لابد إن لا تتكرر ثورة الصمت, ويتم ذلك عبر توعية الشعب بمعنى (الديمقراطية), واتخاذ الإجراءات اللازمة المكفولة من قبل الدولة من اجل ظهور أحزاب يقتنع بها الشعب حتى وان أدى ذلك إلى تأخر إجراء الانتخابات, وهنا فأن من يقول: سيخرج الشارع للمطالبة بانتخابات سريعة، ولا يريد للمرحلة الانتقالية إن تطول!
وهنا لابد من إقناع الشعب عبر حملة واسعة حقيقية يقودها التكنوقراط تتضمن: الدعوة إلى تأسيس أحزاب لديهم برامج مدروسة, وقابلة للتطبيق من اجل النهوض بالمصرين, وإيجاد الية سلمية قانونية تدار من قبل لجان علمية تتسم بالنزاهة والحيادية تسحب الشرعية على وفق أسس دستورية عندما لا يحقق الحزب الحكم أي تقدم على وفق أسس منطقية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تهدد بحرب واسعة في لبنان وحزب الله يصر على مواصلة ال


.. المنطقة الآمنة لنازحي رفح | #غرفة_الأخبار




.. وثيقة تكشف تفاصيل مقتل الناشطة الإيرانية نيكا شكارامي عام 20


.. تقرير إسباني: سحب الدبابة -أبرامز- من المعارك بسبب مخاوف من




.. السعودية تسعى للتوصل لاتفاقيات شراكة أمنية مع الولايات المتح