الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في خدرها

أسامة معذى الطويل

2013 / 8 / 21
الادب والفن


هاي هي ضمت عبيرها وانكفأت إلى عباءة الماضي، أسدلتها ثانية وهي في عقر خدرها، كان خروجها لساعات من هناك كخروج السمكة من الماء .. هي ساعات أمضتها حالمة بما أرادته أبد الدهر .. لم تتعود هذا الجديد .. أحسته كثير عليها .. أرهقها أنه لها .. أنفاسها تقطعت كما أشواقها .. هو ذاك الوجه الذي أرادت أن تحدق به دونما خجل أو ملامة.. هو ذلك الصوت الذي كان يدغدغ وجدانها قبل أن تعرفه ..هي خلسة النظرة ورشاقة اللفتة .. هو ذلك الرسم الجريء بين دفاترها العذراء .. هو تلك الصورة التي صرعت كل الصور بين تنهيدة وآه .. هو تلك الدقات في صدرها عندما تتلفظ اسمه بين شفة وأخرى ..
وهي .. هي تلك المجاهيل الكثيرة المختبئة في آتون العتيق المقيت .. هشة أمام نزال كهذا .. لأن ما يحركها ليس ذاتها بل خوف تكدس فيها حتى السقوط .. خوف له معنى ووجهة .. له شكل ولون وجسد تقمص الفكرة والخيال.. وبعض أنصار … انها وحيدة في عرف القوم والقبيلة .. مذ كبر حلمها لساعات تنبهت إلى ما بها من جمال، تنبهت إلى انوثتها الفريدة الشريدة ..تنبهت لنقيضها الدفين في أحشائها كجنين يأبى الاحتضار ..

يا الهي .. أنت أم أنا .. وإذا كنت أنت … فلم أنا ؟

تراقب تلك الملامح بانعكاسات صماء لزجاج أخرق .. بارد جامد متسلط بصورة لا تكاد تعرفها .. ولا يكاد يعرفها ..

أهذه أنا ؟؟ وكأنني لم أرني مذ تدور صدري وأيقنت أنني بت شيئا آخر .. أمرا آخر .. شأنا لآخر ..
ولم الآن تفر هذه القطرات بين اناملي ؟؟ ألأنني أتألم أم لأنني ما عدت أتألم ؟؟
إلهي .. ان كنت أنت .. فلم أنا ؟
هم أرادوا .. وهكذا أنا .. أردتهم وأردت ما أرادوا …
كان خلف الأمس وأمام الغد ولم أره .. وها هو ينازعني الفكرة والصورة والحلم والخاطرة ولا أكاد أراه .. إنه بين أحشائي ولا اشعر به إلا كما هو .. أبعد من صوت فمي بموجة، وأقرب من وجع قلبي بنبضة …
إلهي .. ان كنت أنا .. فلم أنت ؟؟ لم أنا .. لمن أنا ؟؟

ذلك الثقل الملقى على صفحات ذاكرتها برز أمامها كجسر مقطوع ، لأول مرة ربما في حياتها تقف وجها لوجه في وجه شبح غربة تامة.. أربعة جدران تدورت حولها وفي داخلها .. لم يعلمها أحد فن الصعود .. كانت تحبو وما زالت .. لم تستيقظ من غيبوبة العمر إلا بعد بضع جمل قرأتها بركانا يغلي دونما فوهة .. هو ذاك الغريب القريب والحبيب الذي تراءى إليها بخجل مهيب .. أفهمها أنها فريدة بكل شيء حتى بدونه .. كانت تتخيله بين ذراعيها خلف سحاب بعيد لا ينظرهما أحد .. ما وراء الزمن .. هناك فقط تجرؤ على لقاء عينيه وسماع صوته .. لهذا أحبته .. أحبته على أن يكون بعيدا..

رسمت قدرها مجددا بانامل الماضي وانكفأت …

ـ إلهي إن كنت أنت … هذا أنت .. فمن أنا ؟؟ أيمكن لقتيل أن يكون قاتلا؟ من أنا ؟؟ لمن أنا ؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عبد الوهاب الدوكالي يحكي لصباح العربية عن قصة صداقته بالفنان


.. -مقابلة أم كلثوم وعبد الحليم حافظ-.. بداية مشوار الفنان المغ




.. الفنان المغربي عبد الوهاب الدوكالي يتحدث عن الانتقادات التي


.. الفنان محمد خير الجراح ضيف صباح العربية




.. أفلام مهرجان سينما-فلسطين في باريس، تتناول قضايا الذاكرة وال