الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اختلِفوا مع عظمائنا لكن لا تعادوهم

خليل محمد إبراهيم
(Khleel Muhammed Ibraheem)

2013 / 8 / 22
الادب والفن


حول الخونة
اختلِفوا مع عظمائنا لكن لا تعادوهم
أيها الأخ الأثير، والأستاذ القدير، والشاعر الكبير (سعدي يوسف) المحترم، أحييك أجمل تحية، وأذكر سيادتك بمقالتي التي كتبْتها حولك تحت عنوان:- (اختلفوا مع مبدعينا، لكن لا تعادوهم)، وأشعر/ اليوم- أني مضطرّ، لأن أعنون هذه المقالة، بما عنونتها به، فأنا أخبر سيادتك؛ أني قد قرأْت مقالتك المعنونة:- (الخونة)، والتي تكرّمْتَ فردّدْتَ فيها قول (فهد) العظيم:- (الشيوعية أقوى)، لكن أقوى بماذا؟!
أليست أقوى بالعمل والحب؟!
فإذا ما تخلّى الشيوعي عن أحد هذين الطرفين؛ أتراه قادرا على أن يكون شيوعيا حقا؟!
كم هُم الذين سقطوا من قطار الشيوعية؛ مضرّجين بدماء الخمول أو الكره أو بدمائهما معا؟!
المؤكد أنك ستتساءل:- (لماذا يقول هذا المغفل هذا الكلام؟!
هل اكتشف مجاهل أفريقيا؟! أم اكتشف الشيوعية عند (كارل ماركس)؟!)
والجواب البسيط:- لا هذا ولا ذاك، لكنك تعلم أننا نحبك، ونحب أن تعرفك الأجيال الجديدة؛ مبعدين أمثالك عن الوحدة؛ التي لا يقتل مثلها شيئا أكثر من (الشيوعي)، ولا سيما إذا كان يرى نفسه (الشيوعي الأخير)، وهو يستحقُّ كل لقب كريم، لكن هل تستحق الشيوعية؛ أن يكون فيها أخير؟!
أليست الشيوعية؛ أمل الإنسانية إلى الأبد؟!
وإلا، ففيمَ سالت كل دماء تلك التضحيات، وأحزانها عبر العالم، بل عبر التاريخ؟!
إن الناس؛ كانت تحلم بيوم يأتي فيه العدل الإنساني، فهل يتخلّى آخر الشيوعيين؛ عن هذا الأمل العظيم، بوحدته القاسية؟!
إنني أشك في هذا الطموح، لذلك أسألك، وأنت تهاجم كل هؤلاء الناس/ ولنترك الاختلاف حولهم- ألا تريد أن تعرّف الشباب ممن يُعاصرونك؛ أو يلونك؛ على شيوعيٍّ شريف عامل؟!
كلهم غير شريف؟!
إذا كان هذا هو رأيك في حزبك وفي رفاقك، فماذا يقول خصوم حزبك وأعداء رفاقك؟!
إنني لا أريد أن أقول لك إلا شيئين، لتتصوّر ما أحب تجنيبك إياه:- بماذا كُنْتَ تحلم يوم كُنْتَ شابا؟!
ألم تكُنْ تحلم بأن تكون منظمتك الأدبية؛ منظمة يسارية على الأقل إن لم تتمكن من تحقيق اليسار لوطنك؟!
فإذا ما وقف الذين جاؤوا بعدك، ليمنعوا البعثيين واليمينيين من التسلّط عليها بكل إمكاناتهم المتواضعة، وحرماناتهم؛ أتتهم هذه المنظمة، وهؤلاء بأنهم يدفعونها إلى الحزبية؟!
إذن، ما المطلوب من أحباء الشيوعي الخير الأخير؟!
أيتركونها في أحضان الآخرين؟!
إن خصومك، وخصوم منظمتك، لا يُريدون منك تصريحا أكثر من هذا، وأنت سيد العارفين، فهل تُريد هذا أنت أيضا؟!
إذا أجبْتَني ب(نعم)، فلن يكون لي عليك رد، إذ ماذا يمكنني أن أقول؟!
وحينما يكون كل رفاقك من الشعراء والأدباء والسياسيين من الخونة، فهل كُنْتَ تسير في طريق سليم؟!
عرِّفْ الجيل الحالي؛ على الرائعين من رفاقك، لماذا تصرُّ على ذمّهم والتصدي لمَن تظن أنهم سيئون منهم فقط؟!
إن شعبنا؛ محتاج إلى بيدر الخير الذي ملأتموه، فأرشدوه إليه قبل الرحيل، وقبل أن يسطو اللصوص عليه، لذلك، فكثيرا ما دعوْناكم للحضور إلى بلدكم، فكان لسيادتك، وللأستاذ (مظفر النواب)، ولغيركما/ وأنتم محقّون- فلكم رأي غير رأينا، ولو حضرْتم، لوقفْنا معكم، كما وقفْنا معكم، ولم تحضروا، فإذا لم تتمكنوا من العمل/ في هذه الأيام- فاسمحوا لغيركم بالعمل، وقد أبهجني أمران سأحدّثك عنهما، بوصْفنا أخوين/ كبير وصغير- فقد أعلن الأستاذ (إبراهيم الخياط)/ وهو يسرد حسابات الاتحاد؛ أمام الناس والقضاة يوم انتخابات الاتحاد الأخيرة- أن الأستاذ (مظفر النواب) قد تبرّع بمبلغ صغير من المال للاتحاد، وأعترف لك، بأننا/ بوصفنا جمهور الأدباء- أكبرنا منه ذلك، وانتقدْنا الاتحاد؛ أينبغي له أن يأخذ من (مظفر)/ في هذه الظروف- شيئا؟! أم ينبغي أن يُعطيه؟!
لكنه كرم نفس الأستاذ، وتفضله على أخوته وأبنائه.
ثم أن الأستاذ (عبد الزهرة زكي) ألقى محاضرة عن حياته/ على قاعة الجواهري؛ في الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق الحبيب- فتحدّث عن أول قصيدة نشرت له، فكان (سعدي يوسف) هو محرر الصفحة الثقافية في جريدة (طريق الشعب) وهو الذي نشر له القصيدة، وأرسل له ودعّمه.
إلى هنا انتهى كلام (عبد الزهرة) عن (سعدي)، فما كان مني إلا أن امتطيْت منصة (الجواهري) العظيم، لأتكلم في هذا الموضوع، ثم طرحْت سؤالا أظنه مهما هو:- (هل يوجد اليوم؛ صحافي ثقافي؛ يفعل هذا؟!)
فكان جواب الجمهور/ وكأنه فرقة مسرحية مدربة- (كلا)، نحن نريد أن نفخر بعظمائنا، وأخبرْني من فضلك:- (هل يوجد مَن لا عيب فيه؟!)
أتظن أنه ليس لنا نقد للاتحاد، وليس عندنا على الآخرين شيء؟!
عندنا، وعندنا الكثير، لكن واجبنا أن نقول لهم ما نريد، ننبههم إلى ما نحب؛ نخبرهم بما نتوقع، ولا بد لكل منا/ في الآخر- أن يعرف مكانه.
قبل أن أنهي هذه الملحوظات/ التي أرجو ألا تغضبك- أخبرك أن بعض خصوم الحزب يطرح عليَّ سؤالا خطيرا/ فهُم يزعمون أني مثقف- لماذا تحب هؤلاء الملحدين مع أنك مؤمن؟!
فكُنْتُ أجيبهم:- (الإيمان والإلحاد؛ ليسا من شأني؛ الله تعالى هو الذي يُحاسب عليهما، لكن عرّفوني على مَن هو أنظف منهم يدا، وأكرم تاريخا، وأنا أتركهم له.)، فكانوا يصمتون.
من هنا كنْتُ/ وما أزال- أقول لإخواننا:- (اختلفوا مع عظمائنا لكن لا تعادوهم)، ومن هنا أقول:- من واجبنا أن نرى القذى في عيوننا لمعالجته، لكن ليس من حقنا أن نفقأ عيوننا كي يسوخ فيها، فما رأيك؟!
لك خالص ودي.
تلميذك الصغير خليل محمد إبراهيم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع


.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو




.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05


.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر




.. جريمة صادمة في مصر.. أب وأم يدفنان ابنهما بعد تعذيبه بالضرب