الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مهجة.. وهنادي

أماني فؤاد

2013 / 8 / 22
ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف



"مهجة" أحد الشخصيات في "تانجو وموال"رواية "مي خالد"الأخيرة، طالبة من صعيد مصر، تلتحق بكلية الإعلام في القاهرة، تلتقي بأحد الرجال المتزوجين الذي يحيطها بالرعاية والحب، الحب الذي تفتقده في حياتها لموت أبويها، ولم تستشعره مع أخواتها الرجال حتي وأن كانوا يضمرونه لأنهم ذكور، فمجتمعهم المحافظ يُفضل فيهم الصلابة والجدية لا الحدب والحنان،تتعلق بالرجل المتزوج ويمارسا الحب،فتصبح بعد فترة حاملا. بمساعدة أصدقائها،تجري عملية إجهاض،ثم تجري عملية أخري لإرجاع الوضع كما لو كانت فتاة عذراء،بعد فترة تتزوج من أحد شباب بلدتها،دون أن يعلم أي شيء عن معاناتها السابقة.

ذكرتني "مهجة" بالنسخة المعاصرة من "هنادي" في رائعة "طه حسين" "دعاء الكروان"، النموذج المطور من الفتاة التي تفقد بكارتها، حين يتغلب الحب والغريزة عليها في لحظة ضعف، يغيب فيها العقل وتتغلب المشاعر.

هنادي ذهبت في "الوبا" بإيعاز من أمها وبيد خالها لاقت حتفها،كان الموت ولم يزل في بعض المناطق من المجتمع المصري والعربي، الحل الوحيد لبعض حالات البنات اللائي يُكتشف تفريطهن في ما تسميه العائلات جريمة الشرف.

الموت لمن لاتحافظ علي بكارتها في القديم والحديث ،اوممارسة خداع الأخرين والكذب في النسخة الأكثر تحررا من هنادي،سافرت مهجة بعيدا عن أهلها لتدرس، لذا تمكنت من أن تجد حلا يوفر لها نهاية سوي الموت.

تتسم كلا النهايتان ـ فيما أري ـ إما بالقهر والظلم، أو بالخديعة والتزييف،كلا المواجهتان القديمة والحديثة يتطلبا إعادة التقييم،قضية من قضايا المرأة والمجتمع الكثيرة التي ينبغي أن لا يتحرج الإعلام الجاد في طرحها للمناقشة،بداية من البوح بالظاهرة ومناقشتها بموضوعية،والرجوع بها إلي رحلة التنشئة المثلي للفتيات والأولاد،والتمسك بأصول الأديان وثوابت الأخلاق،والتوعية بأساليب استيعاب حاجات الشباب وطاقاتهم، وتوجيهها في المسارات الصحيحة.

تظل المرأة دائما في منظومة مفاهيم مجتماعاتنا كبش الفداء،الجانب الهش الذي يقع علي عاتقة "العار والتار" لعلاقة لم تكن فيها طرفا وحيدا،بل أحيانا ما تكون ضحية عملية اغتصاب، لا ذنب لها سوي كونها امرأة،المادة الخام للغواية كما في الموروث.

كيف لعملية النقاش أن تتجاوز الادعائية، والأحكام الأخلاقية سابقة التجهيز للثقافة الذكورية، لتنطلق من الأبعاد الحقيقية لهذه الظواهر،اولها أن للظاهرة طرفين لا يقبل العقل المنصف هامشية مايقع علي عاتق الرجل فيها،كما لا يقبل أيضا عقابه لدرجة فقد الحياة أو إيذائه كما يحدث مع المرأة، ينطلق الطرح العلمي من أن الإنسان خُلق وفي جيناته نقاط ضعفه،مهما لاقي من تنشئة أخلاقية دينية هناك لحظات ضعف ،من شأن من يخطأ أن يراجع نفسه، يصحح مساره،كما جبلنا علي الصواب والخطأ، منحنا الله رخصة التوبة وإعمال العقل للبعد عن الموت أوالتزييف،كيف للاحتواء الأسري والحوار،الصداقة بين الأباء والأبناء، إيجاد حلول توافقية تعالج تلك الحالات ولا تتسم بهذا العنف،أن تشكَّل بدائلا تراعي إنسانية البشر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. امرأة تتقدم للترشح على منصب رئيس الجمهورية في إيران


.. كلب هجــــ م علي طفــــ لة فأصبحت ملكة جمال




.. التحالف الوطني يطلق مبادرة لتعليم صناعة الخبز بأنواعه لدعم و


.. رئيسة رابطة سيدات الشويفات السابقة والناشطة الاجتماعية ابتها




.. رئيسة رابطة سيدات الشويفات شيرين الجردي