الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تفجير مسرحي في بابل

سرمد السرمدي

2013 / 8 / 22
الادب والفن


تفجير مسرحي في بابل أسمى آيات العزاء لكافة اسر ضحايا الجمهور الذي كان حاضرا مسرحية ( لاجترا ) التي عرضت من على خشبة مسرح نقابة الفنانين في بابل, مع خالص الدعاء لهم بالصبر والسلوان على مصابهم الجلل والشفاء العاجل لكل الناجين وعلى رأسهم الشاعر موفق محمد, حيث استطاع الحظ ان يسعفهم بالخروج قبل الانفجار بدقائق, ونود أن نحيي وبشدة كل المشتركين بهذا العمل التفجيري المسرحي بداية من الممثل حسن الغبيني والممثل ثائر جبارة وباقي المشاركين في هذه العملية التي وصفت بالنوعية من بين عمليات التفجير التي سبقتها ومنهم كاظم خنجر واحمد ضياء وعلي سمير وياسر الأعسم, وآخرين لم يتم التعرف على أداءهم . في الساعة الرابعة من عصر أحد أيام الأسبوع التي تجتمع لتقرر كونها شهرا ثم سنة إلى حيث نتوقف عن الحساب مجبرين, وجهت لنفسي دعوة الحضور لعرض مسرحي, وجاهدت بإقناعها بأننا سنرى جديدا يثور بركة ملل راكدة لأجل أن لا تصل حدا تحال فيه مستنقع, نغرق فيه أخيرا, وصلت لكرسيي مكسور ارتضيته بداية مشوقة تبعث بنوع من التغيير في تقاليد مشاهدة عرض مسرحي, استأذنته الجلوس ولم يكن بوسعه الرد تبعا لحالة اللامبالاة التي ألمت به بعد معاناة طويلة تجسدت بانتظار من يصلحه, وانتهت بمجيء من يأتي ليجلس على جرحه, وكما لم يعد يفرق عند الكرسي أن يفارق حالة الثبات التي أحلت به, تجرأت لأنظر إلى ستارة المسرح في مخبئها الجبري الذي لم تجد بدا من أن تحل به ضيفا متربا بما عج وطار من غبار الصالة والخشبة, ستارة مسرح تختبئ وهي التي وضعت لكي تجسد شريط الهدية يفتتح مفاجأة عالم يقدمه الفن على انه الممكن جماليا, استحال بعد مناجاة الكرسي والستارة ان يضيف لي العرض المسرحي الذي لم يبدأ بعد ما أفكر به وقطرات العرق تنصب من شدة الحكم الذي بت في حق أجهزة التبريد من قبل محكمة الكهرباء مع وقف التكييف, تمادى امتعاضي للدرجة التي استكثرت هذه العقبات التي عادة لا تأتي في حساب نتاج عملية التلقي المسرحي, واذا بالمسرحية تبدأ بأن تحال الخشبة والمسرح لظلام دامس, حس بته العادي من روتين انقطاع الكهرباء الذي نشتاق لو تأخر عن اللا موعد, وإذا بها بدأت المسرحية . بدأت أصوات تأتي في الظلام, لا تحتاج لنور ان يضاء لنسمعها, فهي عالية بما يكفي, ولكن هذا الغلو لم يكن واضحا لدى الممثلين لأنهم اخذوا بالضرب على أيدي الجمهور الجالس في الصالة حينما تقافزت أجسادهم بين الكراسي ولم يكن وقتها ممكنا ان تتوقع من أين تأتيك الضربة فرأيت اغلب الحاضرين قد اخفوا رؤوسهم وبعضهم غادر متمسكا بطوق نجاة النور القادم من باب الخروج ليدله على الشارع, الذي يعد وقتها شاطئ نجاة لمن يتم إغراقه في محيط من الضربات والصرخات التي تركز في جملة واحدة تم تكرارها وهي حي على الجهاد, ثم انتهت الدقائق الثقيلة بوقوف الممثلين على المسرح وإنارته لكي يقال أن المسرحية انتهت ويبدأ التصفيق, وقد بدأ فعلا التصفيق بكل قوة فرحا بانتهاء المسرحية, لكن التصفيق وحده لا يكفي ليمنع انتهاء الحياة خارج المسرح عند كل تفجير . سرمد السرمدي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا


.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط




.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية


.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس




.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل