الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فيم ألخروج يوم 31 آب بعد زيادة رواتب الموظفين؟

صميم القاضي

2013 / 8 / 23
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


أن الحراك الشعبي العراقي الذي انطلق منذ انتفاضة ساحة التحرير في شباط 2011 ,والذي قطع اشواطا كبيرة نحو خلق وعي اجتماعي بضروروة الاصلاح السياسي, يتجه الآن الى توضيف هذا الوعي على الارض في تظاهرات 31 آب 2013 . في هذا اليوم سيتولد الزخم الشعبي الضروري لفرض اردة المواطنة العراقية في الاصلاح السياسي على السلطة .أن الحملة التي ستلتئم في 31 آب من اجل تحقيق هدف سياسي مشروع وعادل وهو (الغاء تقاعد البرلمانيين) ستفرض أرادة المواطنة كقوة سياسية على الساحة من خلال : أولا ألزام السلطة بحماية حقوق المواطنة ( كحق الانتخاب والاعتراض والتظاهر وتشكيل الجمعيات والاحزاب وحرية الرأي والمعتقد وحرية النشر) و التي رسختها الحملة من خلال التجربة الطويلة والجهد الكبير , وثانيا ترسيخ الحملة لواجبات المواطنة الاساسية في مراقبة عمل السلطة ومحاسبتها من خلال أعتراضها على (شرعنة) نهب المال العام بالمطالبها الاساسي والوحيد في الغاء تقاعد البرلمانيين.
ان حملة الغاء تقاعد البرلمانيين تمتلك من عناصر القوة ما يمكنها من ان تكون الولادة الاولى الموفقة لنضال عراقي سلمي لبناء دولة المواطنة والمدنية الديمقراطية. لقد تعلمت الحملة من تراكم الخبرات للنضالات المرة التي كانت فاتحتها في شباط 2011 , فالحملة خاطبت العراقيين جميعا كعراقيين وليس كمكونات, وهي تطرح قضية تهم حقوق كل العراقيين, وهي وضعت اطارا سلميا وموضوعيا للاصلاح من خلال الزام النظام السياسي القائم بمسؤولياته . بذلك تجنبت الحملة, لحد الآن, المنزلقات السياسية التي وقعت بها بقية الحراكات التي انكفئت على نفسها بمخاطبة مكون عراقي دون آخر ,او الدعوة لمطالب عادلة ولكن بمنهج فئوي او محاصصي ادنى من سقف المواطنة ,أو التي انحدرت لدعاوى العنف في مجتمع مزقته الحروب, او قفزت لدعاوى تغير النظام دون ان تمتلك القاعدة الجماهيرية و القيادة المقنعة ولا البديل السياسي الذي يطمئن لة العراقيين.
أن الحراك العراقي اذ ينطلق من حيث هو الآن لبناء الوعي الشعبي بألزام السلطة بحماية حقوق المواطنة و ترسيخ واجبات المواطنة الاساسية في مراقبة عمل السلطة ومحاسبتها , فأنه سيواجه مهمة تخطي جملة من التحديات تتمثل في ازمة الثقة بين المكونات العراقية ,وتوسع الهوة في النسيج الاجتماعي الناتجة من عقود من الاقتتال الطائفي, و ضمور ايمان الافراد بحقهم بالانتقال من وضع الرعية التابع الى وضع المواطن المسؤول وما يترتب علية من الانقلاب على حزمة المفاهيم والتقاليد البالية التي تقيد المواطن وتجعلة حبيس التبعية , و أخيرا قلة ثقة المواطنين بقدرتهم على تغيير السلطة والدستور من خلال نضال مشترك و من خلال تنظيم جهودهم.
أن احتفاظ الحملة بعوامل قوتها الاربعة ( خطاب المواطنة, عراقية المطلب , السلمية , التغيير من خلال المنظومة القائمة) هي التي ستكون كفيلة بمعالجة التحديات آنفة الذكر . فبقاء الحملة عراقية بمعنى ان تبقي الباب مفتوح للمتحفظيين من المكونات العراقية وان تتحلى بمسؤولية القيادة لا المنافسة على الاسبقية السياسية وأن تحافظ على أن أن تكون الحلول شاملة لجميع العراقيين وأن ترفض محاولة الانفراد بفصيل او فصيلين بمنحم بعض الامتيازات الجزئية و أن ترفض انصاف الحلول ,وان تحافظ على سلميتها , وعلى مطلبها بضمن ما يكفلة الدستور العراقي. بذلك ستخلق مسارا جديدا في العمل السياسي العراقي قائم على تفعيل مسائلة السلطة من قبل الشعب بذلك ستكشف مواضع الخلل في القوانين والدستور التي تغمط حقوق المواطنة وتجعل من اصلاحها اهداف للنضال وتلزم السلطة بالقيام بواجبها بالاصلاح او تؤدي بالضرورة لتعرية تهاون السلطة في تواطئها مع الفساد.
لذا فأن استعمال ستراتيجية الموجات النضالية المتعاقبة هي الافضل في تطوير الوعي السياسي والممارسة النضالية والتنظيم الفعال. ويكون ذلك بالبدء بحملات صغيرة لقضايا مطلبية والانتقال بتنامي التنظيم الجماعي وزيادة تمرسة النضالي ووعية السياسي حتى يتمكن من النضال من اجل تغييرات اكثر جذرية واهداف اكثر شمولية للوصول الى تغيير مواطن الخلل في الدستور في مواضع المحاصصة والالتفاف على حقوق المواطنة وعلى مراقبة السلطة وحاسبتها.
من هنا تأتي اهمية المشاركة بحملة الغاء تقاعد البرلمانين في 31 آب 2013, فالحملة لن تؤدي الى اسقاط الظلم والاجحاف بسرقة حقوق المواطنين المالية من قبل البرلمانيين , بل ستكون الحملة خطوة جديدة في طريق الوعي العراقي لتشكيل رابطة المواطنة بدل الروابط الطائفية والعرقية , ان مشاركة جميع المواطنين بمختلف خلفياتهم بالحملة وانتصارهم على الحواجز النفسية التي تخلقها مخاوفهم الطائفية والعرقية والتي تعززها السلطة من خلال الارهاب وعدم الاستقرار وثقافة المحاصصة سيكتشفلهم عن القوة التي تتولد من رابطة المواطنة , وستتعزز الممارسة النضالية بمواجهة آلية الاستبداد العاتية , وسيتآصر التعاون بين الحركات المجتمعية والجمعيات والتيارات والافراد المساهمين بما ستتولد من قنوات التفاهم والتضامن ومن لغة مشتركة للتعامال مع الازمات والمشاكل .
لقد لمس العراقيون تأثير توحدهم تحت مظلة المواطنة للمطالبة بحقوقهم في قيام السلطة بزيادة رواتب بعض فئات الموظفيين في محاولة لاسترضاء قواعد جماهيرية واسعة لفت عضد الحملة و سيرى العراقيون يوم 31 آب 2013 كيف سيغير رئيس الوزراء و بقية افراد السلطة الطريقة التي سيخاطبونهم بها وسيستعيد العراقيون أحساسا غامرا بقوتهم وكرامتهم كانوا قد ذاقوه في شباط عام 2011 حين قامت انتفاضة ساحة التحرير وافتقدوه منذ أن ققروا أن يرخوا عزيمة نضالهم ويصغوا للوعود رئيس الوزراء المعسولة بمهلة المئة يوم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الصين تحذّر واشنطن من تزايد وتراكم العوامل السلبية في العلاق


.. شيعة البحرين.. أغلبية في العدد وأقلية في الحقوق؟




.. طلبنا الحوار فأرسلوا لنا الشرطة.. طالب جامعي داعم للقضية الف


.. غزة: تحركات الجامعات الأميركية تحدٍ انتخابي لبايدن وتذكير بح




.. مفاوضات التهدئة.. وفد مصري في تل أبيب وحديث عن مرونة إسرائيل