الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحلقة التاسعة والثلاثون من ثورة 14 تموز

وصفي أحمد

2013 / 8 / 23
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


السادة لا ينسقون مواقفهم
في فترة الانتداب لم يعمل السادة بالتنسيق فيما بينهم ولاهم تصرفوا بطريقة متناغمة . فبعضهم , الجاف بيكزادة الأكراد , زعماء عشيرة الجاف وأصحاب كل منطقة حلبجة , تصرفوا على طريقة نقيب بغداد , فاعتبروا أنفسهم و الانجليز شيئا واحداً . أما سادة آخرون , مثل العالم الشيعي النافذ محمد الصدر فقد عارض الانجليز وأيد الملك . بينما سعى البعض الآخر مثل الشيخ محمود , أول سادة البرزنجي في السليمانية , فقد كان يقاوم كل سلطة كلما سنحت له فرصة , فقد حمل السلاح ضد الانجليز , أو ضد الملك , أو ضد الاثنين معاً في السنوات 1919 و1923 و 1930 .
وغياب التلاحم بين السادة عكس نفسه في تعدد و بدائية أحزابهم وأجنحتهم . فكانت هذه تتجمع و تنقسم على أسس شخصية أكثر من تجمعها و انقسامها حول مباديء سياسية . وقد فعل الملك , الذي لم يكن راغباً في تبلور أية معارضة قوية , كل ما باستطاعته للحفاظ على خلافاتهم حية .
وتصارعت الأحزاب بقوة في البرلمان . وهنا سار السادة أيضاً في طرق مختلفة في ما بينهم . وهكذا , ومع أن عدد السادة في الجمعية التأسيسية كان يصل سنة 1924 إلى 19 من أصل 99 عضواً , فغن خمسة منهم صوتوا إلى جانب المعاهدة , بينما عارضها أربعة , واستنكف واحد عن التصويت . أما الآخرون فقد خافوا الغضب الجماهيري و فضلوا البقاء بعيداً . وفي سنة 1926 كان البرلمان يضم 88 نائباً , وقد وافق 11 من أصل 17 من النواب السادة على تمديد صلاحية المعاهدة لمدة خمس وعشرين سنة , وخرج خمسة من القاعة احتجاجاً , وكان واحد غائباً .
ولا يصعب أسباب التفكك السياسي للسادة , فمن ناحية , يجب أن نذكر أن السادة لم يكونوا يمثلون طبقة اقتصادية واحدة ذات مصالح أساسية متطابقة , بل شريحة من الرجال من فئات مختلفة تمثل وظائف اجتماعية مختلفة حتى عندما تنتمي إلى فئة دخل واحدة . ومن ناحية أخرى , فإن السادة الذين كانوا ملاك أراض وأثرياء , كانوا هم أنفسهم منقسمين لا على أساس عرقي ( أثني ) فحسب بل على أساس طائفي أيضاً .
كما مالت الاعتبارات الخاصة أو العائلية إلى أن تزن كثيراً في سياسات ذلك العهد . ولم يكن الانقسام إلى هذا الجناح أو ذاك في أغلب الأحيان أمثر من رهان على الحصول على تأييد لكسب منصب ما , أو أرض ما , أو أي كسب شخصي آخر . وكان هذا ما وجد تعبيره الكلاسيكي في سلوك أغنى وأكبر ملاك الأراضي من السادة العشائريين على الفرات : محسن أبو طبيخ وشقيقه جعفر , ففي ما عدا العقارات الواسعة جداً على شط الحلة وشط الشامية , كانت ثروة عائلة أبو طبيخ قد قدرت في سنة 1926 بحوالي 50000 ليرة ذهباً . وكان جل طموحهم هو تدعيم هذه الثروة وتضخيمها . ولم تكن هناك من طريق في الشامية إلا الانخراط في قوة سياسية . ولكن هذا محفوفاً دوماً بخطر الرهان على الطرف الخطأ .
وصفي السمرائي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا تدعو سوريا -لاستغلال الهدوء- للتقارب مع المعارضة والتح


.. VODCAST الميادين | حمة الهمامي - الأمين العام لحزب العمال ال




.. غريتا ثونبرغ تنضم إلى آلاف المتظاهرين لأجل المناخ في هلسنكي


.. نيران تأتي على البرلمان الكيني إثر اقتحامه من آلاف المحتجين




.. ماكرون: -برنامج اليمين واليسار سيؤديان الى حرب أهلية في فرنس