الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشرعية الدولية...بين مفهومين

نجاح يوسف

2002 / 11 / 5
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


 

اروقة الأمم المتحدة ومكاتبها وموظفيها مشغولون هذه الأيام بقضية العراق ..ومجلس الأمن الدولي بكافة اعضائه منهمك بدراسة المشاريع حول إصدار قرار رادع للنظام العراقي , يجبره على تطبيق قرارات الأمم المتحدة بخصوص نزع سلاحه الكيمياوي والبايولوجي .. وإلى هنا ينتهي دور مجلس الأمن ..!! وما ذا عن الدولاب الدموي الذي يدور بالعراقيين ومنذ أكثر من ثلاثة عقود؟ من سيعالج هذه المأساة ؟ اليست هي مسؤولية الأمم المتحدة وقانونها الدولي؟ متى وكيف ستتبطق قوانين الشرعية الدولية التي تخرق كل يوم في العراق ؟ عن طريق إصدار قرارات جديدة؟  وماذا حصل للقرارات الدولية السابقة والتي لم تطبق؟ وإلى متى سيبقى قرارمجلس الأمن رقم  688 أسير تناقض مصالح دول الدائمة العضوية (دول الفيتو) ؟

أما نحن , الشعوب الفقيرة ,المنتهكة حقوقنا كل ساعة, نعيش بين فكي الدكتاتوريات والهيمنة الدولية!! فملاذنا هو الأمم المتحدة وشرعيتها,  وقانونها الدولي , رغم الضعف والانقسامات الظاهرة فيها..

لن أتطرق إلى خروقات الدول الأخرى للشرعية الدولية وخاصة إسرائيل .. فهي ليست مدار بحثنا الآن .. ولكني أريد أن أركز على تباين مواقف المعارضة العراقية من قضية الشرعية الدولية وكيف ينظر إليها ويفسرها كل طرف,  ومن أي منطلق ...وهل تستطيع المعارضة العراقية الإستفادة من الأمم المتحدة  في نضالها ضد النظام الدكتاتوري وبناء العراق الديمقراطي الفيدرالي الذي تنشده الغالبية ؟

لا يخف على احد ان هناك موقفين متابينين للمعارضة العراقية تجاه الوسيلة الناجحة والمتاحة لإسقاط النظام الفاشي في العراق.. فالمؤتمر الوطني العراقي وجماعة الستة , يعتقدون بأن المعارضة العراقية وبوضعها الضعيف الحالي ليس بمقدورها تخليص شعبنا ووطننا من براثن الوحش القابع على صدور العراقيين .. فلا بد  من الإعتماد المباشر على المشروع العسكري الأمريكي (الحرب) , لأنه وحسب مفهومهم واعتقادهم, لا يمكن القضاء على هكذا نظام فاشي شمولي , مستعد ان يستخدم أسلحة الدمار الشامل ضد شعبه المنتفض ,والتي استخدمها بالفعل في حلبجة والأهوار ,  من اجل البقاء في السلطة.. لا يمكن القضاء عليه إلا بالقوة العسكرية , والولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة , المستعدة , والمؤهلة عسكريا أكثر من غيرها للقيام بهذه المهمة !! كما أن هناك أصوات اخرى ضمن هذه المجموعة ترحب , بل تشجع بقاء القوات الأمريكية في العراق لسنوات طويلة (بعد التحرير), لكي يستطيع العراقيون بعدها او اثنائها , حسب رأيهم , بناء (دولتهم الديمقراطية) الموعودة !!

أما الموقف الثاني والذي يتبناه التيار اليساري  وحزب الدعوة , فإنه يؤكد على أهمية الإعتماد على القوى الذاتية (وحدة المعارضة العراقية) وفصائل من الجيش العراقي أولا , والترحيب بأي مساعدة خارجية نزيهة, (الأمم المتحدة وقراراتها التي تنتصر للشعب العراقي كقرار رقم 688  , إجراء إنتخابات حرة وديمقراطية تحت إشراف الأمم المتحدة , كما حدث في بلدان عديدة أخرى , وتقديم رأس النظام وأقطاب حكمه للمحاكمة الدولية على الجرائم البشعة التي ارتكبوها بحق الشعب العراقي ودول الجوار..الخ) . وهم بهذا يرفضون خيار الحرب كحل وحيد للقضية العراقية , وينطلقون من مبدأ ان الحرب القادمة سوف لن تجلب غير الكوارث والدمار لشعبنا ووطننا , كما أنها (أي الحرب) سوف لن تحقق طموح شعبنا في الديمقراطية والفيدرالية, بل بالعكس , فسوف تكرس إحتلال العراق ونهب خيراته وهالهيمنة على مقدراته. إلى جانب المخاطر الذي سيجلبها معه هذا الإحتلال , من تصدير عملياته العسكرية إلى دول الجوار , بحيث يصبح العراق مخلب قط  للمخططات الأمريكية في المنطفة ..

باعتقادي , أن المعارضة العراقية بجميع فصائلها قادرة إن وجدت الرغبة الصادقة , على تحريك العامل الدولي الشرعي باتجاه حل القضية العراقية بالشكل الذي ينسجم مع طموحات شعبنا , حتى ولو استدعى ذلك استخدام القوة ضد النظام, بشرط ان تكون تحت إشراف ورعاية الأمم المتحدة , وليس تحت مظلة الولايات المتحدة التي سبق وأن خبر شعبنا ووطننا مواقفها العدوانية, المشينة,  تجاه قضاياه المصيرية ..فخطاب المعارضة العراقية ومطالبها المشروعة يجب أن تتوجه إلى المرجعية الدولية.. إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن , وليس ما يحصل الآن , مع الأسف , حيث نحاول نحن الذين بحاجة ماسة إلى الدعم النزيه , إختزال دور وواجب هذه المنظمة والتوجه إلى الولايات المتحدة فقط!! فهل نجد آذان صاغية وتوجه جاد من لدن معارضتنا , أم إننا ننفخ بقربة مثقوبة؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خبراء عسكريون أميركيون: ضغوط واشنطن ضد هجوم إسرائيلي واسع بر


.. غزة رمز العزة.. وقفات ليلية تضامنا مع غزة في فاس بالمغرب




.. مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة مدنية شمال غرب مدينة رفح جنوب ق


.. مدير مكتب الجزيرة في فلسطين يرصد تطورات المعارك في قطاع غزة




.. بايدن يصف ترمب بـ -الخاسر-