الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإفلات من العقاب وتصفية الحسابات وجهين لعملة الاغتيال السياسي بالجزائر

زرواطي اليمين

2013 / 8 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


لا يختلف اثنين على أن ملف الاغتيالات السياسية في الجزائر ثقيل والخوض فيه أثقل ليس على الجزائريين البسطاء والشرفاء فحسب، بل على كل من تورط في هذه الجرائم التي سجلها التاريخ الجزائري المعاصر، كوصمة عار في أعناقهم ورقاب كل المتواطئين فيها إما بالنسبة للقضايا التي كشف عنها واخترع لها مئات من الحجج الواهية، أو بالنسبةلقضايا أخرى عالقة لم تشفي المزاعم التي نشرت حولها لحد الآن غليل أقرباء الضحايا والضمير الجماعي للجزائريين.
دُشنت الاغتيالات السياسية في الجزائر منذ فجر الثورة التحريرية المباركة وقد اتخذت لها ذرائع مختلفة منها حماية الثورة ومنها تهم وصلت حتى تخوين قيادات تاريخية لا يمكن لأي كان المساس بسمعتها ووطنيتها وبالتأكيد حرمة حياتها تحت أي مسمى، حيث تمت تصفية مهندس الثورة ومؤتمر الصومام عبان رمضان بتاريخ 26 ديسمبر 1957 بعد مؤامرة من زعماء لجنة التنسيق والتنفيذ بقيادة عبد الحفيظ بوصوف، والحجة كانت وقف طموح عبان رمضان لقيادة الدفة وحماية الثورة!
وبعيدا عن الثورة وعن الصراع التحريري ضد فرنسا الاستعمارية التي دفع طغيانها وفقا لشهادات المجاهدين والشخصيات القادة التاريخيين إلى التصرف بحزم وصل إلى حد التصفية لكل معارضة ناشئة من الداخل، قُتل كريم بلقاسم بفندق كونتينونتال في فرانكفورت بألمانيا بتاريخ الـ 18 أكتوبر 1970، ليؤكد مصرعه أن الاغتيال السياسي لا يزال حلا لتصفية حسابات قد تكون وطنية أو شخصية حتى، وأن المعارضة والاختلاف في الرأي مع الآخر في الجزائر له ثمنه.
وحتى الرئيس الأسبق هواري بومدين والذي رحل في ظروف غامضة إثر إصابته بمرض "غريب" في حدود الساعة الثالثة والثلاثين من فجر يوم الـ 27 ديسمبر 1978، كان قد تعرض لمحاولة اغتيال فاشلة من طرف الرائد عمار ملاح إثر عملية الانقلاب العسكرية الفاشلة أيضا ضد نظام بوخروبة سنة 1967.
في 21 أوت 1993 تم تصفية "الرجل الأكثر اطلاعا في الجزائر" خالف عبد الله المعروف بقاصدي مرباح وهو رئيس الحكومة في عهد الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد، ومدير المخابرات الجزائرية في فترة هواري بومدين وحتى سنة 1979، رفقة ابنه وأخيه في ظروف غامضة لحد اليوم ومن قبل جهات لم يتم الكشف عنها من العدالة الجزائرية لحد الساعة، مرباح أسس حزب المجد المعارض، عرف أيضا بأنه الصندوق الأسود للنظام الجزائري.
ومن المعارضين في الجزائر، قتلت آلة الاغتيال السياسي فنانين، إعلاميين، سياسيين، قضايا لا تزال مثيرة للجدل ولم يتم الكشف عن ظروفها الحقيقية، حيث قتل الإعلامي اسماعيل يفصح يوم 14 أكتوبر 1993 في تأكيد واضح أن القتل في الجزائر سيطال الصحافيين ولن يستثني المفكرين، وتم تصفية المُغني القبائلي المشهور والمعارض للنظام معطوب الوناس بتاريخ 25 جوان 1998، وبعدها بسنة تم اغتيال عبد القادر حشاني أحد مؤسسي جبهة الإنقاذ المحلة يوم 22 نوفمبر 1999، رغم ما عرف عنه من حكمة ورزانة تجاه الأزمة الجزائرية.
ولعل مصرع السي الطيب الوطني أي الرئيس الأسبق محمد بوضياف في عنابة بتاريخ 29 جوان 1992، متأثرا بوابل من الرصاص اخترق جسده بعد أن ألقيت عليه قنبلة وهو يلفظ آخر كلماته "الإسلام" من بين أكثر قضايا الاغتيال السياسي إثارة للجدل واستفزازا لقلوب الجزائريين على اختلاف مشاربهم وتوجهاتهم، حيث تم تصفية بوضياف على المباشر في نقل تلفزي كان يتابعه الملايين ترقبا لما يحمله هذا الزعيم التاريخي من بشائر خير لبلد يواجه مصيرا غامضا في تلك الفترة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. علماء يضعون كاميرات على أسماك قرش النمر في جزر البهاما.. شاه


.. حماس تعلن عودة وفدها إلى القاهرة لاستكمال مباحثات التهدئة بـ




.. مكتب نتنياهو يصيغ خطة بشأن مستقبل غزة بعد الحرب


.. رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي: الجيش يخوض حربا طويلة وهو عازم




.. مقتل 48 شخصاً على الأقل في انهيار أرضي بطريق سريع في الصين