الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا يريد الأنصار..؟

كريم كطافة

2013 / 8 / 24
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


غير قليل من الأنصار ومن غير الأنصار ممن كتبوا عن تجربة (رابطة الأنصار والبيشمركة الشيوعيين العراقيين) وهذا اسمها الرسمي. تداولوا أفكاراً ورؤى وملاحظات معظمها تخص سياسات الحزب الشيوعي العراقي المختلفة وأسقطوها على الرابطة، وكأن الرابطة ملحق من ملحقات الحزب، دون أن يكلف أحدهم نفسه الإطلاع ولو من باب الفضول على برنامج هذه المنظمة ونظامها الداخلي. الأمر الذي أفقد تلك الكتابات الموضوعية.
منذ بدايات تشكيل نواتات رابطة الأنصار خلال سنوات 1996- 1998، ظهرت أمام الأنصار المتصدين للمشروع إضافة إلى الحاجة الملحة للم شمل الأنصار المنتشرين في المنافي وداخل الوطن، إشكالية تتعلق بوظيفة وهدف مشروعهم. في كل المؤتمرات سواء كانت للفروع أو للرابطة الأم كان يطرح ذات السؤال: ماذا نريد؟ تتشعب الإجابات لهذا السؤال المحوري وتأخذ الأحاديث أبعاداً سياسية وفكرية وتنظيمية كان وما زال يكتنفها الخلاف. الأمر الذي جعل الرابطة تعتمد في برنامجها الحد الأدنى من الأهداف التي جرى حولها توافق واضح. وهذه الأهداف توزعت على نقاط كثيرة سأحاول أن أختصرها هنا بالنقاط التالية محافظاً على مضمونها مع بعض التصرف بالصياغات:
1ـ لا نية لدى الرابطة بإعادة تشكيل قوات الأنصار والنضال من جديد. لكننا بحاجة إلى لم شملنا وتمتين أواصر الرابطة الإنسانية الفريدة التي كانت تربطنا خلال سنوات الكفاح المسلح، تلك الرابطة التي من أهم ميزاتها إضافة إلى كونها رابطة دم، هي كذلك رابطة عراقية بامتياز، لكون أعضاءها متحدرين من كل أعراق الشعب العراقي القومية والعرقية والطائفية والدينية.
2ـ لا ننفي حقيقة كوننا خرجنا من رحم الحزب الشيوعي العراقي، لكننا الان منظمة مستقلة فيها من هو ما زال متحزباً وفيها من خرج من الحزب، فيها المؤيد وفيها المعارض لسياسات الحزب. بهذا المعنى الرابطة لم تكن مختصة من مختصات الحزب.. وهي لن تكون كذلك لوجود معارضة شديدة داخلها ضد هذا التوجه.
3ـ تندرج الرابطة تحت عنوان (منظمة مجتمع مدني)، تعمل مع غيرها على ترسيخ أسس التجربة (الديمقراطية) العراقية التي أعلن عن تبنيها من قبل الطيف السياسي العراقي الذي كان معارضاً لنظام البعث وبشقيه الإسلامي والعلماني. وهذا الهدف ما زال قائماً ولا تلغيه تجربة هذا الطيف السياسي نفسه مع قضية الاحتلال والعملية السياسية المشوهة السائرة الآن على سكة (بعد ما ننطيها) سواء من قبل الإسلاميين أو من قبل الاحزاب القومية الكوردية والعربية.
4ـ نسعى إلى توثيق وأرشفة تاريخنا. لسببين منطقيين؛ الأول؛ أن تاريخنا تاريخ مشرّف سواء أمام أنفسنا أو أمام شعبنا كان ثمنه مئات الشهداء وإلوف العوائل المتضررة بهذا الشكل أو ذاك ناهيك عن العوائل المفقودة للآن من عوائل رفاقنا.. والسبب الثاني أننا وبسبب ظروف الصراع القاسية التي كنا نخوضها، خرجنا من التجربة بلا أرشيف يحفظ حقائق وتفاصيل تاريخنا. لقد احترق وتلف أرشيفنا تماماً، ولم يعد أمامنا الآن غير ما نطلق عليه (الأرشيف الحي) أي الأنصار أنفسهم. لكن، الأنصار الذين تعدت أعمار أغلبهم الخمسين ويحمل معظمهم كدساً من أمراض الوطن والمنفى وبالتالي عملية انقراضنا وانتفاء أثرنا تماماً هو احتمال واقعي. عليه من واجبنا احتراماً لأنفسنا واحتراماً لتأريخ شعبنا الذي نعتبر تجربتنا جزءاً من هذا التاريخ، من واجبنا أن نعمل على توثيق هذه الذاكرة وحفظ وقائعها بالوسائل المتاحة. للرابطة الأن موقع الكتروني وغرفة على البالتاك ونقاش مستمر حول هدف إيجاد مركز توثيق خاص بها.
من المزايا المهمة والتي تشتغل لصالح مشروعنا التوثيقي؛ أن من بيننا أنصار خرجوا من التجربة بمهارات إبداعية، سواء كانت لهم هذه المهارات قبل الالتحاق أو اكتشفوها في أنفسهم بعد الالتحاق، منهم شعراء، كتاب قصة قصيرة، كتاب رواية، خاطرة، سيرة، رسامون، مسرحيون، سينمائيون، موسيقيون..إلخ كل هؤلاء عملوا طوال السنين وما زالوا يعملون بشكل فردي. كلٌّ في صومعته يكتب ويرسم ويؤلف. الأمر الذي يجعل نتاجهم يتناول التجربة من زوايا بالضرورة ستكون مختلفة. وهذا هو ما يحلم به أي مؤرخ محترف.
هذه الأهداف معلنة في برنامج الرابطة لمن يريد الاطلاع عليه، سؤالي للأخوة والرفاق والاساتذة الذين كتبوا عن هذه التجربة مقالات فيها غمز واتهام وتسفيه وتأييس.. منهم من تعكز على مشكلة له مع الحزب الشيوعي مزمنة كانت أم مستحدثة.. منهم من له مواقف سياسية ضد الاحتلال أو ضد العملية السياسية أو ضد الشياطين... منهم من كان لظروفه الشخصية متورطاً بالالتحاق بالكفاح المسلح دون أن تكون له قناعة به.. منهم من اقتطع لنفسه مقطعاً وحيداً من كل التجربة واعتبره قضيته المركزية مقطع يقول أن الحزب الشيوعي باع قضية (شهداء بشت ئاشان).. منهم من لا يريد التفريق بين الدعم الحكومي الذي يحق لمنظمات المجتمع المدني الحصول عليه باعتباره دعم دولة وفق منطق (الدولة لمواطنيها بلا تمييز).. وبين الدعم الذي تغدق به أحزاب وحكومات دكتاتورية على منظمات المجتمع المدني لشراءها.. منهم من له آراء ووجهات نظر ضد سياسات وعمل الأحزاب القومية الكوردية.. منهم من لم يقتنع بسلوك أحد الأنصار في اللجنة التنفيذية.. منهم من يحمل تصور رومانسي عن اليساري الثائر الذي ممكن له أن يكون أي شيء باستثناء كونه إنسان له حياة خاصة وعائلة وعليه متطلبات إعالة أفراد عائلته حرمه هذا حتى من حقه في الحصول على راتب تقاعدي حاله حال أي مواطن في أي مكان.. علماً أن الحصول على رواتب تقاعدية لم يكن أصلاً من ضمن أهداف الرابطة حين تأسست... منهم.. ومنهم... لكن السؤال يا اساتذتي المحترمين ما زال قائماً: ما علاقة الرابطة وفق البرنامج المشار إليه أعلاه بكل هذا..؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Ynewsarab19E


.. وسط توتر بين موسكو وواشنطن.. قوات روسية وأميركية في قاعدة وا




.. أنفاق الحوثي تتوسع .. وتهديدات الجماعة تصل إلى البحر المتوسط


.. نشرة إيجاز - جماعة أنصار الله تعلن بدء مرحلة رابعة من التصعي




.. وقفة طلابية بجامعة صفاقس في تونس تندد بجرائم الاحتلال على غز