الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حزب الله فجر الضاحية.. والحريري فجر طرابلس!

ماهر عدنان قنديل

2013 / 8 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


ما يحدث على الساحة اللبنانية أو المصرية أو حتى السورية والعراقية أصبح مثير للإستغراب.. فالكل يتهم الكل.. والحقيقة مفقودة.. أجمل نكتة كانت ما سمعته من سفير الإئتلاف السوري في الدوحة "الحراكي" الذي قال على قناة "الجزيرة" أن سكان الساحل السوري، وجنوب لبنان إحتفلوا ووزعوا الحلويات فيما بينهم بعد حادثة الكيمياوي وهو ما يؤكد أن النظام وراء الفعلة.. وأضاف أنه لديه الأدلة على توزيع الحلوى في الساحل السوري والجنوب اللبناني، وإعتبر ذلك دليلاً إضافياً سيقدمه للمبعوثين الدوليين! وسمعنا كذلك الكثير من السمعات المضحكة، والنكت البهلوانية من القنوات السورية (المؤيدة للنظام) في محاولة منهم لإلصاق التهمة في الطرف الأخر، أي أن كل طرف يحاول إلصاق التهمة في الطرف ولو بدون أي عقلانية أو منطق.. أما رجوعاً إلى الساحة اللبنانية إنفجار طرابلس لم يكن بعيد عن ما وصل إليه العقل العربي من سوى تفكير، وسوء نية، وسوء ظن.. فجماعة الحريري إعتبرت حزب الله مسوؤلاً عن التفجير، في حين أنصار حزب الله إعتبروا ما حدث محاولة بائسة من جماعة الحريري لإدخال حزب الله في اللعبة.. وهذه هي الإسطوانة العكسية من اللتي سمعناها قبل أسبوع تقريباً خلال إنفجار الضاحية.. حيث إتهم وقتها أنصار حزب الله تيار المستقبل بالوقوف وراء التفجير، وحينها إستنكر تيار المستقبل ذلك، وإعتبره محاولة بائسة يائسة من حزب الله لإدخال الحريري وجماعته في لعبة هو في غنى عنها.. هكذا إذن بدأ الشارع اللبناني في الإنقسام كما حدث من قبل في الشارع المصري والسوري والعراقي..إلخ وإذا كانت الأحزاب والتيارات تتنابز وتتلاكم فيما بينها كلاماً وفعلاً وهذه من صفات فن السياسة ومن أبجدياتها المتفق عليها، فعلى معظم أطياف الشعب عدم الإنصهار في ذلك والإنسياق وراءه.. وعدم الدخول في متاهات هم في غنى عنها.. وإذا كانت السياسة وفنونها شغل أي حزب أو تيار، أكل عيشهم، فعلى الشعوب (مهما كانت توجهاتها الإثنية والإيديولجية) أن تعلم أن دخول لبنان (أو غيرها من البلدان) حالياً في صراع كبير لن يخدم مصالحهم، بل سيجعلهم يضيعون أعمالهم، وأشغالهم، وإستقرارهم، وأمنهم.. فعندما يتشتت الشعب اللبناني ويموت نصفه ويهاجر نصفه، في ذلك الحين وبكل صراحة لن يجدوا لا سعد الحريري ولا السيد نصر الله.. والمثال السوري ليس ببعيد عن ذلك.. فما حدث، ويحدث في الشعب السوري الأن لا يخدم لا مؤيد ولا معارض.. لأنه لما يفقد العامل عمله، ويفقد خبزه وأكل عيشه.. فذلك سيجبر المواطن على مغادرة وطنه مهما كان إنتمائه، والرحيل من محيطه ليجد نفسه بدون عمل، وبدون سكن، وبدون وطن.. وحينها ما أهمية أن يكون ذلك المواطن المسكين مؤيد للنظام أو معارضاً له، إن كان مع 8 أذار أو مع 14 أذار.. حينها هل سيساعد ذلك المواطن البسيط بشار الأسد أو برهان غليون أو نصر الله أو الحريري؟!.. بل كل ما سيجده أمامه هو واقع مرير وحزين يتخبط فيه لوحده، ويواجه فيه مشاكله الحياتية اليومية الصعبة وحيداً.. لذلك على الشعوب التعقل قليلاً، والإبتعاد عن اللامنطق والحقد إتجاه الطرف الأخر.. الطرف الأخر هذا هو الذي يعتبر الشريك الحقيقي.. فالحقيقة، أن السني عندما تتعطل سيارته في الطريق سيجد شريكه في الوطن الذي قد يكون شيعياً (المواطن مثله الذي لا يعرف عنه شئ ولا عن ملته) هو من سيساعده (ولن يأتي سعد الحريري أو الأسير المنشغلون في عملهم وتخطيطهم السياسي لمساعدته)، وعندما يسقط المواطن الشيعي أو يحس بدوار أو إغماء في الطريق سيجد شريكه في الوطن هو من يساعده وقد يكون سنياً وبدون معرفة ملته (ولن يأتيه حسن نصرالله المنشغل في عمله وتخطيطه السياسي)، ونفس الشئ ينطبق مع المواطن المسيحي والعلوي واليهودي والملحد (ولكن المثال هنا كان على السنة والشيعة لأنهم مركز الصراع حالياً)، لذلك على المواطن اللبناني (كما حال السوري أو المصري أو العراقي أو غيرهم) أن يفهم أنه أقرب من أي مواطن مهما كانت ملته وتوجهاته من قربه من قادته، فالمواطن (مهما كان توجهاته) هو الذي ستجده في الطريق، وعلى الرصيف وفي السوبر ماركت وفي المطعم والمقهى وعلى شاطئ البحر، وهو من ستلتقيه يومياَ في عملك، وهو من يلعب إبنه كرة قدم في الشوارع مع إبنك، وهو من سيتزوج أخيك من أخته، وهو من يصادق أبيه أبيك.. طبعاً، من حق المواطن التعاطف والتوافق السياسي مع قادته، ومن حقه المشاركة السياسية مع أي طرف يختاره ويريده ويناسبه، لكن من العيب أن يصل ذلك التعاطف والحب إلى حد الحقد والكراهية للطرف الأخر، وحمل مشاعر الدونية إتجاهه، فما أهمية معرفة إن كان حزب الله وراء تفجير طرابلس أو كان الحريري وراء تفجير الضاحية، وما أهمية معرفة إن كان الجيش الحر وراء ضرب الكيمياوي في سوريا أم النظام.. مادام أن كافة الأطراف ذاقوا مراراتها.. ومادام أن هناك موتى، وهناك دماء، وهناك فوضى، وتخريب عند كل الأطراف!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية تتصاعد.. ما تأثير


.. إلى أين وصل مسار التطبيع بين إسرائيل والسعودية؟




.. الجهاد وحماس تدينان إقدام عناصر أجهزة أمن السلطة على اغتيال


.. جرافة الاحتلال تهدم منزلا في بلدة حزما شمال شرق القدس




.. مجموعة ملثمة مؤيدة لإسرائيل تهاجم مؤيدين للفلسطينيين في جامع