الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سرّاق منتخبون وناخبون مسروقون..!!

علي عرمش شوكت

2013 / 8 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


بانوراما عراقية ساخرة، جديرة بالتمعن، تجري على سطح الاحداث في العراق. ان ما يدفع الى الخشية منها هو التفنن الخادع فوق العادة، الذي اعتمد باخراجها. ومن ابرز مشاهدها ذلك الدهاء الماكر في استغفال المواطنين وتغيبهم .. بالمناسبة لقد شاهدت "فديو" للفنان المصري " نور الشريف " وهو يحاكي اولئك المغيبين المخدوعين الباحثين عن عودة " كرسي مرسي "، وكان يناشدهم بالعدول عن الاوهام ويسألهم ( كيف تصدقون شيئاً غير موجود..؟) ويكاد يكون سؤاله يصلح طرحه على من خدع باحابيل الاوساط الحاكمة في بلدنا. التي تنتج بل وتتكفل بصنع الكذب المحسن والمزوق في كل يوم ، لكي تعتاش عليه.
ومن سخرية حياة شعبنا المبتلى بالحرمان والتعسف، قد بات حصاد خداع المتحكمين من الاموال والامتيازات ما يستحق ان يدخل في كتاب " غنس " ذلك الذي يجنيه لهم مهمشون يعيش على فتات وفضلات زاد الصعاليك الذين غدوا "اسياداً" على حين غفلة. وللايضاح اكثر، ومع اننا لا نريد هنا ان نجتر الحقيقة المرة، ولكن لابد من تحسس مدى مرارتها كي لا تطوى الحقائق تحت بساط الزيف والخداع. ان حكام اليوم في العراق جاءوا "منتخبين" وتمكنوا من استلام السلطة واخواتها، حالهم حال " مرسي " في مصر، ولكنهم لم يتعضوا ويحترموا اصوات الناس التي رجحتهم لخدمة الشعب والاعتراف بحقوقه، لكن تذوقهم طعم السلطة فتح شراهتهم ليسيل لعابهم حتى على اصوات الاخرين، وبما انهم لايعرفون الديمقراطية وحكم القانون، فلم يردعهم رادع قانوني، عن تفاقم دناءة انفسهم، والتماد بمحاولات لصوصية لسرقة اصوات كانت واعية واختارت غيرهم
ان حكام العراق اليوم من " الترويكة الحاكمة " من شيعة، سنة، اكراد، حسب بناء " بريمر" مع ان كل واحد منهم لايمثل مكونه بحقيقة الامر، وانما يمثل حزبه او بعض اعضائه فقط. وما يؤكد ذلك محاولاتهم التمزايدة للتلاعب بقانون الانتخابات وعدم الالتزام بحكم المحكمة الاتحادية التي ابطلت تلاعبهم السابق بالقانون، بغية سرقة اصوات الاخرين من ذات المكونات الاجتماعية، التي لم تعترف بهم كممثلين لها ولم تنتخبهم، انما انتخبت غيرهم من القوى المدنية العابرة للطائفية والاثنية، بفعل كونها مدركة لمن تختار من يمثلها بامانة.
غالباً ما يؤكد المحققون الجنائيون بان المجرم يبقى يدور حول جريمته، وها نحن نشاهد الكتل المتفذة باقية تدور حول جريمتها التي ارتكبتها والمتمثلة بتغيير قانون الانتخابات الذي اعتمدته في عملية الانتخابات البرلمانية الماضية.. محاولة الالتفاف وبوسائل مضللة وماكرة، على قرار المحكمة الاتحادية الذي ابطل تلاعبهم، هذا القرار الذي للاسف الشديد لم يجرّم الذين ارتكبوا جريمة التلاعب المذكورة، وفي مطلق الاحوال فان قراصنة الديمقراطية في بلادنا من القوى الحاكمة، قد جنوا الفضيحة واسقطوا ورقة التوت عن عورتهم السياسية بهذا السعي اللاحضاري واللاديمقراطي، واذا ما دل على شيء، انما يدل بكل تأكيد على همجية سياسية لاتتوفر الا عند سماسرة السياسة السوقية، ومن يمتون بصلات وشيجة الى جاهلية ثقافية عفنة.
تكاد تكون ظاهرة " حكام منتخبون يسرقون اصوات ناخبين لم ينتخبونهم..!! ؟" سابقة تنفرد بها الكتل السياسية المتنفذة في العراق،ان هذا الفعل الذي يفتقرالى النزاهة وفهم حقيقي للديمقراطية، باية صفحة سيسجله التاريخ السياسي في عراقنا الذي يئن من الانتهاكات الصارخة..؟ يبدو ان هذا التصرف ينبع من شعور المعنيين بتلبد عوامل تنبئ ببدء العد التنازلي لرحيلهم عن السلطة، وعليه اخذوا لا يتورعون عن تعميم النهب الشره في مختلف المجالات ، بغية تأمين بقائهم فترة اطول، لان نتائج انتخابات مجالس المحافظات الاخيرة ، قد دقت جرس الانذار لهم، مما جعلهم يصبون جام غضبهم على قانون " سانت ليغو " فجعلوه مطلوب ميتاً لا محالة.
ولكنهم تناسوا ان القانون قد عضده القضاء وسوف تدافع عنه القوى الديمقراطية الحية، واذا ما تم التجاوز عليه سيخلق تداعيات خطيرة ،كانعكاساً لما يبشر به هذا الفعل من نزعة دكتاتورية مستوطنة بعمق لدى القوى الحاكمة. التي لاحت علامات رحيلها الى خانة المستهلكات. غير الملائمة للعصر وللمدنية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سيناتور أمريكي لنتنياهو: نقف بجانب إسرائيل في حربها ضد حماس


.. نحو نصف الديمقراطيين يدعمون استبدال الرئيس الأمريكي جو بايدن




.. ناشط يوثق اشتعال النيران في مستوطنة -كفار عتصيون- شمال الخلي


.. فوضى في شوارع العاصمة الهندية جراء سقوط أمطار قياسية




.. منافسو الرئيس الموريتاني يتهمونه باستغلال موارد الدولة لتحقي