الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في ظلال مؤتمر نصرة الشعب العراقي

كريم كطافة

2005 / 5 / 17
كتابات ساخرة


برعاية شركة (نصرة الشعب العراقي الصابر)، وهذه مؤسسة حصلت على إجازتها الشرعية من الحكومة السورية، بصفتها منظمة مجتمع مدني، على عكس ما يروجه العراقيون العملاء للاحتلال أنها منظمة مجتمع مخابراتي وليس مدني، عقد في حمص مؤتمر للأشقاء العراقيين ومن طرفي المتراس الطائفي، فيه الخالصي الشيعي وفيه ممثل عن الحارثي السني، وفيه ممثلين عن الرياضيين والمرأة والمثقفين..إلخ واللجنة وضيوفها جميعاً ليسوا عملاء لأحد، بل يعملون من وحي ضميرهم. ولتأكيد عدم عملاتهم للمخابرات السورية، لجأوا إلى عقد المؤتمر بعد اللتي واللتيا في مزرعة خاصة وليس في مكان عام.. لماذا؟ يقول الناطق الرسمي باسمهم (راسم الأتاسي): ذلك ان السلطات السورية لم تسمح بعقد هذا المؤتمر في مكان عام مما اضطرنا الى اقامته في احدى المزارع الخاصة.
لقد نجحت اللجنة (الله يعطيها العافية) في عقد المؤتمر، وإن لم يوضح (الأتاسي) لماذا منعتهم السلطات السورية طالما هم منظمة مجتمع مدني، لكنه استرسل وأوضح مشكوراً إنجازات اللجنة ونجاحاتها الباهرة ليس في عقد المؤتمر فقط، وإنما كذلك في إرسال الخبز..!! نعم، لقد قال: ..كما أننا أرسلنا شاحنة معبأة بالخبز لان الشعب العراقي يحتاج رغيف الخبز ليعيش. عند هذا الحد يمكننا أن نتصور حجم المأثرة السورية، لأننا العراقيون قبل غيرنا نعرف ماذا يعني الرغيف بالنسبة للمواطن السوري، حين يُحرَم الإنسان من كل شيء يغدو الرغيف كل شيء، هكذا قال تيمورلنك الحكيم.. لذلك حين يرسلون شاحنة محملة بالخبز، أنه لأمر عظيم. ليس هذا فقط، بل وأرسلوا مع الشاحنة بطانيات وأدوية.. ولأن الناطق الرسمي لم يقل أنهم أرسلوا البطانيات والأدوية في شاحنة أخرى غير شاحنة الخبز، عليه اعتقد وأن بعض الاعتقاد ربما يكون إثماً.. أنهم أرسلوها في نفس الشاحنة.. في كل الحالات (الله يعطيهم العافية). لكن، ولأننا شعب طماع (أقصد العراقيين)، اقترح على الأشقاء السوريين من جماعة النصرة، أن يرسلوا لنا في المرة القادمة شاحنة قنادر، لأننا باختصار شعب حافي والقندرة السورية ذات سمعة عالمية.. ولو تفضلوا علينا أكثر أن يرسلوا لنا كذلك شاحنة فوانيس.. لكن بشرط أن يكون الفانوس معبأً بالنفط.. لأنكم تعرفون ونحن نعرف والعالم كله يعرف أن نفطنا ومنذ ذلك اليوم الأسود (اليوم الذي رفعوا به غطاء البالوعة) وهو يحترق هباءاً منثورا.. أما من يحرقه..؟ فهذا ما لم يعرفه حتى الجان.. يقال أن ثمة أشباح تقذف بها صحون طائرة، بمجرد إصلاح أحد الأنابيب، تأتي وتفجره ثانية.. كذلك هي تحرق الآبار وتفجر محطات الكهرباء وتقطع أسلاك الضغط العالي، وهذه الأشباح قيل أنها تقاوم احتلال ارض الرافدين. وأنكم يا أشقاءنا النصراويون بهذا الإنجاز التاريخي فيما لو حدث (الفوانيس المعبأة بالنفط) ستضربون عصفورين بقندرة واحدة، عصفور الكهرباء وعصفور النفط. أدعوكم أن تتدارسوا هذا المقترح التاريخي، ولا مانع من تطويره، كأن تتفقوا مع الحكومة العراقية الجديدة، الحكومة إياها التي انتخبها أكثر من ثمان ملايين عراقي عميل في غفلة من زمنهم ومحيطهم، على فتح سفارة لكم تشبه (بانزين خانة)، هكذا، كل من ينفذ فانوسه من النفط يقلب وجهه صوب السفارة.
في كل الأحوال هذا مجرد اقتراح. إذا لم تستطيعوا له سبيلا، سوف نعذركم، نعرف أنكم بلد مواجهة وصمود وتصدي منذ زمن بعيد جداً وأرضكم محتلة.. كذلك نعرف شيمتكم اليعربية أنكم تنصرون العراقيين والفلسطينيين واللبنانيين وكل من أرضه محتلة وإن كان في أعماق غابات الأمازون، لكنكم لا تنصرون شعب الجولان المحتل مثلاً، فقط لتثبتوا للعالم أنكم ليسوا عنصريين وقطريين تنحازون لأبناء جلدتكم فقط على حساب قضايا الشعوب.. هذا نعرفه.. ونعرف أيضاً أن اللبنانيين غير الموالين تنكروا لجميلكم وفضلكم عليهم.. وتسببوا لكم بمتاعب وهموم ليس أقلها أنكم أكملتم انسحاب جيش جرار قبل الموعد بيومين.. وهذا انتصار تاريخي آخر يضاف إلى انتصاراتكم.. أقول إذا لم تستطيعوا للقنادر والفوانيس سبيلا.. لا يهم.. الخبز والبطانيات بحد ذاتها تكفي وتجعلنا لا ننسى فضلكم علينا لمدة 35 سنة قادمة..
لكن ومن جانب آخر، و برعاية قناة (العراقية) التلفزيونية، تم إنجاز برنامج بث مباشر فريد من نوعه في القناة. برنامج أداره مذيعان لبقان استقبلا فيه على مدى ساعة من الزمن العراقي الملغوم، مكالمات أمهات وآباء وأخوان ضحايا تفجير السوق في (بغداد الجديدة). كان البرنامج شكلاً من احتفال بإنجاز غير مسبوق في الزمن العراقي الجديد، حيث تمكن مغاوير لواء الذئب العراقي وبمساعدة من الأهالي، من إلقاء القبض على الشلة التي فجرت السيارة المفخخة في ذلك السوق، بعد تسع ساعات من زمن الجريمة. التفجير استهدف مواطنين عراقيين لا لون لهم.. وهل تستطيع أن تضبط ألوان الناس في سوق شعبي.. فيهم الطفل والمرأة والرجل وفيهم الشيعي والسني والمسيحي والصابئي والأيزيدي، فيهم المؤمن والكافر، فيهم الطيب وفيهم الخبيث.. أنه سوق. الغريب في الأمر، بل الذي يجعل الرأس ينفتل بزاوية 182 درجة على مقياس تيمورلنك ذاته، أن العراقيين المتصلين بالقناة وهم يعبرون عن فرحهم بهذا الإنجاز غير المسبوق ويتعشمون بأبنائهم من لواء الذئب، كانوا كذلك يكيلون الشتائم واللعنات والدعاوى ذات الوزن الثقيل وكلها على رأس الأشقاء السوريين والفلسطينيين..!! لماذا..؟ لأن أفراد الشلة كانوا فلسطينيين واعترفوا أن تمويلهم وتفخيخهم يأتي من الشقيقة سوريا..!! أي بلد النصرة والجهاد إياه الذي أرسل لنا شاحنة الخبز والبطانيات واقترحنا عليهم بطيب خاطر أن يرسلوا لنا قنادر وفوانيس.. كان الجرح حاراً وأشلاء الأحباء مختلطة ما زالت بالخضروات والفواكه والدماء لم تشطف بعد من اسفلت الشارع... وهذه فقط عينات من تلك الأدعية التي قال المتصلون والمتصلات أنهم يدعون فيها رب العباد صباح مساء وفي كل الصلوات. أنها الأدعية العراقية في زمن النصرة: اللهم اقطع دابر الأشقاء العرب.. اللهم شتت شملهم.. اللهم انتقم منهم.. اللهم اجعل السيارات المفخخة تتفخخ وتتفجر على رؤوسهم ورؤوس أجدادهم حتى الجد المليون.. اللهم شمت بهم أعدائهم المعروفين وغير المعروفين..إلخ
كما قلت تلك مجرد عينات. لكن السؤال ما زال هو هو؛ إلى متى سنظل لا نصدق أشقاءنا النصراويين وغير النصراويين..!!؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض


.. الفنانة مشيرة إسماعيل: شكرا للشركة المتحدة على الحفاوة بعادل




.. كل يوم - رمز للثقافة المصرية ومؤثر في كل بيت عربي.. خالد أبو


.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : مفيش نجم في تاريخ مصر حقق هذا




.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : أول مشهد في حياتي الفنية كان