الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذ الآن .. تكشف امريكا عن دعم السعودية للارهاب في العراق !؟

محيي المسعودي

2013 / 8 / 25
الارهاب, الحرب والسلام


لماذ الآن .. تكشف امريكا عن دعم السعودية للارهاب في العراق !؟
بقلم - محيي المسعودي
منذ عشر سنوات والارهاب يحصد ارواح آلاف العراقيين بلا توقف , منذ عشر سنوات والارهاب يدمر المؤسسات العراقية , في كل مكان . منذ عشر سنوات والارهاب في العراق يُأجج نار الفتنة الطائفية التي التهمت وطنية العراقيين ومزّقت بلدهم ودمّرت نسيجهم الاجتماعي , منذ عشر سنوات والارهاب يستهدف الحجر والبشر في العراق , منذ عشر سنوات وامريكا على دراية كاملة بمن يقف وراء هذا الارهاب ويدعمه - بحكم قدراتها المخابراتية البشرية والتكنلوجية - ان لم تكن هي اول من يقف وراء ه ويدعمه ! منذ عشر سنوات وامريكا صامتة متكتمة على الارهاب وداعميه في العراق .. ! اذن لماذا يكشف الامريكيون "هذه الايام" عن ان السعودية كانت ولمّا تزل تدعم الارهاب في العراق !؟؟
العراقيون جميعا يعلمون ومنذ البداية ان السعودية من اهم مصادر تمويل ودعم الارهاب بالمال والارهابيين في بلدهم , هذا امر بات العالم باسره يعرفه تمام المعرفة, من خلال الفتاوى الدينية التي اصدرها شيوخ السعودية بضرورة محاربة وقتل الشيعة العراقيين , وايضا من خلال تصريحات وتلميحات المسؤولين السعوديين الرسمين ضد الشعب العراقي وحكوماته المتعاقبة . وقد اعلنت الحكومة العراقية وكثير من المسؤولين العراقيين مرارا وتكرارا هذا الامر . بينما ظلت امريكا عشر سنوات صامتة مرة ونافية مرة اخرى ضلوع السعودية في دعم الارهاب وتمويله في العراق .
لماذا اذن, تعلن امريكا هذه الايام عن ضلوع السعودية في دعم الارهاب الذي عصف ويعصف بالعراق منذ عشر سنوات !؟ وللجواب على هذا السؤال علينا مراجعة الاحداث الاخيرة في المنطقة وعلاقة امريكا والسعودية فيها , صحيح ان السعودية محمية امريكية بامتياز منذ عقود من السنين , وصحيح ان السعودية لا تستطيع الخروج عن العباءة الامريكية , ولكن الصحيح ايضا ان السعودية ادركت منذ بدأت الاحداث في سوريا وبعدها في مصر ضمن ماسُمي بالربيع العربي , ادركت ان نظامها سيكون كبش الفداء وخاتمة الربيع العربي , ضمن مشروع (اخونة) الدول العربية وتحالفها الستراتيجي مع امريكا , ولان الادراك السعودي لحقيقية الربيع العربي كشف ان النظام في السعودية سيكون خاتمة الاحداث في المنطقة العربية وعلى يد الامريكان , من هنا سمعنا المسؤولين السعوديين منذ سنة تقريبا يصفون ما يسمى بالثورات والربيع العربي بانه خراب ودمار للدول العربية , وسمعنا مؤخرا ايضا دعوات ومحاضرات لمسؤولين سعوديين يحثون مواطنيهم على عدم الانخراط في الاعمال الارهابية . لم تكن التصريحات السعودية صادرة عن حب او خوف على سلامة المنطقة او على مصالح ووجود الشعوب العربية, ولكنه محاولة لايقاف الارهاب "والربيع العربي" عند حدودهم وعدم السماح لريح الثورات العربية دخول الاراضي السعودية , خوفا على مصالح ووجود العائلة الحاكمة فقط . امّا لماذا يكشف الامريكيون عن دعم السعودية للارهاب في العراق , فذلك امر وراءه قصة ومخططات امريكية , فبعد ان اعلنت السعودية عصيانها على القرار الامريكي في مصر " طبعا خوفا على نظام حكمها" فان هذا العصيان او المغامرة, هدد المشروع الامريكي الاسرائيلي في المنطقة وعرقل دوران عجلة هذا المشروع, الامر الذي دفع بامريكا الى الضغط على النظام السعودي , الذي شرع بالتخفيف من دعمه للارهاب في العراق ومحاولة التقرب من الحكومة العراقية , وقد كشف عن هذا التقارب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في لقاء مع قناة الميادين الفضائية عندما صرح بولادة محور عربي معتدل ضد الارهاب والتدخل الاجنبي في المنطقة واعلن ان السعودية ضمن هذا المحور , وقد ترجمت الحكومة العراقية هذا التقارب باطلاق صراح معتقلين سعودين من السجون العراقية, وقد ادركت امريكا بان هذا التقارب قد يقود الى تقارب آخر هو الاخطر على المشروع الامريكي الاسرائيلي واعني به تقارب السعودية مع ايران التي انتخبت رئيسها المعتدل حسن روحاني الذي احرج الغرب وامريكا معا في قضية معاداتهم لايران . وانطلاقا من هذه الحال وهذه الصورة شرعت امريكا بضرب التقارب العراقي السعودي , فسارعت باعلان معلوماتها السرية عن دعم السعودية للارهاب في العراق , سعيا منها بان تكون هذه المعلومات حجر عثرة في طريق التقارب بين الحكومتين السعودية والعراقية , وسعيا منها ايضا الى اثارت الشارع السياسي والشعبي العراقي ضد الحكومة العراقية لكي تلغي التقارب مع النظام السعودي ان لم تعمل على قلب التقارب الى تحارب . تكون فيه امريكا مع العراق ضد السعودية , مع الاخذ بنظر الاعتبار ان هذا السيناريو لدى امريكا لم يكن من اجل احتراب العراق والسعوية فعلياَ, بل هو ورقة ضغط على النظام السعودي لكي يترك دعم الحكومة المصرية المعادية للاخوان المسلمين ويعود الى الحضن الامريكي ويستسلم فيه لقدره المحتوم . وفي حال ذهبت السعودية في تباعدها واختلافها مع امريكا , فان الاخيرة لا تتردد باستبدال السعودية بالعراق كحليف في المنطقة , مع الاشارة االى صعوبة واستحالة هذا التحالف " على الاقل في الوضع الراهن" لان ثمة مشروع تحالف خفي ولكنه حقيقي بين العراق وايران وروسيا والصين والهند , واذا ذهبت السعودية ومصر باتجاه هذا التحالف فان امريكا سوف تخسر معظم منطقة الشرق الاوسط واهم بلدانها , الامر الذي يدفع بالامريكان الى فعل كل شيء من اجل ابقاء السعودية تحت خيمتها حتى ولو كلفها الامر التخلي مؤقتا عن مشروعها الستراتيجي موضوع الخلاف بينها وبين السعودية , ولكنها لن تفعل ذلك الا بعد استغلال ونفاد كل اوراقها في المنطقة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لخبطة وخلط اوراق ليس الا
مرتضى رضا ( 2013 / 8 / 26 - 05:47 )
كل ما يجري هو خلط اوراق فالكل مشارك في تدمير العراق بدءا ذي بدء من الحكومة العراقية والقاعدة والميليشيات وايران والنظام السعودي والكيان الصهيوني مع مخابرات الناتو وقائد التدمير الاول هو الارعن صدام يوم احتل الكويت،ولا يستثنى من هذا القزم الكردي مسعود البرزاني فالكل مجرم بحق العراقيين،وما كشفه السفير السوري في العراق قبل فترة من الزمن في دور المخابرات السوريه ونظامها البعثي العبثي في دخول مجاميع القاعدة عن طريق سوريا ثم ما جرى من انقلابهم على النظام السوري المجرم.اما ما يجري في مصر فالغاية منه هو اضعاف الجيش المصري واسقاط مكانة الازهر التي تقف حجر عثرة في وجه ايران الصفوية والسعودية الوهابية في نشر ايدلوجيتهما في مصر ثم الى بلاد المغرب العربي.لعبة سياسية قذرة غايتها تفريق الامة ارضاء لايران والكيان الصهيوني وبزمن متسارع قياسي.

اخر الافلام

.. الولايات المتحدة و17 دولة تطالب حماس بإطلاق سراح الرهائن الإ


.. انتشال نحو 400 جثة من ثلاث مقابر جماعية في خان يونس بغزة




.. الجيش الإسرائيلي يعلن قصف 30 هدفا لحماس في رفح • فرانس 24


.. كلاسيكو العين والوحدة نهائي غير ومباراة غير




.. وفد مصري يزور إسرائيل في مسعى لإنجاح مفاوضات التهدئة وصفقة ا