الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثوره فى العالم الإسلامى

جوزيف شفيق

2013 / 8 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


أعود اليوم بعد قرابة الثلاث سنوات من بداية الثورات العربيه لنقطة البدايه .. لما كتبته يوم الخامس عشر من يناير 2011 “ كل ما يحدث فوضى ولا يمكن أن يكون إلا فوضى فالثورات فى العالم العربى والإسلامى لن تُصلح المجتمعات لأن المشكله ليست فى الحاكم .. المشكله فى العقول “

فلماذا عدت على الرغم أنى شاركت فى أحداث كثيره و مظاهرات عديده خلال هذه السنوات آملاً فى تغيير حقيقى

عدت لأنه لدينا فساد حقيقى فى عقل الفرد فى المجتمعات العربيه و الإسلاميه بخلاف فساد النخبه الحاكمه و بالتالى فالثوره على النخبه الحاكمه وحدها و تغييرها بنخبه جديده قد يؤول بنا إلى ما هو أسوأ أو إلى تغيير فى الأشخاص دون تغيير حقيقى فى المجتمع

إن التخوين و التكفير هما خلاصة عامين من الثوره , إلا أنه بين التخوين و التكفير كانت هناك مساحه شعبيه للإختلاف فبدأنا بتخوين قادة الحزب الوطنى ثم تخوين قادة القوات المسلحه ثم تكفير الإخوان للشعب ثم تخوين الإخوان من الشعب و تكفيرهم فى نهاية طريق التخوين و التكفير أصبح كل من هو ضد الإتحاد الشعبى الحالى خائن و كافر و إختفت مساحة الإختلاف

و بدلاً من أننا كنا نحارب مجموعه من ملاك الحقيقة المطلقه فى عهد محمد مرسى امتلكنا نحن الحقيقه المطلقه و كل من هو ضد فض اعتصامى رابعه و النهضه هو بالضروره خائن للوطن أو إرهابى كافر

كان هذا كلاماً عن الحاضر و عرضاً لحال مصر اليوم أما عن المستقبل و هو حديث لا يليق بالعقل العربى الغارق فى الماضى

فبعض الثوار يعتقدون أنهم سوف يدخلون فى معركه مع السلطه بعد قضائها على الإخوان المسلمين .. هؤلاء لا يدركون أنها معركه مداها الزمنى طويل و لا يتوافق مع الطبيعة الزمنيه للثورات , و أيضاً هى معركه مفتوحة النهايه فكل التجارب من حرب العشريه السوداء فى الجزائر مروراً بالتسعينات فى مصر و حتى حرب أمريكا مع حركة طالبان .. الكل ذهب إلى طاولة المفاوضات مع هذه الجماعات المسلحه فى نهاية الأمر

إن القضاء على الإسلاميين فى مصر هو نتاج خيال مريض لأنهم أعضاء فى كثير من العائلات المصريه و بالتالى كل قتيل من ضحايا رابعه و ما بعدها هو مؤثر ليس فى فقط فى المنتمين للجماعه و إنما فى العائله ككل بما فيهم من قام بتفويض السيسى و المشاعر الإنسانيه تتغلب على كل ما هو سياسى فالقريه كلها تبكى أبنائها حتى لو كانوا إرهابيين لأن المشترك الإنسانى هو الذى يتجسد فى هذه اللحظات

إن أى كلام عن إبادة كل المنتمين للإسلام السياسى هو خيالى و غير إنسانى نهائياً و تذكروا أن منظمة " شباب هتلر " المتورطه فى جرائم حرب و جرائم ضد الإنسانيه تم حلها و لكن لم يتم تعقب أعضائها و إبادتهم على الرغم إنهم متورطين فى هذه الجرائم

- لا تنسوا أن بعض المنتمين لها ساهموا بعد ذلك فى نمو ألمانيا و العالم مثل :1- هانز ديتريش غينشر - وزير خارجية ألمانيا السابق 2- يورغن هابرماس - فيلسوف و عالم اجتماع 3- البابا بنديكتوس السادس عشر - بابا الكنيسه الكاثوليكيه السابق 4- مانفريد روميل - عمدة شتوتغارت و هو ابن روميل ثعلب الصحراء5- الأمير كلاوس - زوج ملكة هولندا السابقه

و المؤكد فى حال إستمرار المواجهه أننا أمام حرب طويلة الأمد سيتحول فيها الكثير من شباب الإسلاميين إلى إرهابيين يحطمون المجتمع الذى إتحد من أجل إستخدام القوه ضدهم و هذه الحرب نتيجتها الأهم هى نهاية ثورة 25 يناير لأنه عندما تدخل الدوله فى حرب مع الإرهاب لا حديث عن الآتى :

- لا حديث عن حريات فكل القوانين يتم إنتهاكها فى سبيل القضاء على الإرهاب الذى يهدد المجتمع كله و يحدث هذا برضا و اتفاق مجتمعى
لا حديث عن هيكلة الداخليه فالمعيار الأهم لنجاح وزير الداخليه هو مدى قدرته على البطش بالإرهابيين
إستبداد رجال الشرطه و عدم مراعاتهم لحقوق الإنسان هو نتيجة طبيعيه لهذه الحرب حيث يعتاد رجل البوليس على إنتهاك حقوق الإنسان برضا المجتمع الخائف من الإرهاب

- لا حديث عن العداله الإجتماعيه فالسياحه هدف دائم للجماعات المسلحه و المستثمرين يرغبون فى أوطان مستقره .. سنكون أمام حكومات تقشف تطالب الفقراء بربط الأحزمه تحت شعار الوطن فى معركه

- لا حديث عن كرامه إنسانيه و الدوله تستجدى من دول الخليج و الدول الأوربيه و أمريكا

و من يتحدث عن هذه الأشياء إما خائن للوطن أو كافر ينتمى للإرهابيين
و فى نهاية كل هذا سنذهب إلى إتفاق وقف العنف و شراكه فى الحكم و مراجعات فقهيه

فلنتذكر أن كل الحركات الثوريه مثل كفايه و 6 أبريل .. الخ التى قامت بالتحضير لثورة 25 يناير كلها نشأت بعد مراجعات الجماعه الإسلاميه و إتفاق وقف العنف
فلنتذكر أن جيل الستينات و السبعينات الثورى لم يكن له صوتاً فى الثمانينات و التسعينات لأننا كنا فى معركه مع الإرهاب

إن النتيجه الأسوأ أننا الآن أمام جيل سيفقد الأمل و يتحول إلى مجموعه من المحبطين و اليائسين الناقمين على أحوال البلد وسلطه مشروعها القومى هو القضاء على الإرهاب الذى لا ينتهى و الذى سنعقد معه إتفاق فى نهاية المطاف

فلنتذكر أن أكبر خساره للإسلام السياسى كانت عندما تولى السلطه فى مصر و أكبر مكاسبه كانت و هو يمثل المعارضه فى مصر كفصيل وطنى فى الجمعيه الوطنيه للتغيير

إن سألتنى فى النهايه و ما هو الحل .. إن كان الإنتقام و القتل ليس حلاً مع الجماعات المسلحه ؟؟

الحل يا سيدى فى وجود بديل لتيار الإسلام السياسى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أوضاع مقلقة لتونس في حرية الصحافة


.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين: ماذا حدث في جامعة كاليفورنيا الأ




.. احتجاجات طلابية مؤيدة للفلسطينيين: هل ألقت كلمة بايدن الزيت


.. بانتظار رد حماس.. استمرار ضغوط عائلات الرهائن على حكومة الحر




.. الإكوادور: غواياكيل مرتع المافيا • فرانس 24 / FRANCE 24