الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من حكايات حارتنا: -أولاد البنّان-

احمد على بدوى

2013 / 8 / 25
الادب والفن


من حكايات حارتنا .."أولاد البنان":

يقول الحكاؤون من عجائز حارتنا أن "البنّان" الكبير هبط مصر فى ركاب حملة بونارته على مصر .. و أنه عبر النيل من امبابة مع جيوش الفرنساوية بعد انكسار جنود مراد بك ، و وصل ساحل بولاق تاجرا مغربيا و أسكنه بونابرته دارا فى حارتنا ليكون قريبا منه و مقربا ....

و يضيف الحكاؤون أنه لما اعتلى محمد على الكبير الحكم فى قلعة الجبل قرّب منه "البنّان" و أشركه فى القضاء على المماليك ،، فكان "البنّان" يطوف حوارى المحروسة مهللا لمحمد على الكبير و مناديا بسقوط "المماليك" ، و رافعا شعار "إن الحكم إلا للباشا" .... لكن الخصام ما لبث أن دبّ بينه و بين الباشا ، لما اراد "البنّان" أن يحتكر تجارة "البُن" فى مصر و ان ينافس الباشا فى قراراته ، الذى ما لبث أن نفاه إلى دمياط و حبسه عشرين عاما ، و مات "البنّان" الكبير فى السجن.....

و يحكى عجوز حارتنا أن "عمر" ابن البنان الأكبر قد اخرجه سعيد باشا من السجن ، و قربه منه ، حتى يكسب رضا صديقه "ديليسبس" ، و أن "عمر البنان" غضّ الطرف عن منح سعيد باشا امتياز قناة السويس لصديقه ، فلم يعارض ، و رضى عن سعيد باشا ، و أرضاه ....

و لما تولى الخديوى اسماعيل الحكم ، قرّب منه كلا من: "عارف ، و ابو سريع و موسى" – من أحفاد البنان الكبير – و عين ثمانية منهم فى مجلس شورى النواب ، حتى يبدو أمام أصدقائه من ملوك و أباطرة اوروبا حاكما متحضرا و ديموقراطيا ... رغم انه سعى لدى الباب العالى لجعل الحكم وراثيا بين ابنائه .....
حتى غرق اسماعيل فى ديونه ، وتكالبت عليه الدول الدائنة ، و عزلته عن حكم مصر و أجلست "توفيق باشا" خديويا صوريا على عرش مصر .....
لكن "ابو سريع" – كبير احفاد البنان الكبير" ، دفع بأخيه الأصغر "موسى" ليكون ذراع الخديوى الأيمن ، و المتصرف فى شئون البلاد و العباد مؤيدا من قنصل بلاد الإنجليز و الفرنسيس .....
و كان "أبو سريع و موسى" قد علما بنية بريطانيا احتلال مصر فتآمرا معها ، لتسهيل الأمور لجيوش الإنجليز لدخول سفنهم قناة السويس ، على أن تسهل لهم تهريب "الأفيون" من الهند – فى أكياس البُن – لينشروا تعاطيه بين المصريين ، و يأسسوا سوقا لتجارته تكون مصر المحروسة مركزها .....
لكن الله اراد بمصر الخير ،، فاستشعر "عرابى باشا" خطر حفيدى البنان الكبير: "أبو سريع و موسى" ، و مكائد الإنجليز التى تُدبر بليل ، فثار على الخديوى توفيق ، و اعتقل "كل أولاد البنان" ، و وقف لسفن الانجليز بالمرصاد .....
وسكت الحكاء العجوز ... إذ ارتفع آذان الظهر ..........................
((انتهت)) ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دينا الشربيني: السينما دلوقتي مش بتكتب للنساء.. بيكون عندنا


.. كلمة أخيرة - سلمى أبو ضيف ومنى زكي.. شوف دينا الشربيني بتحب




.. طنجة المغربية تحتضن اليوم العالمي لموسيقى الجاز


.. فرح يوسف مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير خرج بشكل عالمى وقدم




.. أول حكم ضد ترمب بقضية الممثلة الإباحية بالمحكمة الجنائية في