الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إلى أصحاب الضمائر و الحلول

دروست عزت

2013 / 8 / 27
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية


إلى أصحاب الضمائر والحلول
و إذا المؤتمرات عقِدت واتفقوا فيها على ما صُدِرت وما سُطِرت ومن ثم بُطِلت, وإذا القرارات جُمِدت وبُدِلت, وإذا بعض الأحزاب سيطرت وبعضها أهُمِلت, فبأي وجهٍ ستبررون ما تفعلون, وإذا المواقف وضحت والتكتلات ظهرت والنفوس الضعيفة عليت, فبأي وحدة صف ٍ تتحدثون, و إذا الناس الشرفاء بكم وثقت وعليكم اتكلت وبالآمال علقت وخلفكم تبعت, فبأي حجة ستتحججون على ما تُهمِلون وما تُهَمِشون, وإذا الأفعال تكررت وبنفس المقاييس أُعِدت وقيست, وإذا النرجسية كثرت وتنافستْ واندفعت, فبأي خطوة تخطون وتتقدمون, وإذا الفعاليات جمعت ووعدت بالعهود منكم وانضمت ومن ثم قسِمت و فرقت وضعفت, فبأي وعود تتعاهدون, وإذا الاجتماعات حدِدَت وعليها اتفِقت, ومن ثم أجلت وبدون مبرر ٍ تأخرت, وعلى مقاييس ٍ خاصة ٍفصلت, وكل الفرص فوتت, فمن يلام وبأي وجه ٍ ستواجهون من ينتظرون, وإذا الجماهير غضِبت ولأخطائكم واجهت, وعلى ما طرح وقرر اجتمعت واتفقت وبها توحدت ونفذت, و كل ما تفعلونه وتتباهون به رفضت, فمن يلام وبأي حديث ٍ ستتحدثون وبأي مشروع ٍ ستتقدمون, وإذا الوفود تحركت, سافرت وانتقلت, ناقشت مع غيرها وتفاهمت, فعلى أي سند ٍ وشيئاً ستعتمدون وكل من حولكم هم مُهمِشون وأنتم من الهيبة فاقِدون, وإذا الغايات الشخصية هي الهدف والهدف هو الوسيلة, و انتقاءكم كيفي, والمحسوبيات هي الأَولى, والمنافسة معا ًعلى من سيقود ويترأس هي الأهم, والناس في معاناة الهم والغم, فعلى من يقع الذنب ومَنْ يكفر بحق ِ مَنْ, فبأي منصب ٍتتعالون وأنتم عن جماهيركم غافلون وبعيدون .
يا أيها الأوتاد ألا تكفيكم المهاترات والأستهزاءات والاستغفال بمناصركم, أوليس هم مَنْ يُقويكم ويُغذيكم بعرق ِ جهودهم وعلى حساب معيشة فلذات أكبادهم المحرومين والغارفين في الفقر والحرمان, وأولادكم في السراء يعيشون ومن كل شيءٍ آمنين, فبأي لغةٍ ستردون إذا طلب منكم الرد, وبأي منفذ ٍ ستنفِذون, ألا تكفيكم كل تلك السنين حتى أن تعيدوا الحسابات والأرقام, وتتوحدوا من أجل أن ترفعوا المعاناة والظلم والأضطهاد عن شعبكم المغبون, وتعيدوا الثقة والإيمان بينكم وبينهم وجميعكم المستفيدين, بدلا ًمن الانشقاقات والانقسامات في الصفوف والتمسك بالأنا العليا الغائمة بالدونية, فبأي شيء ٍ تؤمنون وبأي لغة ستفهمون .
أليس لمرضكم علاج وللسرطان اكتشفوا العلاج, يا أوتاد التي لا ظل لها, ويا ظلٌ للآخرين, راجعوا أنفسكم قبل فوات الأوان لأن الوقت كسيف إن لم تقطعه قطعك, وهدر الوقت كفر ٌ إن كنتم بالقضية مؤمنين, فبأي وقت ٍ تلهون وأنتم غير مبالين لأمسكم ولا لليوم ولا للغد وكأنكم غير معنيين .
لا ننكر بأن فيكم الجيد والمخلص, و لكن لا يغفى أيضا ً أن هنالك السيئون والمتسلقون بالقضية, يقولون ما لا يفعلون
ويستغلون كل الفرص ليظهروا على المنابر والمقابر بدون خجل ٍو وجلٍ لإلقاءِ خطاباتهم الجوفاء, لا يهمهم ما يقال بل المهم لديهم أن يكونوا في المقدمة, ويعشقون الترفع ولو كان على الخوازيق, لا يهمهم الوقت والفرص والهدف ولا معاناة شعبهم إلا أن يكونوا هم الغانمون, كل ما يهمهم أن يكونوا صوراً ولو كانت باهتة أم ميتة, المهم أن يكونَ لهم حصة من الموجود, فبأي و لأي هدف ٍ تدعون وتسعون وتناضلون .
فيكم من كان يسعى إلى المنح كالشحادين على أرصفة بعض الأحزاب, لا يهمه من يقدمها له, المهم أن يحصل عليها, في الوقت الذي كانت فيه السجون مفتوحة للمناضلين والملاحقة كانت مستمرة والخناق يشتد حولهم وقتذاك وهم لم يكفوا عن وعودهم وإرادتهم وقناعتهم بحرية شعبهم البريء وبها كانوا متمسكين, فبأي مقام ٍ تقارنون وبأي ميزان عدل ٍ تقيمون, فالتاريخ له سطوره والفعل له حضوره والقول له حكمته ومنظوره, فكونوا واضحين لجماهيركم وجادين في أقوالكم ومخلصين في أفعالكم, حتى تتغلبوا على ما أنتم فيه من المعاناة والإهانات, ومن ثم لتغتسلوا بعفو شعبكم الذي دفع الكثير وضحى بأغلى ما عنده, ويعرف عنكم المزيد وهو ساكت دون أن يُثير, فبأي سبيل ٍأنتم مقتنعون وبأيهما ستضحون, المنصب أم الكرامة, يا أهل الفكر والسياسة ويا دعاة القضية ... هيا وضحوا لشعبكم ما هي النية. وكونوا صادقين مع أنفسكم ومع شعبكم ولو لمرة واحدة, لأن الصادقين هم الفائزون وهم الغالبون, ففكروا قليلا ً يا أصحاب الضمائر والحلول ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Socialism the podcast 131: Prepare a workers- general electi


.. لماذا طالب حزب العمال البريطاني الحكومة بوقف بيع الأسلحة لإس




.. ما خيارات جيش الاحتلال الإسرائيلي لمواجهة عمليات الفصائل الف


.. رقعة | كالينينغراد.. تخضع للسيادة الروسية لكنها لا ترتبط جغر




.. Algerian Liberation - To Your Left: Palestine | تحرر الجزائر