الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قالوا وقلت.. حول الأجتماع الطبي العراقي في لندن

عامر هشام الصفّار

2013 / 8 / 27
الطب , والعلوم


قالوا وقلت..
حول الأجتماع الطبي العراقي في لندن
قالوا: سمعنا أنك قد حضرت ممثلا للجمعية الطبية العراقية العالمية أجتماعا طبيا لأطباء عراقيين من الجيل الجديد في لندن في يوم الرابع والعشرين من آب فما انطباعاتك؟
قلت: وما كان الأمر الاّ فرصة أتيحت لي في غفلة من زمن وأنا الحريص على حضور ندوات الطب العراقية في عاصمة المناخ الربيعي هذه الأيام لندن حيث الشمس الساطعة أغلب ساعات النهار حتى أذا زارنا الغيم فهو مما لا يطيل مكوثا. وكنت قد علمت بأمر الندوة الطبية ولقاء أطباء عراقيين من الجيل الثالث أذا جاز لي التعبير من زميلي طبيب النسائية والتوليد أزار خو ندة وهو أبن استاذ النسائية والتوليد الدكتور سرمد خوندة/عميد كلية طب بغداد الأسبق. والمهم في الموضوع أن الفكرة كانت لأقامة لقاء يجمع الزملاء من دورة تخرّج واحدة تحت سقف واحد في العاصمة لندن، فيكون تبادل الخبرات حالا متوقعا، لأن الأطباء اذا أجتمعوا فلا يعرفون غير الحديث في الطب وعلومه وهو أفضل!. وقد توسعت الفكرة هذه حتى صارت الدعوة الى ما يشبه المؤتمر العلمي والذي دعيت أليه الجمعية الطبية العراقية العالمية من قبل الهيئة التحضيرية لهذا اللقاء وهو ما تشكر عليه الهيئة، حكمةً وبُعد نظر. اما الحكمة فلأن مثل هذه اللقاءات أنما تركّز على جمع شمل أكثر ما يمكن عددا من أطباء العراق ليتم التداول في شأن الخدمة الطبية الحديثة وما يمكن أن يقوم به الطبيب العراقي أصلا لخدمة الحال الصحي في أرض الوطن الأم. أما بُعد النظر فهو واضح من خلال الأيمان بأهمية وجود جمعية طبية عراقية عالمية تسعى لأن تكون مظلة للجميع ومعبرا بشكل تنظيمي صحيح عن الفعاليات العلمية الطبية العراقي، وخاصة أن للجمعية المذكورة باعها الطويل في العمل الطبي في المملكة المتحدة وفي دول أوربا ولها علاقاتها مع الجمعيات الطبية العراقية في بلدان العالم الأخرى.
قالوا: ولكنك أشرت ضمن ما أشرت الى جيل ثالث من الأطباء العراقيين في بريطانيا فما المقصود؟
قلت: مما لا يخفى فقد كانت ولا زالت بريطانيا البلد الذي يتمتع بنظام تعليم طبي متميز. وما التميز الا نتيجة للنظام الأكاديمي الصارم الذي تتمتع به الكليات الطبية الجامعية والأشراف العلمي والعملي السريري من قبل الكليات الطبية الملكية البريطانية عليها. وقد تعرفون بأن الكلية الطبية العراقية الأولى أنما تأسست على يد الباشا سندرسن طبيب العائلة المالكة البريطانية في العقد الثاني من القرن الماضي، وعليه يعتبر النظام الطبي العراقي التعليمي أقرب ما يكون منهاجا الى النظام البريطاني. ونتيجة لظروف سياسية وغير سياسية وجدنا أعدادا متزايدة من الأطباء العراقيين تدرس الدراسات العليا في بريطانيا وتستقر بعد الحصول على عمل فيها. وهكذا وعلى مدى الخمسين عاما الماضية أصبح لأطباء العراق أجيال في المملكة المتحدة حتى وصل عدد الأطباء العراقيين في المملكة اليوم ما يقرب من 6 آلاف طبيبة وطبيب وفي مختلف الدرجات العلمية والأختصاصات.
قالوا: وما أهم ما نوقش في الندوة الطبية هذه في لندن؟.
قلت: لعلي لا أكون متحيزا أذا قلت أن مستوى الطروحات العلمية في ندوة الطب هذه كان متميزا حقا وبما يجعلك تتحمس لأن تجد يوما هذه القابليات الطبية العراقية وقد تمت الأستفادة منها لتطوير الصحة لمواطن عراقي يعاني الأمرين في هذا الموضوع. وقد كانت المحاضرات لأطباء من الأستشاريين في المستشفيات البريطانية المختلفة لتتناول مواضيع مهمة وحسب الأختصاص فقد تناولت الموضوعات مشاكل السرطان وتشخيصه وعلاجاته وخاصة سرطان الأمعاء الغليظة كما تناولت محاضر ة اخرى موضوع التأهيل الطبي ثم التعليم الطبي ومستجداته وموضوع أمراض المفاصل عند الأطفال وغير ذلك من مواضيع الطب. وقد وجدت أن من المفيد والطريف في نفس الوقت أن يتعرض أحد الزملاء في محاضرته ليرسم سيناريو تخيلّي لما سيكون عليه حال العراق الطبي خلال العشر سنوات القادمة وكيف أن بعض دول العالم سترسل أبناءها للتعلم في كليات العراق الطبية التي بلغ تعدادها اليوم ما يقرب من عشرين كلية توزعت في محافظات العراق كلها.
قالوا وهل حضر الندوة طبيب من الداخل العراقي؟
قلت : نعم وقد ألقى هذا الزميل محاضرة فأطال وأسهب في أحصائيات وزارة الصحة العراقية ليصل الى أستنتاجات كنت قد سمعت مثلها من زميلتنا الدكتورة لقاء آل ياسين وهي رئيسة لجنة الصحة والبيئة في البرلمان العراقي الحالي. ومن ذلك ان ميزانية وزارة الصحة تصرف في أغلبها على رواتب الأطباء كما أن هناك نسبة في هذه الميزانية مما لا يستطيع المسؤول من صرفه نتيجة ضوابط معقدة في النظام الخاص بالميزانية. وقد أستنتج المحاضر الزميل أن أفضل محافظة في موضوعة صحة النساء الحوامل أنما هي محافظة السليمانية في شمال العراق. وقد لا يعلم الزميل أن الطبيب العراقي أوميد مدحت وقد كان وزيرا للصحة في العراق في سنوات ما قبل 2003 قد أرسى دعائم صحة النسائية والتوليد في المدينة قبل سنوات وقد نجح النظام الطبي الحالي في الحفاظ على عناصر ضمنت تحقيق نتائج جيدة حتى الوقت الحالي وهومما يمكن أن يفيد درسا وعبرة.
قالوا: وبعدُ فما خطة المستقبل؟
قلت: لقد أشرت في محاضرتي بأسم الجمعية الطبية العراقية العالمية ومقرها في بريطانيا الى أنه من المهم أيجاد آلية للأستفادة من الخبرات الطبية العراقية الجيدة في الخارج بما يعود خيرا على الوطن الأم وصحة الناس فيه. فلا يضطر المواطن العراقي مثلا للبحث عن طب بديل أو مستشفيات بديلة خارج العراق بما يثقل الكاهل ويعرقل مسيرة التقدم الصحي ويزعزع ثقة الناس بأطبائها. وعليه فقد قامت ولا زالت الجمعية الطبية العراقية العالمية بالعديد من نشاطات زيادة الخبرة والمهارة السريرية الطبية والجراحية للأطباء العراقيين في داخل العراق. كما أن الجمعية تسعى حاليا للأستفادة من نظام كفالة الطبيب العراقي المتميز للتدريب لمدة سنتين في المستشفيات البريطانية على أن يتمكن من تطوير المهارة ليعود الى مستشفاه العراقي وهو بمستوى عالمي من الخبرة الطبية.
ولا أنسى موقف أستاذ الجراحة العراقي مقداد العاني وقد كان أحد الحاضرين لندوة الأطباء العراقيين من أنه يبقى ضروريا وضع نظام للرقابة الطبية العلمية للممارسات الطبية لضمان تقديم أفضل الخدمات للناس، ولزيادة ثقة العراقيين بنظامهم الصحي، وهو الموضوع الشائك الذي يستوجب لوحده ندوة كاملة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من هي سارة صبري أول رائدة فضاء أفريقية وعربية في الفضاء؟


.. ما التحدي الأكبر في العلاقة مع مديرك الأصغر منك سنا؟.. جمهور




.. رئيس الوزراء: سنعمل على تقليل الفاقد من المياه وحماية المواد


.. أوكرانيا.. مقتل 10 أشخاص إثر قصف صاروخ روسي على المبنى الإدا




.. رئيس الوزراء: نتبنى سياسات تستهدف زيادة نصيب قطاع الزراعة وا