الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السلطات العراقية تستلب حق التظاهر

شاكر الناصري

2013 / 8 / 27
حقوق الانسان


لم تمنح السلطات العراقية التراخيص المطلوبة للمظاهرات المزمع انطلاقها في بغداد وباقي المدن العراقية في يوم 31 آب الجاري والتي تهدف الى إلغاء الرواتب التقاعدية لأعضاء مجلس النواب، لاسباب امنية، كما تدعي، وخشية ان يتم استهداف التظاهرات من قبل الجماعات الارهابية!!!! وكذلك الخشية من تجييرها لحساب اتباع البعث والقاعدة كما صرح بذلك نوري المالكي قبل عدة ايام.

جميل ومفرح ان نتلمس قلق السلطات العراقية وخشيتها على سلامة مواطنيها، ولكن الواقع عكس ذلك تماما وفهذه الحكومة، وبكل ما تملكه من اجهزة أمنية وجيش وشرطة، فشلت وطوال السنوات الماضية وحتى الآن في تحقيق الأمن او منع الهجمات الارهابية والمفخخات والاحزمة الناسفة والكواتم، مثلما فشلت في كل المجالات الاخرى كالخدمات والتعليم والصحة وتوفير فرص العمل والسكن والحد من معدلات الفقر، وان المجاميع الارهابية تسرح وتمرح وتنفذ عملياتها بدقة في المكان والزمان الذي تختاره وسط عجز وتخبط حكومي وامني فاضح ينعكس سلبا على حياة العراقيين.

فشلت السلطات العراقية في كل ذلك ولكنها نجحت في تحجيم قدرة من يتطلعون للعيش بحرية وكرامة وامان والذين يريدون التعبير عن رفضهم للأوضاع المزرية التي يمرون بها وكذلك للتعبير عن رفضهم للفساد وسرقة المال العام الذي تمارسه السلطات ( التنفيذية والتشريعية) بذرائع مختلفة كالرواتب التقاعدية المهولة والمخصصات والامتيازات الكبيرة التي يتمتع بها النائب البرلماني والوزير والدرجات الخاصة واتباع الرئاسات الثلاثة. وكل الذين اصبحوا عالة حقيقية ومرعبة على المجتمع ومقدراته وثرواته لمجرد انهم اعضاء في مجلس النواب او وزراء في حكومة تحاصصية او من الذين يعملون في مواقع ومناصب معينة.

نجحت السلطات المذكورة واعلامها ومؤسساتها في تشويه المطالب التي يتم رفعها في المظاهرات والتجمعات وعملت على خلق اجواء البلبلة في صفوف نشطاء المظاهرات عبر اتهامهم بالعمل على تنفيذ اجندات خارجية او انهم يناصبون الحكومة العداء من اجل تحقيق مصالح اطراف وجهات سياسية عراقية معينة وان الحكومة لم تتردد في الصاق تهمة البعث والقاعدة بالنشطاء الذين ينظمون المظاهرات وقامت وفي مناسبات كثيرة باعتقال العديد منهم وتعذيبهم وأخذ تعهدات منهم بعدم المشاركة مرة ثانية.

لا احد يعرف عدد الذين سيشاركون في مظاهرات يوم 31 آب وحيث تخشى الجهات الامنية من استهدافهم، ولكن الأكيد انهم لن يكونوا اكثر عددا من العراقيين في الشوارع واماكن العمل والمساجد والمدارس والأسواق وحيث تقوم الجماعات الارهابية باستهدافهم بالسيارات المفخخة والأحزمة الناسفة بسهولة ويسر. ولن يكونوا أكثر عددا من الذين يشاركون في المناسبات الدينية ومواسم الزيارات المليونية وحيث تقوم الحكومة بتجنيد كل طاقاتها وامكاناتها الأمنية والعسكرية من اجل حمايتها وهو ما يجعلنا نضع علامات أستفهام كثيرة حول توجهات هذه الحكومة ومشروعها الطائفي.

التظاهر من الحقوق السياسية المشروعة التي كفلها الدستور والمواثيق الدولية للمواطن العراقي وان ممارسة هذا الحق لاتحتاج الى اذن من جهات عليا في الدولة كوزارة الداخلية على سبيل المثال وان على المشرع العراقي ان يحدد الآليات التي يجب اتباعها من اجل الحصول على أذن او ترخيص للمظاهرات وبوقت قصير ودون اجراءات معقدة وتعجيزية.

وان العراقيل التي يتم وضعها من قبل السلطات العراقية لمنع المظاهرات والتجمعات والإعتصامات هي دليل على وجود سلطة إستبدادية وقمعية لا تتردد عن ممارسة العنف واللجوء الى أبشع الأساليب من اجل تشويه الحركات الإحتجاجية. ان وجود سلطة كهذه يطيح بكل المزاعم الفضفاضة حول الديمقراطية والحقوق والحريات السياسية في العراق. وان على منظمي المظاهرات ونشطاء الحركات الإحتجاجية ومنظمات المجتمع المدني وكل الذين يريدون المشاركة في التظاهرات عدم الإنصياع لقرارات وزارة الداخلية والقاضية بحرمانهم من ممارسة احد حقوقهم السياسية الأساسية خصوصا وان قطاعات واسعة من العراقيين تنتظر هذه المظاهرات وما سينتج عنها.

ان خشية السلطات العراقية من تظاهرات يوم 31 آب لايتعلق بالامن والتهديدات الارهابية ولكنه يتعلق بالخشية من اتساع نطاق الإحتجاجات والمطالب التي ترفعها التظاهرات بشكل يطال وجودها ويهدد نظام المحاصصة الطائفية الذي تستمد وجودها منه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الادعاء العام يستحق كل الشجب والاحتقار
طلال الربيعي ( 2013 / 8 / 27 - 16:41 )
جزيل الشكر عزيزي شاكر الناصري على مقالك.
قرات الآن الخبر التالي:
-الادعاء العام يدعو إلى الشعور بالمسؤولية وتأجيل الاعتصامات قبل أن -يحترق الاخضر باليابس-
http://www.alliraqnews.com/index.php?option=com_content&view=article&id=96102:2013-08-27-11-17-40&catid=41:2011-04-08-17-27-21&Itemid=86
سكت الادعاء العام دهرا ثم نطق كفرا. الادعاء العام عديم المسؤولية يدعو الى الشعور بالسؤولية.
نعم لدينا ادعاء عام- ما شاء الله؟ اكتشاف رائع فلذلك يجب مقاضاته على صمته صمت القبور طوال الوقت على جرائم القتل الحكومي وارهاب الدولة والفساد بمختلف اشكاله وعدم معاقبة الامعة آية الله القزويني الفاشي وامثاله الذي يشجعون على قتل الابرياء (هل هنالك احصاء بعدد الآيات فهم بنتشرون كالفطر؟). انه ادعاء الفاسدين والمجرمين وليس ادعاءا عاما.
ولا ادري ما علاقة الادعاء العام بخروج المظاهرات فهذا امر ليس من صلاحيته وتجاوز عليها بكل المقاييس. ان الادعاء العام يثبت تماما تسيسه وعدم حياده وفقدانه لاستقلاليته, فيستحق كل الشجب والاحتقار.
مع وافر تحياتي


2 - ماذا بقي
طارق عوض ( 2013 / 8 / 27 - 17:59 )
السلام عليكم نحن نعيش بين مجموعة من اللصوص وبيدهم كل شيء فهم من باب يحتفلون بميلاد الائمة الاطهاروبذكرى وفاتهم بمسيرات من الشباب والنساء والاطفال مشيا من البصرة الى النجف الاشرف والى كربلاء المقدسة فلا يفكرون بالهجمات الارهابية ولا يمنعوها ولكن المظاهرات التي ينظمها الشباب للمطالبة بالغاء تقاعد كبار الموظفين والذي يشمل اعضاء الحكومة والنواب والرئاسات ومن بدرجتهم ليقللوا من المال المهدور ...هذا فيه خوف من الارهابيين ...كفى هذه الالاعيب وليخرج الشعب بمظاهراته ويجب ان يقف الجيش والشرطةمع المتظاهرين كما وقف الجيش والشرطة مع الشعب المصري وشكرا


3 - رد من الكاتب
شاكر الناصري ( 2013 / 8 / 27 - 19:52 )
العزيز طلال الربيعي..تحياتي ومحبتي يبدو اننا امام همجة من البيانات المتناغمة والمتماهية مع بعضها البعض، بعد بيان الادعاء العام ،صدر بيان لوزارة الداخلية يقطر سما ويهدد ويتوعد ..اننا امام سلطة فاقدة لاهلية قيادة الدولة بخطوات جادة نحو بر الامان...كل البيانات الصادرة هذا اليوم .تحمل المواطن العراقي اللوم وانه سيتحمل مسؤولية ما سيحدث ان انطلقت المظاهرات


4 - رد من الكاتب
شاكر الناصري ( 2013 / 8 / 27 - 19:58 )
الاخ طارق عوض.. محبة واعتزاز.. وهذا ما نتحدث عنه ويثير الكثير من علامات الاستفهام ..لماذا تتم حماية الزيارات المليونية والاحتفالات الدينية والاستعراضات العسكرية للمليشيات وتقوم السلطة بحشد كل قواها وقواتها من اجل ذلك ولكنها تهدد من سيتظاهرون في يوم 31 اب بالويل والثبور وان الجماعات الارهابية ستقوم باستهدافهم ..اننا امام لعبة مكشوفة وعلى العراقيين ان يتعلموا الدرس جيدا...............

اخر الافلام

.. موظفة بالأونروا توثق نزوح عائلات فلسطينية من رفح


.. -طبعاً مش هيشوفها تاني-.. خالد أبو بكر يشيد بالموقف المشرف ل




.. نشرة الرابعة | متطوعة سعودية تلفت الأنظار.. ولاجئون يسمون مو


.. الترحيل إلى رواندا.. هواجس تطارد المهاجرين شمال فرنسا الراغب




.. نشرة الرابعة | النواب البحريني يؤكد على استقلال القضاء.. وجه