الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عبد الرحمن عارف

حامد رمضان المسافر

2013 / 8 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


في مثل هذا اليوم من عام 2007 , وعلى وجه التحديد في الرابع والعشرين من شهر أغسطس (آب), انتقل إلى رحمة الله تعالى الرئيس العراقي الأسبق عبد الرحمن محمد عارف, الرجل النبيل الغيور الذي أطلق بوجه شاه إيران كلمته الوطنية المدوية في العاصمة طهران في الرابع عشر من مارس (آذار) عام 1967, على خلفية الطلب التوسعي الذي تقدم به محمد رضا بهلوي بإدخال تعديلات جديدة على حدود المناطق البحرية المتشاطئة بين البلدين عند مقتربات شط العرب, فنطق عبد الرحمن بعبارته الحاسمة الحازمة المجلجلة, التي قال فيها:
أن أرض العراق ومياهه وحدوده ليست عقاراً مسجلا باسمي, ولا ملكا صرفاً لعائلتي, ولا مقاطعة من مقاطعات أجدادي, ولا حقلا زراعياً من حقول عشيرتي, ولا إرثاً لأبناء قبيلتي, ولا غنيمة من غنائم أهلي, أنها ملك الشعب العراقي وحده, ولا يمكن التفريط بها, أو التنازل عنها, أو بيعها, أو تأجيرها, أو التلاعب بخرائطها, أو المقامرة بها أو المغامرة بها, أو المساومة عليها, أنها الواحة الفردوسية الرافدينية المقدسة, التي اختارها الله جل شأنه مهبطاً لرسالته السماوية, ومثوى لأنبيائه, وصومعة لأئمته, ومنطلقاً لسلالاته البشرية, هي الأرض التي حملت شعلة الإنسانية والتحضر إلى كل أرجاء المعمورة, فلا أنا ولا غيري يمتلك حق التفريط بأرض العراق ومياهه
في مثل هذا اليوم رحل عبد الرحمن, فكان الرئيس العراقي الوحيد الذي مات ميتة طبيعية على فراشه, وبين أهله وأبنائه, ولفظ أنفاسه الأخير بين جدران بيته, فوق سريره, وتحت سقف غرفته البسيطة المتواضعة. .
هو الرئيس العراقي الوحيد الذي لم يُقتل, ولم يُذبح, ولم يُسحل في الشوارع, ولم يُشنق, ولم يدس له الثاليوم في طعامه, ولم يتعرض لأي محاولة من محاولات الاغتيال. .
هو العراقي الشريف, الذي لم يكن متحزباً, ولا متطرفاً, ولا متعصباً, ولا متلوناً, ولا مغروراً, ولا فاجراً, ولا متهتكاً, ولا متعنتاً برأيه, ولا متشدداً مع غيره, ولم تكن له علاقات مشبوهة مع الدوائر الاستعمارية. .
لم يكن سفاحاً متعطشاً للدماء, ولا متبطراً شرهاً يحب اكتناز الأموال, ولا مستميتاً على الزعامة, ولا لاهثاً وراء التسلط على رقاب الناس, ولا ساعياً للاستحواذ على الرتب العسكرية والألقاب المدنية والنياشين والعقارات. .
عرفه الناس بحبه للعراق وأهله, لم يتسبب في يوم من الأيام بإلحاق الأذى بأي فرد من أفراد الشعب العراقي, ولم يورط العراق بمعاهدات دولية مخجلة, ولا باتفاقيات مُذلة, ولم يوقع على بروتوكولات الرضوخ والانبطاح والتمسح بأذيال القوى الدولية الغاشمة.
لم يتنازل عن شبر واحد من أرض العراق, ولم يتسبب في ضياع بحرنا الإقليمي, ولم يسمح بالتجاوز على مسطحاتنا المائية السيادية في خور عبد الله ومدخل شط العرب. .
لم يكن عدواً لأحد, ولا حاقداً على أحد, ولا ظالماً لأحد, فعاش بأمان, وحكم بأمان, وتنازل عن الحكم بأمان, ورحل إلى الدار الآخرة بأمان. . . .












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاعدادية المركزية 1
سمير فريد ( 2013 / 8 / 28 - 05:35 )
الاستاذ حامد رمضان المسافر المحترم
تحية
مقالك جعلني استرجع موقفنبيل حصل معي وكان ذلك عندما كنا نؤدي الامتحانات في الاْعدادية المركزية في بغداد وكان الجو السياسي العام محتقن وكنا مجموعة من الطلبة يغلب علي موقفنا الفكري والعملي عداء شديد لكل الحكومات التي حكمت العراق بعد انقلاب 8 شباط 1963 وكنت كل يوم اوجه السباب للحكومة والقائمين على ادارتها وبصراحة لا لبس فيها تعبر عن توجهنا السياسي واذكر انه في يوم امتحان الكيمياء وكانت قد طلبت دفر ثاني لاْكمال الاْجابة اقترب احد المراقبين وقال اليوم سيزور المركز الاْمتحاني رئيس الجمهورية .وذهب بعيدا في اخر القاعة وبعد دقائق دخل المرحوم رئيس الجمهورية عبد الرحمان محمد عارف ولم يكن برفقته سوى اثنان من المرافقين وسال الرئيس طالب اسمه محمود وكان من الكورد عن نوعية الاْسئلة فكان الجواب ان الاْسئلة سهلة عند ذلك وجه الرئيس نفس السؤال لشخصي فقلت له وبكل وضوح ان الاْسئلة صعبة فقال رحمه الله انك قد طلبت دفتر ثان فقلت له ان جميع الاْجوبة خطاءفقال رحمه الله لكن زميلك يقول ان الاسئلة سهلة فقلت وبكل وضوح وتعمدت ان يسمعني الجميع ان ماذكره زميلي مجاملة لك بصفتك رئ


2 - الاعدادية المركزية 1
سمير فريد ( 2013 / 8 / 28 - 05:38 )
الاستاذ حامد رمضان المسافر المحترم
تحية
مقالك جعلني استرجع موقفنبيل حصل معي وكان ذلك عندما كنا نؤدي الامتحانات في الاْعدادية المركزية في بغداد وكان الجو السياسي العام محتقن وكنا مجموعة من الطلبة يغلب علي موقفنا الفكري والعملي عداء شديد لكل الحكومات التي حكمت العراق بعد انقلاب 8 شباط 1963 وكنت كل يوم اوجه السباب للحكومة والقائمين على ادارتها وبصراحة لا لبس فيها تعبر عن توجهنا السياسي واذكر انه في يوم امتحان الكيمياء وكانت قد طلبت دفر ثاني لاْكمال الاْجابة اقترب احد المراقبين وقال اليوم سيزور المركز الاْمتحاني رئيس الجمهورية .وذهب بعيدا في اخر القاعة وبعد دقائق دخل المرحوم رئيس الجمهورية عبد الرحمان محمد عارف ولم يكن برفقته سوى اثنان من المرافقين وسال الرئيس طالب اسمه محمود وكان من الكورد عن نوعية الاْسئلة فكان الجواب ان الاْسئلة سهلة عند ذلك وجه الرئيس نفس السؤال لشخصي فقلت له وبكل وضوح ان الاْسئلة صعبة فقال رحمه الله انك قد طلبت دفتر ثان فقلت له ان جميع الاْجوبة خطاءفقال رحمه الله لكن زميلك يقول ان الاسئلة سهلة فقلت وبكل وضوح وتعمدت ان يسمعني الجميع ان ماذكره زميلي مجاملة لك بصفتك


3 - الاعدادية المركزية 2
سمير فريد ( 2013 / 8 / 28 - 05:59 )
فقلت له انك رئيس الجمهورية وهو يجاملك ...فرد المرحوم وبكل هدؤ الظاهر انت ملته بشواربك وهي اشارة ذكية كانت تعني الكثير في تلك الاعوام عند ذاك وقفت وقلت انك تساْلني عن الاسئلة وان اجبتك عنها ولا دخل للشوارب بالموضوع عند ذاك تقدم احد المرافقين وحاول اجلاسي لكني قاومته وهنا تدخل ذلك الانسان الطيب ومنع المرافق من الاندفاع ضدي واكملت الامتحان ذلك اليوم وكنت اتوقع ان يتم توقيفي لكن ذلك لم يحدث وبعد ذلك عندما حضرت الاْمتحان التالي كان الجميع يتوقع ان يتم سجني ...وتمضي الايام واشاهد ذلك الانسان في محطة الوقود وكان يقود سيارته القديمة المرسيدس بنفسه وهو يزود سيارته بالوقود وكان معي ابني فقلت له يا بني ان هناك دين لهذا الرجل واننا مدينين له فنزلت من المركبة التي كنت اقودها واخنت منه خرطوم التعبئة واكملت العملية وانبت عامل المحطته لعدم مساعدته في التعبئة وقلت له انه كان رئيس الجمهورية واعتذر العامل لعدم معرفته به ... واخذت اقارن بينه وبين من كان يحكمنا وادخلنا في متاهات الحروب والتي لم نخرج منها الى اليوم
تحياتي ومحبتي للجميع
سمير

اخر الافلام

.. -السيد- حسن نصر الله.. رجل عاش في الخفاء وحوّل حزب الله إلى


.. عاجل | حزب الله يؤكد مقتل حسن نصر الله في الضربات الإسرائيلي




.. عاجل | الجيش الإسرائيلي: نحن في حالة تأهب قصوى وهذا ما سنفعل


.. القبة الحديدية تعترض صواريخ في سماء رام الله أطلقت من جنوب ل




.. ‏عاجل | حزب الله: استشهاد حسن نصر الله