الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العدوان الامبريالي الرجعي المرتقب على سوريا سيفشل في تحقيق أهدافه

عليان عليان

2013 / 8 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


بات واضحاً أن الهجوم الكيماوي على الغوطة ، وفق الوثائق الروسية المتحصلة من صور الأقمار الصناعية ، ووفق التقارير المؤكدة من من المواقع على الأرض خاصة في بلدة جوبر ، والموجودة بحوزة الجيش السوري ، أن مجرمي ما يسمى بالجيش الحر هو من نفذوا الهجوم .
وقد جاء هذا الهجوم الكيماوي ، حسب تقديرات وترجيحات الخبراء العسكريين في المنطقة ، في إطار سيناريو مرتب ، نفذه مجرمو ما يسمى بالجيش الحر ، بعد أن وفرت تركيا أردوغان السلاح الكيماوي ( للجيش الحر !! ) تنفيذا لمخطط أمريكي أطلسي وخليجي ، لإلصاق الجريمة بالجيش السوري ، توطئة وكمبرر لشن العدوان على سوريا بهدف عمل جراحة في الجغرافيا السياسية في المنطقة ، عبر تقسيم سوريا إلى عدة كانتونات في إطار مشروع الشرق الأوسط الصهيو أميركي ، وإنهاء حلف المقاومة والممانعة ، الذي شكل سداً منيعاً في مواجهة المشاريع الأمريكية.
وهذا العدوان المرتقب والمتوقع في حال حدوثه ، يستهدف إنهاء الدور القومي لسوريا ومعاقبتها على رفضها توقيع معاهدات الذل مع العدو الصهيوني ، ورفضها التطبيع معه ودعمها المستمر للمقاومتين اللبنانية والفلسطينية ، ما يرتب على القوى القومية والتقدمية في الوطن العربي من المحيط إلى الخليج ، أن تأخذ دورها في التصدي للعدوان ودعم الموقف السوري على مختلف الصعد ، فسقوط القلعة السورية - لا سمح الله – يعني سقوط القلعة الأخيرة من قلاع القومية العربية .
ومن تابع مؤتمر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ، وتصريحات وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاجل ، يكتشف بسهولة حجم التدليس والكذب بشأن قيام الجيش السوري بقصف منطقة الغوطة بالسلاح الكيماوي ، خاصة وأن الأمريكان وقادة دول الغرب عموماً الذين اندغموا في حفل التدليس والكذب ، لا يمتلكوا أدنى دليل حول قيام الجيش السوري بالهجوم الكيماوي ، ناهيك أنهم لا يريدوا أن ينتظروا نتائج التحقيق الخاص باللجنة الدولية التي تحقق بالهجوم الكيماوي.
ما يعني أن السيناريوهات الخاصة بالعدوان ، في طريقها للتنفيذ ، وفي هذا السياق نشير إلى ما يلي :
أولاً :استمرار الحشد الأمريكي والأطلسي البحري ، قبالة السواحل السورية والذي وصل حتى اللحظة إلى أربع مدمرات ، مزودة بأربعمائة صاروخ كروز .
ثانياً: اجتماع الحرب الذي عقد يوم أمس الاثنين ، في مكان سري بالأردن ، بحضور قيادات أركان دول حلف الأطلسي ، وقطر ، والسعودية ، والأردن للتخطيط للضربة العسكرية لسوريا ، وفي إطار توزيع الأدوار.
ثالثاً :إعلان البنتاجون حول استكمال تجهيزات الحرب ، بانتظار أوامر الرئيس أوباما وأن الحرب ستأخذ شكل الضربات الصاروخية ، عبر الطائرات القاذفة أو عبر إطلاق الصواريخ المجنحة من المدمرات .
رابعاً :التنسيق المستمر بين الولايات المتحدة ، والعدو الصهيوني بشأن الضربة والدور الإسرائيلي فيها ، وقد تمثل بالخط الساخن المفتوح على مدار 24 ساعة بين واشنطن وتل أبيب ، وباللقاء بين رئيس الأركان الأمريكي مارتن ديمبسي ورئيس الأركان الإسرائيلي بيني جانتس بشأن العدوان على سوريا .
خامساً: تحديد المهام الخاصة ، بالقوات الأمريكية المتواجدة في الأردن ، بشأن الضربة المرتقبة لسوريا.
العدوان الأمريكي حسب تقديرات الخبراء قد يأخذ شكل الضربات الصاروخية للمطارات وشبكة الاتصالات ومراكز السيطرة والقصر الرئاسي والرادارات السورية وشبكات الصواريخ ، ومواقع الأسلحة الكيميائية ، وذلك بهدف شل قدرات الجيش السوري وإفقاده زمام المبادرة ، بعد أن حقق انتصارات كبيرة ، منذ معركة القصير ، وبات يضيق الخناق على عصابات ما يسمى بالجيش الحر ، وجبهة النصرة وأخواتها في الغوطتين الشرقية والغربية وغيرهما من المناطق السورية .
هذا من ناحية ومن ناحية أخرى – وحسب الخبراء العسكريين – قد يترافق مع الضربات الصاروخية ، تقدم قوات خاصة من دول الاقليم ، ومن دول الأطلسي للسيطرة على منطقة درعا ، ومناطق متاخمة للحدود السورية التركية ، بغية خلق مناطق حظر جوي للحيلولة دون تحليق الطيران السوري وتحييده .
الأمر الملفت للنظر ، هو تماسك القيادة السورية ، والجيش السوري ، والتصرف بثقة عالية حيال مواجهة العدوان المرتقب ، ورفض القيادة السورية الدخول في أية صفقات على حساب ثوابت سوريا القومية ، وما قاله وزير الخارجية السورية وليد المعلم في مؤتمره الصحفي اليوم الثلاثاء : " أن سوريا تفضل تلقي الضربات الصاروخية على عقد أية صفقات مع الإدارة الأمريكية " لمؤشر على صلابة الموقف السوري وثباته على المبادىئ.
وما يجب الإشارة إليه هنا ، التصريحات السورية الواثقة ، بشأن إفشال أهداف العدوان وبشأن إصرار الجيش السوري ، على الاستمرار في الحرب حتى هزيمة عصابات التكفيريين ، وقطعان ما يسمى بالجيش الحر ، بوصفهم أدوات للمشروع الصهيو أميركي وللرجعية النفطية ، التابعة للولايات المتحدة الأمريكية .
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا : ما هي أوراق القوة بيد الدولة السورية التي تمكنها من التصدي للعدوان المرتقب وإفشال أهدافه ؟؟
تتمثل أوراق القوة لسوريا العروبة فيما يلي :
أولاً: أن الجيش العربي السوري تمرس في القتال ، ضمن مختلف الظروف في السياقين الكلاسيكي والعصابي ، ما يمكنه من التعامل بثقة ، مع الوحدات الخاصة الأطلسية والإقليمية ، التي قد تتجاوز الحدود بهدف إقامة مناطق عازلة ، وهزيمتها .
ثانياً: أن الجيش السوري ، بات يمتلك ترسانة صاروخية ، من صواريخ ياخونت الروسية وغيرها قادرة على ضرب الأهداف البحرية المعادية قبالة الشواطيء السورية ، ناهيك أنه بات يمتلك القدرة على التمويه الاستراتيجي لإخفاء الصواريخ ، ولعل فشل العدو الصهيوني في تدمير صواريخ ياخونت ، في منطقة اللاذقية لمؤشر على ذلك .
ثالثا: أن الجيش السوري ، بإمكانه أن يضرب الغرب الاطلسي ، في مقتل عبر إطلاق مئات صواريخ سكود وياخونت ، على العمق الإسرائيلي ، في تل أبيب والنقب وبقية المدن الإسرائيلية .
رابعاً: أن هنالك رديفاً للجيش السوري ، ممثلاً بقوات الدفاع الوطني التي تمرست بالقتال ضد التكفيريين ، وعصابات ما يسمى بالجيش الحر ، يمكن أن تلعب دوراً فاعلاً في التصدي لفلول الارهابيين ، ما يتيح للجيش العربي السوري ، أن يتصدى لقوات العدو التي تسعى لإحداث اختراقات وإنزالات في المناطق الحدودية وفي محيط العاصمة دمشق تحت مبرر تدمير الأسلحة الكيميائية .
خامساً : حدوث تحسن ملحوظ ، في الجبهة الداخلية السورية ، لصالح الدولة ولصالح دعم الجيش العربي السوري ، في مواجهة الإرهابيين ، بعد أن اكتشفت جماهير الشعب حقيقة ما يبيت لسوريا من مؤامرات ومستقبل مظلم ، في حال انتصار قوى الإرهاب التكفيرية والأدوات العميلة لواشنطن .
سادساً: أن سوريا ترتكز على تحالف وثيق ومتين ومجرب ، مع حزب الله ومع إيران فالحزب وإيران ، ستسبق أفعالهما أقوالهما ، في الوقوف إلى جانب سوريا ضد العدوان عبر إمطار الكيان الصهيوني والقواعد الأمريكية والأطلسية في المنطقة بمئات الصواريخ .
سابعاً : يضاف إلى ما تقدم ، استناد سوريا إلى تحالف وثيق مع منظومة دول " البريكس " وهي روسيا والصين والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا " ، حيث تلعب روسيا دوراً مركزياً في دعم سوريا عسكرياً وسياسياً .
لقد فسر بعض المراقبين ، تصريح وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف تفسيراً خاطئاً ، الذي قال فيه "أن سوريا لن تدخل الحرب حال اندلاعها " ، وهذا أمر طبيعي لأن روسيا غير معنية بإشعال حرب عالمية ثالثة ، لكنها معنية بهزيمة أمريكا والقوى الأطلسية ، عبر توفير كل سبل الدعم العسكري والإسناد السياسي ، لكل من سوريا وإيران وحزب الله.
وما جاء في مقابلة الرئيس بشار الأسد ، مع صحيفة إزفتيا الروسية ، يفسر ذلك حين أكد على تواصله المستمر مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ، وعلى أن مصير دمشق مرتبط مع مصير موسكو ، وأن روسيا ستزود سوريا بكل صفقات الأسلحة وفق العقود المبرمة بين البلدين .
ثامناً : بداية الحراك الشعبي العربي المتضامن مع سوريا ، في مواجهة التدخل الخارجي والعدوان الأطلسي الصهيوني الرجعي ، حيث أن العديد من القوى والأحزاب القومية والتقدمية العربية ، التي كان موقفها متذبذباً ومتردداً ، من الأزمة السورية ارتباطاً بموقف هذه الأحزاب ألانتقادي ، لإدارة النظام السوري للأزمة في بداياتها ، مما سهل مهمة المؤامرة والمتآمرين- على حد رأيها وتعبيرها - هذه القوى باتت مشدودة للتناقض الرئيسي مع الامبريالية والصهيونية والقوى الرجعية .
في ضوء ما تقدم من عوامل وأوراق فإن قوى الشر ستفشل في تحقيق أهداف العدوان بالرغم من الخسائر المادية والبشرية التي قد تلحق بسوريا ، فالأمور في المحصلة تقاس بالنتائج السياسية ، وليس بالخسائر المادية والبشرية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سوريا الصامدة
نور الحرية ( 2013 / 8 / 28 - 11:12 )
بعد الثناء على صاحب المقال الاستاذ عليان اود ان اشير الى ان رجال الدين غالبيتهم تقريبا وخاصة من المذهب الوهابي الحقير هم السبب في ما الت اليه اوضاعنا البائسة وذلك بتخديرهم للشعوب بالخرافات والاساطير فاصبحنا اهون الامم . ولكن في الاخير نتمنى ان تصمد سوريا قيادة وشعبا امام جحافل الغدر الصهيواميركي خليجي

اخر الافلام

.. الحكومة المصرية الجديدة تؤدي اليمين الدستورية | #عاجل


.. إسرائيل تعرض خطة لإدارة قطاع غزة بالتعاون مع عشائرَ محلية |




.. أصوات ديمقراطية تطالب الرئيس بايدن بالانسحاب من السباق الانت


.. انتهاء مهلة تسجيل أسماء المرشحين للجولة الثانية من الانتخابا




.. إيلي كوهين: الوقت قد حان لتدفيع لبنان الثمن كي تتمكن إسرائيل