الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فهمي هويدي .. ألا تخجل ؟..هم من أيقظوا الوحش فينا

طلال سيف
كاتب و روائي. عضو اتحاد كتاب مصر.

(Talal Seif)

2013 / 8 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


فهمي هويدي .. ألا تخجل ..هم من أيقظوا الوحش فينا
ربما لا أملك من الوعي ما يملكه الأستاذ فهمي هويدي ، ولا أملك من المعارف ما تحت مظلته . المعرفة الحقيقية عندي ، أن أمشي فى الشارع آمنا وأترك أسرتي فى الدار مطمئنا ، وألا أجرح بسكين فى محطة تموين السيارات ، ولا أن تتوقف فعاليات العملية الجراحية لإبنة أخي جراء إنقطاع التيار الكهربائي ، أما المعرفة عندي ، فلا تتعدى كونها أن إحترام الآخر والمختلف معي ضرورة ، طالما كان الإختلاف فى مساره الطبيعي بعيدا عن السباب والعنف والإرهاب والتعالي . أنا شخصيا بلا أدنى وعي معرفي ، رأيت جماعتك الحاكمة تطالب الجيش والشرطة بقتل المتظاهرين ، ورأيت منابرهم تلعن وتكفر كل من قال لا فى وجه من قال نعم . هم من أخرجوا وحش التعالي والغطرسة والاستقواء بالخارج دون أدني مسئولية ولا مقدار لأدبيات السياسة والقانون الكوني . من أطلق العنان لمهاجمة الإعلاميين والقضاة والشرطة والشعب فى آن واحد . هل يمكنك مراجعة تلك الفترة السوداء الموثقة بالصوت والصورة على صفحات الشبكة العنكبوتية ، وتعمل ضميرك الوطني وحسك العقلاني ، كي تتكشف الحقيقة التاريخية المعروفة للقاصي والداني وهي : العنف وليد العنف .. والدم وليد الدم .. ودعوة الكراهية وليدة دعوة الكراهية ، والجزاء من جنس العمل – قاعدة شرعية – لست محبا لفكرة العنف والترويج لها ، لكنني أيضا لا أحترم ولا أوقر من يمارس عهر الكذب والنفاق والتدليس دون أي مسئولية أخلاقية ، متخيلا أن كثرة الكذب نهايته ناصية التصديق . فقد مارست جماعتك كل أنواع النفاق الديني والسياسي للوصول للسلطة ، بدأ بإعلان عدم الترشح للأغلبية على مقاعد مجلس الشعب مرورا بعدم المنافسة على مقعد الرئاسة وليس إنتهاء بجريمة مشروع النهضة وحتى شارة رابعة الصفراء الماسونية الأصل والمصدر ، وكل ما صدر من هوس وتخاريف من قادة الجماعة على منصة رابعة وحتى طلب الآنسه أم أيمن بشكل مباشر من أن تتدخل أمريكا لضرب الجيش المصري . نعم الدم حرام ، لكنه أيضا ليس كل الدم الحرام ، وإلا لكان الإمام علي مسئولا عن هلكى معركة النهروان ، فقبل أن تتمطى بإنسانيتك المفرطة وتبكي شهداء فض إعتصامك السلمي المزعوم ، كان الأولى أن تتباكى على شهداء مذبحة بورسعيد ومجلس الوزراء ومحمد محمود .. وما سال من دماء بمباركة جماعتك وما سال فى عهد المخلوع شعبيا وتذكر الناس بهم . وإلا فأنت واحد ممن يصنفون الدم حسب القربى فى الفكر والعقيدة . الحكايات لا تؤخذ من لطم خدود النساء ، بل من واقع مرير عايشناه على يد جماعتك ، وإن كانت ما تسمى بالدولة العميقة هى سبب تلك الأزمات ، فأذكرك بقول العبقري أحمد مكي " البقاء للأقوى " فإن كانت جماعتك بهذا القدر من الضعف ، فقد انطبق عليها قانون مكي ، وإن كان الإعلام فاسدا وعاهرا ، فلماذا تنتظر منه الطهر؟ وإن كان القضاء مجرما فأبشروا بالإعدام .. ليس بهذا المنطق تدار الأمم . هناك حد أدنى من معارف الإدارة والسياسة افتقدتها الجماعة التى ضاعت بفعل العنف والإستقواء والتعالي ، فهيكلة الإعلام ليس بالسباب ، وتطهير القضاء ليس بمحاصرة الدستورية وسب القضاة ، وأعتقد أنك أكثر وعيا بهذه المسائل التي تحتاج إلى تخطيط وتدبير زمني بعيد ، لكن محاولات القفز المريبة من قبل الجماعة واستخدام حركات العنف السياإسلامي ، هي من وضعتكم فى مواجة الناس بكل هذا العنف وتلك الكراهية ، أما وأن سيادتكم تقر بأن الحركات السياسية الفكرية لا تنتهي بالحلول الأمنية ، فاعلم يا سيدي بأنك تخلط خلطا جذريا بين الكيان المادي للحركات السياسية والأفكار . فالكيانات المادية تحاسب بالقانون وأحد أدوات فعل القانون هو القبض والإعتقال وممارسة العنف ، إذا ما اتجهت الحركات إلى الإرهاب .. راجع " إسبينوزا فى كتابه رسالة فى اللاهوت والسياسة " وراجع أيضا " القرآن الكريم فى حد المفسدين فى الأرض " وراجع تاريخ ثورة الزنج وما شابه من حركات الإسلام السياسي . لتعلم جيدا أن الحركة تنتهي تماما بالفعل الأمني ، لكن الأفكار تعود للظهور والبعث من جديد إذا ما توافر لها ظروف مشابهة ، فتعود الحركات بأشكال مغايرة وتنظيمات جديدة ، ليعود الحل الأمني من جديد ، وبالطبع لا يمكن أن يكون الحل الأمني وحده هو المسيطر ، فالحلول الفكرية وليس السياسية كما تدعى سيادتك هى تلك الحلول الموازية للحل الأمني والمتزامنة معه ، ليس بهدف نقد الأفكار الشاذة ، بل لتعريتها ، فالنقد نقيض التعرية ، ولا يوضع على مائدته إلا الطيب ، أما الخبث فلا يوضع إلا على مناضد التجريح والتعرية ، كرد فعل مناسب لمستبق الأفكار الشاذة التي تحاول فرض سيطرتها على مجتمع جذري الهوية ، بطريقة حرق المراحل ، ملتبسا بشكل دعائي بأفكار التراث والموروث الذين هما أبعد ما يكون عن ممارسة جماعتك . أيها الفاضل تحملوا فى رقابكم هذا الهوس والجنون والغل والحقد الذي دفعتم إليه أكثر المجتمعات المسالمة فى تاريخ البشرية ، واحملوا فى أعناقكم دماء الشباب المخدوع من تطرف أفكاركم ، وفى المقابل تحملوا نفقات صبغة شعر وشارب صفوت حجازى وتكاليف هروب البلتاجي وايجار شقة محمد بديع التي هرب فيها وووو... تحملوا أواخجلوا أيها السادة .. أستاذ فهمي هويدي ألا تخجل ؟










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. … • مونت كارلو الدولية / MCD كان 2024- ميغالوبوليس


.. ctمقتل فلسطينيين في قصف جوي إسرائيلي استهدف منزلا وسط رفح




.. المستشفى الميداني الإماراتي في رفح ينظم حملة جديدة للتبرع با


.. تصاعد وتيرة المواجهات بين إسرائيل وحزب الله وسلسلة غارات على




.. أكسيوس: الرئيس الأميركي يحمل -يحيى السنوار- مسؤولية فشل المف