الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العرب وحديث المؤامرة

نبيل علي صالح

2013 / 8 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


لا يمل العقل السياسي العربي عموماً من الحديث عن المؤامرة والمتآمرين.. منذ زمن بعيد وليس من عصرنا الراهن.. المؤامرة قديمة قدم الوجود، ومنذ أن قتل قابيل شقيقه هابيل هي شغالة على طول خط الوجود البشري، وطالما أن الإنسان يفكر ويتحرك في خط المصالح وتأمين العيش ومنافذ الوجود له، فهي قائمة وستبقى..
بالتالي هي جزء من لعبة المصالح بين الدول والمجتمعات.. كما أنها لا تزال وستبقى جزءاً من آليات الضغط لتحقيق المكاسب وحيازة المنافع والامتيازات..
بهذا المعنى كل الدول تتآمر على بعضها البعض.. أي كل الأمم والدول والحضارات والأقوام والأديان وووالخ، كلها تستخدم لعبة المؤامرة كأداة من أدوات الصراع مثل التحالف والتعبئة والتمويه والكمين والخدعة... إلخ..
وكي لا نستطرد نوجز لنقول: ليس من العلمية والموضوعية اختزال الأحداث والتاريخ والحركات في مؤامرة ما (بعينها)، لأن ذلك يعني بالنتيجة غياب العقل، وتغييب الإرادة على الفعل والعمل والإنتاج، وشل قدرة الإنسان على الإبداع في التحليل العلمي. ومثل ما قال أحد الكتاب: "إذا كانت المؤامرة قديمة ومهيمنة على الأحداث ولا يمكن دفعها، فكذلك كان السحر والعين والإيمان بقدرة الجن على النفع والضرر. الإيمان بأن المؤامرة قدر لا يمكن الانفكاك من جاذبيته المدمرة يعني الاستسلام لمجرى الأحداث"..
باعتقادي: القناعة بالمؤامرة والاستغراق فيها وتحويلها إلى طوطم وأيديولوجية –كما هي عادة أصحاب المشاريع الشمولية العقيمة- هي نظرية الضعفاء المنتفعين من التحكم برقاب شعوبهم وهيمنتهم على ثرواتها ومواردها، ونفاذهم الآمن إلى مواقع القوة والسيطرة التامة فيها، هؤلاء الذين أعطوا عقولهم إجازة طويلة بلا أجر، وركنوا وخضعوا لقدريات وجودهم وحياتهم ومصالحهم..
إنها نظرية اختراع الفاشلين لتبرير عجزهم وضعفهم وشللهم وهيمنتهم على بلدانهم.. فكانت النتيجة فشلهم وإفشال دولهم ومجتمعاتهم، وإعاقتهم لنموها وتطورها..
بطبيعة الحال كل هذا لاينفي أبداً وجود مؤامرات ومتآمرين، ولايعني أيضاً عدم وجود مخططات ودسائس وغيرها، ولكن السؤال كيف تتعاطى معها أنت كفرد أو كمجتمع كنظام أو كدولة؟ وكيف توظفها لخدمتك لتتفادها وتأمن شرها على شعبك وبلدك، وتؤمن الحد الأدنى من مصالحهم في مواجهتها؟ أو على الأقل: كيف تفشلها أو تحتويها بأقل الخسائر الممكنة لا أن تصبح جزءاً منها، تستجيب سلباً لها؟..
وبدلاً من النواح والعويل ولوم الآخرين على مؤامراتهم.. لماذا لا تلتفت أنت كإنسان إلى نفسك، وإلى الواقع الذي تنتمي إليه، وتبحث فيه عن أسباب هزيمتك وفشلك وضعفك أو تضعيفك لنفسك، بدلاً من البحث عنها لدى الآخرين والاستمرار في شتمهم ولعنهم وتحميلهم مسؤولية فشلك وانعدام قدرتك على التأثير والحضور في عالم لا يحترم إلا الأقوياء والأسوياء عقلياً وعلمياً؟!!...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البرازيل.. سنوات الرصاص • فرانس 24 / FRANCE 24


.. قصف إسرائيلي عنيف على -تل السلطان- و-تل الزهور- في رفح




.. هل يتحول غرب أفريقيا إلى ساحة صراع بين روسيا والغرب؟.. أندري


.. رفح تستعد لاجتياح إسرائيلي.. -الورقة الأخيرة- ومفترق طرق حرب




.. الجيش الإسرائيلي: طائراتنا قصفت مباني عسكرية لحزب الله في عي