الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القنابل البشرية

نبيل محمود والى

2005 / 5 / 17
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


تشير الدراسات العديدة الى وجود ميل إنتحارى متزايد لدى الشباب فى مصر حتى أن القاهرة وحدها تشهد 12 ألف حالة انتحار سنويا غير الاف الحالات الأخرى التى يتعذر رصدها على مستوى الجمهورية لأسباب مختلفة وكل حالة تحمل رسالة فبدءا من حالة الشاب عبد الحميد شتا الذى تم رفض تعينه و فى وزارة الخارجية لأنه غير لائق اجتماعيا حيث يعمل والده مزارعاومرورا بحالة محمد مبارك الذى اختار كوبرى فيصل مكانا يعلن من خلاله انتحاره بعد أن عجز عن ايجاد عمل يضمن له حياة شبه مستقرة فضلا عن عشرات الحالات الأخرى التى قررت الانتحار لعجزها عن تسديد المصروفات الدراسية لابنائها ووصولا الى مرتكبوا حوادث الأزهر والسيدة عائشة وميدان عبد المنعم رياض سواء من الرجال أو النساء .
باختصار أصبحت الحياة فى مصر لاتطاق لذلك يختار المصريون الأن الموت على الحياة وكل الدلائل تشير بأصابع الإتهام الى الإجراءات القاسية للحكومة تلك التى لاتأتى فى صالح المواطن العادى وتتحول الى رحمة أمام رجال الأعمال ففى الوقت الذى تتنازل البنوك المملوكة للدولة عن فوائد البنوك المقدره على بعض رجال الأعمال و تفوق النصف مليار جنيه وترفعها عن كاهلهم تقوم ذات الحكومة بسجن الفلاحين لإقتراضهم مبالغ بسيطة كقروض من بنك التنمية والاتئتمان الزراعى أو من الشباب الذين حصلوا على قروض من بنك الصندوق الإجتماعى لبدء مشروعات صغيرة تفشل بسبب بيروقراطية الحكومة أيضا .
أى اننا أمام حكومة تكيل بمكيالين القسوة والسجن لمواطن عجز عن سداد مصروفات أبنائه فى المدارس وتدفعه الى الإنتحار بينما تتسامح مع مواطن أخر استطاع أن يهرب وفى حقيبته 2 مليار دولار من أموال الشعب وبتلك الأموال المهربه وفى مفارقة مدهشة يشارك البعض فى تأسيس جبهة لإنقاذ مصر من الفساد والمفسدين .
واذا انتقلنا الى العشوائيات والتى يصل عددها فى الوطن 1172منطقة يقطنها 14 مليون مواطن يخص مدينة القاهرة منها 81 منطقة عشوائية وفقا لمصادر الحكومة المصرية وشاهدنا عن قرب كيف يعيش المصريون بداخلها مثل عزبة رستم فى شبرا الخيمة والتى تخرج منها منفذو العمليات الإرهابية الأخيرة واذا أضفنا الى ذلك اموال المصريين بالخارج التى تستثمر فى حل مشاكل البطالة فى ايطاليا والجزائر والكويت والأردن وأفغانستان وبنجلاديش وبعض البلاد الافريقية لأكتشفنا أن مصانع الحكومة ورجال الأعمال أصبحت مناخا مناسبا لكى يتحول الراغبون فى الإنتحار الى قنابل بشرية تنفجر فى وجه الحكومة احتجاجا عليها وتصبح الأماكن العشوائية التى لاتلتفت اليها عين الحكومة بيئة صالحة لانتاج وتفريخ الخلايا الإرهابية النائمة التى تفجر نفسها كل يوم ( تحت مظلةالفقر والبطالة وفتاوى المتأسلمون الجدد وثقافة القتل وتكفير الأخر أيا كانت ملته أو نحلته وصناعة القنابل والمتفجرات المنتشرة على النت ) فى رسائل مفتوحة للحكومة ولكن يبدو أن الرسائل لاتصل أبدا على الرغم من بساطتها التى لاتحتاج الى خبراء لفك شفراتها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طبيب يدعو لإنقاذ فلسطين بحفل التخرج في كندا


.. اللواء الركن محمد الصمادي: في الطائرة الرئاسية يتم اختيار ال




.. صور مباشرة من المسيرة التركية فوق موقع سقوط مروحية #الرئيس_ا


.. لمحة عن حياة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي




.. بالخريطة.. تعرف على طبيعة المنطقة الجغرافية التي سقطت فيها ط