الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تناثر زهر التفاح

دينا سليم حنحن

2013 / 8 / 29
الادب والفن



نعم تناثر زهر التفاح حسب مقولة صديقتي آمنة، كما وتناثرت البراءة أشلاء في مجزرة ريف دمشق الأخيرة، لكن القضية لم تبدأ من هنا، فقد بدأت سابقا وسابقا وفي الماضي والماضي، ربما في العراق أولا وثانيا وثالثا، ثم سوريا، ويا ليتها تنتهي هنا بدون أن نكتب بقية السلسلة.
هو، هما، هم/ كلا.......هم، هما، هو/ كلا...الحسبة خطأ، هما..هم.. هو/ كلا، هو هما هم هؤلاء...هؤلاء نعم، نعم هؤلاء من قتلوا هابيل، تشكيك وشك وشكوك، لا يهم، المهم أن الذي حصل قد حصل، والمتابعون بكل سذاجتهم ينفخون في الشكوك حتى أصبحت قربا، يصوبون الاتهام بأصابعهم نحو ذاك وذاك، أنا، أنتَ، أنتِ، أنتما، نحن، وفصل جديد من مشاهد الموت يتكرر، مجزرة جديدة خطيرة، مسلسل العنف يستمر ببث حلقاته، وما من أحد يريد أن يتحمل المسئولية، ويقول:
لقد أخطأتُ، أنا من فعلتها، ويحق لي أن أحاسَب، أن أحاكَم، لكن من خلال جميع ما نراه لا نجد سوى النقاشات الحامية بين الأطراف، كل واحد يقفز نابحا من مكانه يدافع عن هذا وعن ذاك، ويحاول تمويه الحقائق، فمن يريد أن يتورط في هكذا جريمة باعتقادي؟ طبعا لا أحد، الجميع يقول متوهما أن الحياة تتجدد وتنبعث من جديد بعد الدمار، يوم آخر يأتي ينفي أحداث اليوم السابق، حدث جديد يغمر الحدث السابق، فهل لنا أن ننسى، لا بأس فالحياة مستمرة!!
يا للعار، قابيل هو الشاهد الوحيد، وربما يكون قابيل ....هو القاتل ...وهو الشاهد الوحيد أيضا، من أين يظهر قابيل مجددا، وكيف يعتمد ذات الطرق في تدمير الانسانية دون الأخذ بمعايير الانسان الأساسية، انسان معناها الأنس، وتعني الوناسة، فهو الكائن الذي أنست الأرض بوجوده، وعكسها الوحش، أي الوحشة، ومكان موحش، يعني المكان الذي يخلو من الإنسان.
انزلقت أطرافي في كوّة بعيدة لا تشبه أي قعر عندما بدأت أبكي وأصرخ، أنا أم يا ناس، أنا انسان يا ناس، ولدي يحترق، من يملك القوة ليعيده لي، طفلي يذهب للا عودة، بل هو يحترق أمامي، انتفخ بطنه، مات وعيناه جاحظتان، عيون الأطفال تموت وهي حيّة، كيف يمكننا تفعيل الروح ونعيدها من جديد؟
دعونا من مزاعمكم واتهاماتكم، دعونا من الاتهامات، دعونا من الافتراضات، فقد حصل ما حصل وأصبحت الحقيقة مخيفة، متى تتوقفون من استهداف الانسانية، كيف لكم استعادة انسانيتكم بعد كل الذي يحصل، هل اتفقتم مع الشيطان وانتهكتم شرف الآدميين، جريمة تخلفها جرائم، والنتيجة جرائم أخرى، جميع المؤشرات تدل على أننا جميعنا فعلناها، فعلناها..... يا أيها الانسان.......هل فعلتها حقا؟
سأصرخ كما صرخ الأطفال، الأمهات، وكل من حاول أن يوقف المسّ بقدسية الانسانية، وكما صرخ يسوع قائلا: (إيلي، إيلي، لما شبقتني؟ أي: إلهي ، إلهي، لماذا تركتني. فقوم من الواقفين هناك لما سمعوا قالوا: إنه ينادي إيليا، وللوقت ركض واحد منهم وأخذ إسفنجة وملأها خلا وجعلها على قصبة وسقاه، وأما الباقون فقالوا : أتركه لنرى هل يأتي إيليا يخلصه، فصرخ يسوع أيضا بصوت عظيم، وأسلم الروح انجيل مت (27)).
شبقتني كلمة باللغة الآرامية معناها تركتني، سأصرخ بالآرامية، سأغير لغتي ربما تستوعبون، وأقول لكم، لهؤلاء الذين يعززون الاجرام ويشجعونه، للذين يخططون وينظمون للقتل، والذين هم أعداء أنفسهم، المتآمرين، الصامتين، المتفرجين، (الأبطال)، سنصفق لهم، فمن الجحيم أتوا وإلى الجحيم حتما سيعودون.
وسنقول معا مع تلك الطفلة الوحيدة التي بقيت على قيد الحياة وبدأت تصرخ تنادي: (عمو أنا عايشه، أنا عايشه) ...لتعش الطفولة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمسيات شعرية - الشاعرة سنية مدوري- مع السيد التوي والشاذلي ف


.. يسعدنى إقامة حفلاتى فى مصر.. كاظم الساهر يتحدث عن العاصمة ال




.. كاظم الساهر: العاصمة الإدارية الجديدة مبهرة ويسعدنى إقامة حف


.. صعوبات واجهت الفنان أيمن عبد السلام في تجسيد أدواره




.. الفنان أيمن عبد السلام يتحدث لصباح العربية عن فن الدوبلاج