الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بندر بن سلطان يصفع الاسد وخامنئي .....نعم فعلها

محمود الزعبي

2013 / 8 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


بعد أن حلت الرياض محل الدوحة في قيادة الجهود الرامية إلى إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، يبرز الدور المنتظر في الأزمة السورية من الامير بندر بن سلطان، مدير المخابرات السعودية الذي يتولى شقيقه الأصغر الامير سلمان مسؤولية العلاقات مع المعارضة السورية.
وتفوقت السعودية على جارتها الصغيرة والطموحة قطر لتفرض نفسها كقوة خارجية رئيسية داعمة للمعارضة السورية في خطوة قد تقلص من نفوذ متشددين إسلاميين تدعمهم قطر.
واحجمت حكومتا الرياض والدوحة عن التعليق غير أن عدة مصادر بارزة في المنطقة اوضحت أن الخلافات بين فصائل المعارضة السورية في اسطنبول في الاسبوع الماضي كانت إلى حد بعيد صراعا بين الدولتين الخليجيتين لبسط نفوذهما وكانت الغلبة للسعودية في نهاية المطاف.
لم تكن الديموقراطية وفق ما ينادي بها ثوار الربيع العربي،على جدول اهتمام القيادة السعودية.
وعلى هذا الأساس، بقيت السعودية أشهرعلى الأقل، خارج منظومة دعم الثوار السورييين، ولكنها مع توالي الأيام، ومشاهدة بشار الأسد المستقوي، بصمت الآخرين، وهو يرد على التظاهرات السلمية بالدبابات، وعلى المسالمين بالإرهاب، وعلى افتراش الناس للساحات ... بالسحل!
حاولت المملكة التي كانت قد انفتحت، في وقت سابق على بشار الأسد، أن توصل له، رسائل ضغط ليوقف جرائمه: مواقف سياسية واضحة، مساعدات إنسانية لضحاياه!
كل ذلك لم ينفع، إذ إن منظومة الدعاية الأسدية الكاذبة والساذجة، كانت تصر على أن السعودية تقيم علاقات " سرية ومميزة" مع قيادة بشار الأسد! من جهة ومن جهة اخرى أن السعودية تدعم الارهاب ممثلة بالامير بندر بن سلطان الذي يمول الجماعات التكفيرية ويعطي رواتب وحوافز للمخربين مستغل بذلك النظام السوري سذاجة عقول شبيحته وبساطتهم
في النصف الثاني من 2012 تم تعين بندر بن سلطان على رئاسة الاستخبارات السعودية كالصفعة كانت في وجه النظاميين الايراني والسوري اللذان كانا قد روجا لاشاعة كبيرة أن السوريين اغتالو بن سلطان نتيجة مواقفه من الثورة السورية بعبوة ناسفة في حينها لم ترد المملكة على هذه الاشاعات.
في فترة محاولة ترسيخ الحل السياسي، لاحظ الثوار السوريون تقنينا كبيرا في المساعدات العسكرية.
لم تكن السعودية خارج رغبة إيجاد حل سياسي!
لكن، وفور الإتفاق على عقد مؤتمر جنيف -2، و" تقنين" المساعدات العسكرية، وانصباب الإهتمام على توحيد المعارضة السورية وتفعيل الصوت " الليبرالي" فيها، دخلت عوامل أخلّت، عن عمد، بموازين القوى!
ففيما كانت المعارضة السورية، بما في ذلك إسلاميوها، يشكون من صعود نجم " المتشددين" المفاجئ، بتسخير وسائل الإعلام العالمية لهم، من أجل بث ما يخيف العرب والغرب في آن، وحسن نصرالله يتلقى الأوامر بالدخول، وبقوة، في الحرب على الثوار السوريين لمصلحة بشار الأسد ، بعد لقائه بمبعوث الرئيس الروسي الى لبنان ميخائيل بوغدانوف الذي بدا واضحا أنه حمل له رسالة دعم للدخول الى سوريا محاربا! وبمباركة ايرانية
وقلَب دخول "حزب الله" العلني – هذه المرة- المعطيات الإستراتيجية!
السيطرة على مدينة القصير، على أهميتها الرمزية، تبقى مجرد تفصيل صغير في المتغيّر الإستراتيجي. المتغيّر الحقيقي، يكمن في أنه، في الوقت الذي كانت القيادة السعودية تعمل على منع المتحمسين من مواطنيها من التوجه الى سوريا، كان ثمة " حلف أقليات" يتشكل لمواجهة الثوار السوريين، وهم بأغلبيتهم، كما هو تكوين الشعب السوري، من المسلمين السنّة!
إذن، هذه إيران ترسل فصائل " الحرس الثوري الإيراني" من حيث أمكن الى سوريا لمحاربة الثوار، وهذه هي روسيا تغطي هذا التدخل، بوقاحة تتجاوز حتى " صراحة" نصرالله، بادعائها أن "حزب الله" إنما يهدف حصرا الى حماية المقامات الدينية الشيعية!
وبذلك، إتضح المخطط الذي أصبح فيه الأسد مجرد واجهة للعبة إقليمية- دولية كبرى: أخذ المعارضة السورية الى مؤتمر جنيف-2 للإستسلام، وليس لتحقيق أهداف الثوار المشروعة!
عند هذه النقطة، تغيّرت طريقة تعاطي المملكلة العربية السعودية مع الحدث السوري. إنتقلت من الدعم في المنظمات الدولية، والإغاثة، والطلقات النارية، الى الدبلوماسية الصلبة المباشرة، التي عبّر عنها مشهد الثنائي سعود الفيصل- بندر بن سلطان!

لم تكن لقاءات العمل للمجاملة. ثمة كلام سعودي حقيقي قيل، لدول تعمل، فعلا، على تحسين علاقاتها مع الرياض: أنتم معنا أم مع إيران؟
لم يكن مطلوبا جوابا إنشائيا معروفا، بل الحاجة كانت ماسة الى أعمال ميدانية فعلية: توفير السلاح النوعي للثوار السوريين.
وبنفس الوقت وبغباء منقطع النظير فعل نظام الاسد المحظور واستعمل السلاح الكيماوي الذي يعد خطا احمر للغرب وهو ما عجل بتحرك دولي لم يكن متوقعا بهذه الفترة وساعد بدعم
مساعي رجل المخابرات واسع النفوذ، الأمير بندر بن سلطان، الذي أطلق حملة مكثفة هدفها إقناع العواصم الغربية بضرورة التحرك للإطاحة بنظام (الأسد) ومن ورائه (حزب الله) وإيران»








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح


.. الرئيسان الروسي والصيني يعقدان جولة محادثات ثانائية في بيجين




.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط