الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حريتنا تكمن في معرفة من يحكمنا في الظلام

سنان الخالدي

2013 / 8 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


كل منا ينظر إلى الأحداث بحسب توجهاته فيميل إلى طرف ويخالف طرف آخر بما يرضي رغباته أو يوافق ميوله الشخصية. قلة من البشر اليوم يوعزون الاضطرابات حولنا إلى المسبب الحقيقي لها، وعندما أتحدث أو يتحدث غيري عن تئامر قوى عالمية ظلامية، يهمل حديثنا أما لصعوبة استيعابه أو لعدم الرضا بفكرة أن أغلب البشر اليوم إمعات تتحكم بانفعالاتهم وعواطفهم ومصائرهم تلك القوى الظلامية، أو لتعوّد الناس على تسفيه ما يخالف تصوراتهم عن عدوهم الحقيقي. ومن الطبيعي أن لا يكلف احدهم نفسه باحثاً عن عدو قد تكون معرفته من الغيبيات، ولم ذلك وهو يرى عدوه المختلق نصب عينيه وبكل وضوح.
لكنني متفائل جداً بإن البشر سيصبحون قريبا على اطلاع ومعرفة بالقوى الخفية التي تقود القوى العالمية المتراءية الآن. حتى اذا ما علموا حقيقتها صار واضحاً لهم ما يدور حولهم وما يحاك ضدهم. فالمعرفة هي حقاً قوة.
و في هذا الصدد يقول حسن الحسن في صحيفة ميدل إيست (( الواقع أن المؤامرات بقصد المكر بالخصوم والنيل منهم هي جزء من طبيعة البشر منذ أن عُهِدَ لهم وجود اجتماعي على الأرض. ولا يعني هذا أنّ المؤامرة تقف وراء كل تصرف أو كل حدث يقع في الدنيا، ولكنه من الخطأ تماما تجاهلها عند وجود دواع لها وشواهد عليها، وخاصة إذا ما تضافرت الأدلة معا مشيرة إليها كما هو الحال في كثير من الأحداث القائمة في عالمنا اليوم )).
ولَمّا تحدد تفكير البشر بفكرة الحرب عن الأديان والدفاع عن مذاهبها كان لابد من اختلاق هذا الاختلافات العقائدية بينهم، فهي العامل الأكثر تأثيراً وسطوة على عقولهم كي يتصارعوا وقد منعوا انفسهم من التفكير بمخططات الموساد الإسرائيلي والـ M16 والـ CIA وما خطط له اللوبي الصهيوني ومن يسانده ويعمل معه بذات الكيفية التي يتم من خلالها اختلاق الفتن والأزمات وضرورة وجود عدو دائم يحقق ذرائع مستمرة تتيح التدخل بأي شكل من الأشكال لتلك الدول المسيطرة على العالم سعياً في انهاك الشعوب بالحروب أو اثارة الثورات وتوجيه مساراتها كي تتكلل بحكومات عميلة.
وأعود لأكرر ما قلته سابقاً؛
لو علم العرب ما قد خـُطط لهم لضحكوا على أنفسهم ساخرين بشده من صراعاتهم السابقة والحالية.
لقد حان الوقت كي نزيل تلك الاوهام المسببة للتخويف والتفريق، وإن نجهد أنفسنا بتعرضيها لأحتكاك فعلي مع تلك القوى المتراءية وذلك هو السبيل الوحيد لكشف من يقودها وفضحه. فإذا اراد المرء ان يكون حراً فثمة بحث ضروري عن حقيقة ما جعله عبد لفكرة او شخص او مجموعة. عندذاك سيكون واضحاً امام الجميع كيف ان نشر الجهل والخوف والتشويش والارباك هي طاقة قوى الشر التي تحكمنا. وسيكون من السهل علينا نشر روح التسامح والتوحد في ما بيننا.
وفي النهاية أقول أن للشعوب الحرة كلمتها القوية الداعية للتحرر، وأن مستقبلنا يتحدد بوعي جماهيرنا الذي يتيح لها العمل بالضد من تلك المخططات إن هي ارادت التخلص من حيرتها وسط متاهات الظلام لتخرج إلى النور.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -