الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مجلس النواب البريطاني يصوت ...لا .. للحرب على سوريا ..؟

علي الأسدي

2013 / 8 / 30
الارهاب, الحرب والسلام


مجلس النواب البريطاني يصوت ...لا .. للحرب على سوريا ..؟

علي الأسدي

أمراء الحرب في الولايات المتحدة وهم يعدون لحرب جديدة في الشرق الأوسط ، يعيدون نفس التبريرات التي ساقوها لشرعنة الحرب على العراق عام 2003 التي أحدثت دمارا شاملا في بلادنا ، حيث يدفع ثمنه شعبنا فقرا وأمراضا ونزيفا دمويا يوميا للسنة الحادية عشرة على التوالي.

لقد مهد لها جون كيري وزير الخارجية الأمريكية قبل اسابيع بمسرحية استئناف مفاوضات الحل النهائي للمشكلة الفلسطينية بين السلطة الفلسطينية واسرائيل تماما كما فعلوا قبيل حربهم على العراق وقبيل حرب الكويت. وهم بذلك يتظاهرون وكأنهم حريصون على خدمة المصالح العربية بينما يدفعون ببلد عربي آخر الى الحرب الأهلية.

كلنا يتذكر المسرحية التي مثلها الرئيس بوش وتوني بلير إبان التمهيد لحرب 2003 على العراق حول دولة فلسطينية كاملة السيادة تعيش جنبا لجنب مع اسرائيل ، وها نحن في 2013 بينما يتضاءل أكثر فأكثر موضوع الدولة الفلسطينية.

انهم يستغفلوننا ويستخفون بعقولنا ، فيما تمضي اسرائيل في مشروع الاستيطان وقضم المزيد من أراضي الدولة الفلسطينية الوهمية التي لا تعرف السلطة الفلسطينية نفسها كم من الملمترات المربعة سيتبقى لها لاقامة دولتهم عليها ..؟

حال السلطة الاسرائيلية حال سمك القرش الذي يجب أن يستمر في الحركة حتى يتنفس ، فاذا ما سكن أو استقر في مكان واحد يختنق ، وكذلك هي اسرائيل ، فمنذ قيامها عام 1948 وهي تسرق آراضي الفلسطينيين دون توقف.

جوك هيغل وزير الدفاع الأمريكي أعلن في السابع والعشرين من شهر أب - أغسطس الحالي " أن القوات العسكرية الأمريكية مستعدة لقصف سوريا اذا ما أصدر الرئيس أوباما أمره بذلك ، لقد حركنا قواتنا الى المنطقة لتكون على اهبة الاستعداد للقيام بكل ما هو ضروري".

وكأنه يقوم " بكل ماهو ضروري لحماية الولايات المتحدة من خطر داهم " ، بينما يحاول شن عدوان على دولة تبعد عن دولته آلاف الكيلومترات ، وتفصلها عنها بحارا وبحيرات ومحيطات وعشرات الدول.

وقد سبقه وزير الخارجية جون كيري بتصريح شديد الغرابة جاء فيه " هناك دليل لا يقبل النقض بأن سوريا قد استخدمت السلاح الكيماوي ضد ابناء شعبها" ، وكل هذا يجري قبل أن تعلن لجنة التفتيش الدولية تقريرها عن صحة استخدام النظام السوري للسلاح الكيماوي.

وقد أبى رئيس الوزراء البريطاني الحالي إلا ويشارك في هذه الوليمة ، فقطع عطلته الصيفية وعاد على عجل ليدعو مجلس نوابه للاجتماع لبحث موضوع استخدام سوريا للسلاح الكيماوي. لكن أعضاء مجلس النواب قد صوتوا بأكثرية ساحقة ضد مشاركة بريطانيا في الحرب ، فكان فشلا ذريعا له ولوزير خارجيته ، وبذلك يفقد اوباما ذراعه الأيمن في الاعتداء على الشعوب.

رفض بريطانيا يوم أمس التاسع والعشرين من آب – اوغسطس 2013 كان حدثا تاريخيا صاعقا ، فقرار مثل هذا لم يحدث مثيله الا في عام 1960 عندما رفض مجلس النواب المشاركة في الحرب الفيتنامية الى جانب الولايات المتحدة.

أما وزير خارجية فرنسا فلم يكلف نفسه في البحث عن أية أدلة ، بل كان صريحا ومباشرا حيث أبدى استعداداته وجاهزيته لقصف سوريا للغرض نفسه. لكن المفاجئة التي لم يتصورها لا وزير خارجية فرنسا ولا أوباما ولا بريطانيا هي تراجع فرنسوا هولند عن موقفه بالوقوف مع البريطانيين والأمريكان في حربهم على سوريا. فقد أعلن انه مع الحل السياسي الذي لم تستفذ المساعي بخصوصه بعد.

أنباء قرار مجلس النواب البريطاني برفض المشاركة في التدخل العسكري لاشك وقعت كالصاعقة على توني بلير ايضا ، فهذا كان يحرض على الحرب حتى قبل أن تثار مسألة الأسلحة الكيماوية ، لا لشيئ الا ليرضي اليمين الأمريكي حليفه في حربه العدوانية على العراق.

المقياس بمكيالين هو ديدن الولايات المتحدة ، فهي نفسها رفضت الأدلة الكثيرة عن استخدام العراق الصدامي للاسلحة الكيماوية ضد الشعب الكردي والايراني إبان فترة الحرب العراقية الايرانية. هي نفسها التي رفضت ادانة اسرائيل لقتلها 17000 لبناني أثناء غزوها لبنان عام 1982. ولا عند استخدامها للأسلحة المحرمة دوليا في لبنان وغزة مرات عديدة ، رغم الأدلة الكثيرة التي تحصلت عليها لجانا مستقلة من المنطقة التي القيت عليها.

وسؤالنا الذي يتردد على ألسنة كثيرين وهو: لماذا يتهربون من عقد مؤتمر جنيف 2 المقرر له هذا الشهر للتوصل الى حل سياسي للنزاع السوري - السوري..أليس هو أسهل الطرق وأقل تكلفة مادية وبشرية من الحرب ..؟

و اذا كانوا شديدي الحرص على الشعب السوري لماذا يدعمون بالمال والسلاح مقاتلي عصابات القاعدة والنصرة وقطاع الطرق الذين وفدوا الى سوريا من تونس وليبيا والصومال والجزائر ودول الخليج وباكستان والشيشان وأفغانستان لاقامة دولة التخلف الاسلامية التي لا تمت بأي علاقة بالمطالب الديمقراطية للمعارضة الوطنية السورية..؟؟.

كل التنبؤات تشير الى أن الاطاحة بالحكم في سوريا سيزج المنطقة بصراعات اثنية ودينية وطائفية ستقود بدون أدنى شك الى صوملة دول المنطقة جميعها ، وهو على ما يبدو الهدف الذي يسعى له التحالف الرجعي العربي الممثل بالسلفية – الوهابية مطية الامبريالية الأمريكية.
علي الأسدي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا تكثف هجماتها على أوكرانيا قبيل حصولها على حزمة مساعدات


.. موسكو تصعد هجماتها بعد مؤتمر سويسرا للسلام




.. طفلة باغتها القصف قبل أن تهنأ بحذاء العيد


.. لا ماء ولا طعام.. في ثاني أيام عيد الأضحى بشمال غزة يشتد الج




.. مشاهد تظهر حريقا ضخما غرب لوس أنجلوس التهم 15 ألف فدان وتم إ