الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ضياع-قصةقصيرة

جمال القواسمي

2013 / 8 / 30
الادب والفن


كلُّ ما في الأمر ان قصة ضياعي لها عُقدة، وسوف تنحل عقدتي عند الذروة. لكن لو كان الماء عقدتي، فكيف أحلُّها؟ ولكي لا أضيعُ في غابة سردي الذي يعجُّ بالمفاتيح والأقفال والكواليس والضباب والشخصيات والستائر، فتفتُّ قصَّتي وألقيتها ورائي لكي يسهل عليَّ العودة إلى بدايتها، قائلاً في نفسي: لعلَّ القرَّاء او الناس أيضاً يتعرَّفون إلى شخصي، ويصلون ذروة القصة، ويشاركونني بحلِّ عقدتها ويحلُّون عني. لكن الناس حاكوا إشاعات من كِسرات سيرتي كأنَّهم أطفال يلعبون لعبة جماعية لتلفيق القصص عني؛ وسرعان ما برعمت إشاعات أخرى حتى نسي الناس قصتي الأصلية. وحين عدتُ الملم كِسراتي، لم أتعرَّف على شخصي ولا الطريق ولا سردي؛ كلُّ ما بقيَ من ماضيَّ وفتافيت سيرتي أخذتْ تغرِّد بها الطيور بلغاتها: العصافير تزقزق، والغربان تنعب، والبوم تنعق، والحمام يهدل. هكذا قدَّمتُ، وأنا الضائع الذي لا يستسيغ شيئاً، أوراق اعتمادي ومائي وكتاب اعتزالي لعالم الغرقى، وعيناي زائغتان كعيني ثعلب خجل من النهر، موشوم بوصمة الوحدة، ملتفع بضباب الغابات.
23-3-2013








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أسيل مسعود تبهر العالم بصوتها وتحمل الموسيقى من سوريا إلى إس


.. فنانو الشارع يُحوِّلون العاصمة الإسبانية مدريد إلى رواق للفن




.. كريم السبكى: اشتغلنا على فيلم شقو 3 سنوات


.. رواية باسم خندقجي طلعت قدام عين إسرائيل ولم يعرفوها.. شقيقته




.. كلمة أخيرة - قصة نجاح سيدة مصرية.. شيرين قدرت تخطي صعوبات ال