الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إسرائيل جميلة، الجزيرة تقول ذلك

أحلام طرايرة

2013 / 8 / 30
الصحافة والاعلام


وسط كل تلك التحليلات والآراء والمواقف والصدامات حول "التدخل الإنساني الذي قد يشمل ضربة عسكرية" في سوريا، وكل تلك البذاءة التي تروّج لها "الجزيرة" ومن اتفق معها من وسائل إعلام حول فضائل ضرب سوريا وكمّ الإنسانية الذي يحتويه القصف الأميركي بمباركة وإذعان الأعراب، الذين وصفهم القرآن نفسه ب "الأشد كفراً ونفاقاً" وهي ليست معلومة جديدة على كل حال، وبرغم كل المحاولات البائسة لتحييد العقل والقلب عما يجري لفظاعته وقبحه، تجدُ نفسك أمام قبحِ آخر لا بد أنه نتيجة خطيرة لكل ذلك السُّعار الإعلامي والتي تتجلّى في تبنّي جزء من الشارع العربي لموقف أن إسرائيل هي النموذج الحقيقي للديمقراطية وحقوق الإنسان في الشرق الأوسط. فهي النظام الوحيد- وفق هؤلاء- الذي لم يستهدف شعبه وأنها إن قتلت وتقتل فلسطينيين فهذا لأنهم أعداؤها، وهذا مشروع!

وبعيداً عن التساؤل الدائم عن ماهيّة هذه الشرعيّة التي أضافها التاريخ للحروب والقتل حتى بات أغلب الناس يؤمنون أن عجلة التاريخ لا تدور إلا إذا تم تشحيمها بالدماء، يأتي تساؤل آخر، كيف تجرعّنا إسرائيل، هذا الكيان المغتصب القائم على سلب مقدرات شعب بأكمله، كنظام محترم يتفوق في أية مقارنة تُعقد مع نظام مجاور آخر؟

الشكر يعود للإعلام العربي غير النزيه- شأنه في ذلك شأن أي إعلام سائد- والذي أدخل إسرائيل وجنرالات حربها إلى بيوتنا من أوسع أبوابها عبر شاشاته الكبيرة، وكم وفروا عليها-أي إسرائيل- من مال وجهد كانت لا بد قد فكرت وجاهدت من أجله طويلا، وقد يكون وجود متحدثيها كجزء أساسي في برامج ونشرات أخبار إعلامنا العربي هو نتاج تلك الجهود فعلاً! إذن، فقد أصغينا لهم- أي الإسرائيليين- طوعا أو كرها في خضم تلك "الثورة" الإعلامية التي بدأت بالجزيرة في أواخر التسعينات تحت ذريعة "الرأي الآخر" وقد حققت الجزيرة بذلك إحدى أكبر إنجازاتها وهي أن عوّدت المواطن العربي على الإصغاء للمتحدثين الإعلاميين والعسكريين الإسرائيليين حتى ألفناهم كطرف آخر له وجهة نظره المبررة جداً إن نظرنا لها من زاويته وفكرنا بها بمنطقه هو. حتى أن كثيرين من الشباب العربي يتابعون ويشتركون الآن في صفحات التواصل الاجتماعي لمتحدثين إعلاميين إسرائيليين الذين باتوا مشاهير لامعين في الوطن العربي بفضل الجزيرة وأخواتها. وبالطبع هم ظهروا علينا يتحدثون بالعربية- لغتنا نحن- وهم أيضا يتواصلون مع متابعيهم العرب من خلال صفحات تحمل أسماؤهم بالعربية وينشرون بها باللغة العربية. حتى أن صفحة تحمل اسم "الجيش الإسرائيلي" كانت نشرت صورة تظهر فيها أربع صور تقارن بين أوضاع العرب في مصر وسوريا ولبنان حيث التفجيرات والدماء، فيما تعرض الصورة الرابعة فتيات محجبات على شاطئ مدينة "إسرائيلية" يمشين بسلام وابتسامات عريضات على وجوههن فيما تحمل الصورة كلها تعليقا يقول أن جيش إسرائيل يدافع عن كل مواطنيه دون تفرقة! وهذه الصورة بطبيعة الحال وصلت لصفحات الكثيرين من غير المشتركين بصفحة الجيش من خلال مشاركات وتعليقات وإعجابات آخرين.

أما وقد صادقنا المتحدثين الإعلاميين الإسرائيليين دون قصد منا أو نيّة مبيتة، فما فتِأ الإعلام العربي إلا أن يحشونا يوميا بكل ما أوتي من صور ومشاهد دموية لما يحدث في عالمنا –العربي على وجه التحديد- مع ملاحظة متكررة تقول أنهم لا يعرضون بقية المشاهد لفظاعتها، حتى أصبح الدم مألوفا لنا هو الآخر وأصبح الموت المتكرر اليومي في الوطن العربي مجرّد عدّاد يزوّدنا بالحصيلة اليومية للقتلى والمشوّهين. وبهذا تكون الشاشات العربية "الثائرة" منذ أواخر التسعينات قد نجحت في أمرين: أن تجعلنا نتفهم وجود إسرائيل ككيان قائم له مبررات وجوده وأفعاله إلى اليوم، وأن نتفهم أن الدم العربي هو ضرورة مرحلة سواء في فلسطين أو سوريا أو مصر أو ليبيا، وأن أفعال إسرائيل الدموية التي ارتكبتها وترتكبها بحق الفلسطينيين باتت لا تُذكر بجانب ما يفعله العرب ببعضهم البعض. ولنا أن ننوه أن القنوات العربية تنجح في أمور أخرى كثيرة لها علاقة لا بدّ بإسرائيل وبصورتها "الجميلة" وسط كل هذه البشاعة العربية، والفضل كل الفضل يعود للجزيرة...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وهل عندك شك ؟
سيلوس العراقي ( 2013 / 8 / 30 - 21:00 )
السيدة احلام
تقولين في مقالك
وأن أفعال إسرائيل الدموية التي ارتكبتها وترتكبها بحق الفلسطينيين باتت لا تُذكر بجانب ما يفعله العرب ببعضهم البعض.
وهذه هي الحقيقة والواقع
هل لديك شك في هذه الحقيقة ؟
أرقام الضحايا في كل الحروب تؤيد هذه الحقيقة
ان مشكلة العرب ليست اسرائيل

ان العرب بحد ذاتهم مشكلة كأداء لانفسهم
فهم يحبون الدماء
ولا يمكنهم العيش من دون الحروب والقتال
وحين لا تسنح لهم الفرصة للاعتداء على اسرائيل
يعتدون على بعضهم البعض قتلا وتنكيلا واضطهادا
هل في هذا مبالغة ؟ أم ان هذا هو واقع العرب وصورتهم القاتمة؟
الا يحب العرب الدم والموت أكثر مما يحب الاسرائيليون الحياة؟

بينما اسرائيل باعتراف العالم بأغلبه
انها الواحة الوحيدة للحريات وللديمقراطية والتطور والتمدن في كل المنطقة
والدول العربية هي التي تهرب من مشاكلها وتخلفها
لترميها على اسرائيل التي لا تبحث الا أن تعيش بسلام
على ارضها ومع جيرانها الذين يبحثون عن المتاعب
وتهديد الامن والسلم العالميين
وهذه حقائق لمن يرى الواقع نظرة نزيهة
من دون نظارات ايديولوجية
ومن دون أقنعة
انها الحقيقة التي لا يمكن أن يختلف عليها عاقلان
تحياتي


2 - ما ذنب إسرائيل ؟
الوطواط ( 2013 / 8 / 30 - 21:09 )
إسرائيل بلد ديموقراطي يحترم آراء و معتقدات مواطنيه و يحفض لهم حقوقهم الأساسية على عكس البلدان العربية الإسلامية التي ترمي و تعذب في السجون كل من تجرأ و طلب حقا أو أبذ برأي. و لماذا لا ندع إسرائيل و شأنها ؟ آلم يورثها القرآن حرفياً أرضين من أراضي العرب ؟ الأرض الموعودة و مصر أيضاًً وهي اليوم لا تطلب إلى حقها في الأرض الموعودة، فلماذا لا ننفذ وصية القرآن و ننشء للفلسطينيين بلدا أخر بين بلدان العرب التي لا تصلح لشيء إلا للتفجيرات و الإرهاب.


3 - حق يراد به باطل
عبد الله اغونان ( 2013 / 8 / 31 - 02:13 )
اسرائيل جميلة لنفسها وتتبنى الديمقراطية لمصلحتها كان بيرنارد شو يقول في البرلمان الانجليزي عن الامبراطورية التي كانت لاتغرب عنها الشمس يقول
الديمقراطية البريطانية لاتتعدى الجزر البريطانية
كون الجزيرة تعطي الكلمة لناطق رسمي اسرائيلي فذلك من قبيل اعرف عدوك فالله تعالى نفسه قد أورد كلام ابليس وتبريراته ورد عليها.ما لم تذكريه أن الجزيرة تقوم بتوضيح ما يفكر به ويمارسه الصهاينة بمهنية وصدق وعذرها أن هناك اتفاقية سلام بين فلسطينيين رسميين واعتراف دولتين مصر والأردن بعلاقات رسمية مع اسرائيل.أنخفي الشمس بالغربال؟ ونمارس التضليل؟ كما في حرب مصر في عهد عبد الناصر والانقلابيين راهنا
وكما في عراق الصحاف؟
كم رئيسا اسرائيليا حكم الى الان وكيف؟ هل وقع لديهم انقلاب؟
كما أعطى صدام حسين الأمريكان ذريعة التدخل والتبجح بامتلاك اسلحة دمار فاستعمروا الكويت فان بشار يعطي لهم ذريعة التدخلحماية المدنيين واستعمال اسلحة كيماوية.لاأحد يجهل العدوان الاسرائيلي لكن بمقارنة مافعله صدام والقذافي ومبارك وبشار والانقلابيين في مصر نقول
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة -- على المرء من وقع الحسام المهند
واحذرصديقك الف مرة


4 - القباحة طبع كل جشع
مرتضى رضا ( 2013 / 8 / 31 - 11:24 )
الفاضلة المحترمة احلام تحية وبعد:لم يصبح العرب امة ولهم شان الا بعد الاسلام الذي اخرجهم من جاهليتهم وبدواتهم وتبعيتهم الى خير امة اخرجت للناس فان ابتعدوا عنه عادوا الى ما كانوا عليه بل العن كما نراه اليوم.اما ما يخص الكيان الصهيوني اللقيط فمهما حاول الاعلام الغربي وصنيعته الاعلام البدوي(جزيرة وعربيه وحتى اشلاميه)ولا اقول اسلاميه ان يظهرهم باي مظهر هم مجرد كيان مجرم غاصب مدنس لاول القبلتين وثاني الحرمين وارض فلسطين كلها.اما ما استغربه فهو عدم تطرقك لاول ضحية (لامة)العرب ومتاسليمها والناتو وهو العراق وما يجري فيه من انهار الدماء يوميا فلم يرد في المقال،اتمنى ان لا تكوني من الابواق الناعقة الشرقية او الغربية ومنها الجوزيرة.كما يحلم ابليس بالجنه يحلم الصهاينه بالامن مهما طال او قصر الزمن.شكرا


5 - مجرد سؤال
بلبل عبد النهد ( 2013 / 8 / 31 - 22:01 )
هل لوان اسرائيل ضربت دولة عربية باسلحة كيماوية وقتلت الالاف هل كانت امريكا ومن معها تتحرك في داخلهم الروح الانسانية ويقصفون اسرائيل ويعاقبونها لاعتبارات انسانية

اخر الافلام

.. إيطاليا: تعاون استراتيجي إقليمي مع تونس وليبيا والجزائر في م


.. رئاسيات موريتانيا: لماذا رشّح حزب تواصل رئيسه؟




.. تونس: وقفة تضامن مع الصحفيين شذى الحاج مبارك ومحمد بوغلاب


.. تونس: علامَ يحتجَ المحامون؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بعد لقاء محمد بن سلمان وبلينكن.. مسؤول أمريكي: نقترب من التو