الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اتدرون لماذا نسي العراقيون كيف يتظاهرون ؟؟؟ الجزء الثاني

نوري جاسم المياحي

2013 / 8 / 30
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


واتذكر في بداية الخمسينات اني كنت صغيرا بالعمر وواقفا اراقب المارة في شارع المأمون ( وهو الشارع الذي يربط بين شارع الرشيد – ساحة معروف الرصافي حاليا – وجسر العتيق ( الشهداء حاليا ) ..واذا بشاب ( مهتلف وملابس مرعبلة )يسحب كرسي خشبي مصنوع محليا ويصعد عليه ..ويرفع صوته بخطاب موجه للمارة ..الذين بدأوا يتجمعون حوله ..وفي نهاية الخطاب ..بدأ يهتف ..يا ..والمتجمهورن يجيبنوه يسقط او يعيش ..ولاحظت بعد دقائق نزل عن الكرسي وقادهم (وعددهم لايتجاوز العشرة )نحو شارع الرشيد الذي لم يكن يبعد اكثر من100 متر ..وان انسى فلن انسى الحماس الذي يصاحب هذه النشاطات الجماهيرية ..
واتذكر ..ان مظاهرات بغداد وقبل انشاء شارع الجمهورية ..الذي اقتلع مدرسة العوينة من جذورها وادخلها في سجل تاريخ مدارس بغداد القديمة ..كانت المظاهرات محصورة في شارع الرشيد والمحلات (جمع محلة اي الحارة ) المطلة عليه ..وكانت المظاهرة عبارة عن مجموعة من الشباب لايتجاوز عددهم 20-30 شاب ..وهم كانوا في بعض الاحيان يحملون العصي وفي حالات نادرة جدا تشاهد شخص يحمل خنجر( مزنجر ) من باب المباهاة بانه (شقاوة ويخوف الشرطة ) ...
هذه المجموعة كانت تسمى ب ( الجوكة ) ..وتتظاهر وهي تهوس ويقودها شاب او اكثر ويتناوبون الهتافات فيما بينهم ...وهم ممن عندهم موهبة القيادة والخطابة والصوت الجهوري والشجاعة والاندفاع ..
عادة كان هذا الشخص ونتيجة للحماس يحمل على الاكتاف وهو يهتف ..تلاحظ ان الجوكة تتوقف قليلا ..خطبة قصيرة ..طربكة ودبجة ..واندفاع للامام ..ما احلاها تلك الايام وهكذا كانت مظاهرات ايام زمان وربما يلاحظ ان هناك بعض الشبه بين ركضة طوريج الحالية والمشهورة في عاشوراء وبين مظاهرات ايام زمان ..
المهم استمر الحال على ماهو عليه ولحين انقلاب تموز 1958 ..واستلام الحكم من قبل مجموعات اطلقت على نفسها احزاب ثورية عقائدية وما شابه ذلك من اسماء رنانة طنانة ..وقلبوا الاية من دفاع عن الجماهير الى نفاق وتملق للقائد والزعيم ..
وبدأوا بسياق جديد لاستغلال الجماهير وتدجينها وتوجيهها لخدمةالسلطة والنظام ..فتحولت ظاهرة التظاهر من حركة احتجاج مطلبية جماهيرية الى حركة تاييد للحزب والنظام الحاكم وقيادته ومؤخرا تحولت الى تمجيد القائد الذي تحول بمرور الزمن الى قائد الضرورة وفي الحقيقة ديكتاتور عقائدي بامتياز ويقلب ظهر المجن ضد لجماهير ..
والغريب تبدل الاسم من تظاهرة الى مسيرة ..وفي السنين الاخيرة اضيف لها بالمليونية ..وهنا تحولت المظاهرة من حق مشروع للمواطن ..اصبحت توصف كتمرد على السلطة والحكم ( وكما يروجون لتظاهرة السبت ان تركوها بسلام )..ويعتبرون ان من حق الحاكم قتل المتظاهر والمحتج ..اي انقلبت المقاييس وضاعت الحقوق ..
يوما ما في زمن مضى حدثني صديق لي من اهالي احدى المدن الشمالية الكردية .. بحادثة وواقعة تقشعر لها الابدان وهي بسبب قمع النظام انذاك . فقد دفعوا الاهالي المظلومين ببعض نساءهم للتظاهر على اساس انهن نسوان ولا يجرا النظام على التعرض لهن ..ولكن الذي حدث عمليا وحسبما روى لي صاحبي ..واكيد انه صادق في روايته ..ان قوات الامن اغلقت عليهن الشارع من الجانبين واطلقت عليهن النار بدم بارد فقتلتهن جميعا ..ويصف بشاعة المنظر ..ان دمائهن سالت الى مجاري الامطار في الشارع .. ولم تسلم الجثث لذويهن ..
انا لا اذكر تفاصيل هذه الحادثة وبالتاكيد المشابهات لها كثير ..مما ولد عند العراقي الخوف والرعب مما ينتظره اذا خرج للتظاهر ..
كل العراقيين يتذكرون كيف خدعوهم عندما يتبجح الامريكان والانكليز بانهم ازاحوا نظام صدام القمعي وحزب البعث الفاشستي كما يصفوه ..وكيف انهم كتبوا دستور يقر الحقوق المشروعة للعراقي في التظاهر ..ولكنهم وللامانة التاريخية كذبوا علينا وخدعونا ودمرونا في كل شيء حتى في كتابة الدستور ..وسلطوا علينا اناس لايعترفون بحقوق الناس وانما فقط بحقوقهم وبما يستفيدون هم منه شحصيا ..
وكلنا نتذكر كيف قمعت الحكومة الحالية مظاهرات يوم 25 شباط 2011 وكيف قتلوا المتظاهرين ..وايضا بدم بارد وباسم الحرية والديمقراطية الامريكية والبريطانية ..واليوم يتهيؤون لتكرار المصيبة مع المصريين والسوريين ..
منذ عدة اشهر والدعوة قد وجهت لجماهير الشعب للتظاهر يوم السبت القادم لالغاء النهب والتقاعد لالاف الوزراء والنواب والدرجات الخاصة ومن بعدهم ابناءهم ..
والنداء وجه من اناس وشباب مستقلين ..ولكن هل ستسمح لهم السلطة وحكومة النهب واللغف الوطنية بممارسة حقهم المضمون دوليا بالتظاهر ..ولكن هل سيهتم المتطرف والمتعصب كاميرون رئيس الوزراء البريطاني والذي يفتخر امام مجلس العموم بانه اب لطفل و بنفس الوقت هو مستعد لقتل اطفال سوريا بالصواريخ بحجة القضاء على السلاح الكيمياوي نيابة عن دولة اسرائيل وبناء على طلبها لانها تريد السيطرة على المنطقة ؟؟
فهل سيهتم الرئيس اوباما بما خلفته ادارة الشرير بوش الصغير من نكبات كارثية وظلم وقمع ودمار للعراقيين .واليوم هو يخطط لمهاجمة شعب سوريا بالاسلحة النظيفة ؟؟
للاسف لااعتقد ان هناك من يهتم بمصير الشعب العراقي ..لا النظام الحاكم ولا المراجع الدينية ولاجمعيات حقوق الانسان ..ولا حتى اوباما او كاميرون او هولاند او حامي الحرمين وبندر بن سلطان لانهم تجار حروب ولايهمهم اذا مات العراقيين او عاشوا اذلاء ؟؟ اذا ما احرق الاف المسلمين من النساء والاطفال في مينامار او قتل اطفال فلسطين او سوريا ؟؟..لاننا كلنا ننتمي للعالم الثالث ونحن عرب ومسلمين ..ولا نستحق الحياة في نظرهم ..
بالامس قرأت وشاهدت صورة لانسان معلق والنار تحته تحترق ..والخبر يقول ان الحادثة وقعت في منطقة جسر ديالي والجثة لارهابي حاول تفجير الناس وقتلهم ..فانتبه له الناس ..فامسكوه ومزقوه بالسكاكين واحرقوه وعلقوه ..
وجهة نظري في هذه القصة وهي بشعة وبالتاكيد هي مؤلمة لما وصل اليه حال العراقيين ..فان صح الخبر وهذه القصة ..
فانا انبه كل مسؤول عراقي ..ومن تجارب التاريخ التي شهدتها احذرهم من ان العراقي بدأ يفقد صبره ..وان الجماهير الغاضبة متى فقدت السيطرة على اعصابها ..فلا احد يستطيع السيطرة عليها ..لادين ولا طين .. فتوقعوا كل مصير اسود ينتظركم اذا فار التنور ووقعتم بين ايديهم ..فالحذر الحذر من معادتاكم لجماهير الشعب ولاسيما الفقراء والمظلومين ..
انا ادعوا كل عراقي وعراقية ..وكل العوائل ان تخرج غدا وحتى لو وقفتم على الارصفة صامتين وكما فعل المتظاهرين الاتراك مؤخرا وبعد ان قمعهم الدكتاتور اردوغان ..اخرجوا للمطالبة بحقوقكم ..فماضاع حق وراءه مطالب ..
اللهم احفظ العراق واهله اينما حلو او ارتحلوا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان الآن مع صلاح شرارة:


.. السودان الآن مع صلاح شرارة: جهود أفريقية لجمع البرهان وحميدت




.. اليمن.. عارضة أزياء في السجن بسبب الحجاب! • فرانس 24


.. سيناريوهات للحرب العالمية الثالثة فات الأوان على وقفها.. فأي




.. ارتفاع عدد ضحايا استهدف منزل في بيت لاهيا إلى 15 قتيلا| #الظ