الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عودة الروح – في انضمام الكورد إلى الائتلاف

علي مسلم

2013 / 8 / 31
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


صدق ماركس حين قال لكل نمط من الحياة نمط من التفكير ، ولكل نمط من المشاكل نمط من الحلول وهذا ما حصل ويحصل في معمعان الثورة السورية والتي فتحت أبواب المشاكل دفعة واحدة وبالتالي استصعب على الثوار تحديد نمطية محددة للحل من جانب ترتيب الأولويات ومرد ذلك باعتقادي يعود إلى تعقيداتها التاريخية والتلاعب بتفاصيلها لاحقاً وتعدد الجهات المؤثرة فيها على ارض الواقع ولعل المشكلة الأعقد والتي واجهت الجميع منذ بداية الثورة هي المشكلة الكردية والتي سرقت الأضواء منذ اليوم الأول لكن طريقة طرحها من قبل الأكراد كأصحاب قضية وشكل التعاطي الوطني معها اكسبها بعداً إضافيا من جهة التعقيد والإهمال فمجرد اعتبار القضية الكردية هي جزء من القضايا الوطنية السورية وبالتالي ربط حلها بحل مجمل القضايا الوطنية يكون الوضع مختلفا حينما تطرح وكأنها قضية منعزلة عن القضايا الوطنية الأخرى وبالتالي يستوجب حلها على ذاك الأساس ، فالحركة السياسية الكردية استطاعت من خلال المجلس الوطني الكردي في مؤتمره الأول 28/10/2013 أن يتخذ شكلاً من القرار بهذا الاتجاه ولو في جانبه النظري وتحت ضغط الشارع الكردي المنتفض عبر تنسيقيات الثورة حينما اعتبرت أن الحركة الكردية جزء لا يتجزأ من الثورة السورية لكنها سرعان ما تخلت عنها على مستوى الممارسة تحت تأثير الضغط الغامض الذي تعرض لها خصوصاً بعد أن فسحت المجال للأحزاب الكردية الصغيرة بالانضمام وتحقيق أغلبية باطلة مما فسح المجال للخطاب المتطرف المنسجم مع خطاب الاتحاد الديموقراطي الذي سعى مباشرة إلى بناء مجلس موازي للتقليل من شأن المجلس الوطني الكردي والذي دفع بمفاعيل الحراك السياسي الكردي شيئاً فشيئاً نحو الحيادية المطلقة والاصطدام مع مفاعيل الثورة السورية في جوانبها الوطنية الأخرى حيث تم وهماً توجيه الخطاب الكردي نحو شكل من إمكانية إيجاد حل لقضية الشعب الكردي بمعزل عن الحالات والقضايا الوطنية الأخرى والذي رافقها محاربة ممنهجة للجيش الوطني الحر ورفض التعامل مع الائتلاف الوطني إلا وفق إرادتها تلك ، ولم تجدي نفعاً كل الوسائل التي سعى نحوها رئيس إقليم كردستان السيد مسعود البرزاني في امتصاص التطرف عبر تشكيل الهيئة الكردية العليا وإطلاق العنان لل y p g الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديموقراطي للتحكم بمفاصل الأمور في المناطق الكردية وسط ذهول واستغراب المراقبين والمعنيين بالشأن الكردي العام ، حيث قامت تلك القوات بالعديد من المجازر ضد أبناء الشعب الكردي في عفرين وكوباني وعامودا وقمعت المظاهرات وخونت النشطاء في فعل مشابه لما كانت تقوم به الأجهزة الأمنية التابعة للنظام بغية إضعاف الحراك الكردي المنتمي للثورة خصوصاً في جانبه المسلح ، إلى جانب ذلك لم يستطع المجلس الوطني الكردي وفق هذه التوازنات وهيمنة حزب الاتحاد الديموقراطي وسيادة أغلبية غير فاعلة على مركز قراره انتهاج سياسة واضحة من شأنها امتصاص حالة الاحتقان المتكون في الوسطين الكردي والوطني السوري مما أتاح المجال واسعاً أمام الصدامات المسلحة التي حصلت في مناطق متعددة مثل رأس العين وتل أبيض وتل عرن وعفرين والتي جاءت بنتائجها المباشرة في مصلحة النظام الذي عمل منذ اليوم الأول للثورة على ضرب المكونات ببعضها وخلق حالة غير مستقرة في المناطق الذي خرجت من سيطرتها، في المقابل تقاعس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة كممثل سياسي للثورة في تقديم مشروع سياسي يعبر عن نبض الشارع السوري وبالتالي عجز بدوره عن استقطاب الحالات الوطنية خصوصاً الأقليات لذلك بقي بعيدا عن مجالات التأثير والفعل المباشر ، لكن الجهود الوطنية التي بذلت في الآونة الأخيرة باتجاه رأب الصدع بين الائتلاف من جهة والمجلس الوطني الكردي تكللت بالنجاح واتفق الطرفان على مشروع سياسي بصدد الحقوق السياسية للشعب الكردي في سوريا ما بعد الأسد على أرضية الاعتراف الدستوري بالهوية القومية للشعب الكردي وحقوقه القومية المشروعة وكذلك شكل وهوية الدولة السورية المرتقبة ، حيث شكل هذا الاتفاق المبدئي ولو انه جاء متأخراً نقطة تحول في المسارين السياسي الكردي والوطني السوري ليكون بمثابة عودة الروح للجسد السوري الواحد وليفسح المجال واسعاً أمام التمثل الكلي لمكونات الشعب السوري للسير سوياً نحو أية حلول سياسية أو غير سياسية ممكنة وليضع الغرب السياسي أمام مسؤولياته كاملة علي مسلم- كاتب كردي سوري








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل وبخ روبرت دينيرو متظاهرين داعمين لفلسطين؟ • فرانس 24 / FR


.. عبد السلام العسال عضو اللجنة المركزية لحزب النهج الديمقراطي




.. عبد الله اغميمط الكاتب الوطني للجامعة الوطنية للتعليم التوجه


.. الاعتداء على أحد المتظاهرين خلال فض اعتصام كاليفورنيا في أمر




.. عمر باعزيز عضو المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي