الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التداعيات الحقيقية لضربة امريكية محدودة على سوريا

ميعاد العباسي

2013 / 8 / 31
مواضيع وابحاث سياسية



بينما تستمر الادارة الامريكية بالمشاورات بشأن توجيه ضربة عسكرية للنظام السوري عقب استخدام النظام السوري للأسلحة الكيميائية التي يقدر انها قتلت نحو أكثر من ألف مواطن سوري، لكن (متى) و (كيف) يتم توجيه هذه الضربة، هي عناصر جوهرية في تحديد طبيعة الردع ونتائجه. "لو اننا نعلن بطريقة واضحة وحاسمة ولكن محدودة جدا، ونحن نرسل بمثابة طلقة لنقول:"قف هذا الفعل" من الممكن أن يكون لهذا تأثير إيجابي على أمننا القومي على المدى الطويل"، هذا ما صرح به الرئيس أوباما في مقابلة تلفزيونية يوم الأربعاء الماضي .

في حين يرى البعض سياسة السيد أوباما متعقلة وحكيمة، الا ان البعض يراها ااشارة ضعف و تردد في مواجهة التحديات المستقبلية في منطقة الشرق الأوسط. تصريح الادارة الامريكية بانها غير مستعدة للانخراط في صراع مفتوح في الشرق الاوسط وتبرير وشرح اهداف الضربة ونوعها من قبل ارئيس اوباما اعلاميا، انما هي طمأنه للنظام السوري بان الضربة لن تكون موجعة وان الغرض منها هو لحفظ ماء الوجوه لا اكثر.
في الوقت نفسه، فان الضربة المحدودة والخفيفة التي وعدها اوباما ستمكن وكلاء الحرب في سوريا مثل ايران وحزب الله لاعادة تجميع جهودهم الداعمة لنظام بشار الاسد، وتعزز دورهم في المنطقة.


مخاوف الرئيس أوباما من اشعال نزاع غامض العواقب امر يسهل استيعابه كون أن الولايات المتحدة تحاول تجنب انخراطها في حرب أخرى في الشرق الأوسط، خاصة بعد أن قادت حربين مكلفة في العراق و أفغانستان لازالت موضع جدل بين كثير من الاوساط العالمية. الا ان من المهم جدا ان يدرك الرئيس أوباما و صناع السياسة الأمريكيين وخمة العواقب الحقيقية لهجوم غير حاسم محدود قد يكون أكثر تدميرا وخطورة من هجوم أقوى، سيمكن ويدفع الحلفاء الشيعة و معارضين النظام السنة الى اشعال صراع متعدد الأوجه لا تحمد عواقبه.

لذلك، فان( العملية العسكرية الجراحية الصغرى ) التي يدعو اليها الرئيس أوباما يدعو، سوف تفرغ الساحة للميليشيات والمجاميع المسلحة غير التابعة للدولة، وإعطاء ذريعة جيدة وجرعة عالية من الشجاعة للميليشيات في إيران والعراق ولبنان، للانضمام إلى الصراع وبقوة. وفقا لشبكة ال س ن ن العربية، فان بعض الإيرانيين بالفعل بدأ حملة لتجنيد المقاتلين ونشرهم للقتال في سوريا. صراع كهذا سيجذب المزيد من المقاتلين، ولا يستقصى منهم الإخوان المسلمين المصريين الان وقد تم اقصائهم من الحكم في مصر، فضلا عن لاعبي الخليج، لاتخاذ جانب في الصراع لاجل قضية دينية ومذهبية. وعلى المدى الطويل، سيزريد هذا من صب المزيد من الوقود في الفجوة الطائفية والعرقية الآخذة في الاتساع في الاقليم، بل وستقع مزيد من الدول المجاورة في هذه الهاوية المحترقة التي ستؤدي الى تغيير غير متوقع وغير مرغوب به.

وبعد، هناك ظروف في عملية صنع القرار تحتم القطعية والفورية في اتخاذ الإجراءات، وكما يقول المثل الانكليزي "لا يمكنك ان تكون حبلى بعض الشيء"، فعندما يتعلق الأمر باتخاذ قرارات مصيرية فينبغي ان تكون على شاكلة كن او لا تكون.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صحة وقمر - قمر الطائي تبدع في تجهيز أكلة مقلقل اللحم السعودي


.. حفل زفاف لمؤثرة عراقية في القصر العباسي يثير الجدل بين العرا




.. نتنياهو و-الفخ الأميركي- في صفقة الهدنة..


.. نووي إيران إلى الواجهة.. فهل اقتربت من امتلاك القنبلة النووي




.. أسامة حمدان: الكرة الآن في ملعب نتنياهو أركان حكومته المتطرف