الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دكتاتورية الطائفية والقومية نتائجها حربية

ماجد فيادي

2005 / 5 / 18
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


يوم رفضنا الحرب الأمريكية ـ البريطانية لتغيير النظام الدكتاتوري ألصدامي وخرجنا في تظاهرات بالتعاون مع قوى السلام العالمي واليسار الديمقراطي , لم يفتنا أن دخلت قوى الظلام المستفيدة من نظام صدام حسين والقوى التي تغشى التغيير خوفا على مصالحها في تظاهراتنا , وفي هذا حالة طبيعية لان أعداء الإنسانية لا تترك فرصة إلا وتستغلها , واليوم وبعد مرور أكثر من عامين على سقوط الصنم , وتولي قوى عراقية لمقاليد الحكم وتحت سلطة الاحتلال نرى الدماء تسيل بشكل اكبر مما كانت عليه في عهد الدكتاتور وبأيادي أكثر تنوعاً مما كانت عليه قبل سقوط الصنم, فمن كان على خطاء وما هو الحل ؟؟؟
إن إتباع مبدأ تحريك المياه الراكدة وبأية وسيلة لم يكن الحل العملي للخروج من الوضع البائس للشعب العراقي , وهذا تحديداً ما أمله العراقيين من تغيير صدام بالقوة الأمريكية ـ البريطانية وشاركهم في ذلك اغلب الأحزاب العراقية باستثناء الحزب الشيوعي العراقي وحزب الدعوة بزعامة السيد إبراهيم الجعفري , فما كانت النتيجة غير مزيد من الدماء العراقية المراقة على ارض الوطن . وحقيقة المشكلة تكمن في تجاهل النتائج المترتبة على الاحتلال وتناسي شكل وحال قوى التغير الخارجي التي كانت في الأمس القريب حامية الدكتاتور صدام. جرت الحرب وسقط الصنم وبدأ الإرهاب وزاد القلق العراقي, إن أسباب الإرهاب متنوعة فتضارب مصالح دول الجوار التي تغشى التغيير الجاري في العراق واحتمال انتقاله إليها , وحملات التهديد الأمريكية لكل من سوريا وإيران وقوى الإرهاب الإسلامي في السعودية والأردن , وتواجد قوى متصارعة مع حكوماتها تستقر في بلدان مجاورة وجدت لها موقع لتضرب حكوماتها المستبدة في أماكن غير مستقرة وسهلة الحركة مثل العراق , ولا ننسى الإجراءات الأمريكية في حل الجيش والشرطة والأمن وزيادة جيش العاطلين عن العمل , وحصول الأصوليين المتشددين في العراق فرصة للانتقام من أمريكا, وهرب الرؤوس البعثية الكبيرة خارج البلد واحتضانها من دول الجوار, كل هذا وذاك أدى إلى تنامي الإرهاب في العراق , وجاء أخيرا سبب جديد لا يقل أهمية عن سابقاته في رفع حملات الإرهاب ضد الشعب العراقي , ألا وهو المحاصصة الطائفية و القومية في تشكيل الحكومة العراقية المنتخبة ومن قبلها الشكل والأساس الذي اتبعته القوى العراقية لإجراء الانتخابات.

وبما أن حالة الاحتلال قائمة ولا يمكن تغيرها في الوقت القريب ( على أهمية إنهاء الاحتلال واستعادة العراقيين إمكانيتهم في إدارة شؤون البلاد ) لكن هذا لا يعني السكوت عن المطالبة في وضع جدول زمني لخروج القوات العسكرية وإنهاء الاحتلال لتصحيح أخطائه الكبيرة , علماً إن هذا يقع على عاتق الحكومة المنتخبة اليوم وغداً بالتعاون مع حركة المجتمع المدني. ومن المفيد الحديث ألان عن حالة المحاصصة الطائفية والقومية التي انتشرت وبفعل القوى العراقية التي كانت بالأمس توافق على الحرب كوسيلة لتغيير الدكتاتور بعد أن انضم لها حزب الدعوة بقيادة السيد إبراهيم الجعفري , فهذه الحالة تعطي الفرصة لقوى الظلام أن تحرك وتحرض من اجل إثارة الفوضى وبالتالي تجد لها موطئ قدم وحجة لكسب بعض المواطنين المتضررين من الاحتلال والمحاصصة الطائفية والقومية والبطالة. إن الطائفية والقومية هي نتاج حكم دكتاتوري ومن قبله استعمار رأسمالي على يد بريطانيا وقبله تركي متستر بالغطاء الديني , لكن المثير للغرابة أن الفئات المتضررة من هذه السياسة أصبحت اليوم تصعد من (الطائفية والقومية) من اجل الحصول على مكاسب سياسية لفرض إيديولوجيات دينية وقومية.
هذه السياسة مستقبلها واضح ولا يخفي على كل عاقل, فهي تصعد من التعصب والكره وتزيد من المتضررين وتعيد دورة الحياة إلى الوراء يوم كان صدام يقتل ويذبح تحت مسميات شتى فمرة باسم الدين وأخرى باسم القومية وأخرى باسم الوطنية, فهل نحن قادمين على عهد دموي جديد.
ترى القوى الطائفية والقومية إن الفرصة مواتية للحصول على مكاسب قد يصعب الحصول عليها غدا , لذلك هي تضغط من اجل تثبيت أقدامها في المجتمع متناسية المصلحة العامة للشعب العراقي, وهذا الشكل الذي تشكلت عليه الحكومة العراقية هو دليل على مساعي هذه القوى وهو ينذر بالخطر من استمرار العنف وزيادة نفوذ القوى الإرهابية داخل المجتمع العراقي, أما الاستمرار على هذا النهج فهو لا يختلف في نتائجه عن نتائج الحرب الأمريكية ـ البريطانية وموافقة الأحزاب العراقية عليها, وارى من المفيد أن تنتبه هذه القوى إلى عامل الزمن والمصلحة الوطنية وتفادي الوقوع في الخطاء مرة أخرى .

والسؤال هل ستستمر القوائم الفائزة في تقديم الفرصة تلو الأخرى لقوى الإرهاب عندما تصر على تجاهل إشراك القوى الوطنية في تشكيلة الحكومة أو في لجنة صياغة الدستور أو في الصراعات من اجل مصالح ضيقة, فاتحة المجال والوقت للارهابين في إعادة تنظيم صفوفهم وتنفيذ أعمالهم الدموية في مقابل تجاهل للقوى الديمقراطية ومنظمات المجتمع المدني والأخصائيين في اخذ أماكنهم الطبيعية . إن العراق لا يتحمل المزيد من التدهور والانتظار فرقاً به ورحمةً بشعبه.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سرايا القدس: خضنا اشتباكات ضارية مع جنود الاحتلال في محور ال


.. تحليل اللواء الدويري على استخدام القسام عبوة رعدية في المعار




.. تطورات ميدانية.. اشتباكات بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحت


.. ماذا سيحدث لك إذا اقتربت من ثقب أسود؟




.. مشاهد تظهر فرار سيدات وأطفال ومرضى من مركز للإيواء في مخيم ج