الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكويتيون يشتمون شهدائهم علنآ

رزاق عبود

2005 / 5 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


بصراحة ابن عبود
ما كدنا نستعيد قليلا من التوازن، من صدمة خطاب العرش "خطاب الرده" الذي القاه ابراهيم الجعفري، رئيس الوزراء العراقي الجديد. وهو يورد اسماء بعض القتله كشهداء، لا لشئ الا لانهم كانوا معادين للشيوعيه، والديمقراطيه. وتسميته حكومة المحاصصه الطائفيه بحكومة الوحدة الوطنيه، تجاوزا، واستهانة بكل قيم الوطنيه، ورفقة النضال. حتى فاجئتنا "مؤسسة البابطين" الكويتيه، ومؤتمرها للشعر العربي في العراق. بصفعة افقدتنا كل التوازن. تضمنت قائمه "الشعراء" المدعويين اسماء، لا اريد اعادة ذكرها، فقد ذكرها الكثيرون من الزملاء المحبين، والحريصين على مصلحة الشعب الكويتي الشقيق. الشعب الذي بادلنا مثقفيه الشرفاء، وناسه الطيبين، دوما، نفس التضامن. وفي الوقت الذي يستمر فيه الكشف عن اجساد الاسرى الكويتيين الى جانب اخوانهم من العراقيين في مقابر صدام الجماعيه. وفي الوقت الذي لازالت فيه الكثير من الامهات، والاخوات، والارامل، والثكالى ترفع صور المفقودين املا في ايجاد، ولو بقايا اجسادهم ليتم دفنهم بشكل لائق، بعد ان، تم دفن كل الامال باالعثور ولو على اسير كويتي واحد حي. فالذي يدفن احياء، ويقتل، ويبيد، ويسمم ملايين العراقيين لا يدخر "عشرات" الاسرى الكويتيين.

في مثل هذا الوضع، وفي خضم الجراح التي يعيشها شعبنا العراقي بسبب الاعمال الارهابيه، والخطر المحدق بالكويت، بسبب روح الكره، والأنتقام التي يضمرها صدام، وازلامه، وايتامه، وحلفائه الوهابيين، ومجرمي القاعده للكويت، وشعبها. تستقبل الكويت مهرجي صدام القدامى ومادحي جرائمه، وشاتمي الشعب الكويتي، والراقصين على جماجم، واجساد ضحايا غزوته البربريه. هؤلاء الذين ملئوا الدنيا صفيقا، وصريخا لقادسيته، وغزوته الهمجيه للكويت. يحلون ضيوفا معززيين مكرميين وكأن "البزونه تحب خناكهه". في وقت يتشدد فيه موظفي المطار مع وجوه عراقيه معروفه، ويعيدوها من حيث اتت بعد تحقيقات مهينه.

نحن نعلم، انه كان هناك في الكويت من تواطأ لسبب، او لاخر مع غزوة صدام للكويت، وسلبه ثرواتها، وان قوى معينه في الكويت لا زالت تحلم بعودة صدام الى السلطه، وتعمل على ذلك بمختلف السبل. واستخدمته خراعه ضد حكام الكويت عندما كان في السلطه، لفرض بعض سياساتها المتخلفه. لكن ان يصل الحد ، وبعد كل ما حصل، وبعد الزلزال الذي هز المنطقه كلها بتحررالعراق من طغاته، والكويت من كابوس احتلال جديد،ان يستقبل الكويتيون بشكل رسمي وشعبي هؤلاء العورات، فأنه لعمري الطامة الكبرى، واهانه فجه، ومره لارواح، وذكرى ومصير، ومشاعر الاف الكويتيين الذين ذاقوا الهوان من صدام، وازلامه، وشعرائه، ومداحيه .

احد الحاضرين، ناقشني مره قائلا انه: "بغض النظر عن موقفنا من صدام فالكويت عراقيه، ويجب اعادتها"! ولما استهزئت به قائلا: "رجعوا عربستان اول مره، لو رجعوا الاندلس احسن". رد بوقاحه: "انتم البصريون تحبون الكويتيين اكثر من حبكم للعراقيين". فأجبت: "الحمد لله، انك لم تقل اكثر من "بقية" العراقيين! فالكويتييون، حتى لو، كانوا عراقيين في العصر الحجري، فهم اليوم كويتيون. ونحن نحبهم فعلا، لانهم يبادلوننا الحب ذاته، ولانهم عوضونا بتلفزيونهم الجميل عن وجه صدام القبيح. وزودونا، ولو بالتهريب، بكل حاجه، او دواء، او كتاب منعه عنا صدام".

فلماذا تجازوننا هكذا ايها الاحبه؟ كيف تستقبلون من يشتمكم، وشتمكم ليل نهار؟ امل ان تكون زلة محارب، ولا تتكرر. صحيح البيت بيتكم، وانتم احرار فيه. ولكن من هجاكم، وشتمكم، وسفه شيوخكم، ورجالاتكم، ومجد من انتهك اعراضكم هم نفسهم الذين اذاقونا الهوان، وتقووا علينا بسلطة، وقمع صدام. وفرضوا علينا اتفه انواع الدجل، والنفاق، والتملق المج باسم الادب، والشعر، والفن.

نحن جيران "والجار حقه على الجار" كما تقول كلمات الاغنيه العراقيه القديمه التي تعشقونها.


رزاق عبود








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا.. انطلاق الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية في ظل


.. الانتخابات الفرنسية كيف تجرى.. وماذا سيحدث؟| #الظهيرة




.. استهدفهم الاحتلال بعد الإفراج عنهم.. انتشال جثامين 3 أسرى فل


.. حرب غزة.. ارتفاع عدد الشهداء منذ الفجر إلى 19




.. إطلاق 20 صاروخا من جنوب لبنان باتجاه الجليل الأدنى