الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فانظروا الى أنفسكم

نسيم عبيد عوض

2013 / 9 / 1
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات



تقدم لنا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية المستقيمة الرأى فصول أناجيل المجيئ الثانى للرب يسوع للدينونة فى الأسبوعين الأخيرين من السنة القبطية . على إعتبار أن إنتهاء العام القبطى (11 سبتمبر ) هو رمز وإشارة لنهاية العالم وهذا الدهر ‘ تذكيرا لنا نحن المؤمنين بضرورة المجيئ الثانى ويوم الرب العظيم ‘ الذى جاء أولا متجسدا فاديا ومخلصا للعالم ‘ وسيجيئ ثانية لدينونة العالم .وقد فصلتها الأناجيل الثلاثة(متى 24‘ مر13 ‘ لو21 ) والملاحظ ان القديس يوحنا لم يكتب عن المجيئ الثانى لأن الله أطال فى عمره حتى أصعده فى رؤيا للسماء وأراه المجيئ الثانى ودينونة العالم بوقائعها كما ستحدث فعلا وكتبها لنا كأمر الرب.(سفر الرؤيا)
وهذا نص إيماننا (( وأيضا فى مجده ليدين الأحياء والأموات)) ‘ وفى القداس الباسيلى يقول الأب الكاهن للشعب" رسم يوما للمجازاة هذا الذى يظهر فيه ليدين المسكونة بالعدل ‘ ويعطى كل واحد فواحد كأعماله."وهنا تصرخ الكنيسة "كرحمتك يارب وليس كخطايانا ." وكما يقول المرتل " لأنه إذا كنت يارب للآثام راصدا فمن يستطيع الوقوف" ‘ والرب له المجد قد أخبرنا بذلك (( لا تضطرب قلوبكم .أنتم تؤمنون بالله فآمنوا بى .فى بيت أبى منازل كثيرة . والا فإنى كنت قد قلت لكم. أنا أمضى لأعد لكم مكانا‘ وإن مضيت واعددت لكم مكانا آتى ايضا وآخذكم حتى حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضا." يو14 .
والله قد عرفنا كل علامات المجيئ الثانى ويقول لنا "ها انا قد سبق وأخبرتكم ."مت24: 25‘ وأيضا قوله الإلهى" السماء والأرض تزولان ولكن كلامى لا يزول." مت24: 35‘ وأيضا بعد أن عدد علامات الأزمنة الأخيرة الصعبة قال لنا الأهم وهو " فانظروا لأنفسكم "مر13: 9 ‘ ولذلك وجب على المؤمنين جميعا أن يكون رد فعلهم واحد بالسهر فى حياة توبة صادقة ‘ ولأن الذى يصبر الى المنتهى فهذا يخلص ‘ ولأنه قد يأتى وقت إنتقالنا من الأرض الى السماء فى أى وقت قبل مجيئه الثانى ولكننا نعيش سواء على الأرض أو السماء ورجائنا ثابت بهذا المجيئ ‘ ونسهر ونكون مستعدين لتوقع مجيئة فى أى وقت ‘ لذلك يعلمنا " اسهروا إذا لانكم لا تعلمون فى أية ساعة يأتى ربكم ." ونكون مستعدين لمجيئ العريس فمتى جاء وقرع الباب نفتح له على الفور ‘ فلن يدركنا هذا اليوم كلص فى الليل لأننا نعيش فى استعداد وسهردائم ‘ ونحفظ ثيابنا البيض لكى لا نمشى عرايا بالخطايا.
وقول الرب له كل المجد بالنصيحة لنا " فانظروا الى أنفسكم " لكى لا نكون وقت مجيئه أحد الذين وصفهم الكتاب فى رؤ 6: 15-17" وملوك الأرض والعظماء والأغنياء والأمراء والأقوياء وكل عبد وكل حر ‘ أخفوا أنفسهم فى المغاير وفى صخور الجبال ‘ وهم يقولون للجبال والصخور اسقطى علينا وأخفينا عن وجه الجالس على العرش وعن غضب الخروف لأنه قد جاء يوم غضبه ومن يستطيع الوقوف. لأنه مخيف هو الوقوع فى يدى الله الحي." ولننظر لأنفسنا " لئلا تثقل قلوبكم فى خمر وسكر وهموم الحياة فيصادفكم ذلك اليوم بغتة."لو21: 34 ‘ و " لأنه حينما يقولون سلام وأمان حينئذ يفاجئهم هلاك بغتة كالمخاض للحبلى فلا ينجون." 1تس5: 2
ولأن تأملنا فى مجيئ الرب الثانى قد يحتاج صفحات بل وكتب ‘ أريد أن نعرف اليوم جزء من العلامات التى تسبق مجيئه ‘ أو بمعنى أصح بعض علامات الأزمنة الأخيرة والصعبة ‘ لأنه حذرنا " لقد سبق وأخبرتكم بكل شيئ" ‘ ويعرفنا الوحى الإلهى على فم معلمنا بولس الرسول فى رسالته لتلميذه تيموثاوس الثانية 3: 1-5"بعض هذه العلامات " ولكن اعلم هذ أنه فى الأيام الأخيرة ستأتى أزمنة صعبة . لأن الناس يكونون .محبين لأنفسهم.محبين للمال. متعظمين مستكبرين. مجدفين. غير طائعين لوالديهم . غير شاكرين. دنسيين. بلا حنو.بلا رضى.ثالبين. عديمى النزاهة .شرسين.غير محبين للصلاح. خائنين. مقتحمين. متصلفين. محبين للذات دون محبة الله . لهم صورة التقوى ولكنهم منكرون قوتها." فانظروا الى نفوسكم هذه 18 صفة من صفات الناس فى الأيام الأخيرة وفى زمن الضيقة العظمى ‘ "
وقد لاحظ القديس يوحنا ذهبى الفم أن كل من هذه الخطايا تنتج الخطية التالية لها ‘ محبة المال تنبع عن محبة الانسان لذاته ‘ ومحبة المال ينتج عنها محبة العظمة والكبرياء ‘ وهذه تنتج التجاديف وهكذا."
ودعونا نلقى قليل من الضوء على صفات الانسان فى الأيام الأخيرة:
1- محبة النفس: أساس كل الشرور وجذورها ‘حيث تغلق النفس والقلب عن محبة الله" من يريد أن يتبعنى فلينكر ذاته"
2- محبة المال والطمع: وخطورتها هو الطمع ‘ لأنها كما قال الرسول عبادة أوثان ‘ وان هذا الانسان لا يشعر بالعرفان بالجميل لأحد ‘ لا يرويه مال العالم فينسى كل ماحوله وما بداخله وما لله فيه .
3- حب العظمة والكبرياء : إنسان عطشان الى حب الكرامه الباطلة والمجد الزمنى ‘ وهذه كلها أمور تفقد الانسان سلامه الداخلى ‘ ويعيش وحيدا بين الناس‘ وليس عجبا ان يكرر الكتاب قوله " الله يقاوم المستكبرين أما المتواضعين يعطيهم نعمة".
4-التجديف: محبة الذات والطمع والكبرياء ينحرف ببصيرة الانسان الداخلية عن الله نفسه ‘ فيكون أعمى عن وسائل الخلاص وطرقها وعن عطايا الله المجانية للبشر ‘ يقوده هذا الى التجديف على الله ‘ ولا عجب من إنتشار الإلحاد فى العالم اليوم .
5- عدم طاعة الوالدين : وطبعا الذى لا يعرف طاعة الله ليست فيه طاعة لأحد ولا لوالديه ‘فالذى يفقد الأبوة الإلهيه لا يحترم أبواه على الأرض.
6- عدم الشكر أو الجحود : كل الخطايا السابقة تشعر الانسان بفراغ داخلى لا يستطيع العالم أن يملأه ‘ فالانسان بدون شبع روحى لا يعرف الشكر والحمد والتسبيح ‘ فيعيش فى حياة جحود تفقد الانسان صوابه.
7- الدنس: الانسان بدون شبع روحى يعيش حياته نحو إشباع جسده وشهواته الجنسية ‘ فيتدنس ويتنجس ‘ فاللذه الجسدية تزيده إنخراطا فى تصرفات دنسه بعيدة عن الطهارة الجسدية وبالتالى القداسة الروحية والتى بدونها لن يعاينون ملكوت الله.
8- عدم الحنو : أى عدم وجود ود طبيعى بين البشر ‘ وهذه أصبحت سمة من سمات الانسان فى ذلك الزمان ‘ فاشباع الملذات الذاتية تبعد الانسان عن الود الطبيعى لغيره من أخوته فى الإنسانيه ‘ وهذه محبة طبيعيه خلقها فينا الله تنتج عن محبتنا له ‘ فمحبة الله ومحبة الغير وصية واحدة .
9- عدم الرضا : وعدم القناعة والتبرم باستمرار ينسى الانسان شكر وحمد الله ‘ فينقض العهد مع الله أولا ثم الانسان أخيه ثانيا.
10- الثلب: ومعناه اتهام الآخرين بالزور ‘ فلا يقف الأمر عن نقض العهد وإنما يتهم غيره زورا.
11- عدم النزاهة أو عدم العفة: بفقدان الانسان قدرته عل ضبط نفسه ورغباته سواء باللسان أو الشهوات الجسدية ‘ انسان يعيش فى ملذاته بدون ضابط.
12- الشراسة : الخطية تفقد الأنسان إنسانيته ليحيا شرسا يقاوم الآخرين بلا سبب حقيقى بروح عدوانية .
13- غير محبين للصلاح: إحتقار كل أمر صالح والإستهانة به‘ ولوى الحقائق ‘ وينظرون الى كل صلاح بتفاهة وعدم إكتراث.
14- الخيانة: خيانة الانسان للعهد الإلهى والعهد الطبيعى الذى زرعه الله فى البشر ‘ يجعله يخون الصداقه وحق الجيرة وأى علاقات بشرية صادقة .
15- الإقتحام: التدخل بالشر فيما لا يعنيهم ‘ اى الرغبة فى اقتحام حياة الآخرين بدون مبرر .
16- التصلف : أى الكبرياء بدون ترو ‘ فالصلافة هى العظمة الغبية.
17- محبة الذات دون محبة الله : لأن محبة الانسان لإشباع رغباته تقف حائلا بينه وبين محبة الله ‘ فتجلب عليه سلسلة من الخطايا لا يستطيع مقاوماتها.
18- وأخيرا الذين لهم صورة التقوى ولكنهم منكرون لقوتها‘ وهذه أخطر أنواع الشرور ‘ الذى يتجمل فيه الانسان بشكل التقوى ‘ ولكنه حقيقة يعيش فى الخطايا ‘ يعيش فى حياة الخداع المظهرى البراق ‘ وأما الداخل مملوء فسادا ودنس ونجاسة ‘ وهذه هى خطية الرياء التى يصعب على صاحبها التعلم ‘ ولكن خطورتها هو خداع الآخرين وحجر عثرة للغير.
هذه بعض العلامات وصفات الانسان فى الأيام الأخيرة ‘ فلا تنظر حواليك وتقول هذا عن فلان وهذه عن فلانة ‘بل أقول لك قول الرب " فانظروا الى أنفسكم" أولا ‘حتى نكون فى سهر كامل لهذا اليوم العظيم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل.. تداعيات انسحاب غانتس من حكومة الحرب | #الظهيرة


.. انهيار منزل تحت الإنشاء بسبب عاصفة قوية ضربت ولاية #تكساس ال




.. تصعيد المحور الإيراني.. هل يخدم إسرائيل أم المنطقة؟ | #ملف_ا


.. عبر الخريطة التفاعلية.. معارك ضارية بين الجيش والمقاومة الفل




.. كتائب القسام: قصفنا مدينة سديروت وتحشدات للجيش الإسرائيلي