الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في ذكرى التأسيس لمنظمة -إلى الأمام-

نصر حضار

2013 / 9 / 1
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


في ذكرى التأسيس لمنظمة "إلى الأمام"
بحلول الثلاثين من غشت من كل سنة، يحتفل مجمل المناضلين الثوريين بذكرى تأسيس المنظمة "إلى الأمام"، بعد أن مر على ذلك 43 سنة.
أزيد من أربعة عقود من الكفاح والصمود البطولي، ضد جميع أشكال الاستئصال والاجتثاث لحركة ماركسية لينينية مغربية، لعبت ضمنها المنظمة "إلى الأمام" دور الدينامو ورأس الرمح للحركة كافة، والتي تشكلت أنويتها الأولى في النصف الثاني للستينات، تأثرا بالثورة الفلسطينية المسلحة، وبالثورات المنتصرة ضد الإمبريالية بكوبا وفيتنام..في ظروف داخلية تميزت بالانتفاضة الشعبية 22/23 مارس 196 بالبيضاء ومدن مغربية أخرى، وفي ظروف إقليمية تميزت هي الأخرى بهزيمة الجيوش العربية وهزيمة المشروع القومي الناصري وفشله في تحرير فلسطين وأجزاء أخرى من البلاد العربية المغتصبة، وفي ظروف دولية تميزت بانتصار الثورات الشعبية في أكثر من بلد، هذا من جهة، ومن جهة أخرى، بالنقاش الحاد داخل الحركة الشيوعية وتقهقر الخط السلمي الاستسلامي في صفوفها..دون أن ننسى التأثيرات المباشرة والقوية لحركة الرافضين الشباب والطلاب والسود، التي أرخت بظلالها على الحركة وعلى منظماتها إلى هذا الحد أو ذاك.
منظمة "23 مارس" و منظمة "إلى الأمام" ومنظمة "لنخدم الشعب"، هي ذي المنظمات الثلاثة التي شكلت أساسات الحركة الماركسية اللينينية المغربية، بالإضافة إلى فعاليات مثقفة، وطلائع شبابية عصامية متعلمة وغير متعلمة، وقواعد عريضة لا حد لها في الزمان والمكان، تعاطفت إلى هذا الحد أو ذاك مع أطروحة الحركة وبرنامجها وأشكالها النضالية الميدانية والثورية.
غني عن البيان أن هذه الحركة المناضلة بصمت، بما لا يدع مجالا للشك، تاريخ مغرب الكفاح، مغرب الصراعات الطبقية، مغرب النضال ضد نظام الاستبداد والاستغلال القائم، نظام البورجوازية التبعية العميل، وكيل الامبريالية في الداخل وفي القارة الإفريقية وفي الإقليم العربي والمغاربي..الخ، وفي خضم هذا الالتزام النضالي قدمت الحركة آلاف المعتقلين وعشرات الشهداء، كان نصيب إلى الأمام شهداءا قياديين كعبد اللطيف زروال وأمين تهاني وسعيدة المنبهي...الخ.
تراجعت المنظمات عن مواقفها وعن مشروعها الثوري، وعن مسلسلها التنظيمي الهيكلي المرتبط به والذي ابتغى حينها اختراق الفئات والطبقات الاجتماعية التي يراهن عليها الفكر الماركسي لتحقيق التغيير والمجتمع الاشتراكي البديل، الطبقة العاملة بدرجة أولى ومجموع الطبقات والفئات الشعبية الكادحة بالمدن والأرياف، والشباب والنساء، وصغار الفلاحين والتجار والمستخدمين...الخ انحلت الهياكل واختفت المناشير والمجلات السرية، وتبخرت البعض من المنظمات ولم يبق منها سوى الإسم وبعض الرموز ووثائق من هنا وهناك.
ورغم هذا كله، صمدت الحركة، وخلقت لها متعاطفين جدد داخل الشبيبة التلاميذية والطلابية، وداخل حركة المعطلين، وفي الجسم النقابي الدمقراطي المناضل، وفي الأوساط الاحتجاجية، وداخل حركات التمرد والعصيان..الخ، لتتشكل الحركة الماركسية اللينينية من جديد بهياكل جديدة، ومرجعيات فكرية جديدة، تتميز بالتنوع وبتعدد المشارب، وإن كان الكل يدعي ويدعو للماركسية اللينينية فكرا ومنهجا ومشروعا ثوريا اشتراكيا..فما زالت الثقافة التنظيمية ضعيفة، وما زالت دعوات العمل الوحدوي عديمة التأثير، وما زال العجز قائما فيما يخص الارتباط والانغراس وسط قواعد الثورة المنشودة..الخ، فمن أجل تخطي هذه العوائق وهذه النواقص، من أجل تقييم جدي لتجربة الحركة وتجربة المنظمات، من أجل قفزة نوعية في مسار تجربتنا النضالية هذه، نستغل هذه الذكرى، ذكرى تأسيس المنظمة إلى الأمام لطرح الأسئلة المنهجية من جديد: من نحن؟ وماذا نريد؟ وبأية وسائل سنصل إلى مبتغانا وتحقيق أهدافنا؟
وندعو الرفاق في الحركة، قيادات وقواعد ومتعاطفين، لفتح النقاش الجدي والرزين، حول واقع الحركة ومستقبلها، باستغلال جميع الإمكانيات المتاحة، ندوات فكرية، ندوات سياسية، ندوات قطاعية، نقاشات عبر المواقع الإكترونية، أبحاث ميدانية في الاقتصاد والسوسيولوجيا وفي جميع تجارب النضال الطبقي والاجتماعي..الخ، شرط أن يتخذ النقاش منحاه التقويمي، وطابعه الدمقراطي والرفاقي دون قمع أحد، أو تجني، أو تخوين لأي من "رفاق الطريق".
و السرغيني 30 غشت 2013








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سائقة تفقد السيطرة على شاحنة وتتدلى من جسر بعد اصطدام سيارة


.. خطة إسرائيل بشأن -ممر نتساريم- تكشف عن مشروع لإعادة تشكيل غز




.. واشنطن: بدء تسليم المساعدات الإنسانية انطلاقاً من الرصيف الب


.. مراسل الجزيرة: استشهاد فلسطينيين اثنين بقصف إسرائيلي استهدف




.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش إرهاق وإجهاد الجنود وعودة حماس إ