الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مكياج الوجوه القديمة

نوال السعداوي
(Nawal El Saadawi)

2013 / 9 / 1
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


نجح الشعب المصرى فى عزل مبارك ومرسى، كما نجح فى كشف تعاون حكومة عصام شرف مع الأحزاب القديمة والجديدة مع المجلس العسكرى، ومع الإخوان المسلمين والأمريكيين الإسرائيليين. الشعب المصرى بقوة الملايين فى الشوارع قادر على إسقاط أى نظام فاسد مستبد مخادع، لكن ما إن يعود الشعب إلى بيوته حتى يتم إقصاؤه عن مراكز الحكم الجديد، ولجان التغيير المطلوب إنجازها، أولاها لجنة وضع دستور جديد يحقق العدالة والحرية والكرامة للجميع دون تمييز، بسبب الجنس، أو الدين أو الطبقة أو غيرها.

تم إجهاض ثورة يناير ٢٠١١ بلجنة طارق البشرى، وإخراج دستور أكثر تخلفاً مما كان، وبرلمان أهزل مما كان، ومحاكمات أكثر هزلية لمن قتلوا الثوار، ونهبوا الشعب، لم تتمخض إلا عن إخلاء سبيلهم، وضياع البلايين المنهوبة (إلا بضعة آلاف أو ملايين ذرا للرماد فى العيون)، جميع الشعوب فى الغرب والشرق يحدث لها (ما يحدث للشعب المصرى) فى ظل النظام الطبقى الأبوى الحاكم، والتجهيل الإعلامى المتقن، والنظم التعليمية والثقافية، التى تتخذ من الحب (لله والوطن) وسيلة للقهر، وفرض الطاعة، خاصة على النساء والأطفال والفقراء.

فى مصر يمثل الفقراء الأغلبية الساحقة، كذلك النساء والشباب مع ذلك يتم إقصاؤهم من المساهمة فى أى قرار أو تغيير مطلوب، رغم أنهم وقود الثورة، ومن ضحوا فيها بالدم، عامان من الثورات المتتالية تمخض عن لجنة العشرة أشبه بلجنة البشرى، رجال قانون كبار السن، ليس فيهم امرأة أو شاب، ولجنة الخمسين تغيب عنها العقول المصرية المبدعة القادرة على وضع الأسس الفكرية الجديدة للدستور.

لم تتغير القيم المزدوجة، القاهرة منذ الخديو والمماليك، ولا النظرة الطبقية الأبوية المهينة للمرأة الأم والشعب الفقير، رغم الأغانى الزاعقة عن حب الوطن والأم (يا حبيبتى يا مصر يا حبيبتى يا أمى) لم تنعكس هذه الأغانى على حب الشعب المصرى وأمهاته وأطفاله، كأنما مصر ليست هى الشعب، فقط قلة من طبقة الرجال الكهول ذوى الأموال والنفوذ المتمرسين على اللعبة السياسية الحزبية الإعلامية، الوجوه التى حوطت السادات ومبارك وعصام شرف والبرادعى وطنطاوى ومرسى ألا تشبه الوجوه المحيطة بالسلطة اليوم؟

الأصوات التى تغنى اليوم ألم تغن لهم بالأمس؟

منذ السبعينيات والانفتاح على البضائع الأجنبية والمعونة الأمريكية والانغلاق الفكرى على الإخوان المسلمين والسلفيين تم انتهاك حقوق الفقراء والنساء، الوجوه القديمة شدوا عضلاتهم، غيروا المكياج، يعودون للصبا المزيف مع حب عذرى جديد أكثر زيفاً، يتصدرون المشهد السياسى الإعلامى الثقافى، ويعطون الشعب المكدود والنساء المقهورات دروساً فى الوطنية، وإن طالب الفقراء بحقوقهم فى الدستور هبوا زاعقين: لا تشقوا الوحدة الوطنية لمصالح فئوية طبقية، وإن طالبت امرأة بحقوقها فى الدستور انتفضوا غاضبين: لا تفرقى الصفوف نريد الاتحاد لمحاربة الإخوان، وإن اعترض رجل قبطى، وطالب بحذف ما يشير للتمييز الدينى فى الدستور، صرخوا: لا تشق الصف الوطنى لا صوت يعلو على صوت المعركة ضد الإرهاب.

كنت فى نيويورك حين سمعت صوت جورج بوش (الابن) يزعق فى الإعلام: لا صوت يعلو على صوت المعركة ضد الإرهاب، وشهدت مصادرة حرية الشعب الأمريكى، وانتهاك حرمة الحياة الخاصة، واعتقال الأبرياء، وتعذيبهم فى السجون تحت اسم محاربة الإرهاب بعد ١١ سبتمبر ٢٠١١.

وكنت فى مصر حين وقعت هزيمة ٥ يونيو ١٩٦٧، وتم تحريم النقد تحت اسم لا صوت يعلو على صوت المعركة.

هل يكرر التاريخ نفسه دون تغيير إلا القليل؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الخطأ
محمد بن عبدالله ( 2013 / 9 / 1 - 13:51 )
الخطأ كان منذ اللحظة الأولى حين اجتمع (الشامي مع المغربي) للثورة ولهدم نظام مبارك الفاشل

الكارثة كانت في طمع كل طرف من هؤلاء وتصوره أنه سيفرض رأيه على باقي المتآمرين بمجرد الخلاص من مبارك

كان إذن بيـّنا منذ البداية أن هذه الشراذم المتعارضة الأهداف لن يمكنها أن تصل إلى اتفاق بل سيتسلط الطرف الأكثر قوة وتنظيما بغض النظر عن فكره فكان أن انتصر الاخوان أولا ثم ما لبث الجيش أن أزاحهم ليسيطر


فكرة الهوجات والثورات (الشعبية) سخيفة لا يؤمن بها مثقف عاقل متزن بل كل هائج شاطح ...الحل __الوحيد___ هو في تعليم وتثقيف واصلاح الشعب قبل كل شيء وذلك يتطلب في مصر قرنا أو اثنان لاصلاح تخريب الوعي منذ تولي المأفون عبد الناصر

تلاقت كراهية الغرب بسبب عقد نقص عنده مع تعصب الدين الاسلامي فنبتت أجيال من المتشنجين الجهلاء يعبدون كلمة (الثورة) ويرافضون التحرر الحقيقي للمجتمع بحجة تعارضه مع (قيمنا وخصوصيتنا الثقافية) و(حضارة عمرها 7000 سنة) ..كلها قيم عفنة وحضارة ماتت وشبعت موت يا ست الدكتورة رغم أنف الحالمين

أجيال تعبش في الوهم متصورة أن دينها وثقافتها أفضل من جميع الشعوب كيف لها أن تعود إلى الحضارة ؟


2 - مكياج
ناس حدهوم أحمد ( 2013 / 9 / 1 - 16:17 )
ردي على الأخ محمد بن عبد الله هو أن جمال عبد الناصر ليس
مأفونا كما نعته الأخ المذكور
جمال عبد الناصر سيظل ذلك الزعيم الفذ المخلص للوطن المصري
وللشعب المصري وقلما يجود الزمن بهذا المعيار من الرجال
لأن هذا الزعيم كان محبوبا من طرف المصريين ورغم الهزيمة
فقد إعترف بمسؤوليته عن هذه الهزيمة وأقال نفسه بنفسه فخرج
الشعب المصري عن بكرة أبيه يطالبه بالبقاء في القيادة والإستمرار
في قيادة الأمة
أين هم الزعماء في هذا العالم من تحلوا بهذا النبل والزهد في السلطة
والإعتراف بالفشل بكل جرأة لا يمكن أن تتوفر لأي كان ؟
أين هو الزعيم الذي تقلد السلطة وظل فقيرا لا يملك إلا رصيده النضالي
ضد الإمبريالية العالمية والصهيونية ؟
أين نجد زعيما مثل عبد الناصر الذي أمم القنال وكان اشتراكيا
حقيقيا طبقها على نفسه قبل غيره إلى أن تم تصفيته ببطء على يد
طبيبه الخائن الذي جندته الإمبريالية خصيصا لقتله ؟
جمال عبد الناصر كانت صورته وروحه في كل بيت عربي ولازال


3 - الشعب هو القائد والمعلم .ورقصني يا جدع!
محمد بن عبدالله ( 2013 / 9 / 1 - 20:27 )
عادت نغمة سخيفة ديماجوجية بامتياز أطلقها عبد الناصر للتردد على ألسنة المتسلقين:

الشعب هو القائد والمعلم ! ورقصني يا جدع !!


هذا الفكر التخريبي ساهم في النكبات الناصرية
هل كان الشعب هو القائد والمعلم يوم حكم محمد على الألباني المؤسس الحقيقي لنهضة مصر الحديثة؟..أم أن هاجس محمد على وهاجس كل زعيم يهتم حقا برفاهية المصريين هو أن يرفع من مستوى هذا الشعب ويعلمه ويصلحه ويؤدبه ويربيه؟

ما لم نعترف ونواجه حقيقة تفشي الجهل والتخلف والظلام والايمان بالخزعبلات في هذا الشعب وبأنه يحتاج إلى قائد وإلى معلم مستنير فسنسير في خطى عبد الناصر ونعيد عصر التعصب الشوفيني والديني وجنون العظمة والزعامة الذين قادوا إلى الهزائم

إما أن نعترف بأن مصر دولة من العالم الثالث متخلفة علميا وثقافيا وحضاريا وأن نقبل السير في خطى من سبقنا من شعوب متحضرة إما أن نتمسك بالنعرات القومية والدينية فننحط أكثر وأكثر

كل من يبدأ كلامه بعبارات سخيفة ك(مصر عظيمة وشعبها عظيم) أو (الشعب هو القائد والمعلم) يدفع مصر دفعا إلى الوراء


4 - فى مصر يمثل الفقراء الأغلبية الساحقة
هانى شاكر ( 2013 / 9 / 1 - 20:27 )



فى مصر يمثل الفقراء الأغلبية الساحقة
_______________________

مصر تئن ألأن تحت ضغط ألإنفلات ألسكانى وألفقر .. قدرة مصر على إستيعاب ألسكان ، وأيضاً إحتياجها ألفعلى لسكان قادرين على إقامة مجتمع صحى قادر على ألإنتاج وإدارة مرافق ألبلاد وألدفاع عنها ... لاتزيد عن عشرة -10- ملايين

إذن هناك فائض بشرى مقداره خمس وسبعين مليون .. - 75 مليون ..



أ - فقراء ألحكومة .. جحافل ألموظفين ألذين فقدوا ثرواتهم فى الدروس ألخصوصية على أولادهم ألعاطلين ..

ب - فقراء ألأسلام ألسياسى ... أهالى ألحاج ألعائد من ألخليج بعشر زوجات منقبات و 100 عيل .. فى أيديهم سيوف جاهزة لقتل ألسائح وزوجته ألكفار .. وهدم بيت القبطى ألمشرك وحرق كنيسته

ج - فقراء ألله .. من نسيهم ألكل .. المعين ألذى لا ينضب لتنهل منه الحكومه جنود ألأمن ألمركزى - 150 جنيه راتب شهرى - ولينهل منه كحاكيح ألقرضاوى زوجات مراهقات ب 500 دولار للقطعه

ألقاع ألمصرى قابع فى مكانه ... ثابت .. ملتهب .. مُهمل .. كأبو ألهول و ألأهرامات ... مهما تغير ألسيرك ألحاكم عند ألقمه

شالوا مرسى .. جابوا شاهين
مرسى قال .. مانتوش لاعبين

...


5 - لقد بدأ الانقلابيون في نهش بعضهم
عبد الله اغونان ( 2013 / 9 / 1 - 23:17 )
لن يتفقوا على شيئ فيه الصالح العام
مابني على باطل فهو باطل
الثورة تحولت الى انقلاب بمكياج شباب غر وشيخ العسكر وبابا العسكر
الفرجة بدأت سنعاين هزيمتهم على كل صعيد

اخر الافلام

.. رغم تحذيرات الحكومة من تلوث مياهها... شواطئ مغربية تعج بالمص


.. كأس أمم أوروبا: فرنسا تسعى لتأكيد تفوقها أمام بلجيكا في ثمن




.. بوليتيكو: ماكرون قد يدفع ثمن رهاناته على الانتخابات التشريعي


.. ردود الفعل على قرار الإفراج عن مدير مجمع الشفاء الدكتور محمد




.. موقع ناشونال إنترست: السيناريوهات المطروحة بين حزب الله وإسر