الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نبيلة منيب - الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد - المغرب - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: الانتقال إلى دولة الحق و القانون.

نبيلة منيب

2013 / 9 / 1
مقابلات و حوارات


من اجل تنشيط الحوارات الفكرية والثقافية والسياسية بين الكتاب والكاتبات والشخصيات السياسية والاجتماعية والثقافية الأخرى من جهة, وبين قراء وقارئات موقع الحوار المتمدن على الانترنت من جهة أخرى, ومن أجل تعزيز التفاعل الايجابي والحوار اليساري والعلماني والديمقراطي الموضوعي والحضاري البناء, تقوم مؤسسة الحوار المتمدن بأجراء حوارات مفتوحة حول المواضيع الحساسة والمهمة المتعلقة بتطوير مجتمعاتنا وتحديثها وترسيخ ثقافة حقوق الإنسان وحقوق المرأة والعدالة الاجتماعية والتقدم والسلام.
حوارنا -111 - سيكون مع الأستاذة د.نبيلة منيب - الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد - المغرب - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: الانتقال إلى دولة الحق و القانون .



منذ انطلاق الربيع المغاربي و العربي ، و اندلاع ثورات و انتفاضات و حراك شعبي، و رفع المطالب بإسقاط الفساد و الاستبداد,  وبناء الديمقراطية،  تجاوزت الشعوب عامل الخوف، وبالرغم من اختلاف الأوضاع داخل البلدان التي مر منها الربيع الديمقراطي،  فلقد تسارعت الأحداث، و معها التساؤل عن مدى جاهزية الشعوب  و على الخصوص القوى الديمقراطية داخلها لتحقيق  التغيير المنشود.
كيف يمكن أن يحصل الانتقال الديمقراطي و نجاح العدالة الانتقالية و  بناء أسس الدولة المدنية، لا دينية و لا عسكرية، دولة الحق و القانون.علما أن العديد من الأوراق انكشفت، والكثير من اليقينيات سقطت،  فلازالت عشرات  الأسئلة عالقة تستدعي أجوبة كافية، قصد تحديد مداخل و استراتيجيات قادرة على تأطير المرحلة الانتقالية التي تعيشها المنطقة، حتى لا تسرق الثورات و يؤمن  مسارها و معها طموحات الشعوب في تحقيق الديمقراطية و العدالة الاجتماعية و لينطلق  مشروع النهضة.
لا بد إذا من رصد بوادر التحول الذي تعرفه المنطقة، في مرحلة ما بعد انتفاضة الجماهير، و تتبع القوى المتصارعة،   و إلى أي اتجاه تسير الأوضاع. هل يتعلق  الأمر ببداية نهضة حضارية أم بردة  قد تحول  الحلم إلى كابوس مرعب. 
إذا كانت عوامل عديدة، ساهمت في تفجير  الأوضاع، من أزمة النظام النيوليبرالي و الفوارق المترتبة عنه و التي يزيد في استفحالها الفساد و الإفلات من العقاب،  و من أزمة سياسية،إلا أن هناك عامل مهم أثر و يؤثر في صيرورة الأحداث، يتمثل في اقتسام شعور شعوبنا بالإهانة و الإقصاء جراء التخلف عن ركب الحضارة و الانهزام أمام الطغيان الداخلي و السيطرة الأجنبية لعقود، و عدم القدرة على الانعتاق و التقدم.  لكن، كيف استبطن الشعب الإهانة و كيف يتصور التخلص منها؟ هل بالفعل  أم بردة الفعل؟ هل بالبناء الحضاري و الإبداع و الانخراط في العصر أم بالرجوع  إلى التدين  الذي يعرف أزمة، ما بين من يدعو إلى دين تسامح و إخاء كوني و من يجاهد لفرض دين تطرف و عنف  و أدلجة الدين؟ هل بالاعتماد على تحرر الإنسان أم بتجديد استعباده؟ هل بالتماشي مع متطلبات العصر أم بالرجوع إلى ماض غامض؟ هل بمركزة العلم و المعرفة أم بمركزة الهوية؟  الشعب يبحث عن رسم أفق سعيد للثورة التي صنعها بعزيمته، للتمكن من قراره.
لذا فإن المتتبع للمخاض الّذي عرفته و  تعرفه العديد من دول المنطقة يقف على تعثر الانتقال الديمقراطي، نتيجة تعقد الوضع و تشعب المتدخلين و تعارض المصالح و الاستراتيجيات ، حيث أن تنظيم انتخابات سابقة لأوانها، سواء في تونس أو في مصر، لم يدشن لانطلاق  مسلسل البناء الديمقراطي، الشيء الذي فتح صفحة جديدة في كتاب الثورة، حيث الخوف من الانزلاق الخطير نحو استبداد جديد، أدى إلى انتفاضة متجددة على حكومة منتخبة, بعد تراكم أخطائها، حيث لم يرغب الشعب في إعطائها وقتا أكثر، فتمرد ،  و برز شبح الحرب الأهلية، و التطرف. كما أنه بالموازاة مع مطالبة الجماهير بالوفاء لأهداف الثورة،  تدخل أعداء التغيير الديمقراطي من الداخل و الخارج. و استمرت القوى المطالبة بالتغيير الديمقراطي، محاصرة ما بين مقاومة يقودها الاستبداد الجديد و أخرى يحاول بقايا الاستبداد القديم أن يسترجع بعضا من مواقعه من خلالها و كلاهما يعتمد على دعامات من الخارج قبل الداخل.  فالخوف من استغلال الأوضاع من قبل القوى الامبريالية و الصهيونية، التي دمرت العراق و أضعفت قواته الأمنية و العسكرية، و ألقت به في حرب أهلية مدمرة،  جعل  الشعب في يقظة مستمرة، فكما أطلق الثورة، برهن أنه سيضل متأهبا للانتصار لأهدافها.
لكن القوى المتصارعة متناقضة المشاريع و الأهداف، تختلف في تنظيمها و استقلال قرارها و في اقتناعها بالديمقراطية كفكر و فلسفة وكقيم و ممارسة، و كمشروع سياسي و اقتصادي و اجتماعي و ثقافي. هكذا  فالقوى الأصولية،  بعد فوزها في الانتخابات ، اختزلت الديمقراطية في نتائج صناديق الاقتراع ، و ترجمت شرعية الصناديق إلى شرعنة استبداد جديد، و صمت أذانها تجاه صوت الشعب، حارس الثورة و محركها، و استمرت في نفس الاختيارات اللا ديمقراطية و في نفس التوافقات الانهزامية التي تكرس التبعية و الهزيمة جراء التخلي عن السيادة الاقتصادية و الاجتماعية للمؤسسات المالية و الخضوع لسلطة فوق وطنية، لا تبقي معنى للسيادة الوطنية. لذا فإن الشعب الذي أطاح بالمستبد القديم، هو نفسه الذي عقد العزم على أن يسقط كل مستبد جديد.
لكن إذا كان الشعب قادرا على الضغط من الشارع بالآلاف و حتى بالملايين و الإطاحة بالمستبد، و الاستماتة في مطالبته بالتغيير الديمقراطي، من خلال تعبئة متواصلة و  ثورات تصحيحية، فلأنه واع بأن المدخل الأساسي يتجلى في تحقيق السيادة الشعبية القادرة على اتخاذ قرارات و توجهات ديمقراطية  في مصلحة الشعب،و باتجاه تحقيق المطلب المركزي الذي حملته الجماهير الثائرة، ألا و هو  تحقيق العدالة الاجتماعية.7الشعب رفض المشاريع الرجعية التي تقترحها  الأصوليات المتطرفة، كبديل للاستبداد  الذي تمت الإطاحة به، و اعتبرها عاجزة على تقديم الجديد للحد من الأزمة المتعددة الأوجه.  التجارب الحديثة لممارسة السلطة من قبل جماعات الإسلام السياسي باءت بالفشل لأنها غير مؤمنة بالديمقراطية، و لم تبرهن على استعدادها للقيام بالمراجعات الضرورية لتوجهها السياسي، خدمة للمصلحة العليا للوطن و رعاية لطموحات الشعب، واستقلال القرار الوطني عن أية جهة، و اقتراح المشروع البديل، اجتماعي و اقتصادي يجيب على المتطلبات الآنية لشرائح واسعة من المحرومين، في تحقيق الحرية و الكرامة و العدالة الاجتماعية.
 لذا فإن التنديد بالانقلاب على الشرعية من قبل جماعة" الإخوان"  و أتباعها في مصر، يتجاهل، أن لا شرعية تعلو فوق شرعية الشعب، الذي أطلق ثورته المجيدة, و عندما علم، هذا الشعب نفسه, محاولة إجهاض ثورته, انتفض مرة ثانية لتصحيح المسار. لأن شرعية الثورة هي أكبر من خطوة انتخابية لا يمكن معالجتها واستيعابها  خارج ترتيبات الانتقال نحو الديمقراطية فبالأحرى جعلها أداة وحجة لإلغاء تلك الترتيبات . من ثم فإن الدعوة للعنف والاغتيال و مواجهة قوات الأمن و الجيش، التي دعمت الاختيار الشعبي الديمقراطي التصحيحي ، لا يمكن أن تقدم كخيار. و في نفس الآن، لا بد من مراقبة تدخل الجيش، الذي أكد أن تدخله، لم يتم بهدف الاستبداد بالحكم. فالقوى الديمقراطية، لا يمكن أن تتجاهل أي تهديد ظاهر أم باطن، لأنها  في مواجهة أعداء البناء الديمقراطي، مسؤولة على استمرار التعبئة و الوعي لأن الانتصار لأهداف الثورة،   رهين  بتفادي العنف و ترجيح خيار توافق  مجتمعي  بين القوى الفاعلة ،  و اعتبار المرحلة الحالية، محطة ما قبل الانتقال الديمقراطي، و محطة لتحرر الشعب، مرحلة  تفرض ضرورة التخطيط التشاركي، لإنجاح العدالة الانتقالية و وضع برنامج متوافق عليه و مباشرة أوراش الإصلاح التي لم تعد تقبل التأجيل، للحد من تأزم الأوضاع و بعث الأمل و تحسين ظروف العيش، و تحقيق السلم.
لا يجب أيضا الخطأ في تحديد العدو أو الأعداء  ودون أن نسقط في نظرية المؤامرة، يبدو من البديهي، الحرص على صيانة طموحات الشعوب، و  تقوية الوعي و التصدي لخطورة، غرس نخب  خائنة لشعوبها و لمبادئها، و التي يتم ترويضها من قبل القوى الامبريالية سواء من متأسلمين أو ممن يدعون التقدمية أو من عسكريين أو مدنيين، يرعون المصالح الإستراتيجية للإمبريالية و الصهيونية،  يعملون على التحكم في مسار ثورات الشعوب ، و تسهيل تطبيق مشروع تفتيت المنطقة و فتح الأبواب على مصراعيها للنهب الذي تقوده المافيا المالية الدولية، و خدمة أجندات أعداء انعتاق الشعوب المناضلة، حتى  لا تجد سبيلا للتخلص من الاستبداد إلا  بقبول استبداد جديد،  بلبوس ديني أو عسكري أو أي قناع أخر.
إن الدعوة إلى نصرة "الإخوان" من قبل حركات الإسلام السياسي ، التي تظاهرت للتنديد بالانقلاب على شرعية صناديق الاقتراع،, في العديد من الدول ،علما أن هذه الحركات  لا تحرك ساكنا  لمساندة شعوبها عندما تتعرض لظلم و استبداد داخلي, فإن دعمها يقوم على فهم خاطئ لمقولة" أنصر أخاك ظالما أو مظلوما" لنصرة مشروع يتعدى الحدود الوطنية, و لا يقر بضرورة القيام بالمراجعات اللازمة ليتلاءم  مع بناء الديمقراطية، و الدولة الوطنية الحديثة. إن الشعوب كما رفضت استبدال الاستبداد القديم باستبداد جديد، قد  عبرت عن رفضها بقبول من ينصب نفسه مدافعا عن الدين، و من يحاول  استغلاله بغرض التحكم السياسي. لذا فإن التحريض على التفرقة و تغذية العداء بين الناس داخل المجتمع الواحد، و تجاه الشعوب الأخرى،  حيث  أن التكفير و الإقصاء و الإقصاء المتبادل يمكن أن يؤدي إلى  الاقتتال و الدمار  و تطبيق مثل الذين قيل فيهم "يخربون بيوتهم بأيديهم...." و يكونون بذلك يقدمون أيما خدمة لأعداء شعوبنا و من لا يعتبروننا إلا كعبيد مستضعفين و يرون أن الإسلام السياسي، و الصراعات الناجمة عنه، ستخدم مصالحهم أكثر مما كانوا يحلمون. "فاعتبروا يا أولي الألباب.
 فبقدر الثقة في قدرة الشعوب على إفشال المخططات الجهنمية الداخلية و الخارجية، التي تسعى لإجهاض الثورة، تضل ضرورة تحديد دقيق لأهم المعيقات التي تعرقل البناء الديمقراطي  من بين الأولويات، انطلاقا من تحليل الواقع، و تداخلات ما يجري دوليا و إقليميا و محليا،  لقراءة استباقية لما يجري، و الوعي بمجريات الأمور، و رصد الإمكانيات الواقعية لتحقيق التغيير الديمقراطي، بدءا بفسح المجال للحوار و  للتفكير الحضاري المتجدد، لتفادي الأسوأ، في  سبيل  تجاوز الأزمة حفاظا على السلم و التلاحم المجتمعي.
 من ثم فإن استمرار اليقظة أضحى حيويا، لأن تحقيق الديمقراطية مسار معقد، لا يمكن اختزاله في صناديق الاقتراع، مهما كانت شفافة، و أنه يفترض وجود ديمقراطيين و نخب قادرة على بلورة الأجوبة  الدقيقة لتجاوز الأوجه المتعددة للوضع المأزوم و تصويب التوجه انطلاقا من الوعي بطبيعة المرحلة الانتقالية التي تسبق  البناء الديمقراطي  و مواجهة محاولات إجهاض الثورة التي تحركها جهات مختلفة، تتناقض مصالحها و طموحات الشعوب المنتفضة.
الشعب ثائر و معبأ، لكن أين هي القيادة المستقلة و الحاملة للواء الوطن و الولاء له، القادرة على الإشراك و التشارك و توسيع دائرة اتخاذ القرار لإنجاح مرحلة ما بعد الثورة .لا بد من انخراط واع للنخب القادرة على قيادة التغيير الديمقراطي، و التي عليها أن تستنهض  قواها و أن تنفض الغبار عنها، بعدما أضعفتها سنوات الاستبداد و الجمر و الرصاص و الاضطهاد، و أن تقوم بالمراجعات الكافية و بتجديد الفكر و تحديث أدواة النضال و التواصل مع الجماهير لتأهيلها لدعم التغيير الديمقراطي الحداثي، و حتى يتصالح جيل الماضي  مع جيل الحاضر لتتحقق النهضة و التحرر. من جهة أخرى فإن الإسراع بتقوية مسار البناء الديمقراطي، يفرض نفسه، بدءا بإنجاز   و الاحتكام لدستور ديمقراطي يوفر شروط ترجمة الإرادة الشعبية إلى سيادة شعبية، بما تعنيه من فصل للسلط وتداول سلمي على السلطة في ظل تعددية حقيقية، و في ظل  استقلال و نزاهة القضاء و سمو القانون و احترام و صيانة الحقوق و الحريات ، فردية وجماعية وتحديد المسؤوليات والواجبات  و مباشرة الإصلاحات الكبرى التي يجب أن تشمل المؤسسات، لتوفير شروط إحقاق الحقوق الاجتماعية و الاقتصادية و الثقافية و كذا السياسية و المدنية في ظل المساواة و تحقيق المواطنة الكاملة.
إذا كانت الديمقراطية السياسية، تمثيلية و تشاركية، تشكل مدخلا لتحقيق هدف الديمقراطية الاجتماعية.، فإن الصراع السياسي    يجب أن يتم حول مشاريع مجتمعية، و في حلبة التباري من أجل الإجابة الجماعية على رهان  العدالة الاجتماعية و ليس في حلبة التفسيرات الذهنية  للأصولية الدينية، التي تقوم على أدلجة الدين و التأثير على فئات واسعة أغلبها يسيطر عليها الجهل و الفقر و حتى التأثير السلبي لتعليم ينبني على الحفظ  عوض إعمال العقل والفكر النقدي ،تعليم فاشل يمكن أن يكون وقعه أخطر من الأمية الأبجدية، على أناس متعلمين غير مثقفين و لا حاملين لقيم التسامح و التواضع و التضامن، لا يؤمنون بالقيم الكونية  لحقوق الإنسان  ولا حتى بما هو سمح وعقلاني في الأديان .أصولية متطرفة تسعى  إلى سلب الناس إرادتهم و حريتهم من خلال التدجين و التخوين و التخويف و التكفير و ممارسة العنف بكل أشكاله. إن اختيارات مثل هذه، تبقى غريبة على مجتمعاتنا التي  انتفضت من أجل إجلاء الاستعمار  المباشر و ظلت تناضل ضد الاستعمار الغير المباشر، بغرض تحقيق الإعتاق و التقدم و الكرامة الإنسانية و لن تقبل اليوم بأقل من الديمقراطية الكاملة.
 لا بد من اعتبار أن ما يقع في المنطقة تجربة جديدة بالنسبة لدول لم تجرب بعد الديمقراطية،  و لم تستوعب التقدم الهائل الذي أحرزه الفكر السياسي، في ارتباطه بالعلوم الاجتماعية و بالأخلاقيات و تطور القيم، لوضع تصور متكامل للدولة المدنية الديمقراطية فضلا عن تطبيق مفهوم المواطنة الكاملة. الشيء الذي يتطلب القيام بثورة ثقافية’ لإشاعة الثقافة الديمقراطية، بالموازاة مع الثورة السياسية، للدخول في عصر العلم والمعرفة و كونية حقوق الإنسان على قاعدة الحرية ليتحقق العبور للحداثة، و بناء دولة الحق و القانون.علما أن ولوج العصر، يتطلب أيضا، الاستفادة مما راكمته الإنسانية على طريق تحرر الإنسان و تكريمه ، و كل  ما جنته  من فصل مجالي الدين و السياسة، خاصة  في ظل تنامي ظاهرة التدين داخل مجتمعاتنا و الأزمة  التي  تخترق الصراعات بين مذاهب متصارعة، تؤجج من قبل جهات معلومة،  و بين الرافضين للإسلام السياسي، المدافعين عن حرية المعتقد، و بين المتشددين. صراع يوشك أن يقسم المجتمعات إلى  قبائل متناحرة، " الذي ليس معي فهو ضدي" عوض التدبير السلمي للخلاف و التعايش الحضاري داخل الوطن الواحد.  إن انتشار الفكر الأصولي في ظل المحافظة المتنامية لمجتمعاتنا الأبوسية، و اجترار الهزائم و مركزة الهوية و رفض أي تقدم باعتباره "ثقافة دخيلة" , تهدد هويتنا يشكل حاجزا يحول بيننا و بين العبور للحداثة. كما أن الخروج من الاحتقان السياسي و الاجتماعي و مخاطر الصراعات باسم الدين، يوضح بأن الجواب على   سؤال الهوية لا  يشكل أولوية ،  بل  المدخل الأساسي لتفادي الحروب الأهلية و تسونا مي الدمار الذي يتبعها،و تحقيق التقدم،  يتمثل في الانخراط في  نهضة ثقافية وعلمية و ديمقراطية.

فإذا كانت  مجتمعاتنا بحاجة إلى قراءة متنورة لتراثنا الثقافي و الديني لنتصالح مع ذواتنا وإنسانيتنا و مع العصر و التقدم. فإن الإنفتاح على  الانتاجات العلمية و المعرفية، التي عرفت تقدما هائلا في شتى المجالات، تحتم  علينا البدء بطرح أسبقية العلم و المعرفة على مركزة الهوية. إن استيعاب التقدم الحاصل في  العلوم أساسي ، لمعرفة إلى أين يسير العالم و الفعل في اتجاه استفادة شعوبنا  من كل إمكانية التقدم والمساهمة في تقديم البدائل للجواب على الإشكاليات الجديدة المطروحة، والتخلص من الاستغلال و التبعية و التخلف، وتحقيق تحرر الإنسان من كل أشكال الاستبداد و الاستبلاد و الإذلال.

في ضل التقلبات المرحلية، أضحت الحاجة ماسة إلى تقوية الجبهة الديمقراطية و فرز قوى  قادرة على التضحية والعمل العقلاني والوحدوي و الوفاء لأهداف الثورات و الاستجابة لطموحات الجماهير و اقتراح المشروع البديل المتكامل في بعده الإنساني والسياسي والاقتصادي و الاجتماعي والثقافي، والكفيل بوضع قاطرة التغيير على السكة الصحيحة. 
هناك ضرورة للقيام بالثورة الثقافية التحديثية التنويرية بالموازاة مع معركة السيادة الشعبية و نبد العنف بكل أشكاله، و نشر ثقافة الديمقراطية و احترام الاختلاف و اعتماد الأخلاقيات في السياسة و فتح مجالات للنقاش و الحوار البناء. الحاجة ماسة لانتشار الوعي من أجل تأهيل الشعب للتغيير الديمقراطي و لبناء التنمية، مع اعتماد النهوض بالتربية و التكوين و البحت العلمي كمدخل أساسي لبناء المواطنين و المواطنات القادرين على التعبئة و الانخراط في التأسيس الواعي للديمقراطية و الحداثة. لا بد من اعتبار دمقرطة المدرسة و عصرنتها، مدخلا أساسيا، مدرسة عمومية تعطي معنا حقيقيا لتكافؤ الفرص و بناء المواطنة الحقة، و جامعة عمومية بمثابة قاطرة للتنمية و إنتاج العلوم و الإبداع. لا بد من جعل شبابنا متمكنا من سلاح العصر، ألا هو حسن استعمال  الآليات الحديثة للتواصل, من أجل تقوية تعبئة النخب و تأهيل الشعب،  خدمة لمصلحة شعوبنا في الانعتاق و التحرر.لا بد إذا من اعتبار الثورة الثقافية أساسية لنجاح الثورة السياسية و البناء الديمقراطي، و تحقيق العدالة الاجتماعية، من أجل تجاوز البؤس السياسي و الردة الفكرية السائدة و التخلف داخل مجتمعاتنا.
إن انطلاق ثورة ثقافية من شأنها أن تساهم في بزوغ  مجتمع مدني متقدم،  كفاعل أساسي في التغيير، عبر التأطير و المشاركة على عدة واجهات و الانفتاح على القوى الفاعلة من حركات نسائية و حقوقية و نقابية و جمعوية  و خروج المثقفين من قاعات الانتظار و الترقب، إلى لعب دور في بناء مجتمع العلم و المعرفة و النقد العلمي، و تحقيق دمقرطة الدولة و دمقرطة المجتمع. هناك حاجة لتقوية الجبهة الديمقراطية والانتصار على الأصولية  المتطرفة و الرجعية لكي تتقدم مجتمعاتنا وتساهم  في النضال الكوني لإسقاط الامبريالية والعولمة المتوحشة . و حتى يتسنى للشعوب أن تتمكن من قرارها ورقيها، و بناء نمودج للإقلاع من هوة التخلف  و  الانتصار على الإرهاب و الاستبداد و الفساد.
عشرات  الأسئلة يجب أن تؤطر مشروعنا النهضوي لبناء دولة الحق و القانون. أسئلة جوهرية يجب أن تتعلق بالمداخل القادرة على وضعنا على السكة الصحيحة و التي اتضح مند حين أن أهمها يتعلق بالحفاظ على الأمن و الاستقرار، لتقوية المناعة ضد التدخلات الهدامة، و توفر إمكانية إطلاق مسار البناء الديمقراطي و الإسراع بإصلاح المنظومة التربوية و النجاح في الكم و الكيف و إبلاء الأهمية القصوى لتشجيع البحث العلمي  و المساهمة في الإنتاج و ليس فقط الاستهلاك و اعتماد الفكر والإبداع و الابتكار و مباشرة إصلاح شامل و شمولي لبناء تعليم  عصري عمومي مواكب لبناء المواطن و المواطنة، و إنتاج نخب مؤهلة، تتوفر على ثقافة عامة واسعة وفكر نقدي و استقلالية الرأي و الثقة في النفس و التشبع بالمبادئ و القيم الإنسانية السامية، وإشاعة الثقافة الديمقراطية و ثقافة الاختلاف و الأخلاقيات، التي تشكل أساس التغيير المجتمعي الذي من شأنه أن يحقق العدالة الاجتماعية و الديمقراطية و الذي يجعل الإنسان ينخرط في الدفاع عن المصلحة العامة و في كل ما من شأنه أن يحقق الكرامة الإنسانية و العدل و التضامن الإنساني و فتح أفق رحب للاستفادة من الخيرات و الفرص المتاحة. مجتمعاتنا بحاجة إلى عقلنة السياسة وإلى مثقف نقدي و نخب واعية قادرة على التعبئة و الانخراط و الفعل مراعاة لمصالح شعوبها والتي يفترض أن لا تتعارض مع المصالح العليا للإنسان الذي يجب أن تصان حقوقه كاملة كفرد و كمواطن كامل المواطنة. 


 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حزب نبيلة منيب وحراك 20 فبراير
مغربي ( 2013 / 9 / 1 - 18:46 )
مرحبا ذة منيب..تنشكرك على الحوار لي بعض الاسئلة بشكل سريع:
1- الحزب الاشتراكي الموحد في تكوينه تخلص من جناحه اليميني مع مجموعة الورديغي- صقور حسان- ومن مجموعة الزايدي مقابل التحق به الساسي.
واش مكتشوفيش الحزب الاشتراكي الموحد فشل في بناء تنظيم يساري يضم كل الشتات اليساري من أجل تعديل موازين القوى لفائدة القوى الديمقراطية في مواجهة المخزن.

2- في التحالفات..صرحت ميمكنش اتحالفي مع لشكر أو القيادة الحالية للاتحاد الاشتراكي...بدون تقديم أي مبررات. السؤال ما المبررات السياسية لعدم التحالف مع اتحاد لشكر؟

3- واكب الحزب 20 فبراير، أنا كناشط مستقل، انتبهت إلى وجود الحزب في الصراع واحتضانه للشباب المنتفض..ولكن فشل الحزب في تدبير التحالفات وخاصة مع العدل والاحسان....ما الراسلة لي قريتي من انسحاب العدل والاحسان رسميا من 20 فبراير انتما في حزبكم كنت في المؤتمر؟

منيب تتحرك كثيرا في جغرافية المغرب..مبقيناش كنشوفو القيادات ديالكم في الندوات. باش ممكن تفسري هادشي؟ واش منسيب عندها استعداد الولاية اخرى.

شكرا.شكرا


2 - رد الى: مغربي
نبيلة منيب ( 2013 / 9 / 4 - 23:54 )
شكرا الأستاذ الفاضل
1-الحزب الاشتراكي الموحد يؤمن بضرورة تجميع شتات اليسار و تقوية الجبهة الديمقراطية للضغط باتجاه التغيير الديمقراطي، الذي لن يحصل إلا إذا أصبحت موازين القوى لصالحه. إن تقوية مسار النضال الديمقراطي و تجديد الفكر و أليات الأشتغال و الإنفتاح أساسي لذا فإن الاشتراكي الموحد ماض في هذا النهج بتقويته لتحالف اليسار الديمقراطي الذي سيعلن قريبا عن انتقاله إلى فيدرالية ستضل منفتحة على القوى التقدمية و الديمقراطية.لذا لا يمكن التكلم عن فشل بل عن صعوبات و معيقات، تتطلب إبداعا في مواجهة أعداء الديمقراطية، من جهة النظام المخزني و من جهة أخرى التيارات الحاملة لمشاريع مستبدة، سواءا تلك التي تنتقد المخزن أو تلك التي تتعايش معه، و لا تفصح عن كل أوراقها.
2-التحالف لا يمكن أن يتم إلا على أساس مشروع سياسي واضح المعالم: فجوهر الخلاف سياسي، يتعلق بمضمون النضال الديمقراطي و الرؤية التأسيسية للانتقال إلى الديمقراطية و إلى نظام الملكية البرلمانية.
هناك تناقض في التشخيص السياسي للوضع الراهن و في الرؤيا المستقبلية لكل من الاتحاد الاشتراكي و الحزب الإشتراكي الموحد ، و هو الأمر الذي يجعل التحالف غير وارد اليوم .و في اعتبارنا فإن تقوية النضال الديمقراطي من اجل التغيير الديمقراطي المنشود، كان يفترض الإنخراط في حركة 20 فبراير، لأن هذه الحركة أعادت طرح التغيير الديمقراطي و طالبت بدستور ديمقراطي من أجل السيادة الشعبية و التأسيس لملكية برلمانية و قاطعت دستور فاتح يوليوز 2011. لكن الإتحاد الاشتراكي لم ينخرط في حركة 20 فبراير, و ساند الدستور و يطالب بتنزيله ،بالرغم من أنه يؤكد الثوابت المخزنية و ينص على الملكية البرلمانية كشعار و ليس كمضمون.
3- الاشتراكي الموحد يتوفر على مشروع مجتمعي متكامل, مدخله سياسي، يناضل من أجل الديمقراطية و لن يتحالف مع المناهضين لها و لن يدخل في استراتيجية أي كان، بل يعمل في إطار صراع سياسي و حضاري، من أجل تقوية الجبهة الديمقراطية و الانتصار على كل الأصوليات و الرجعيات.


3 - نفتخر بك رفيقة
جميلة ( 2013 / 9 / 2 - 06:21 )
نفتخر بك رفيقة كامرأة قيادية
سؤالي في ضوء تجربتي في الحياة هل من السهل قيادة حزب معظمه من الرجال؟


4 - رد الى: جميلة
نبيلة منيب ( 2013 / 9 / 6 - 23:06 )
مساء الخير الرفيقة جميلة
إن وصول النساء إلى مراكز القرار مسألة بالغة الأهمية’ و لقد بينت تجارب الدول الديمقراطية بأن القيادات النسائية نجحت في العديد من المجالات بما فيها المجال السياسي و ساهمت في تغيير نظرة المجتمع إلى المرأة و بالتالي أدت إلى تطور المجتمعات, فبالطبع، تبقى قيادة حزب سياسي من طرف امرأة تجربة خاصة في مجتمعاتنا التي يسيطر عليها الفكر الذكوري و الإيمان بتقسيم الأدوار حسب النوع،و المرأة تكون مطالبة بالنجاح لأان المسؤولية تكون مضاعفة، لكي تتقوى ثقة المناضلين و المجتمع في القيادات النسائية . لكن لا يجب أن يخيل للنساء اللواتي يتقدمن للمسؤولية بأن رجال المجتمع الذكوري سيفرشون لهن الطريق زهورا، عليهن أن يتسلحن بالشجاعة والمتابرة و ان يحتمين بدرع العزيمة، إذا أردن الفعل باتجاه تطوير و تحديث المجتمع، و من ثم نتقدم نحو مجتمع المساواة و نحو الديمقراطية التي لا يمكن أن تتم بدون النساء.


5 - مشكلة اليسار المغربي
Fouad Blmoudden ( 2013 / 9 / 2 - 09:23 )
· مشكلة اليسار المغربي أنه لازال يفكر بعقلية السبعينيات دون أن يهتبل المراجعات الفكرية والتطورات السوسيولوجية والمتغيرات الدولية الحاصلة، لقد أصبح اليسار مجرد إسم كثير ما لا يعبر عن مسمى مميز له عن غيره من التشكيلات اليمينية وحتى السلطوية (نموذج حزب الأصالة بالمغرب)، ومن هنا يطرج جدوى الإسم، فمسمى (يسار ،يمين) هو استنساخ لثنائية سياسية غير موجودة او لم توجد في العالم العربي، ومحاولة استنبات هذه التجربة ظل هجينا، مما يفرض على اليسار البحث عن هوية سياسية وإديولوجية معينة، كما أن علاقة اليسار بإفرازات ثقافة الذات هشة ومتوترة جدا ويمكن أن نلمح ذلك في تصريحات السيدة منيب وقادة حزبها الذين يعبرون مرارا أن فصائلا بعينها تنتمي إلى ثقافة الذات الأصيلة أو إلى التيار الإسلامي هي أكثر خطورة من الاستبداد ذاته، وكان لهذه التصريحات -التي يبدو انها تتحول إلى قناعة إديولوجية لذى البعض- تداعيات سلبية ادت إلى تفكك أعتى موجة تورية عرفها تاريخ المغرب ممثلة في حركة 20 قبراير، وعموما فما يسمى باليسار من دون شك أن له الكثير الذي يستطيع أن يسهم به في تحقيق التغيير والانتقال الديمقراطي الحقيقي لكن اليسار سيظل مكبلا مالم يبلور الإجابات الضرورية حول مسألة هويته الإديولوجية التي تعرضت لضربات وانتكاسات متتالية، بالإضافة إلى توضيح موقف اليسار من الديمقراطية وحقوق لإنسان لا سيما عندما لا تكون في صالحهم، وقد جعلتنا التجربة المصرية والتونسية نحتار هل بالفعل اليسار تيار ديمقراطي يؤمن بحق الشعب في اختيار ممثليه بعيدا عن المصاردرت والمكائد السياسية والاستعانة بالقوى الخارجية والقوى الرجعية والعسكرية أم أن له تعريفا مختلفا للديمقراطية؟


6 - رد الى: Fouad Blmoudden
نبيلة منيب ( 2013 / 9 / 6 - 23:46 )
تحية للاستاد فؤاد
إذا أصبح من الصعب تحديد مفهوم -اليسار- بعدما لم يعد ممكنا ربط برنامج يساري بمضمون سياسي، حيث أن الحكومات اليسارية، طبقت التوجه النيوليبرالي و سارعت إلى خوصصة العديد من المؤسسات العمومية و ضرب مكتسبات الشغيلة و الخضوع لتوصيات المؤسسات المالية، مما ادى إلى تراجع الخدمات العمومية و عدم تحقيق العدالة الإجتماعية و مركزة الثروة، عوض التوزيع العادل لها, لكن أزمة العولمة المتوحشة، حتى و لو أنها لم تؤدي إلى نهضة يسارية، لازالت مرتقبة، إلا ان التوجه اليساري يرجع و بقوة، ليطرح كبديل. بالطبع الحاجة ملحة إلى تجديد الفكر و اسنتيعاب التطور الذي تعرفه العلوم و المعارف و كذا المجتمعات. لكنني أستغرب، كون السيد فؤاد صنف حزب الأصالة و المعاصرة يسارا، في حين هو حزب إداري صنعه النظام، كما صنع بالأمس أحزابا أخرى لتمييع اللعبة السياسية و إبعاد الشغب عنها.
فيما يخص حركة 20 فبراير فإن الحزب الإشتراكي الموحد دعمها منذ البداية و انخرط فيها، لأنها جاءت حاملة للمشروع الذي يناضل من أجله مند عقود، الديمقراطية، بمعنى السيادة الشعبية في ضل الملكية البرلمانية و بناء دولة الحق و القانون. و في هذا السياق ضل الحزب يعتبر أن الوضوح في نوعية التغيير الذي نطمح إليه، التغيير الديمقراطي، و ليس التغيير من أجل التغيير،أساسي، لذا لم يكن ممكنا الضغط من الشارع دون وضوح الرؤيى إلى أين نسيرو هنا أضن أن التجارب الفتية التي تعرفها منطقتنا بينت صحة توجهنا نحو أن لا تحالف مع أعداء الديمقراطية و أن استراتيجيتنا هي في تقوية الجبهة الديمقراطية، ستبقى مستقلة من جهة عن النظام الذي نسعى إلى دمقرطته و من جهة ثانية عن تيارات الإسلام السياسي التي، حين تسلمها مقالد الحكومة، في مصر مثلا، سعت جاهدة لتطوير مشروعها المتناقض مع الديمقراطية كفكر و كممارسة
مع تحياتي الخالصة


7 - الدولة الفخ
الصديق بودوارة ( 2013 / 9 / 2 - 10:02 )
بدايةً أشكرك على هذا التناول العقلاني للموضوع ، وأحب أن أضيف إليه أن ما حدث منذ البداية في دول الربيع العربي لم يكن محض مؤامرة خارجية مكما يسوق بعض -كهنة التوقعات- هذه الأيام .
ما حدث كان فعلاً ثورات شعبية قامت بها شعوب ابتلعت لعقود طويلة حنظل الاستبداد من طغاتها / وعانت من المعتقلات الاسطورية ذات السمعة السيئة ، لكن الذي حدث بعد نجاح هذه الثورات أن -الثوار- الذين قاموا بالثورة لم يكملوا الدائرة ، ولم يقوموا بتسليم مقاليد الثورة الى يد الدولة ، متجاهلين أن غاية نجاح الثورة أن تقوم بعدها دولة ، وهي ذاتها دولة القانون المنشودة التي ثار من أجلها الناس .
مشكلة دول الربيع العربي أن بعض ثوارها تحولوا بدورهم الى طبقة مستبدة بالوطن كي لاتنهض الدولة وكما يحدث في العادة لأي مشروع يتوقف انشاؤه فجأة فإن المعدات وماتم تشييده يأخذ في الانحدار والدخول في مرحلة -الاهلاك- بحيث سيضطر أي منفذ جديد للمشروع الى اضافة تكاليف اصلاح ما تم استهلاكه بفعل الاهمال الى اجمالي تكاليف المشروع الجديد .
شخصياً ، لا اتمنى ان نصل الى هذه المرحلة ، الا اننا وصلنا الى ماهو اسوأ منها ، فالناس العاديين ، اتعرفينهم ؟ انهم هؤلاء الرماديون المتشابهو الملامح ، وقود الثورات وضحايا المظاهرات الصاخبة وقتلى الجوع ومشاريع الجثث المؤجلة بانتظار زلزال أو حادث سير أو رصاصة طائشة ، هؤلاء البشر العارمون ، وهم الذين يشكلون الأغلبية الصامتة في أي مجتمع ، هؤلاء ، بدأوا الآن يصلون تدريجياً إلى قناعة مفادها أن كل هذه اللعبة الديمقراطية كبيرة عليهم ، وأنها أرهقتهم بالأسئلة والمصاريف ، وأقفلت مطاعمهم الصغيرة وأكشاك سجائرهم ، وأنه ربما كان من الأفضل أن يأتي طاغية جديد يريحهم من ضجيج ملأ عليهم حياتهم ويمسك بمقاليد كل شئ ، مادام هذا (الشئ) قد تنازعته الطوائف والأحزاب والجماعات المتشددة والمنحلة والمظاهرات والاعتصامات والحرائق .
اعتقد أن الخطر الأكبر على ثورات الربيع ليأتي من داخلها ، لامن الخارج كما يرى البعض .
لكني اسألك في نهاية المطاف ولكي أخرج بفائدة أكبر : ألا ترين أن عجز التيارات المتشددة عن التواصل الفكري مع الآخرين سيكون العقبة الأبدية أمامها للاندماج معهم ؟ أكاد أرى ذلك مسيرة تاريخية طويلة ، من خوارج الفتنة الكبرى الى إخوان القاهرة ، الكبرى أيضاً !! ، ،


8 - رد الى: الصديق بودوارة
نبيلة منيب ( 2013 / 9 / 6 - 23:56 )
شكرا الأستاد الصديق
أتفق معك في الكثير مما جاء في تعليقك و أظن أن تجاوز العقبات التي تحول دون التغيير الديمقراطي، يتطلب إعداد الشعب و تأهيله للتغيير، عبر الإبداع في طرق التوعية و التنوير و هذا ما أسميته بالثورة الثقافية، حيث أن ذلك سيؤدي إلى تراجع النزعات الاصولية و الرجعية و أنها و لو استمرت، كما هو الشأن في العديد من الدول الديمقراطية العريقة، فإنها ستضل معزولة و لن تشكل خطرا حقيقيا على مستقبل الشعوب و إمكانية انعتاقها
مع تحياتي الخالصة


9 - السلطة الأبوية
حمودي عبد محسن ( 2013 / 9 / 2 - 10:40 )
السيدة نبيلة منيب...يسرني أن أقرأ هذا المدخل الواقعي الشمولي في تحليل نقدي لثورة الربيع العربي التي تعتبر ثورة ضد طغيان ثقافة دكتاتورية الأيدولوجية الدينية التي استمرت أكثر من الف وخمسمائة عاما ,متجسدة في الاستبداد الشرقي الذي كرس له السلطة الأبوية القاسية التي لا تعرف الرحمة،هذه السلطة قد اتخذت أشكالا مختلفة في الحكم,وارست انظمة القهر والفساد والتفسخ,فصارت تقليدا وتراثا في السلوك والممارسة اليومية،فلم تكن الثورةإلا ثورة ضد هذا الطغيان،وما إندحار دكتاتورية بن علي إلا جزءا بسيطا من إندحار هذا الإرث الماضوي,لذلك فثقافة الثورة لم تكن إلا أن تنحسر بثورة ضد الطغيان وبحث عن منافذ جديدة للحياة وملئ البطون الجائعة ،فلذلك هبت الرجعية العربية ـ السعودية وقطر ـ بدعم امبريالي للاستحواذ على هذه الثورة التي لم تكن إلا في ولادة جديدة وبذرة يمكن لها أن تنمو وتهدد ثقافة السلطة الأبوية الدينية الإستبدادية المتخلفة,فاستحوذت القوى الرجعية السلفية المتوحشة على السلطة سواء عير صناديق الإقتراع أو بوسائل إخرى لأن الرجعية العربية ليس سوف تفقد السلطة بل وكانت خائفة أن لا تداعب الجواري صدورهم،وسوف يفقدون الحق الإلهي يالزواج من أربعة وما ملكت أيمانهم،وسوف يفقدون الشرعية بالزواج من قاصرات،واليسار العربي لم يكن مهيئا لهكذا ردة فعل عنيفة دموية،لذلك صار دوره ضعيفا،وإن ما تفعله الرجعية العربية الخائفة الآن سوى أن تغرق العالم العربي بالدماءوالموت والتشرذم والقهر,لتطلق صرختها:هذه نتائج ثورتكم على المقدس الإلهي...الذي حكم ألفا وخمسمائة عاما...فسوف نمسخكم إلى التوحش الذئبي دون أن تدركون..بعضكم يهيج على بعض... فيا سيدة نبيلة منيب كم إفرحتني الكلمات التي توجت مدخلك لهذا الحوار,كلمات طاهرة نبيلة,تدعو إلى العدالة والحرية والمساواة وتفعيل دور المرأة,لكن ما يفرحني أكثر تلم الكلمة العظيمة التي نادى بها ماركس وهي الأشتراكية التي كانت وتكون أسمى اكتشاف إنساني يوحد البشر في حياة سامية سعيدة لكل حسب دوره و طاقته وحاجته في المجتمع الزاهي,إذ لا إستغلال ولا حروب ولا جوع,ولا عمائم سوداء أو بيضاء أو صفراء أو خضراء تركب صدور العذراوات،وكذلك لا بطون رجالية منتفخة تمتد إلى أمام ممتلئة زيفا تصارع بطون الفقراء الضامرة جوعا التي حين تفقد المستحيل في الحصول على رغيف الخبز سوف تهب لإقتحام السماء مهما كانت سواتر الموت عالية محصنة مثلما حدث في الثورة الفرنسية،أعتفد أن الثورة العربية لم تكن إلا ثورة المحرومين التي كانت أشبه ببركان يغلي لينفجر ضد ثقافة العنف الاستبدادي الأبوي،وهو لم يظهر منه لحد الآن سوى قلة قليلة مثل جبل عملاق في بحر لم يبرز إلا بقمته خارج سطح المياه .فدور الجماهير الكادحة لم ينته والوعي الفردي لم يكتمل،والمرأة لم تأخد دورها سواء في المجتمع أو مؤسسات الدولة،فأصحاب الكروش والعمائم يحاولون أن يغيبوا دورها،ولا يريدوها إلا أن تكون غمادا لسيوفهم ،يشهروها فوق صدرها العاري لتمتع فحولتهم التي إعطاهم الرب بها سلطة الاستبداد،وحين يدرك الفقير العربي أن الصلاة لا تعطيه خبزا،وإن الدعاء للرب لا يعطيه لباسا يكسو بها عورته سوف يهب سواء في إنتفاضة أو ثورة جديدة مكملة لسابقتها،وهل يعني هذا أن الأمور تتم في ليلة وضحاها,لا أعتقد أن هذا إعتدال في الرؤية لما يجري من أحداث,فالرجعية العربية ما زالت تملك قوتها وأجهزتها القمعية والرأسمال العالمي ما زال يدعمها لأنها تسخر هذه القوة لمصالحه الآنية والبعيدة،ولأن هذه الرجعية تكمن ديمومتها بدعم الإحتكار الرأسمال العالمي،وقد توصل اليسار الأوربي إلى هذا الإستنتاج ليرسم سياسته على ضوء هذا المنظور، والشئ المؤسف أن اليسار العربي ما يزال يعيش خجله في ضوء أحداث متسارعة عاصفة دون أن يواجه هذا الزيف الرجعي, الذي في نهاية المطاف يستهدفه ويحاول النيل من اليسار،وما فتوات القرضاوي والقزويني ضد اليسار وإتهامه بالكفر والإلحاد،وشرعية قتله أي تكفيره إلا إفلاس الرجعية العربية أن تقدم شيئا حضاريا تقدميا بل هي تريد رجعة المجتمعات إلى الوراء إي إلى ألف وخمسمائة سنة عندما كان إجدادنا يطهون الأكل على الحطب،فالآن يتصاعد هذا الصراع بحدة لمواجهة ردة رجعية دينية تمتلك المال والدعاية والسلاح والرجال التي سيأتي اليوم الذي فيه تكون هذه الوسائل لا نفع لها في مواجهة الجماهير الغاضبة مثلما حدث في تونس ومصر.السيدة نبيلة منيب..يسرني أن أقرأ هذا المدخل الجميل الذي يحمل معاني كثيرة على ضوء الأحداث الجارية والمستجدات المتواصلة,وينتابني فرح أن تكون امرأة في قيادة اشتراكي موحد في المغرب العزيزة..لك ولرفاقك الموفقية والنجاح من أجل مغرب حرة كريمة عادلة..ودمتي للنجاح والعز،


10 - رد الى: حمودي عبد محسن
نبيلة منيب ( 2013 / 9 / 9 - 22:10 )
تحية خالصة إلى الأستاد الفاضل حمودي عبد محسن، شكرا على ها التعليق المهم و كذلك على مشاعرك الرفاقية الراقية و أعتدر على عدم تفاعلي بالسرعة و التوضيحات التي يستوجبها الرد المتكامل و هذا راجع بالأساس لانشغالاتي الكثيرة، و ربما لأننا لا نتقن التفويض و أننا نفتقد للتقنيات التدبيرية و التسييرية التي من شانها ان تمنحنا فعالية أكثر و تدبيرا أحسن للوقت. شكرا على تفهمك و إلى فرصة أخرى


11 - تحية
رفيق عبد الكريم الخطابي ( 2013 / 9 / 2 - 15:20 )
نحيي الرفيق منيب على مداخلتها ونود أن نشارك معها ببضعة أفكار.. أولا نسجل حضور كلمة -ثورة- بشكل لافث في المقال أعلاه وهو ما ليس معهودا في خطاب نخبنا السياسية والتي كانت نادرة التواجد وهو شيء إيجابي يدل أن نخبنا تتفاعل مع محيطها من حين لآخر ،برغم إضافة النعوت لدلك المفهوم لحصر مضمونه في الثقافة أو السياسة لا وجود للاقتصاد طبعا .قد يبدو مضمون الخطاب جديدا، أو أنه اكتشاف جديد لمشروع جديد يبشر مجتمعاتنا بالقضاء على الاستبداد وبناء دولة الحق والقانون عبر التغيير الديمقراطي الدي يتحدد بدستور ديمقراطي فيه فصل للسلط وإحقاق المواطنة وغيرها من شعارات استهلكت أو مورست طيلة 38 سنة بل مند 1959 وتلك الشعارات تجدد داتها دون كلل أو ملل..هدا الخطاب وجه وتحكم بمسيرة نضال شعوبنا لعقود عديدة بل وصل أصحابه لتشكيل حكومات لمدة عقد من الزمن ومع دلك هناك من لازال يمارس على نفس أرضية دلك البرنامج بدعوى أن أصحابه لم يكونوا نخبا ديمقراطية بالفعل ..وأن أحفادهم اليوم هم ديمقراطيون فعليا وما علينا إلا أن نضيع أربعة عقود أخرى لكي نتأكد من جيناتهم الديمقراطية..من حق رفاقنا أن يمارسوا على أرضية مشروع أو برنامج برجوازي صغير ولكن من حقنا عليهم ان يمارسوا على نفس تلك الأرضية وليس ان تتلون ممارستهم وفقا لكل منعرج أو تغير طفيف في الواقع ..فمن يدعو اليوم لثورة ثقافية للانتصار على الأصولية المتطرفة وكأن هناك أصولية غير متطرفة ..وفي دات الوقت يدين العنف بكل اشكاله ولا يدعو لأقصائهم فكأنما يتكلم كثيرا لكي لا يقول شيئا ..فلا وجود لعنف في مجتمعاتنا غير عنف الأنظمة الرجعية وعملائها الظلاميين المتاسلمين والشوفينيين بكل صورهم ، وبرغم هدا الخطاب وما يحتويه من تشوش نظري فلا يمكن عمليا إدانة أي شكل من أشكال العنف الدفاعي الدي تخوضه الجماهير من حين لآخر ..ولا يمكن أن ندين عنفا ثوريا في مواجهة عنف رجعي كما يحدث في مصر أو سوريا ..إن الحديث عن الشيء ونقيضه يؤسس لكل اشكال الانتهازية التي سادت وسط -مثقفينا- والخيانات المتتالية لمصالح الجماهير من طرف من حمل نفس هدا الخطاب وخانه لأنه دو طبيعة متدبدبة طبقيا وانتهازي سياسيا برغم التضحيات التي بدلها أصحابه من اعتقالات واستشهادات ..الملاحظة الثانية أن كل الخطاب أعلاه يرتكز فقط على البنية الفوقية للمجتمع أو تغيير سياسي وهو في مضمونه الفعلي إصلاح سياسي وهو المفهوم السائد حتى في أدبيات أصحابه وكدلك الثورة الثقافية مع التغييب الكلي للمستوى الاقتصادي فأي ثورة ثقافية في غياب ثورة اجتماعية وتغيير فعلي للنظام ..أم أن الرفيقة تقصد الصراع الايديولوجي ضد الايديولوجية السائدة بكل تلاوينها بدل قول ثورة ثقافية والفرق شائع بين المصطلحين..إن تجنب الحديث عن واقع تبعية الأنظمة للامبريالية وتحالفها مع الصهيونية كنتيجة منطقية لواقع التبعية ..إن عدم تحديد طبيعة النظام والموقف منه يؤكد ان أصحاب الخطاب لا يسعون إلا إلى إيجاد موقع قدم داخل النظام القائم والاندماج فيه مع إضفاء بعض المساحيق عليه كما فعل أسلافهم ودلك ريثما تتوفر الشروط المادية لدلك الاندماج ..بعبارة أخرى من يتحدث اليوم عن الاستبداد برغم انعدام الدقة في هدا التحديد للنظام السائد هم عمليا يكرسونه عبر مشاركتهم أو محاولة مشاركتهم في مؤسساته ...أما شعار العدالة الاجتماعية فهو بدوره شعار برجوازي ديماغوجي استهلك كثيرا وله عمر الشعارات السالفة فلا وجود لعدالة اجتماعية في ظل انقسام طبقي ولا العدالة الوحيدة الممكنة هي عدالة استغلال عمالنا وفلاحينا وهي عدالة وقانونية بقاء جزء من أبناء شعبنا خارج دائرة الانتاج ..إن بناء مؤسسات وإشاعة ثقافة وسلوك ديمقراطي استدعى ممن سبقنا إليها ثورات عديدة وتضحيات جسيمة وبناء أرضية تحتية متقدمة اي قاعدة اقتصادية صلبة ومتقدمة يمكن ان تحصر الصراعات الطبقية ضمن مؤسسات البنية الفوقية التي أفرزتها تلك الأنظمة ..كيف نقيم أو نتوهم إقامة مؤسسات ديمقراطية في غياب اقتصاد وطني وإنتاج مادي متقدم من تصنيع وثورة زراعية ترجع الأرض للفلاحين المنتجين فعليا وليس احتكارها من طرف زمرة من الاقطاعيين ..كيف نحلم بالتغيير ونرفض شرطه ..ثالثا كل خطاب ولو كان متهافتا شرط مصداقية أصحابه أن يتحقق على ارض الممارسة ..كيف ندعي اليوم مواجهة الأصولية وفي الوقت نفسه عملتم على إقحامها إقحاما في حركة شعبنا وبل وساهمتم في الدعاية لهم عبر الندوات والاعلام في نفس الوقت الدي كان الصوت الثوري المبدئي هو الغائب في دعايتكم..كيف تتحالف مع الظلامي المتأسلم وأيديه ملطخة بدماء الثوريين ..بل كيف ندعي التغيير والثورة ونحن نلتزم بشروط النظام القائم ونعمل على إظفاء الشرعية عليه ...من طبل للعهد الجديد والانتقال الديمقراطي والمصالحة الوطنية مع جزاري الشعب المغربي ..باختصار هي شعارات وممارسات البرجوازية الصغيرة بالمغرب تجدد ثوبها وتتلون وفق موازين القوى وكلما استدعت مصالحها الضيقة دلك ..هي نفس الدكاكين السياسية للبرجوازية الصغيرة تحاول التجدد بعد انكشافها التاريخي إبان مرحلة التناوب وهي مستعدة ومؤهلة دوما لتخدم القائم وتجديد الشعار في أي موقع من مواقع تواجدها ,,قادرة على تبرير مقاطعتها لمسلسلات النظام كما قدرتها على تبرير تواجدها في المعارضة الشكلية ..لكل موقع شعاره ولكل مرحلة خطابها ..ومصلحة الشعب المغربي وطبقته العاملة الغائب الوحيد ..تبرر تحالفها مع الظلام كما تبرر طلاقها معهم ..تتحالف مع البيروقراطية النقابية وتهادنها وتعمل على توزيع الكراسي معها ..كما القدرة على الصراخ ضدها على نفس الأرضية إن حصل الخلاف..كل شيء مباح بالنسبة لتنظمات البرجوازية الصغيرة ..في أفق بزوغ التنظيم الفعلي للجماهير وللطبقة العاملة لن نكف عن المواجهة والفضح لتلك الدكاكين في إطار الصراع الايديولوجي من موقع ثوري مبدئي، وهو ما تسميه الرفيقة منيب ثورة ثقافية نحن في حاجة إليها فعلا لفضح مضمون هدا الخطاب بشكل نهائي...هدا كله نؤكد احترامنا وتقديرنا لشخص الرفيقة منيب ونحيي مشاركتها


12 - مقدمة نظرية في النقد السياسي- الاجتماعي
محمد الإحسايني ( 2013 / 9 / 2 - 16:27 )
مقدمة نظرية في النقد السياسي- الاجتماعي
في الممارسات الديموقراطية، تنقسم الأحزاب السياسية عادة، إلى يمين ، يسار، ووسط. وذلك سعياً لإضفاء الشرعية، والرسمية، لم لا، على هذه الأنظومة التمثيلية للشعب. في اعتقادي أن مفهوم اليمين واليسار اصبح متجاوزاً بعد سلسلة من التراجعات المبدئية لكلا التيارين، وأيضاً لما تعرض له اليسار من إجهاض، ولأن الاحتكار الاقتصادي لم يدع مجالاً لخلق طبقة وسطى منتجة، لا تكون عالة على الدولة، وإن كانت هذه الأخيرة هي المساهمة في إزالتها سواء شعرت بذلك أم لا.وهذا ما يفسر سسلسلة من الاعتصامات المختلفة التي تعبر عن الانزعاج الاجتماعي، وتقتل في الفرد، نزعة الإبداع، والاختراع، بل تشجع أحياناً على الهجرة، هجرة العقول. والناظر إلى انتفاضة الأستاذة نبيلة منيب، في احد الاستجوابات، ضد تزييف اليسار، وبالطبع ينبغي ان يكون موحداً...؛ لا بد أن يلمس أنها كانت تبحث عن قيم جديدة لتبرئة قيام -الاشتراكي الموحد-، أي إنها تحاول أن تتحدث في إطار الكتلة ؛ وهذا أمر بالغ الأهمية، مما يعطى انتقادها ودعوتها، زخماً سياسياً، بالرغم مما تعرضت له من استهزاء من بعض القوى السياسية التي تحلم باحتكار اليسار والأفكار التقدمية، منذ مطلع الستينات من القرن الماضي، بالرغم من اصطدامها بالحكم آنذاك... كان مفروضاً من دعوة منيب، أن تشد من عضد القوى اليسارية التائهة بين التناوب على الحكم وإحياء المبادئ القديمة، مما أرخى بظلال من الشك في مدى إخلاص القوى اليسارية بالمبادئ التي كانت تنادي بها إلى حد احتكار الساحة السياسية والثقافية أحياناً. في نظري أن تصريحاتها هي بمثابة مقدمة نظرية، وممارسة نقد النظام السياسي والاجتماعي، بل قراءة جديدة للاشتراكية، والشيوعية، وما يمكن ان يوجه من نقد للفوضوية التي لا تزال عالقة بالنقابات غير الرزينة.
يبقى التحدي قائماً في تصريحات منيب، فيما إذا كانت المنظمة التي تمثلها سوف تحتفظ بتجانساتها، وبتيارتها السياية التقدمية، وفي التغلب على التناقضات الداخية.
محمد الإحسايني : كاتب وصحافي. المغرب


13 - رد الى: محمد الإحسايني
نبيلة منيب ( 2013 / 9 / 9 - 22:28 )
تحية خالصة إلى الأستاد محمد الإحسايني شكرا على تعليقك و تقديرك و مساهمتك المهمة في إغناء الافتتاحية التي تقدمت بها و التي بالطبع تتطلب تفصيلا أكثر على عدة مستويات من ضمنها المشروع الإقتصادي و الإجتماعي البديل للنظام النيوليبرالي المتوحش ،هذا النظام الذي لا يمكن أن يتحقق في ضله التوزيع العادل للثروة ولا تحقيق العدالة الإجتماعية، هذا فضلا عن ضرورة التوضيح في موضوع تجديد الفكر و الأدوات النضالية و إشراك فعلي للمرأة في بلورة التصور المجتمعي و في اتخاد القرار و دور الشباب و قضايا أخرى....


14 - معيقات الديمقراطية في المغرب
عبد الرحيم ازبيدة ( 2013 / 9 / 2 - 19:17 )
تحية للرفيقة المناضلة
تحية للرفاق في الحزب الإشتراكي الموحد
نحن في حاجة ماسة إلى فتح حوار جدي وواضح حول قضايانا المصيرية وعلى رأسها موضوع البناء الديمقراطي . من الخلاصات الأساسية المتعلقة بالمسألة الديمقراطية في المغرب هي طبيعة الدولة المخزنية التي يمكن اعتبارها أكبر معيق لبناء الديمقراطية .من السمات الأساسية لهده الدولة احتكار الثروة والسلطة، من هدا المنطلق فإن المدخل الحقيقي لبناء الديمقراطية في المغرب يمر بالضرورة عبر تفكيك بنية الدولة المخزنية ، فما هي الخطوات التي تقترحونها لتفكيك هاته البنية المعقدة التي تستمد شرعيتها المزعومة من التاريخ وهل مطلب الملكية البرلمانية يستجيب لطبيعة المرحلة وماتفرضه من مسؤوليات ومهام مطروحة على أحزاب اليسار الديمقراطي بالمغرب وما هي الخطوات النضالية والتنظيمية والسياسية لمواجهة المشروع الأصولي بالمغرب والدي يقوده حزب العدالة والتنمية


15 - يجب تعميق شعار فصل الدين عن السياسة
عبد الرحمان النوضة ( 2013 / 9 / 3 - 00:53 )
تحية نضالية لرواد الحوار المتمدن وللمناضلة منيب. شكرا على هذا النص السياسي الجميل. أتفق معك على مجمل ما طرحته في هذا النص. وأنا على استعداد للنضال إلى جانبك من أجل إنجاز مجمل هذه الغايات. وبالمناسبة، أود الإشارة، في الفترة الراهنة، على أهمية انخراط مجمل المثقفين الثوريين في عملية نقد استغلال الدين في مجال السياسة. فلكي يصبح شعار فصل الدين عن السياسة مستوعبا من طرف غالبية الشعب، يلزم أن ينخرط مجمل المثقفين في عملية شرح وتعميق هذا الشعار في جميع أبعاده الفلسفية والسياسية والقانونية. كما يلزم أن تشمل الثورة الثقافية التي أشرت إليها نقد كل مكونات المجتمع، بما في ذلك نقد أحزاب اليسار، ونقد الفكر السياسي القديم. يجب أن نبدأ بنقد أنفسنا، ثم ننتقد كل مكونات المجتمع، كما يلزم أن ننتقد كل ما هو قائم في تقاليدنا، وفي معتقداتنا، وفي فكرنا السياسي، وفي أساليبنا النضالية القديمة. فنجاحنا في مجال إنجاز الثورة المجتمعية مشروط بمدى إعمال الروح الثورية في فكرنا، وفي أساليبنا، وفي نضالنا، وفي مجمل أفعالنا المعتادة وغير المعتادة. مع تحياتي للجميع.،


16 - رد الى: عبد الرحمان النوضة
نبيلة منيب ( 2013 / 9 / 9 - 22:34 )
تحية تقدير للأستاد الفاضل عبد الرحمان النوضة، اتفق مع كل ما جاء في تعليقك و أتمنى أن تتقوى الجبهة الديمقراطية ببلادنا حتى تصير قادرة على فرض التغيير و الإنتقال ألى الديمقراطية الحقيقية و الدولة الحديثة المتحضرة.


17 - الحق هو حكم القانون و لكن اي قانون ؟
بشير شريف البرغوثي ( 2013 / 9 / 3 - 19:00 )
لا اود التركيز على نقاط الاتفاق مع ما طرحته الاستاذة نبيلة منيب و انما اركز على ضرورة اعادة تأصيل و انتاج المصطلحات السياسية على اسس جديدة و حديثة تراعي الموروث السائد في ادبيات القوى السياسية و تواكب التقدم العلمي في مجالات العلوم السياسية و الاجتماعية و تاخذ في الحسبان القوى المسيطرة محليا و اقليميا و عالميا . جهد كبير ينبغي وضعه في تاصيل و اعادة انتاج مصطلحات و مفاهيم و من ثم معتقدات الثقافة و السياسة و الدين و اليسار .. الخ
ان السياسة ليست عمليات نظرية و لا معرفية فحسب بل هي عملية صراع على الموارد و على التحكم فيها .. و هي عمل محترفين يهدف الى استغلال و توجيه فائض القيمة في العمل السياسي لمجمل الشعب و هذا الصراع يتجه نحو الدموية كلما استحال ايجاد توافق على توزيع الثروة و بخاصة في ظل وجود سيطرة اجنبية مطلقة على موارد اي مجتمع . هكذا لا يمكن ان نفهم ما يجري على انه مجرد عمليات تحول ديموقراطي داخلي . لقد لاحظنا مثلا ان الديموقراطية كقيمة تراجعت لصالح الديوقراطية كعمليات ! و من هنا غابت الديوقراطية كثقافة و اسلوب حياة لصالح عمليات عد اصوات يمكن انتاجها بالمال السياسي او بسيطرة نخب محددة او حتى بالتدخل الاجنبي المكشوف بالقوة العسكرية الغازية
و مع تغييب الجماهير و مصالحها الحقيقية فانه لا يمكن الحديث عن اي يسار محلى او عربي او مغاربي بعيدا عن تولي هذا اليسار لدور الطليعة و شق الصفوف الاولى في مختلف ميادين العمل ..نحن بحاجة الى يسار الدور و ليس الافراد .. بحاجة الى يسار يقيم الاداء و ليس الافراد و تكتلاتهم .. بحاجة الى يسار يحكم على القول و ليس القائل .. يحاجة الى يسار لديه برامج عملية مرتبطة بجداول زمنية قابلة للتطبيق تتفق عليها مجموعات فكرية متشابهة تشكل معا طليعة للجماهير و ليس نخبا فكرية منعزلة .
ان كلمة - حق - تنتج عن الحرفين الاولين لكلمتي - حكم القانون - .. و لكن اي حق ؟ هل هو حق القوة ؟ ام قوة الحق ؟ حق القوة يجعل حتى العدالة الانتقالية مجرد عدالة انتقامية و محاكم منتصرين أما قوة الحق فينتج عنها قوانين مستقرة و فقه قانوني مستقر يمثل و يضمن حقوق الانسان و بخاصة الحق المقدس في الحياة و الحقوق الاساسية الناتجة و المصونة عن و بحكم الكرامة الانسانية المروثة للانسان بحكم كونه انسانا ... هنا تصبح الدعوات الى القتل و حتى كثير من احكان الاعدام و الحض عليها جرائم ترقى الى مرتبة الجرائم الاشد خطورة و جسامة حتى في القانون الدولي ..


18 - رد الى: بشير شريف البرغوثي
نبيلة منيب ( 2013 / 9 / 9 - 22:45 )
تحبة تقدير للاستاد الفاضل بشير شريف البرغوثي أشكر على هذا التعليق الأساسي. حق القوة أم قوة الحق؟ بالطبع -الحق لا يعرف بالناس و لكن الناس يعرفون بالحق-، لذا فمسيرة التغيير الحقيقية و إحقاق الحق تبدأ بالتأطير لتقوية الوعي و التعبئة و الإنخراط و من ثم الفعل الذي يجعل التغيير يتحقق و الإنعتاق من كل اشكال العبودية و الإدلال يتم. تحياتي الخالصة


19 - الأمة النائمة تحتاج اولا الى الاستفاقة
عامر عبدالحافظ ( 2013 / 9 / 4 - 18:20 )
الشكر للاستاذة نبيلة منيب اولا و للحوار المتمدن, تحليل رائع لاحوال الامة في ربيعها المفترض و لدي اضافة بسيطة اضعها امامكم
[النائم لا يدرك انه يعيش حلما (أو كابوسا) الا اذا استفاق ]

هذه الأمة نائمة منذ ألف عام على الأقل
تعتقد انها بما تعيشه من احلام وكوابيس امة حية بل هي خير أمة أخرجت للناس, ويصور لها في الحلم ان الايام المجيدة ستعود لا محالة. وهذا الامر مستمر منذ الف عام رغم محاولات بعض ابنائها لعلاجها.

.....اذا لم يتم افاقة النائم فلا مجال لجعله يدرك الحقيقة.....

الخطوة الأولى: الاعتراف بوجود المشكلة ( أمة في حالة نوم غير طبيعية) وان هذه الحالة لها أسباب موضوعية متجذرة في عقل وجسد الامة وليست مؤامرة خارجية.
الخطوة الثانية: دراسة الاسباب: و اختصارا فقد تم استبعاد كثير من الفرضيات والثقة بالأمرين التاليين:
1 هذه الأمة مصابة بحالة نوم مرضية +
2 الطبيب الذي يعالج هذه الامة طبيب فاشل لم يستطع افاقتها طوال هذه المدة, وكان عليه ان يعترف بفشله وبقائه يصبح سببا لاستمرار المرض و تفاقم الحالة.

..........النائم يتحرك ويقوم ببعض الافعال.......................

هذه الحركة والافعال دائما تكون مبرمجة في العقل النائم مثل تغيير جهة النوم وذكر الله و حتى الذهاب لقضاء الحاجة, و كلما طال النوم وتغيرت الظروف الموضوعية من حوله فان النائم يواجه عقبات جديدة امامه كل يوم لكنه يستمر في نفس المسار مما يؤدي الى تعثره المستمر؟

من وقت الى آخر تتحرك الامة لكن حالتها تسوء و اوجاعها تزداد بعد كل حركة
الانسان الطبيعي في حالة اليقظة يوجه افعاله نحو اهداف محددة , ويستخدم تكتيكات وسياسات ملائمة للظروف, ليزيد من فرص نجاحه
ان الربيع العربي اذا لم يستطع أيقاظ الامه أولا فستكون النتيحة اما
الاستمرار في نفس ما هو مخزون في ذاكرتها منذ قرون او
الاستجابة لكل يد تمتد اليها لتسير ورائها دون ادراك مصلحتها,

لنحدد من هي اليد التي اسلمت الامه يدها اليها والطريق التي تسير فيها, ان كانت الاوجاع تزداد والجراح تتعمق , فان / الامة نائمة + الربيع ربما يبتعد


20 - موقفكم من الدين
نجيب اياو ( 2013 / 9 / 5 - 01:43 )
الاستاذة المحترمة نبيلة منيب:
الحديث عن الديمقراطية يعني كثيرا من الأشياء، ويمكن تلخيص ذلك في تمتيع الانسان بكل حقوقه بما في ذلك حق التدين. فحزبكم اذا كان يملك مشروعا مجتمعيا متكاملا، لا بد ان يكون قد خصص فيه حيزا للمسألة الدينية، اذا كان الأمر هكذا، فما موقف حزبكم من الدين اذا علمنا ان هذا الأ خير ينتهك انسانيتنا باستمرار.


21 - مجرد سؤال بسيط
مروان المعزوزي ( 2013 / 9 / 5 - 10:15 )
هل الإشتراكية هي الحل للإنتقال إلى دولة الحق و القانون؟ شكرا لك، تحياتي.ا


22 - سؤال للرفيقة منيب
أم مروة ( 2013 / 9 / 6 - 21:52 )
تحية تقدير واحترام للرفيقة منيب وتحية اعتزاز بنضالات الاشتراكي الموحد
سؤالي هو كالتالي:
يعد الحزب الاشتراكي الموحد من اهم الاحزاب الديمقراطية المغربية والمدافعين عن حقوق الانسان في شموليتها وكونيتها وانطلاقا من ايماني بانه لا ديمقراطية بدون علمانية لماذا لا يطرح الحزب بالواضح وليس المرموز العلمانية في مشروعه االمجتمعي؟؟؟ وما موقع العلمانية في نضال الحزب؟؟


23 - علاقتكم مع القوى اليسارية المغربية
محسن الريسوني ( 2013 / 9 / 7 - 08:14 )
كيف تقيم رفيقتنا علاقة الحزب الاشتراكي الموحد بالقوى اليسارية المغربية الاخرى؟
لماذا ليس هناك حزب يساري موحد في المغرب ؟


24 - اربع اسئلة الى الرفيقة نبيلة، مع تحية نضالية
اسماعيل المنوزي ( 2013 / 9 / 7 - 10:30 )


تحية نضالية للرفيقة نبيلة

1- بماذا تفسرين عدم بلوغ الدينامية النضالية التي شهدها المغرب في العام 2011 (حركة 20 فبراير و ما وازاها ...) أهدافها : سياسيا، حيث نجحت الملكية المستبدة في مواصلة لعبتها السياسية بدستورها المنقح، و اجتماعيا باستمرار الضغط على مكاسب الكادحين وفرض سياسات الافقار والاقصاء المملاة من المؤسسات المالية للامبريالية؟ وما الدروس المستخلصة من ذلك العام النضالي؟

2- تحدثتِ في النص التمهيدي للحوار عن أزمة النظام النيوليبرالي و الفوارق المترتبة عنه. فهل لدى الحزب الاشتراكي الموحد بديل عن النيوليبرالية، ما خصائصه؟ الن يسقط الحزب، في حال قدرته على ممارسة السلطة، في ما تقوم به الاحزاب -الاشتراكية-الديمقراطية- عبر العالم، أي تطبيق نفس السياسات النيوليبرالية. وهذا عمليا ما جرى للاتحاد الاشتراكي في -حكومة التناوب- (مع كل الفروق ومميزات الحالة المغربية).

3- قلت بإحدى إجاباتك إن -الحزب الاشتراكي الموحد يؤمن بضرورة تجميع شتات اليسار و تقوية الجبهة الديمقراطية للضغط باتجاه التغيير الديمقراطي-، لكن قصرت الكلام على تحالف اليسار الديمقراطي، أي تحالف حزبكم مع حزب الطليعة وحزب المؤتمر الوطني. فهل تستبعدون كليا أي تعاون مع حزب النهج الديمقراطي؟ ولماذا؟ وما تقييمكم للتحالف الذي كان لكم معه في تجمع اليسار الديمقراطي؟



4- جرى الحديث في ندوة -مجلس دعم حركة 20 فبراير- التي مثلتِ فيها حزبكم بالرباط في الشهر الماضي إلى تحييد الحركة النقابية في موجة نضالات العام 2011. ألا ترين ان مسؤولية هذا التحييد تقع على الماسكين بجهاز النقابة، وهم في حالة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، احزاب تحالف اليسار الديمقراطي بالذات؟ وكيف يمكن بنظركم للحركة النقابية أن تسهم في النضال من اجل الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية؟


25 - بين الضياع والشتات
علاء ترادوني ( 2013 / 9 / 8 - 00:40 )
ولماذا اتهام الدين وتحميله المسؤولية عن الكوارث الحضارية في الدول العربية.تدعون الدفاع عن الشعوب والمستضعفين وتقولون بان اللبرالية المتوحشة سلبتها الارزاق والحرية واذا بكم تسلبوننا اخر ما تبقى لنا من مكونات البشرية .انه ديننا نعتز به . ثم اليس العداء للاديان في حده نوع من التدين تدافعون عن الحرية وتمنعوننا من ممارسة الشعائر الدينية التي تميزنا عن الحيوان ان البلد يتسع لكل الاديان والاديولوجيات ولكنه يرفض الاقصاء وكل التيارات التي ترى انها تمتلك الحقيقة المطلقة, فاذا استثنينا السعودية والسودان حيث السلطة تعتمد الاسلام في التشريع فاننا امام اهرامات من الانمة المتعددة الاوجه من قومية واشتراكية ولبرالية وبعثية من عبد الناصر وصدام والقذافي وبن علي ومبارك وجنرالات الجزائر كلهم عادوا الدين جهرا فهل حققوا الحرية او حتى الاحساس بالانسانية كلهم تعاملوا مع الشعوب كقطيع
اذا كنا نحيي فيكم الدفاع عن حقوق الانسان فلا تبتروا منها حق التدين فالحقوق كالاعضاء في جسم الاانسان اذا بترتها اصبح مشوها ولا ينفع مع ذلك التجميل
عجيب امر هذا البلد فطائفة تريد طرد العرب الى موطنهم الاصلي وطائفة تريد استصال الدين واخرى ترى في الشعوب عدم النضج وانها لم ترق لمستوى الحرية والدمقراطية
انها السياسة الاستعمارية التي تطبق مبدا فرق تسد
ولا ملجا لنا الا بالاحترام والتكتل وايجاد ارضية مشتركة لتحقيق الحرية والعدالة الاجتماعية
انكم بازدرائكم للاديان توقدون نار الفتنة حسب قانون الفعل ورد الفعل في الفيزياء وعلم النفس وعلم الاجتماع حيث انه لكل فعل رد فعل معاكس له في المنحى ويساويه او يفوقه في الشدة


26 - اعجبني ولكن !
محمود جلبي ( 2013 / 9 / 8 - 05:32 )
بعد التحيه
اعجبي الرأي
السيده الفاضله .. لا اعرف مدى قوتكم السياسيه في المغرب , الا ان هناك بعض النقاط لابد من الايظاح... عندما ناخذ خارطة الوطن العربي نرى بعض الانظمه الموجوده والاتي تحكم الوطن العربي قسم منها ملكيه والقسم الاخر جمهوريه لنقف لحظة واحده . هل يوجد الاستقرار في االانظمه الجمهوريه و لماذا؟ وما بال الانظمة الملكيه؟ اليس الغايه العيش المرفه والاستقرار الدائم .. اذن العبرة ليست بتبيل رئيس الحكم وتسليم الاراده للغوغاء بحجة الارادة الشعبيه اني من العراق ولست عربيا انتمي الى الشعب التركماني مفتخرا بعراقيتي ولا اريد الافراط بالعراق وشعبه لقد رايت العراق ايام الحكم الملكي ايام الاستقرار والرفاه والعزه لافرق بين عربي والكردي والتركماني اما اليوم في عهد الجمهوريه الغوغائيه ذهب العراق العراق الى الحضيض والدرك الاسفل التعصب القومي والطائفي نخرت جسم الدوله واصبحت مهزلة بيد الدول الكبيره .. ايها الناس ايها الناس راجعوا عقولكم واعرفو اين يكمن السبب
المخلص
محمود


27 - -بنكيران ارحل-
فاطيمة سكوري ( 2013 / 9 / 8 - 12:07 )
De Mouvement Maroc Meilleur
بيان -بنكيران ارحل-
المنظمات والهيئات والشبكات والحركات الاجتماعية المنخرطة في- حركة مغرب أفضلMouvement Maroc meilleur- والتي تضم مغاربة العالم Marocains du monde

تابعت وتتابع المنظمات والهيئات النقابية والحقوقية والنسائية والجمعوية والشبكات والحركات الاجتماعية المنخرطة في -حركة مغرب أفضل-، بألم وغضب كبيرين النقاشات السياسية والتفاوضية بين الأحزاب المغربية والتي تعرفها الحكومة الحالية والحرب التي يشنها قادة أحزاب وخصوصا رئيس حكومة يشترط فيه احترام بنود دستور 2011 والنضج السياسي والعقلانية في اصدار القرارات والتحكم في النفس دون استعمال أي شطط في السلطة... حرب إعلامية استعمل فيها الأطراف خطابات ودعوات تحرض على الكراهية والتعصب الطائفي والديني و الدعوة إلى الثورة والتمرد و إنهاء الآخر باسم الوطن فوق الجميع، والتكفير، والتخوين.... وغيرها من المسميات، مقابل حرمان الأصوات والآراء المعبرة عن مواقف مخالفة للاصطفافين من نفس المساحة الإعلامية وإقصائها. وتباهي السيد بنكيران بتنظيم انتخابات سابقة لأوانها.
إن المنظمات والهيئات والشبكات والحركات الاجتماعية المنخرطة في -حركة مغرب أفضل-، إذ تقف على الوضع وتطوراته في المغرب، ومنذ استقالة حزب الاستقلال لا تريد أن يسقط المغرب فيما تشهده شعوب الدول العربية الأخرى كسوريا ومصر من سفك في الدماء وانطلاق اعتصامات في ساحات مدن المغرب؛ والتدخل المفرط في استعمال القوة والأسلحة، من طرف الشرطة، فإنها:
- تتقدم لملك المغرب لوضع حد لهاته المهزلة الحكومية استنادا لما تنص عليه بنود الدستور؛
- تحيي عاليا نضال الشعب المغربي العقلاني في مواجهته للدكتاتورية والفاشية ، والاستبداد أيا كانت ؛
- تعلن تضامنها المطلق مع القوى الديمقراطية بالمغرب ودعمها لها في معركتها من أجل إقامة ديمقراطية حقيقية؛
تدين بشدة وحزم:
- استعمال الشطط في السلطة والعنف المفرط من طرف الشرطة أو من طرف السيد رئيس الحكومة.
- استعمال العنف وخطابات الكراهية والتكفير، والتعصب الطائفي و الديني، والتحريض على التمرد و اللجوء إلى الثورة ، في الخلافات السياسية ومحاولة الهيمنة و التسلط ؛
تطالب السلطات :
- باحترام الحقوق والحريات وفي مقدمتها الحق في الاحتجاج والتظاهر السلمي ورفع حالة الطوارئ؛
- الالتزام بالمبادئ الأساسية الدولية المتعلقة بفض التجمعات؛
- بحماية وضمان أمن المواطنات والمواطنين، والممتلكات والمنشآت العامة والخاصة، ودور العبادة؛
تدعو إلى:
- رحيل السيد بنكيران بعد محاسبته.
- الوقوف في وجه المخططات الإمبريالية الساعية إلى إدخال المغرب في حرب أهلية من أجل فرض السيطرة والهيمنة على الشعب المغربي ومقدراته، والعودة به إلى وضعية ما قبل ثورات 2011، ومحاولة تأبيد الاستبداد والفساد


28 - أي تغيير نريد؟
فريد ( 2013 / 9 / 8 - 22:13 )
تحية نضالية للرفيقة والأستاذة نبيلة منيب الأمينة العامة لحزب الإشتراكي الموحد وإلى موقع الحوار المتمدن الذي فسح لنا المجال للتواصل مع المناضلة والقيادية لحزب ذو تجربة تاريخية في النضال السياسي والفكري في مسار تجربة اليسار العربي بصفة عامة واليسار المغربي بصفة عامة وحتى أطيل عليكم يمكن أن أخلص إلى أن الربيع الديمقراطي الذي عرفه الوطن العربي1- كان فاقدا للحزب الطلائعي الذي يقود نضالية الجماهير نحو تغيير النظام الاقتصادي الاجتماعي من نمط عيش إلى نمط عيش أرقى ولا تغيير أشخاص بلباس لنفس النمط وهذا ما عرفته كل من انتفاضات الربيع الديمقراطي العربي في كل من مصر وتونس ولبيا واليمن ومن قبلهم العراق واللائحة لم تنحصر بدعوى تصدير الديمقراطية الأروميركانية على بوارج ودبابات 2- كما أن النخبة المثقفة اليسارية والتقدمية (المثقف العضوي )كان مندمجا في وهم اسمه الانتقال الديمقراطي 3-وكذلك غياب رؤى تحليلية للتشكيلة الاجتماعية الاقتصادية لبنية المجتمع العربي وضبابية الوضوح الايديلوجي لليسار العربي نحو أي مجتمع نريد؟ كل هذا جعل انتفاضات الربيع الديمقراطي العربي لم تتحول نحو ثورةوطنية ديمقراطية وللتصحيح مايمكن تصحيحه في مسار التحولات السياسية التي تعرفها المنطقة لابد من وحدة يسار فعلي واضحة المعالم بعيدة عن المزايدات السيسيوسياسية محددة طبيعة التحالفات حاسمة في القضايا التي تشغل الرأي العام العربي (نمط العيش - الدولة- الدين ).فوحدة الوطن العربي رهينة بتغيير نمط المواطن العربي .وهذه بعض الملاحظات حول سيرورة الربيع الديمقراطي العربي


29 - أي تغيير نريد؟
فريد ( 2013 / 9 / 8 - 23:39 )
تحية نضالية للرفيقة والأستاذة نبيلة منيب الأمينة العامة لحزب الإشتراكي الموحد وإلى موقع الحوار المتمدن الذي فسح لنا المجال للتواصل مع المناضلة والقيادية لحزب ذو تجربة تاريخية في النضال السياسي والفكري في مسار تجربة اليسار العربي بصفة عامة واليسار المغربي بصفة عامة وحتى أطيل عليكم يمكن أن أخلص إلى أن الربيع الديمقراطي الذي عرفه الوطن العربي1- كان فاقدا للحزب الطلائعي الذي يقود نضالية الجماهير نحو تغيير النظام الاقتصادي الاجتماعي من نمط عيش إلى نمط عيش أرقى ولا تغيير أشخاص بلباس لنفس النمط وهذا ما عرفته كل من انتفاضات الربيع الديمقراطي العربي في كل من مصر وتونس ولبيا واليمن ومن قبلهم العراق واللائحة لم تنحصر بدعوى تصدير الديمقراطية الأروميركانية على بوارج ودبابات 2- كما أن النخبة المثقفة اليسارية والتقدمية (المثقف العضوي )كان مندمجا في وهم اسمه الانتقال الديمقراطي 3-وكذلك غياب رؤى تحليلية للتشكيلة الاجتماعية الاقتصادية لبنية المجتمع العربي وضبابية الوضوح الايديلوجي لليسار العربي نحو أي مجتمع نريد؟ كل هذا جعل انتفاضات الربيع الديمقراطي العربي لم تتحول نحو ثورةوطنية ديمقراطية وللتصحيح مايمكن تصحيحه في مسار التحولات السياسية التي تعرفها المنطقة لابد من وحدة يسار فعلي واضحة المعالم بعيدة عن المزايدات السيسيوسياسية محددة طبيعة التحالفات حاسمة في القضايا التي تشغل الرأي العام العربي (نمط العيش - الدولة- الدين ).فوحدة الوطن العربي رهينة بتغيير نمط المواطن العربي .وهذه بعض الملاحظات حول سيرورة الربيع الديمقراطي العربي


30 - التغيير والسياسة المستقبلية الاستراتيجية
ا د ربيع الالوسي ( 2013 / 9 / 9 - 11:14 )
معالي الاستاذة نبيلة منيب يحفظك الله ويرعاك
كم يفرحني كثيرا عندما اجد من ابناء امتي ممن يسعى الى عمل الخير والاحسان والسلام والامن والتطور وبذات الوقت اتألم كثيرا عندما اجد مفكري ومثقفي امتي يراوحون في مكانهم وعجلة الزمن تتقادم وتتسارع في التقدم. الزمان يتسارع ويتقدم والمكان يرافقه في التطور والتغير وتفاصيل الحياة ترافقهم ايضا في التطور والتغير وهذه سنة الحياة حتى يوم الدين. لا ثبات لأي شيء في هذا الوجود وكل شيء يتغير باستمرار وان ديناميكية التطور لم تتوقف ابدا. اناس الغير متطورين هم من يتوقفوا ولم يواكبوا تطور عجلة الزمن. فلا اطيل عليك الكلام اني عندما اطلعت على خلفيتك الثقافية وايديلوجية فكرك السياسي فانتي وحزبك تراوحين في ذات الموقع. حيث ان ما يوجد من قوالب ونظم ومفاهيم وقوانين وآليات سياسية وثقافية كلها غير متطورة في عالمنا العربي والغربي والشرقي. العالم كله متخلف ولا توجد دولة في هذا العالم متطورة وتواكب تطورات الزمن وتتغير وفق ارادة الظروف ومستجدات التطور الزمني. لذا اتركي موقعك وانهظي وارتقي وغادري قوقعتك وانطلقي في رحاب الفضاء الخارجي لهذا العالم المتخلف وانظري الى خلفك فستجدين ان العالم برمته متخلف ويحتاج الى تطوير وعندها يمكنك ان تضعي الافكار الصحيحة والمناسبة ليس لتطوير بلدك وليس لتطوير امتك بل لتطوير العالم برمته.

ا د ربيع الالوسي
رئيس باحثين في البحث العلمي الاستراتيجي
هاملتون
كندا


31 - تحقيق الاهداف
بشار قفطان ( 2013 / 9 / 10 - 03:36 )
الاستاذة تبيلة المحترمة
اتحية حب واعتزاز لك ولاسرة المثقف
الحديث عن اليسار وطموحه في تحقيق العدالة الاجتماعية او تحقيق ما يصبو الية ابناء مجتماعاتهم لايمكن تحقيقه بمفرد حزب معين او حركة بحد ذاتها طالما هناك قوى متنفذه ليس من السهل ترك مواقعها التي تدر عليها منافع .. لذا اعتقد الحديث عن وحدة القوى التي تربد بناء مجتمع خالي من كل اشكال الاستغلال والاضطهاد يكتسب اولوياته . حركة اليسار العربي بحاجة الى وحدة متكاملة ضمن برنامج وطني واضح المعالم والاهداف لتلبية الحاجات المشروعة للاغلبية المسحوقة ,


32 - إنحسار اليسار واليمين وسط خضم ثورات الشعوب
إسماعيل شمس الدين ( 2013 / 9 / 10 - 08:13 )
مشروع جاذب ويستهوي النفس وقد زينته الدررالتي كانت علامة لكل شعار من إطروحات الاستاذة منيب وكأنها دعوة للمجتمع الفاضل وتحقيق المواطنة الكاملة ونشر ثقافة الديمقراطية الغائبة عن شعوب الأمة العربية وتحقيق مجتمع العدالة الذي يهدف لميلاد ديمقراطية معافاة من الوجهين العسكري والديني ونقل الصراع السياسي إلى مشاريع
مجتمعية وصولاً للعدالة الاجتماعية وتعميم ثقافة الديمقراطيةللأجيال المتعاقبة حتى تنمو وتترع في نفوسهم وتصبح جزءاً من حياتهم ولعل المساقات التي أوردتها دليلاً على مدى الرؤية الثاقبة لاقتراح المشروع الانساني البديل
ولكن سيدتي دعينا ننتقل إلى الواقع المعاش اليوم على كافة الساحات العربية والمتعطش لاطروحاتكم ومدى القبول الفوري لها وحتى على مراحل متعددة ولكننا سوف نفاجئ بعوائق متعددة لعب كل من اليمين واليسار الدور الأكبر فيها فمن المعلوم أن انظمة اليسار في العالم العربي من شيوعيين وقوميين وبعثيين نجحت في خلق كوادر قيادية وكذا المنظمات التي جعلت من الدين منهجاً لها فعندما قيام أي ثورة شعبية ضد الاستبداد والحكم العسكريتجد هذه القيادات نفسها في الريادة في أيام أو شهور الثورة الأولى وسرعان ما تتحرك القوى التي تملك قواعد جماهيرية عن طريق الأحزاب التقليدية أو الطائفية أو القبلية وتتصدر المشهد السياسي وتتكرر الصورة في أكثر من بلد وحتى فيالبلد الواحد أحياناً وتضطر هذه القوىلتبز من ساعديها لتسعى للوصول للسلطة ولن يكون أمامها إلا القوى العسكرية وتبدأ سنوات البطش والاتبداد لسنوات وتنقسم على نفسها لميلاد قوة غاشمة جديدة ويتكرر المشهد كما في حالات العراق وسوريا والسودان وماذا يعني هذا غير ضياع سنوات بل عقود من عمر هذه الشعوب المغلوب على أمرها ومايترتب عليى ذلك من دمار للتنمية وتراجع للصحة والتعليم وهجرة للعقول المؤلة والمدربة وفي المراحل السابقة كانت هناك صيحات خجولة بوحدة القوى التقدمية ولكن سرعان ما ينكب القياديين على العمل القُطري مما يفقد هذه القيادات بعدها القومي والاقليمي ويجعلها تعمل في عزلة وسرعان مام تنهار أمام جبروت التآمر عليها لذا فإن القضية تكمن في فشل هذه النخب من الارتكاز على قاعدة شعبية عريضة وقد تجد لها نوافذ من خلال التنظيمات النقابية والطلابية والتي سرعان ما تقع فريسة للقوى المنقلبة على الثورية اما بالنسبة للتنظيمات التي تجعل من الدين الحتيف مدخلاً لها فسرعان ما تنضم إليها جماهير الهوس الديني وتتحول الساحة لجهاد في سبيل الله ويسقط الالاف وسط حمامات الدم في الحروب الأهليةوتنمو القيادة في جشع للاستلاء على أعمدة الاقتصاد ويستشري الفساد كالحالة السودانية وحالة مصر الأخوانية إن ما تنادون به جد عظيم ومخرج لشعوب هذه الأمةمن أظمة العسكرية والدينية وكان من المفترض طرحه من عشرات السنين لنستقبل جيلاً قادراً على حماية مكتسباته وثوراته الشعبية والحفاظ عليها من سارقي الثورات وهل يعني هذا أن نكف أيدينا اليومونلاقي مصائرنا المجهولة؟أم نستشرق المستقبل برؤى بنتاءة وعملية وما طرحتموه من مشروع ثقافة الديمقراطية للنشء وعلى مدار مراحل العمر هو المدخل وما يصاحبه من التفكير الجاد والمتعمق لخلق القاعدة الجماهيرية للقوى التقدمية والمطالبة بالتخلى عن عن الأطر السياسية الجاهزة وتسلك طريقها نحو الإبداع والتحرر من الجمود الفكر والأمر في رأينا يحتاج من النخب العربية أنتباشر في النقد لما قامت به بالمشاركة في ضياع الشعوب والمرحلة المقبلة تحتاج للعصف الذهني فلك سيدتي المسار بعمق على إطروحاتكم وبالله التوفيق


33 - التمثيل الديمقراطي اليساري الثوري للشعب
محمد الهلالي ( 2013 / 9 / 10 - 16:08 )


الرفيقة نبيلة منيب،
1
من الصعب الاختلاف في المبادئ التي تستند إليها القوى الديمقراطية واليسارية بل وحتى العلمانية الليبرالية مادامت ترتكز كلها على مدنية الدولة والعدالة الاجتماعية. لكن الاختلاف يمكن توا في منهجية العمل وفي الأولويات. لذلك فالحوار حول القضايا المختلف حولها يستدعي مسألة المنهجية في التفكير وفي تنظيم الممارسات. فإعلان المبادئ هو إعلان سليم منذ أن نشأت أول حلقة من حلقات اليسار في العالم المتحدث بالعربية رسميا. لكن هذا الإعلان ووجه بعقبات وعراقيل وأزمات وضربات وهزائم وسجون وضحايا وتعذيب. ولا بد أن يطرح السؤال في مدى تناسب الخسائر مع المنجزات؟ أي هل تعلق الأمر بخطأ في التقدير أم بخطأ في استعمال المنهج؟ أم بسيطرة أوهام تحولت بقدرة قادر إلى حقائق قاتلة؟
2
إن اليسار الآتي من التجربة الماركسية (بامتداداتها المختلفة: اللينينية، الماوية، التروتسكية...) لم ينجز بعد قفزته الكبرى بوضوح من النضال الثوري (الجماهيري وحتى المسلح نظريا) إلى النضال الديمقراطي الجماهيري السلمي. وإذا كانت بعض قياداته قد استوعبت الدرس وأدركت استحالة الاستمرارية في التجربة الأم بأساليب مختلفة فإن قواعد اليسار (المنحسرة طبعا منذ سنين) لازالت تميز نفسها عن مختلف المعارضين الآخرين (غير الرجعيين وغير الأصوليين) بانتمائها للنزعة الجمهورية الثورية التي يمكن أن تلجأ عند الضرورة للتمرد الثوري بل والمسلح. والإشكال لا يتعلق بصواب أو بعدم صواب الاختيار الأول أو الثاني نظريا. فكلا الاختيارين سليمان نظريا ووفق التجارب التاريخية السالفة. لكن الإشكال يكمن في كون تمزق وعي اليساريين بين نضال ديمقراطي سلمي انتخابي ذي أساس ليبرالي، وبين حلم ثوري تنتقل معه الطبقة المسحوقة بتمرد جماهيري إلى السلطة عبر ثورة أو انتفاضة شعبية... يشل حركتهم على المدى الطويل ويفرغ جهدهم من شحنة العمل التي عُرفوا بها حين كانوا يؤمنون بالشعار الأساسي المتمثل في ديكتاتورية البروليتاريا.
3
دخل اليساريون عهدا جديدا عمليا لكنهم لم يدخلوه بعد على مستوى الوعي المنظم لسلوكهم اليومي. وفقد اليساريون بانهيار التجربة الاشتراكية للاتحاد السوفييتي واشتراكيات أوروبا الشرقية أفقا وحافزا وعاملا من عوامل التوازن في صراع الإيديولوجيات. والمناضل اليساري محاصر بين تجربة فاشلة كان يدافع عنها جهارا ويرجع إليها كسند وكدليل على المجتمع المستقبلي الذي كان يطمح لبنائه، وبين حركات سياسية دينية فاشية انفلتت من قمقمها بقدرة القوى المتحكمة في الصراعات المحلية والدولية. وهو محاصر بين مرجعية صارت محط شبهات ونقائص وبين قحط في إنتاج ثقافة مواكبة لنضاله ولصراعاته.
4
الوضع متناقض بكل المقاييس. وهو تناقض خلاق وكابح في نفس الوقت. فالشعوب جاهزة للتغيير الاقتصادي الذي يعود عليها بالنفع المباشر بسبب ضغط الفقر وسوء الخدمات أو انعدامها وأزمات الرأسمالية التبعية. والشعوب غير جاهزة لتغيير إيديولوجيتها لتتحول من إيديولوجيتها العبودية إلى إيديولوجية ليبرالية. الشعوب تمارس حياتها بكيفية مخالفة تماما لإيديولوجية الحركات الدينية الفاشية. والشعوب غير جاهزة لتقبل دولة مدنية يكون فيها الدين ممارسة فردية محترمة وتحترم فيها جميع المعتقدات الدينية وغيرها دون أن تتبنى الدولة في قوانينها أية مرجعية دينية.
5
حين يتبنى اليسار الخيار الليبرالي في عمله (في انتظار الوصول للسلطة عبر الانتخابات وتطبيق تجربة الاشتراكية الديمقراطية الغربية كأقصى ما يمكنه الوصل إليه) فإنه بالضرورة يحصر مناضلين ومؤيديه ومناصريه في الفئات المتحررة والمتنورة. ويكون خياره هو الضغط على الدولة والفئات المتحكمة في دواليبها على ممارسة الديمقراطية الليبرالية بقواعدها الأصلية المرتكزة أساسا على الفصل بين السلطات.


34 - التمثيل اليساري الديمقراطي الثوري للشعب تابع
محمد الهلالي ( 2013 / 9 / 10 - 16:09 )
6
تتطلب وضعية اليسار العمل في مسارين أساسيين اثبت منذ سنين قوته فيهما وقدرته على الهيمنة الإيديولوجية التامة فيهما وعلى قيادة الجماهير من خلالهما وهما: المجال الثقافي والمجال النقابي. وينبغي على اليسار عدم استهلاك نفسه في شعارات معاصرة مثل العمل في منظمات المجتمع المدني لأن هذه المنظمات تعمل وفق آلياتها الداخلية وتستقطب من هم متوائمون مع متطلباتها. لكن منظمات المجتمع المدني لا تتجاوز ولن تتجاوز حدودا معينة حسب كل تخصص وكل مجال. ويجب على اليسار أن يستثمر أعمال هذه المنظمات دون أن يغرق في أعمالها التفصيلية.
7
إذن المطلوب هو الثورة الثقافية والتصحيح النقابي. وتتطلب الثورة الثقافية عودة قوية لليساريين لمجال الثقافة عبر الجرائد والمجلات والندوات والجمعيات الثقافية في الأحياء وعبر العمل الثقافي في الجامعات والمؤسسات التعليمية. ويتطلب العمل النقابي إيجاد مخرج للتشتت النقابي بحيث يشكل اليساريون في جميع النقابات قوة فاعلة تؤدي لإعادة اللحمة بين النقابات أو تؤدي على الأقل لتقريب وجهات النظر وخلق تواصل حقيقي وأعمال نضالية حقيقية تقطع الطريق على المستثمرين الشخصيين في النقابات والذين يعملون لحسابهم الشخصي ويعمل بعضهم لصالح المتحكمين في الاقتصاد والدولة.
8
لا يمكن لليساريين أن يفرحوا فرح الأطفال بكل تمرد عفوي أو منظم أو مخترق. ولا يمكنهم التضحية بمنهجهم في التحليل والسقوط في نظرة صحفية لحركات التمرد في بعض البلدان ومن ضمنها المغرب. وكان من البديهي أن تمرد الربيع العربي كان تمردا في الأساس ضد رؤوس الأنظمة ولم يكن ضد الأنظمة. لذلك لا بد من التفرقة بين التمرد والاحتجاج من جهة وبين الثورة التي تحتاج لبرنامج وقيادة ونظام جديد أفضل من جهة أخرى.
9
اليساريون نخبة. تقول بتمثيل الشعب. وهذا يغير الكثير من المعطيات بالنسبة للنظرية التصحيحية الديمقراطية الليبرالية. ويجعل للتغيير مراحل ترتهن بمستوى وعي وانخراط الشعب. فالسيادة الشعبية لا معنى لها خارج الاقتراع اليوم. وإذا كان الشعب جاهلا بمصالحه مغيبا في إيديولوجية الحكام فإن السيادة الشعبية عبر الاقتراع تصبح مهزلة. ولهذا يجب على اليسار أن يصل لصياغة نظرية متكاملة في التمثيل اليساري للشعب في انتظار أن يعود الشعب لممارسة دوره التاريخي بوعي عبر منظماته الممثلة له. فما الذي يجعل اليسار أصدق تمثيلا للشعب من اليمين؟ لا بد من صياغة نظرية ملائمة للمرحلة تضع مؤقتا جانبا شعار السيادة المباشرة للشعب لتستبدله بالتمثيل اليساري أو الديمقراطي أو الثوري للشعب.
10
لا تؤثر قيادات اليسار على الشعب. ولا تؤثر على الشعب أية قيادات حزبية أخرى. وهذا يضعنا في مأزق طُرق العمل الحزبي برمته في مجتمع لم تكن الأحزاب وسيلة لتنظيمه في الماضي. لكن اليسار وقيادات اليسار يمكن أن تعود للتأثير على النخب المؤثرة في الشعب عبر العمل الثقافي والعمل النقابي وهما المجالان الممهدان بشكل أصيل وأكيد للعمل السياسي المؤدي لقوة ولتفعيل التمثيل اليساري الديمقراطي للشعب ومن ثمن للسيادة الشعبية عبر تمكن الشعب من التعيير عن نفسه عبر منظماته الجماهيرية التي عليه أن يستعيدها من البيروقراطية الفجة والخائنة والمتحالفة إجمالا مع الأجهزة الدولة.


35 - أين الربيع
حسن الكوردي ( 2013 / 9 / 10 - 21:29 )
اهديك تحياتي .إذا كان هكذا الربيع فأنا أكره بقية فصول السنه . كنا نتأمل ونحلم بالحرية والديمقراطية بعد سقوط صدام ولاكن حلمنا وأمنياتنا أصبح كابوس سرش . ولا ندري من يحكم البلد ألإسلام أم التطرف أو أصحاب العمائم واللحى أو هكذا هي الدم قراطية الذين يحكمون البلد مجموعة من قطاعي الطرق همهم ألإنتقام ونهب ثروات البلد وهل فعلاً الذين يحكمون البلد هم رجال دولة ؟! . وهكذا هو الحال في بقية الدول التي تغيرة أنضمتها ماذا حصل سوى الفوضى والدمار وغياب القانون كنت متفائل بالثورات العربية ولاكن تفائلى وحلم الشعوب ذهبت أدراج الرياح . مثلاً الشعب الكوردي تخلص من حكم ابن العوجة وأصبح تحت رحمة ابناء قبيلة بارزان .وشكرا


36 - عن العلمانية في المغرب؟
حميد زناز ( 2013 / 9 / 10 - 21:39 )
تحية طيبة سيدتي الكريمة أشكرك الشكر الجزيل على المداخلة أريد ان اطرح عليك سؤالا كثيرا ما يغيب أو يؤجل طرحه : هل يمكن الحديق عن ديمقراطية بدون علمانية و كيف تنظرين إلى المسألة بالنسبة للمغرب تحديدا ؟


37 - اليسار والربيع
أحمد ( 2013 / 9 / 13 - 00:43 )
تحية للاستاذة..ولك منا كل التقدير بصدق لمواقفك الثابثةمن الكثير من المواضيع ذات الصلة بوطننا على الأخص والوطن العربي عموما ،سؤالي ذو شقين الأول له علاقة بما هو عربي والثاني محلي: أولا هل ترين فعلا أن ما تمخضت عنه المرحلة ثورة وربيعا عربيا؟ اذا كنا نعلم أن الثورة تتبنى استراتيجية تغيير الوضع القائم من أجل بناء وضع أفضل والأهم أن لها روادها وقادتها وزعماؤها...كما أنها تتبنى استراتيجية واضحة المعالم لتحقيق الأهداف التي ترومها الثورة ، بل الأكثر من هذا فهي تجتث كل ما له صلة بالوضع السابق أما عن الاستفهام الثاني والذي يؤرق كل متعاطف مع اليسار المغربي...ألا ترين أن تجربة التناوب وما تمخضت عنه التجربة من تراجع الاتحاديين والتقدميينعموما وغيرهم ممن يدعي مناهضة الرجعية عن مبادئهم الحزبية بعد أن تولوا المناصب الحكوميةوبعد أن خذلوا الشعب الذي وضع فيهم الثقة وسلمهم مقاليد الحكم..ألا ترين أن التجربة هاته قد أفقدت اليسار عموما كل أمل في الريادة،وأخمدت كل بصيص أمل في كسب تعاطف المغاربة..


38 - اليسار الجامد
محمد الرديني ( 2013 / 9 / 16 - 06:36 )
تحية للرفيقة نبيلة المغربي
اذا اتفقنا علن قوى اليسار في العالم العربي قد تم تحييدها ولم تعد الا مجرد تأريخ فهل هناك امل بعودتها الى الساحة السياسية على يد هذا الجيل الجديد المتنور بفضل ثورة المعلومات ؟ وهل يسمح شيوخ اليسار للشباب باخذ فرصتهم في تبوأ المسؤولية؟ وماهو مستقبل الاسلام السياسي وهو يعيش الان ازهى مراحله عبر تعضيده من قبل دول الخليج وبعض الدول الاجنبية؟
شكرا لك


39 - بنكيران ارحل
فاطيمة سكوري ( 2013 / 9 / 16 - 08:49 )
تدعو حركة مغرب أفضل جميع الفاعلين والفاعلات إلى مسيرة العدالة الانسانية والديموقراطية تحت شعار واحد -ينكران ارحل-. يوم الأحد المقبل بمدينة الرباط. مادا تنتظر المعارضة لفرض الرقابة. علما أن: حزب
العدالة و التنمية يتدحرج الى
الصفوف الخلفية بسبب نفاق وكذب
قيادييه على الراي العام
الوطني.أصبح
بنكيران رمزا للكذب، كلما فشل في
الخروج من ورطاته المتتالية لجأ
إلى شتم الشعب المغربي ونسي أن عليه أن يمارس السياسات العليا في
حين ان بنكيران يمارس المتدنية
منها. رغم ضعف
المعارضة فبنكيران بعيش أسوء
لحظات حياته بسبب انكشاف حقيقته و
حقيقة حزبه الخبيثة في إدخال
المغرب في أزمة اقتصادية لا نعرف
كيف و متى سيتم
حلها. انكشف امر
بنكيران عندما حاول الانقضاض على
دواليب الدولة، انكشف امره عندما
حاول التواطؤ مع اردوغان و
بالتالي المساس بالسيادة
الوطنية.


40 - استيقضوا من السبات.
عبدالقهار ( 2013 / 9 / 17 - 23:35 )
نعم استيقضوا من السبات و الاحلام بالمدينة الفاضلة لافلاطون و امثاله.
لا مجال فى الارض لما يسمى الديمقراطية لا فى الشرق و لا فى الغرب و لا فى الجنوب او الشمال .
كل ما هناك هو قانون الغاب و الكلمة لاقوى و السلطة للماكر و المتحكم فى السلطة هو الفلس . ثلاثة احزاب هى التى تحكم الدنيا و سادكرها بالعامية المغربية.
-الفتقة المرقة الورقة -


41 - حسبي من قرأه
أحمد محمد / ( 2013 / 10 / 4 - 18:26 )
أعتذر بشدة عما بدر مني في لحظة غضب واسأل الله العفو ولا أجد سببا منطقيا لعد نشر تعليقي

اخر الافلام

.. جهود مصرية لتحقيق الهدنة ووقف التصعيد في رفح الفلسطينية | #م


.. فصائل فلسطينية تؤكد رفضها لفرض أي وصاية على معبر رفح




.. دمار واسع في أغلب مدن غزة بعد 7 أشهر من الحرب


.. مخصصة لغوث أهالي غزة.. إبحار سفينة تركية قطرية من ميناء مرسي




.. الجيش الإسرائيلي يستهدف الطوابق العلوية للمباني السكنية بمدي