الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كفته ..اودوه حنون

عبد الحسين طاهر

2013 / 9 / 1
كتابات ساخرة


كفتة .... و دوه حنون
في البدء نكشف لكم اوراق حنون كي نجنبكم دوخة الرأس ونقولها بصراحة عالية ومدوية كما هي لاءات العرب الثلاثة المعروفة لديكم .. نقول يا سادة يا كرام ..
ان حنون هذا ليس طبيبا خاصا كما يتصوره البعض ولا هو من العشابين الذين يمارسون العطارة ويشتغلون على جوزة البّوة .. والعلج المرّ .. والمرّمجّة .. ولسان الثور .. وهذه حقيقة نذكرها لكم لأول مرة فصاحبنا حنون ال محمد هو من صنف اخر .ومع هذا فقد شاع دواؤه وصار معروفا لدى سكان قرية الرملية هو – الشافي والمعافي- والمسكن الوحيد لبعض الاوجاع وخاصة وجع الاسنان ونوبات الم – البواسير- .. وقاكم الله شرها وهذا ما جعل شياب وعجائز القرية يهرعون اليه كلما المت بهم لامة وجع .. او يرسلون الاولاد ولا ينسوا أن يوصوا اولادهم ليؤدوا التحية – للسيد حنون- بأدب جم ويلقوا عليه العبارات المنتقاة بعناية خاصة وهي المعتادة دائما وفي كل مرة .. عمي ... أبوي يسلم عليك .. يقول هاجت عليه .. – رحاتي- بمعنى اسناني يوجعني او ... ورمن عليه الما يتسمن وهذه اشارة خاصة يعرفها حنون وتعني البواسير او .. اركبي ما يعينني هذه الايام .
واذا سمع هذه العبارات المحملة بالتحايا من لدن شياب وعجائز السلف ومرضى الفريج تنفتح اساريره ويقهقه بصوت مرتفع ومرات يبكي بكاءً مرا وينخرط في نحيب متواصل ولكنه على كل حال يدلف أخيرا الى داخل كوخه الذي يذكرنا بكوخ العم توم ويخرج وبيده – شيشة الدوه- يهزها ويقربها من عينيه ليتأكد من مقدار الدواء المتبقي لديه ثم يفرغ منها بحرص شديد قطرات في – الاستكانة – وكأنه يقطر من ذهب .. ثم يعود يحكم سدها في التبدورة ويهزها مرة أخرى أمام عينيه .. يعيد عباراته التي لا يعرف احد كنهها ولا معناها فتخرج الكلمات على شكل غمغمات تكاد لا تفهم – ونب الكعبة ناح نتعنك من صدك - .. وعلى فكرة كانت رائحة دوة حنون نفاذة وحادة بعض الشيء وغير محببة مع ما فيها من ردة لرائحة الكزبرة وحبة الحلوة .. ومرت أيام والناس في حيص بيص و في حيرة من أمر فك اسرار دوه حنون او معرفة ماذا يقصد بقوله – ناح نتعنك من صدك - ..منهم من قال ان حنون بعمله هذا سيرتفع مقامه بالدنيا والأخرة واخرون اعتبروا عمل حنون هذا ما هو الا بذرة طيبة وصدقة جارية تعود بالنفع ولا شك على المرحوم والده ملا محمد بالخير والبركة وسيتحول الى طير اخضر يتعلق بغصن من أغصان – الجنة – بسبب عقب صالح يعز وجوده في آخر الزمان ..
ومرت أحداث اهتزت لها قريتنا فقد أدخل حنون مع دوائه جرائد وصورا لرجل عسكري قيل عنه الزعيم ومن النظرة الأولى افتتن آباؤنا بالزعيم ورأيناهم يخرجون بنادقهم من مخابئها في غير مناسباتهم المعهودة ... يهوسون ويطلقون النار في الهواء ابتهاجا بينما كانت أمهاتنا تهلهل ونحن نتصارخ من شدة الفرح ونتسابق لنجمع – الغلوف .. الظروف الفارغة .. لم يمر على هذه الأحداث وقت طويل حتى رأينا بأم أعيننا الخط العريض لقطار الزعيم يشق طريقه باتجاه قريتنا ليشطرها شطرين مكتسحا الأهوار الشاسعة بين الناصرية والبصرة مارا – بكوت حفيظ المرعب* – والذي لم نتصور إن أحدا سيصل اليه لنكتشف فيما بعد قرب ...الولاية التي كنا لا نصلها الا بمشقة فهي لا تبعد عنا الا بمقدار رمية الحجر .. فمن المحطة التي أنشئت لنا خصيصا وسميت باسم قريتنا .. محطة ال بو حمدان كانت المسافة التي تفصلنا عن السوق ليست سوى مسافة عشرة دقائق بقطار الزعيم .. وتعلمنا نستقل القطار...وعرفنا القطار الصاعد والقطار النازل فالقطار الصاعد هو المتجه الى بغداد اما النازل فهو الذي يشق طريقه باتجاه البصرة .. اما اهم اكتشافاتنا التي عرفناها وكانت موضع استياء لشياب و عجائز القرية؟!! اكتشافنا للمطعم السياحي في قطار الزعيم والذي كان يقدم الكباب و الكفتة والكريم جاب والى جانبها قناني كاملة من دوة حنون مع .. الزلاطة طبعا ولكم ان تتصوروا الاولاد بهيئتهم الريفية وهم ينادون على . نادل المطعم .. استاد .. استاد جيب .. كفتة ودوة حنون .. وجاجيك رجاءً ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا