الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إيّاك إيّاك أن تبتل بالماء

عثمان أيت مهدي

2013 / 9 / 1
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


لم أجد عنوانا يناسب هذا الوضع الذي يعيشه الشعب السوري من تقتيل وتشريد وتنكيل بالجثث ودكّ لمساكنه، من هذا القول الجميل:
ألقاه في اليمّ مكتوف اليدين وقال له: إيّاك إيّاك أن تبتل بالماء
لم تكن مظاهرات الشعب السوري السلمية قبل عامين ونيّف من أجل تدخل الجيش الأمريكي، ولا إيصال الوضع إلى ما هو عليه الآن. كانت المظاهرات طلبا لمزيد من الحريات السياسية، ورغبة في مشاركة أهل القرار في تحمل المسؤولية، وتشبثا بإرادة الحياة في ظل نظام عادل ونزيه.
لكن، هيهات للحلم أن يتحقق في ظل نظام متعفن، ظالم وشمولي، فقد قابل المسيرات بالرصاص الحيّ، والاعتقالات. حرام عليك يا شعبي العزيز السّير في الشوارع، حرام عليك المطالبة بالحقوق، لقد صنعتك بيدي ونفخت فيك الطاعة والاستكانة، وجعلتك لا ترى إلا ما أرى.
وبما أنّ النظام المستبد لا يفقه لغة الحوار، ولا يولي للشعب دورا في المعادلة السياسية، لم يبق للأشراف والمخلصين من هذا الوطن العزيز على جميع الشعوب العربية إلا الاختيار بين صعود الجبال أو العيش أبد الدهر بين الحفر، فكان الاختيار الأوّل على مضض "مكره أخاك لا بطل" لأنه يعرف ما ينجرّ على البلاد والعباد من ويلات ومآس، وهذا ما تعيشه سوريا اليوم.
لماذا التدخل الأجنبي في ظل الصمت العربي المخزي؟ عشرات الآلاف من القتلى، مئات الآلاف من الجرحى والمشردين، آلاف من المنازل والهياكل القاعدية التي دكت عن آخرها، اقتصاد منهار، بلد يحتضر، والنظام مصمم على البقاء ولو على جثث الشعب السوري.
ألا يستيقظ الضمير العالمي؟ أليس هناك بشر فوق هذه الأرض تتألم لما ترى، وتحزن لما يقع لشعب أعزل يريد أن يقول أريد الحرية لا غير؟ إذا كانت الشعوب العربية مقهورة، أو مصابة بشلل الوعي والإدراك، فإنّ الشعوب الغربية بمجتمعها المدني القويّ حيّة تتابع ما يقع على هذه الأرض وترفض الصمت خوفا من تأنيب الضمير.
لا بدّ من التدخل الأجنبي، لا بدّ من القوى الحيّة فوق هذه الأرض أن تثور ضد محاربة شعب بالغازات السامة والقنابل.
كيف لنظام رعديد جبان يسكت عن ضياع الجولان ولا يطلق رصاصة واحدة، ويقتل شعبه دون رحمة ولا شفقة؟ ألا ينطبق عليه قول الشاعر:
أســـد عليّ وفي الحروبِ نعامـــــــةٌ = = = فتخاء تنفرُ مـــن صفير الصافرِ
هلا خرجت إلى غزالةٍ في الضحى = = = أم كان قلبُك في جناحَي طائـرِ
إنّ مأساة الشعب السوري نتحمل وزرها جميعا، بالسكوت واللامبالاة، بالوقوف مع النظام الطاغية، وسيسجل التاريخ يوما أنّ الغرب المسيحي الصليبي كما يحلو لأنظمتنا تسميته لأنها تعلم أنّه عدوها في يوم من الأيام، هو منقذنا من براثن الأنظمة الجملكية والملكية والمتسترة وراء الديموقراطية.
عثمان أيت مهدي
01/09/2013








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Politics vs Religion - To Your Left: Palestine | فلسطين سياس


.. ماذا تريد الباطرونا من وراء تعديل مدونة الشغل؟ مداخلة إسماعي




.. الجزيرة ترصد مطالب متظاهرين مؤيدين لفلسطين في العاصمة البريط


.. آلاف المتظاهرين في مدريد يطالبون رئيس الوزراء الإسباني بمواص




.. اندلاع اشتباكات عنيفة بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين في تل