الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مظاهرات اليوم

رحمن خضير عباس

2013 / 9 / 1
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق



كان سقف المطالب لمظاهرات نهاية آب منخفضا " الغاء تقاعد النواب والرئاسات " ولو كان نواب الشعب يمتلكون حسا وطنيا ، لرفضوا الأمتيازات الممنوحة لهم ، من تلقاء انفسهم .ووفروا على الناس رفع شعار ينبغي ان يطالب به ممثلوه وذالك لأنّ امتيازاتهم الأسطورية لاتتناغم مع خط الفقر الذي يعانيه ابناء الشعب الذي يُفترض انه اختارهم ، لتمثيله ، لا لأستعباده وإستغلاله . قلت ان سقف المطالب كان منخفضا . لأنّ الواقع يقتضي ان نتظاهر لألف سبب وسبب . ومن اهم هذه الأسباب هو انهيار الأمن ، الذي تتحمله الحكومة والتي فشلت في ايقاف القتل اليومي مع انها استنزفت كل الموارد والميزانيات الخيالية . ومن المطالب هو الفساد الذي استشرى في مفاصل الحكومة واصبح كالسرطان الذي ينتشر دونما علاج ،فساد في الشأن العام والخاص ، يبدا من المعاملات الأدارية اليومية للمواطن الذي يجب ان يقدم الرشوة وتنتهي بعقود الأسلحة السيئة الصيت ،مرورا بالصفقات المشبوهة وتهريب الأموال والسيطرة على العقار،تلك الأفعال الشنيعة التي ازكمت الأنوف من خلال تورط اسماء لامعة في الحكومة اياها والتي تضيّق الخناق على المتظاهرين . ومن المطالب الملحة هي استفحال البطالة التي شهدت ارقاما مخيفة . حتى ان كثيرا من الخريجين قد - احتفلوا - بعيد ميلاد بطالبتهم العاشر ، دون أمل في الحصول على وظيفة . ومن المطالب انعدام الخدمات الاساسية مثل ازمة الكهرباء وازمة السكن وانتهاك حقوق الأنسان .. وغيرها من المطالب الملحة ولكن المتظاهرين ( وهم من شرفاء الوطن والغيارى عليه) فضلوا ان يطالبوا بالغاء ما يجب الغاءه . اعني الغاء رواتب تقاعدية لبرلمانيين لايستحقون ( ترس اذانهم دخن )كما يقول المثل ،هؤلاء الذين سيتحولون بمرور الزمن الى ما يشبه تنابلة الدولة العراقية الحديثة! .
31 آب انتج فريقين من العراقيين .
الفريق الأول هو :السلطة الفاسدة برئاساتها الثلاث ( رئاسة الوزراء ورئاسة مجلس النواب ورئاسة الجمهورية )، وبحاشيتها ومستشاريها ووعاظها وشرطتها وجيشها . تلك السلطة التي اثبتت فشلا واضحا في ادارة البلاد والعباد ، مشغولة بترفها وصراعاتها على المال والزعامة ونهب ما يمكن نهبه .
اما الفريق الثاني فهو : عموم الشعب المغلوب على امره والذي يكتوي وبشكل يومي بحدة الفقر وتنامي الأزمات . الشعب الذي اكتوى بحروب الأبادة اليومية ، من قتل وفتك وتنكيل وانفجارات ومفخخات وكواتم الصوت . شعب الجوع الأبدي والتضحيات اليومية . الشعب الذي صمتت اكثريته بوجه الفريق الأول . لكن هذا الشعب لايمكن ان يتحمل الى ما لانهاية .
لو كانت السلطة تمتلك الحد الأدنى من الوطنية لباركت لهذا التظاهر السلمي وشجعته ، باعتبار ان هاجس المتظاهرين كان الحرص على الوطن ، وتقويم اخطاء الدستور والساسة . ولقد نسيت هذه السلطة انها جاءت بعملية ( ديمقراطية ! ) اساسها انتخاب الشعب لها ، وانها مدينة لهذا الشعب بكل هذه الأمتيازات التي لاتستحقها . لذالك كان رد فعلها انها ضيقت الطرق على المتظاهرين ومنعتهم وانذرتهم ، وحينما وجدت ان كل اساليبها لم تمنع ابناء هذا الشعب من التظاهر كشرت عن انيابها الحقيقية . مستخدمة الجيش والشرطة في قمع التظاهر . كما انها استخدمت كل ادوات العنف ضد هؤلاء المتظاهرين العزّل ، والذين صرخوا باعلى صوتهم لأيقاف الأنهيار .
لقد انتصر المالكي والنجيفي على القوى الوطنية ومنظمات المجتمع المدني . ولكن معركة الحق مازالت قائمة . وان النصر في النهاية سيكون لأبناء هذا الشعب .
لقد كان سقف المطالب في 31 آب ليس عاليا . ومع ذالك كان رد الحكومة بهذه الوحشية . لذا على الشعب ان يرفع في مناسبات قادمة من سقف مطالبه ، حتى وان تطلب الأمر لسحب الثقة من مجلس النواب وسحب الثقة من هذه الحكومة التي خانت مباديء الديمقراطية ، حينما لجأت الى مواجهة جماهيرها بالعنف .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -