الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وجهة نظر من مناضل يساريّ جبهويّ وطنيّ تمكّن من أن يقي نفسه من بلوى التقاطب

مصطفى القلعي

2013 / 9 / 1
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


هناك حلقة مفقودة في المشهد السياسيّ والاجتماعيّ التونسيّ اليوم 1 سبتمبر/ أيلول 2013، هي حلقة السياسيّين المحاورين. في تونس، اليوم، السياسيّون البراغماتيّون والسياسيّون المناضلون والسياسيّون الانتهازيّون والسياسيّون المستبدّون. وهؤلاء جميعا يخدمون أنفسهم وأحزابهم ومرجعيّاتهم وإيديولوجيّاتهم. ولكن أين السياسيّون المحاورون الذين يثق فيهم الجميع؟ لو قبلت النهضة حلّ الحكومة فإنّ خطاب تشكيل حكومة جديدة دون مشاركتها أمر غير مقبول وغير معقول. بلا شعبويّة وقصر نظر وثورجيّة فارغة. لابدّ من التعامل مع المرحلة بحذر شديد دون مزيد تكريس الإقصاء والاستئصال أو حتى الإيحاء به.على المعارضة، وأنا منها، أن تكون على وعي بأنّ الحلّ في الوحدة الوطنيّة وليس في إقصاء طرف واستبداله بآخر.
لا يمكن لحركة النهضة أن تقبل بمنطق "اتركوا لنا السلطة نتصرّف فيها ونعيّن فيها من نشاء لأنّكم فاشلون." فلكأنّك تقول للنهضة: "اذهبي إلى الغرق بمحض إرادتك إكراما لنا"! لابدّ من منطق آخر مثل : "لابدّ من التفكير معا في حكومة جديدة تتجاوز الأخطاء وتحمي تونس وتنقذها بعد أن تقرّ بفشلها وبأخطائها" نعم، حكومة كفاءات وطنيّة أو حكومة إنقاذ يشترك الجميع في تشكيلها. أعتقد أنّ هذا هو المنطق الأصوب. أمّا أن نقول للنهضة: أنتم فشلتم والزموا بيوتكم واتركوا لنا السلطة ونحن سنواصل الحكم لأنّنا وطنيّون أكثر منكم" ف كأنّك تقول لها: "اشتمي نفسك، يا نهضة، وأهينيها. ثمّ اخجلي من نفسك والزمي بيتك لا تغادريه أبدا حتى يأتي الحساب"! لن تقبل حركة النهضة هذا بقطع النظر عن وجاهته. ولن يساهم هذا السلوك السياسيّ في إنقاذ تونس.
إنّ ما يحدث الآن هو تقاطب حادّ لن يحلّ الأزمة ولن يخدم تونس. علينا، نحن المعارضين، أن نجسّد وطنيّتنا في مواقفنا ورؤانا وقراءتنا للواقع لا في شعاراتنا فقط. هنا يأتي دور المحاورين الملمّين العارفين فهم وحدهم القادرون على أن يقولوا كلّ هذا وأن ينفّذوه سياسيّا بلغة أخرى تغلب عليها الحكمة والرصانة والديبلوماسيّة والمعرفة. أين محاورو الجبهة؟ هل هناك فريق محاور يعمل، ولو في السرّ الآن، ويعدّ خططه ومشاريعه وأفكاره واستراتيجيّاته ويدرس الخصم ويستعدّ لمحاورته؟ هذا الدور لا يمكن أن تقوم به القيادات الحزبيّة والسياسيّة، أرجو المعذرة. هذه مؤسّسة/ حلقة مفقودة في هيكلة الجبهة الشعبيّة.
شكرا لكم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو: الكوفية الفلسطينية تتحول لرمز دولي للتضامن مع المدنيي


.. مراسلنا يكشف تفاصيل المرحلة الرابعة من تصعيد الحوثيين ضد الس




.. تصاعد حدة الاشتباكات على طول خط الجبهة بين القوات الأوكرانية


.. برز ما ورد في الصحف والمواقع العالمية بشأن الحرب الإسرائيلية




.. غارات إسرائيلية على حي الجنينة في مدينة رفح