الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الثورة السورية والمنعطف التاريخي
جميل حنا
2013 / 9 / 1الثورات والانتفاضات الجماهيرية
الهجوم الكيميائي في صبيحة الحادي والعشرون من آب على غوطة دمشق شكل احدى اخطر المنعطفات على مسار الثورة منذ إنطلاقتها قبل عامين ونصف تقريبا.الشعب السوري تعرض إلى ابشع عملية إجرامية ترتكبها السلطة الاستبدادية في سلسلة جرائمه الفظيعة التي ترتكب أمام أعين جميع البشرية. ولكن الصمت المخزي خيم على مواقف القوى الدولية الكبرى على مدى عامين ونصف.ومواقف الشعوب قاطبة لم تكن أحسن حال من مواقف بلدانها بالنسبة لقضية يفترض ان تكون هامة في حياة هذه الشعوب.حيث يتعرض الشعب السوري إلى ابشع مجازر الإبادة وتدمير ممنهج للبلد.الجرائم الفظيعة التي طبقت بحق السوريين هي جرائم بحق الإنسانية جمعاء,وهي تعد أكبر إهانة للكرامة الإنسانية ليس للسوريين فقط بل لكل البشر على سطح الكرة الأرضية.ونظام الطاغية بشار الأسد قد أستخدم السلاح الكيميائي حسب التأكيدات البريطانية أربعة عشره مرة والأمريكية أحدى عشره مرة وحسب المعارضة السورية والوقائع على الأرض قد أستخدم هذا السلاح المحرم دوليا في أكثر من خمسة وعشرون موقعا منذ إندلاع الثورة السورية قبل عامين ونصف.إذا لم تكن هذه المرة الأولى الذي استخدم فيها السلاح الكيميائي لإبادة المواطنين بدون أن يكون هناك أي رادع أو موقف جدي من قبل المؤسسات الدولية وخاصة الدول الكبرى صاحبة القرارات السياسية المؤثرة في العالم.هذه المواقف السياسية اللامبالية لمأساة الشعب السوري والتصاريح الصادرة عن زعماء هذه الدول كانت بمثابة ضوء أخضر لسلطة الاستبداد لإرتكاب مزيدا من جرائم القتل وتدمير سوريا.هذه القوى العالمية قاطبة تتحمل المسؤولية عما آلت إليه الأوضاع من مأساة وكارثة فظيعة على الشعب السوري.لأن هذه القوى جميعا بغض النظر عما تطلق على نفسها من تسميات أصدقاء أو حلفاء أو أشقاء الشعب السوري أو ما شابه ذلك رأت في تدمير سوريا وشعبها ما يخدم مصالحها على المدى القريب والبعيد.وهذه القوى لن تتحرك إلا بما يخدم مصالحها العسكرية والسياسية والإقتصادية.واليوم تلوح في الأفق أحتمال ضربة تأديبية أو عقابية لرأس سلطة الاستبداد وذلك بتوجيه بعض الضربات المحددة لمواقع عسكرية وأمنية وأستهداف السلاح الكيميائي او"ضربة تجميلية"وربما بالأتفاق التام مع النظام لإخلاء هذه المواقع من ترسانتها العسكرية. السؤال الذي يطرح نفسه هل بشار الأسد تلميذ مدرسة وخالف قواعد النظام المدرسي ولذلك لا بد من فركة أذن وكف وعفا الله عما مضى.أليس المسؤولية الأخلاقية والقانون الدولي وحقوق الإنسان تستدعي تصنيف هذا الرجل في عداد الطغاة السفاحين, ولذلك لا بد من تخليص الشعب السوري منه.أم أن هدف هذه الدول هو منح الطاغية مزيدا من الفرص لقتل المزيد وأرتكاب المزيد من المجازر بمختلف أنواع الأسلحة بأستثناء السلاح الكيميائي أوعلى أن تكون جرعات السلاح الكيميائي محدودة بأن لا تقتل أكثر من ألف شخص في كل موقع.الحقيقية أنه عار لكل من يهين بالقيم الإنسانية والقوانين الدولية لهذه الدرجة من الإستخفاف بها.
الشعب السوري على مدى عامين أختبر مواقف قادة بلدان العالم وكافة هذه التصاريح لم تكن سوى تصاريح جوفاء بل بمثابة الضوء الأخضر لنظام الاستبداد على كيفية وطرق المسموح بها إبادة الشعب السوري وتدمير وطنه.
ولو أفترضنا جدلا بأن أمريكا ستقوم بإطلاق بعض الصواريخ على بعض المواقع بدون حسم الأمور,ووضع حد لإنهاء سلطة الاستبداد التي تمارس أفظع الجرائم بحق الشعب السوري وبحق البشرية-;- والتي تهدد أمن المنطقة والسلم العالمي على حد سواء.ألا يعد هذا تشجيعا للسير قدما لإرتكاب مزيد من المجازر وفق ضوابط محددة لكي لا تخدش المشاعر الإنسانية إن وجدت لدى قادة الدول التي تهدد بالضربة العسكرية.
في حال قيام أمريكا بضربه رمزية لا تحدث تغييرا جذريا على الساحة العسكرية والسياسية سيكون هذا بمثابة ضربة لإرادة الشعب السوري وثورته المحقة من أجل الحرية والكرامة.لأن هذه الضربة الغير الحاسمة ستنعكس بشكل كارثي على مواقف القوى الوطنية السورية المعارضة لسلطة الاستبداد.
ولكن في حال قيام الضربة العسكرية المحددوة هل سيقوم بشار الأسد بالهجوم بالصواريخ الأستراتيجية والسلاح الكيميائي على إسرائيل أم هذه الأسلحة مخصصة للإستعمال الداخلي ضد الشعب السوري كما يحدث منذ أكثر من عامين. وهل سيقوم الطيارون السوريون بعمليات كاميكاز ضدالبوارج والمدمرات الحربية وحاملات الطائرات الأمريكية الراسية قبال السواحل السورية.
وهل ستقوم إيران بمسح إسرائيل من خارطة الكون,وهل سيقوم حزب الله بتحرير القدس وتدمير إسرائيل بعشرات الآلاف من الصوراريخ المخزونة في ترسانت سلاحه .كل هذه التسائلات برسم الإجابة عليها من قبل كل هؤلاء إن حدثت الضربة العسكرية.
الشعب السوري يحارب على جبهات عديدة داخلية وأشرس هذه الجبهات هي العمليات العسكرية والعمل السياسي من أجل إسقاط نظام الاستبداد.كما يتم مواجهة المنظمات الإرهابية التي تصب كافة أعمالها الإجرامية في خدمة النظام وتسيء إلى الأهداف الإنسانية النبيلة التي من أجلها أنطلقت ثورة الشعب السوري.كما يخوض الشعب السوري معركة شرسة ضد القوى الغازية الإيرانية وتوابعها من حزب الله وميليشيات شيعية عراقية وباكستانية وأفغانستانية ويمنية وغيرهم من المرتزقة.وقوى الثورة والمعارضة السورية ممثلة بالائتيلاف الوطني يقوم بجهد دبلوماسي وسياسي لإقناع العالم بدعم ومساندة الشعب السوري ومطالبه المحقة في الحرية والكرامة.
والمعارضة السورية تبذل جهودا مختلفة عبر وسائل الاعلام العالمية لإقناع الرأي العام العالمي أن ما يحصل في سوريا هو ثورة شعب على نظام استبدادي يريد الحرية والكرامة الإنسانية وليس قتال بين مجموعات إرهابية والنظام.صورمئات الأطفال السوريين الذين أبيدوا بالسلاح الكيميائي لم تحرك المشاعر الإنسانية لدى الرأي العام العالمي إلا على نطاق محدود جدا.لأن هذه المأساة صورة على أساس أنها نتيجة صراع مصالح بين القوى العالمية وبين نظام ومنظمات إرهابية وأفرغت القضية الأساسية وتلك الصور الفظيعة من مضمونها الإنساني وجردة من كافة الحقائق الموضوعية لأن ما يحصل هونتيجة طبيعية لما يمارسه نظام الاستبداد ضد الشعب الأعزل من النساء والأطفال.لأن هذا النظام المجرم لم يقدم أحد من القوى العالمية على ردعه من ممارسة مجازر الإبادة ضد الشعب السوري.
2013-09-01
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. تصريح الأمين العام عقب المجلس الوطني الثاني لحزب النهج الديم
.. رسالة بيرني ساندرز لمعارضي هاريس بسبب موقفها حول غزة
.. نقاش فلسفي حول فيلم المعطي The Giver - نور شبيطة.
.. ندوة تحت عنوان: اليسار ومهام المرحلة
.. كلمة الأمين العام لحزب النهج الديمقراطي العمالي الرفيق جمال