الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحلقة الحادية و الخمسون من ثورة 14 تموز

وصفي أحمد

2013 / 9 / 1
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


السادة يتقلص دورهم بعد 1941
كما ذكرنا قبلاً , فإن رشيد عالي كان واحداً من عدد ضئيل جداً من السادة أو افراد العائلات القديمة أو المهمة اشترك في حركة 1941 . ولكن , كان من هؤلاء القلائل اثنان من الحلقة الخمسون من ثورة 14 تموز
رشيد عالي يربط مصيره بياسين الهاشمي
منذ سنة 1930 ولست سنوات تالية , ربط رشيد عالي مصيره بياسين الهاشمي , وعمل الاثنان على نشر أشرعتهما باتجاه الريح الشعبية .
وبعد سنة 1933 , عندما أصبحت البلاد فريسة للخلافات الاضطرابات بعد فقدانها لسلطة الملك فيصل الكابحة , برز خط رشيد عالي المغامر إلى الواجهة . وهذا ما دفعه سنة 1935 , إلى جانب حبه المطلق للمنصب , ( انجر باكياً ) ذات مرة لأن أصدقائه شطبوا أسمه من الوزارة , وهذا ما دفعه وهو خارج السلطة إلى وسائل جديدة وأكثر نشاطاً للحصول على الحكم . وبتشجيع من ياسين الهاشمي , خطط رشيد عالي لهيجان بين مشايخ الفرات الأوسط , ومن خلال هؤلاء , نجح الاثنان في الاطاحة بوزارتين منافستين بتتابع سريع , وحصلا على الحكم لصالح ياسين الهاشمي نفسه . وبعد سقوطه وسقوط ياسين الهاشمي سنة 1936 , والقضاء على بكر صدقي سنة 1937 , نقل الكيلاني اهتمامه من العشائر إلى الجيش . فقام أولاً برعاية ولاء جناح عسكري يقوده اللواء حسين فوزي , رئيس الأركان , ولكن عندما ظهر سنة 1940 أن هذا الجناح كان صغيراً جداً , تسلل رشيد عالي إلى دائرة عطف (( العقداء الأربعة )) . وبالسياسات نفسها التي كسب بها دعمهم له لرئاسة الوزارة في تلك السنة – أي الموقف المحايد من الحرب العالمية الثانية والتفسير الحرفي الدقيق للامتيازات التي يتمتع بها الانجليز بموجب معاهدة 1930 ومحافظته على الاتصالات السرية مع قوى المحور – استثار مطالبة الحكومة البريطانية بطرده , وهو ما دفعه أكثر فأكثر إلى احضان العقداء الأربعة , وهنالك احتمال كبير بأنه كان العامل الكامن وراء تبنيه انقلابهم في سنة 1941 , ولكن من الممكن أيضاً تفسير هذا التبني من خلال بعض مظاهر شخصيته وتاريخه الذي ذكرناه .
ومن المؤكد أن رشيد عالي كان قد خرج منتصراً في كل معاركه في لعبة السلطة , ولكن ارتباطه بالعقداء الأربعة ربطه بقضية خاسرة , على المدى القصير على الأقل . ووصلت سيرته المهنية في العراق إلى نهايتها .
وصفي السامرائي

رؤساء الوزارات السابقين , هما ناجي السويدي وناجي شوكت .
وعلى النقيض من هذا فإن معظم الضباط الشريفيين السابقين وقفوا من دون لبس إلى جانب القوة البريطانية والوصي عبد الاله . وهذا ما ضمن لهم الفوز في صراعهم الطويل الأمد مع أفراد العائلات القديمة , وجعل من الممكن أخيراً صعود واحد منهم , هو نوري السعيد , إلى موقع نفوذ لا يساويه فيه أحد إلا الوصي الذي كان عليه ومنذ نهاية الاحتلال البريطاني الثاني في سنة 1946 وما بعد , ان يقتسم معه السيطرة المطلقة على آلة الدولة , وأن لم تكن الشراكة بينهما سهلة .
ونتيجة لهذا كله , تقلص دور السادة في الحكم بعد سنة 1941 . بعد أن كانت حصتهم من التعيينات لرئاسة الوزارة قد بلغت النسبة العالية التي تصل إلى 2, 69 % في ظل الانتداب , وانخفضت هذه الحصة إلى 5 و 37 % بين عام سنتي 1936 و 1941 , ثم إلى 10 % في العقد الأخير من العهد الملكي .
ولكن , كانت هناك أسباب أخرى , أكثر عمقاً , لهذا التراجع في الوزن الحكومي للسادة . فكل موقعهم الاجتماعي كان آخذاً في الانحطاط . وكانت الأفكار التقليدية , الأساسية جداً لمصالحهم , قد فقدت الكثير من سيطرتها على عقول الناس , وبناء هيكل الدولة , ونمو الجيش ( الذي كبح مؤقتاً في الأربعينيات ) , وانتشار التعليم الحديث , وظهور الصناعة النفطية , و التزايد السريع في عائدات النفط , وتوسع علاقات العراق بالعالم الخارجي , أوجد قوى جديدة , وأراء جديدة , ومناخاً نفسياً جديداً . وانخفضت القيمة الاجتماعية للنشاطات القديمة للكثير من عائلات السادة .
وصفي السامرائي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. VODCAST الميادين | حمة الهمامي - الأمين العام لحزب العمال ال


.. غريتا ثونبرغ تنضم إلى آلاف المتظاهرين لأجل المناخ في هلسنكي




.. نيران تأتي على البرلمان الكيني إثر اقتحامه من آلاف المحتجين


.. ماكرون: -برنامج اليمين واليسار سيؤديان الى حرب أهلية في فرنس




.. جون أفريك: -تحقيق حول الأصول الجزائرية لجوردان بارديلا- زعيم