الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بطاقة تخصني وتتعلق بما أنا علية

ماجد المذحجي

2005 / 5 / 19
الادب والفن


لم يكن ينتبه لي احد ...
وليس لدي أصدقاء سوى أولئك الذين اضطر إلى إخفائهم عن أبي ولا املك سوى الكثير من الادعاء والحزن والحضور المبهرج...........
مُتعب لان لوني غامق، وجيوبي فارغة إلا من علب السجائر ومفاتيح حجرتي الباردة وصندوق البريد.....
أزجي الوقت بإحصاء خيبتي، وعد النساء اللواتي مررن على لحمي،وأيضاً بتناول أقداح من النبيذ تشارف على الانتهاء دوماً......
اكتب حين لا أجد ما افعل وحين اشعر بالملل ولا أجد تسلية مناسبة أفتش في محافظ أصدقائي عن صور حبيباتهم كي اشعر بالحسد.....
لا أقراء إلا حين اكتشف إنني لا املك نقوداً تكفي للخروج من حجرتي ولا استحم إلا حين يكون الماء ساخن وابدأ بالحكة.......
احلق ذقني كل ثلاثة أيام بانتظام ولا أحب وسائل النقل العامة.....
أحب سائقي التاكسي الداخلين تماماً في شهوة التهيوء ، والذين يستطيعون سرد التفاصيل الدقيقة عن نساء يجلسن دوماً في المقعد الخلفي ويصلن إلى المكان المطلوب دون تعريفة إضافية....
في المطاعم والحانات تعودت على الجلوس إلى طاولات لا يتكاثر عليهن الضوء ويكون الموقع ملائماً لمشاهدة المكان ولكي يهملني النادل ويجعلني أحظى دوماً بفرصة تناول الطعام بيديّ وإطفاء السجائر في الكأس......
أحب الذهاب إلى السينما وحيداً وإخفاء القليل من المشروب في جيب معطفي والتدخين حين يغيب المراقب عن صالة العرض متجاهلاً احتجاجات المشاهدين التي تؤدي إلى طردي في منتصف الفيلم دوماً.
لا أفكر كثيراً بالله أو بالموت.. فانا اشعر دوماً إنني مسقط من حسابهم تماماً وأدرك تماماً أن موتي لن يكون بأكثر من صدفة غير متوقعة وغير مرغوب بها.سيفاجئ (عزرائيل) تماماً حين يجدني متعلقاً به على غفلة وأنني ارتجف من البرد لأنني لم احظر ملابس كافية للصعود إلى السماء.
أفكر فقط بكيفية تجاوز مسألة موتي مصادفةً، ربما أقدم حيينها على موت احتفالي مناسب لتدمير سخافة الموت مصادفةً ومنسياً.لن يحتاج الأمر للكثير من الشجاعة كما أتوقع،فقط الإفراط قليلاً في الشرب واستحضار كل الأمور المخزية والمحزنة التي مررت بها في حياتي المتعجلة،وتسليم جسدي لأول سيارة فاخرةً-حصراً-تمر في الاوتستراد السريع.
لست متعلقاً بوهم أن أصير شيئاً مهماً .. وإذا حصل ذلك مصادفةً أيضاً – ككل الأشياء التي أحظى بها – سأستمتع بشده .. لأن هذا يعني امتلاء محفظتي بأوراق البنكنوت والحصول على سيارة جيده وارتداء ملابس أنيقة وعدم الارتباك أمام مسألة سداد فاتورة الموبايل الشهرية. سأتمكن أيضاً من إدخال خط انترنيت إلى منزلي ودعوة الأخريين بجراءة للسهر على حسابي أينما يشاءون...
أتورط كثيراً بمشاكل تتعلق بالنميمة .. ولا أصحو إلا ورأسي مليء بالصداع...
لا امتلك صوراً تخصني وأخاف كثيراً من فكرة نشر ترهلي في كتاب يقراءه الجميع. ارتدي ملابسي نظيفة ومكوية ولا اتركها إلا وقد أصبحت ياقتي وسخة وقميصي مليء ببقايا الطعام الرديء.
أحرج تماماً حين اجلب صديق لا يستطيع التحدث بأناقة إلى موعد مع احد ما أحبه .. وأحب صورة ( جيفارا ) كثيراً وأعلقها دوماً بجانب صورة ( أليسا )....
لا اتصل بأهلي إلا حين أصبح مفلساً ولا عمل لدي ، وأتبادل - حينها - مع ( أمي )الكثير من عبارات المحبة والأشواق والاعتذار لكي ابرر حاجتي للمال ....
اشعر بالقرف لأني مُهمل و لا رغبة لي بتغيير ذلك ، وأحب امرأة لا تحمل أدنى رغبة بتذكري أو الاتصال بي......








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لقاء خاص مع الفنان حسن الرداد عن الفن والحياة في كلمة أخيرة


.. كلمة أخيرة -درس من نور الشريف لـ حسن الرداد.. وحكاية أول لقا




.. كلمة أخيرة -فادي ابن حسن الرداد غير حياته، ومطلع عين إيمي سم


.. إبراهيم السمان يخوض أولى بطولاته المطلقة بـ فيلم مخ فى التلا




.. VODCAST الميادين | أحمد قعبور - فنان لبناني | 2024-05-07