الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اسعدت مساءا يا عقـيـل

عباس الحسيني
شاعر ومترجم وكاتب معرفي

(Abbas Alhusainy)

2005 / 5 / 19
الادب والفن






بكل ادب القلب وكياسة السلوك ،
ينمذج الدم ترنيمة محمود درويش

" ما أضييق الارض التي لا ارض فيها للرحيل الى احد "

كانه سـحر المرايا وهي تخاصم دم الضحية ،
المرايا تكذب وتنافق دوما ،
وبصمت مفضوح وان تجاذبت وشابهت خصالها البلاد ،
غير ان الرحيل الى قبس الرؤية ، هو غير التنصل عن حنين الارض ،
وهكذا تكون الجدلية ابدية ، إنها ميثولوجيا التطهير ، على ارضية المغايرة ، وكل العوامل صادقة ، إلا مملكة الشاعر ، فقد كان البيوريتانيون القدامى يبقون على جثة الشاعر لاطول وقت ممكن ، حتى يشاع ان روحه ولربما تتشبث بروح شاعر اخر ، وكانهم لا يريدون للارض ان تخلو من الشعراء ،

فكيف يموت الشاعر إذن ؟
واقصد الممات المادي ، او البايولوجي ،
وان كان الشعراء هم الاقرب في زوايا الذاكرة الجمعية لكل تعريجة خيال ،
او فضوة تحليق .
ولماذا يموت عقيل علي ، هذه الميتــــه العجلى ؟

ودونما ادنى اخطار ولو بسيط ومهذب من السيد الموت واسياده ....

انا سعيد لميتته هذه تماما ، وإن كنت بكيته وبكيت العراق فيه وعليه وعلى الجواهري والبياتي وغيرهم من قبل ،

إنه الموت الشتيمة
انه الموت المشيمة
انه الموت الخروج
إنه الموت الولـوج
انه الموت التمرد
انه الموت التـفــرد
انه الموت الارادة
انه الموت الاعادة
انه الموت التفـــكر
انه الموت التصحر
انه الموت التموسق
انه الموت التألــــق
انه الموت التشييء
انه الموت التجــرؤ
انه الموت التأصل
انه الموت التأمل
انه الموت التأكــد
انه الموت الـتعــود



انا متأكد تماما من أن عقيلا ، ذهب وهو يحمل قلم رصاص وورق مسودة اسمر ، لا بل مدمــى ومترب تماما ، وقبالة الرب سيبتسم عقيل بمكر ،

- إلهي ؟
ها أنت اخيرا امامي ،
وبعد
سيكون حوار عقيل اخاذا مع إلهه ،
هذا ان سمح له باقامة ندوة فكرية عاجلة ،
وسيقدمه للحضور متقاعدون عن الموت والحياة والقصائد معا ،
وهناك سيحلو لعقيل ٍ ان يبتدأ متى شاء ، وان ينتهي حيثما اراد ،
وان يقتبس لإبن رشد او شكسبير ، للمعري أم لكزار حنتوش ،
فهناك ولا اعلم اين يكمن الــ - هناك - هذا ....

ديقراطية طيبة الشمائل ، واحزاب بلورية ونساء عاجية ، وخمرة لا مذهبية ولا تأدلجية ، ولكن كل الناس هناك برجوازيون واثــرياء لطول مناهم وسباتهم ،
فمن سيسمع عقيلا إذن ؟؟

مسكين يا عقيل ، حتى الجنة ابوابها باتت انتخابية شعوبية
كالشوارع التي اقامت عليك حد الشرع
وحرمتك الدواء وطعام الجمعة والاثنين .

مسكين يا عقيل ،
وانت تتقدم بمشروع انتاجي إنسامي المطامح ، للرب وبكلفة قصيدة ورائحة خبز زهيد ....

مسكين
من دلك على هذا اليقال ؟
من اورث الوعي فيك وسهم السؤال ؟

الان ادرك انك تمثل الرقم الصعب في الاقصاد الجديد
وتمثل جل الكبائر في الفقه المحدث الذبح والذباحة
وتمثل الاحراج للكتل البرلمانية
وتمثل الفضيحة والعار والشنار في تجاويف القبيلة
وهكذا ساتكرك واتخلى عنك ، هنا ، حتما ، وعاجلا
، لان الرقيب الجديد وعدني بوظيفة نظيفة سرمدية أطل منها على مخزون البلاد والعباد
دونما مربد يشتم الشعراء ، ولا وجود لمنفى بغيض السرائــر

وساتركك مع سورة الفاتحة الخاتمة ، لـتهنأ ،
مع ما قاله الماغوط للسياب :

" تمسك بموتك أيها الغبي ،
مالذي تريده من هذه الدنيا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل