الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحجاج بن يوسف .. ونحن !!

الصديق بودوارة

2013 / 9 / 2
مواضيع وابحاث سياسية



(1)
أكثر من خمسين عاماً مضت على هحرة الرسول الكريم ، والدولة الأموية تترنح هنا وهناك ، توشك على السقوط ، لكن يد دكتاتور حديدي كان يدعى " الحجاج بن يوسف الثقفي" تمتد إليها لتمنعها من التمرغ في التراب والفوضى معاً .
(2)
كانت الدولة تترنح ، وكان الناس في حرج ، وكانت الشوارع في فوضى ، وكان اللصوص ينهشون لحم الوطن ، وكان الوطن نهباً لكل من هب ودب ، وكان كل من هب ودب يشرب من ماء حيوية الوطن ، ولم يكن يرتوي احد !!
(3)
كانت الدولة تلفظ أنفاسها الأخيرة ، وكان المتربصون بها كثر ، وكان الناس قد ألفوا الفوضى والضجيج ، وكان منهم من استفاد من ضعف الدولة ليصبح قوياً ، ومن فقرها المدقع لينعم بالثراء باختصار ، وكانت الحرية قد ملأت صدور الناس بالاستبداد ، فتغولوا على الدولة والقانون ، وكان شوارع بغداد ودمشق قد امتلأت بالناشطين السياسيين والمحليين الاستراتيجيين والمفكرين بغير فكر ، والمتحذلقين بلا حكمة . باختصار أيها السادة ، كان كل ما هناك ينذر بالكارثة ، لكن "عبد الملك بن مروان " ينقذ الموقف في آخر لحظة .
(4)
لقد نثر الرجل الحكيم كنانته ، فوجد فيها سهماً رمى به أهل العراق ، وكان العراق بالذات مصدراً للاضطراب والفوضى ، ومنبعاً للخلاف والممانعة ، ومنجماً لا ينضب للفتن والضجيج .
(5)
إن "عبد الملك" يرمي أهل العراق بطاغية ، وهل يوجد ما هو أفضل من طاغية لترمي به الطغاة ؟
(6)
يرمي "عبد الملك" أهل العراق "بالحجاج بن يوسف الثقفي"، ويصل هذا الأخير إلى الكوفة مدججاً بالصمت والصرامة والقسوة ، ويتجاهل عن عمد مؤسسات حقوق الإنسان ،ويدوس برجليه الواثقتين منظمات المجتمع المدني ، ربما لأنه أدرك أن الفوضى لا تعالج بالأمنيات الطيبة ، وأن الضجيج لا يمكن إسكاته بالأغاني الحالمات .
(7)
يصل الحجاج ، ويخطب على منبر الكوفة تلك الخطبة التي سجلها تاريخ الطغاة بأحرف من ذهب ، ويصيح بمن أرادوا أن يهدموا بنيان الدولة ليشيدوا مبانيهم الخاصة : (( إني أرى رؤوساً قد أينعت وحان قطافها )) ، ويقطف الحجاج رؤوس معارضيه كي يبقى على راس الدولة ، والى هذه اللحظة لازال التاريخ يعتبر الحجاج بن يوسف طاغية عصره ،دون أن يلتفت ولو للحظة واحد إلى الطغاة الحقيقيين الذين استحقوا أن يرميهم الدهر بطاغية من طينتهم ، ليسكت ضجيجهم المهلك ، وليعيد الأمور إلى نصابها ، بعد أن كانت الدولة تترنح ، وكان الناس في حرج ، وكانت الشوارع في فوضى ، وكان اللصوص ينهشون لحم الوطن ، وكان الوطن نهباً لكل من هب ودب ، وكان كل من هب ودب يشرب من ماء حيوية الوطن ، ولم يكن يرتوي أحد !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ينتزع الحراك الطلابي عبر العالم -إرادة سياسية- لوقف الحرب


.. دمر المنازل واقتلع ما بطريقه.. فيديو يُظهر إعصارًا هائلًا يض




.. عين بوتين على خاركيف وسومي .. فكيف انهارت الجبهة الشرقية لأو


.. إسرائيل.. تسريبات عن خطة نتنياهو بشأن مستقبل القطاع |#غرفة_ا




.. قطر.. البنتاغون ينقل مسيرات ومقاتلات إلى قاعدة العديد |#غرفة