الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إلى أعضاء لجنة الخمسين

داود روفائيل خشبة

2013 / 9 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


إلى أعضاء لجنة الخمسين
داود روفائيل خشبة

السيدات والسادة أعضاء لجنة الخمسين
تحية صادقة
هذه الرسالة تحمل إليكم أمنيات مواطن فرد لا يدعى علما ولا خبرة ولا صلاحية خاصة لإسداء نصح إليكم أو إلقاء ضوء على ما أنتم بصدده، إنما هو يفصح فقط عن بعض ما يرجوه ويتمناه لهذا الوطن الذى عانى ولا يزال يعانى الكثير، ويفصح عن مخاوف من بعض ما قد يتهدد عملكم الذى نعلق عليه آمالنا.
إننى أثق بأن أكثركم هم من الوعى والإخلاص وسعة الفكر وغزارة المعرفة ما يوحى لى ولكثير من المواطنين بقدر كبير من الاطمئنان، لكنى أصارحكم بأنى أرتاب فى أن بعض من ضـُمّ إلى لجنتكم قد يكون عامل فرقة وتعويق، والأمر لا يحتمل الإلغاز ولا التستر والإخفاء، ولن ألجأ لشىء من هذا، بل سأسمى الأشياء بأسمائها.
إن ما أرجوه وأتمناه وأوقن أن الكثيرين يرجونه ويتمنونه معى هو أن نصل إلى دستور لدولة مدنية تهيّئ لبلدنا أن يتقدم نحو مجتمع تتحقق فيه الحرية والحياة الكريمة لجميع المواطنين، لكنى أخشى من أن من انضموا للجنة بزعم تمثيل "التيار الإسلامى" سيسعون للمطالبة بما يتناقض جذريّا مع شروط وأركان المجتمع المدنى التقدمى — فهل تتركونهم يربكون عملكم ويضعون العراقيل أمام غايتكم؟
إننى لا أفهم ما معنى وجود ممثلين للتيار الإسلامى إلى جانب وجود ممثلين للأزهر وكأن الأزهر يمثل غير الإسلام والمسلمين. إن ممثلى الأزهر وممثلى الكنائس، ولو أنى كنت أتمنى ألا تشارك المؤسسات الدينية فى اللجنة بصفتها هذه، يُفترض أن يعملوا على أن تكون فى الدستور ضمانات لإعلاء وتوكيد القيم الإنسانية الرفيعة، وهذا ما نرجوه كلنا وما أثق أن أكثركم يرجونه. لكن ممثلى ما سمى بالتيار الإسلامى لا ينصبّ اهتمامهم على المبادئ والمثل العامة التى أجمع عليها كل عقلاء البشر، بل هم يصرون على أن يفرضوا على المجتع فكرا محدودا خاصّا بجماعتهم وقيما وممارسات خاصة بهم وتناقض كل ما بلغته الإنسانية فى سعيها للاستنارة والتقدم.
إن مشروع الدستور الذى وضع بين أيديكم لتعملوا انطلاقا منه ينطوى على عيوب وعلى مزالق شديدة الخطر، وأخطرها تلك المادة الخبيثة التى تجعل من كل تأويلات ونخريجات عهود الظلام مراجع معتمدة لتفسير "مبادئ الشريعة"، فى تعارض صارخ مع تفسير المحكمة الدستورية العليا لـ "مبادئ الشريعة".
وهناك فىى المشروع المقدم لكم مواد تمادت فى تقييد الحقوق والحريات بما يحدده القانون مما يتيح لأى سلطة مستبدة أن تفرغ مواد الحقوق والحريات من مضمونها.
هذا أهم ما يشغلنى، ولتسمحوا لى بعد هذا أن أشير إلى بعض ما أتمناه فى الدستور الذى تعملون على صياغته:
أريد أولا التركيز على صيانة حرية الفكر وحرية التعبير.
أريد التوكيد على التزام الدولة بتوفير التعليم وتوفير الرعاية الصحية لكل مواطن.
أريد التوكيد على التزام الدولة برعاية البحث العلمى.
أريد التوكيد على سيادة القانون.
إننى على يقين من أنه حيث يسود القانون وحيث يجد المواطن التعليم والرعاية الصحية وحيث تعطى الدولة أولوية لرعاية البحث العلمى، فأيّا كان نظام الحكم وأيّا كان النظام الاقتصادى فسيكون هناك مجتمع يحيا فيه المواطن حياة إنسانية كريمة.
داود روفائيل خشبة
القاهرة، 1 سبتمبر 2013








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مؤتمر صحفي لوزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه في لبنان


.. المبادرة المصرية بانتظار رد حماس وسط دعوات سياسية وعسكرية إس




.. هل تعتقل الجنائية الدولية نتنياهو ؟ | #ملف_اليوم


.. اتصال هاتفي مرتقب بين الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الإسرائي




.. مراسل الجزيرة يرصد انتشال الجثث من منزل عائلة أبو عبيد في من